أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تاج السر عثمان - في الذكري الثانية لرحيل البروفيسور محمد ابراهيم ابوسليم















المزيد.....

في الذكري الثانية لرحيل البروفيسور محمد ابراهيم ابوسليم


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2317 - 2008 / 6 / 19 - 06:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قراءة في الاثار الكاملة للامام المهدى

كان من انجازات البروفيسور محمد ابراهيم ابوسليم قبل أن يفارق دنيانا ، تحقيقه ونشره للآثار الكاملة للامام المهدى ، والذي يعد نقطة تحول هامة في دراسة تاريخ المهدية ، وكان ذلك تتويجا لجهد مثابر استمر حوالى ثلاثين عاما من عمله في دار الوثائق القومية ، وفي ثوثيق تاريخ المهدية والذي تخصص فيه واتقنه .
وبمناسبة مرور عامين على رحيل البروفيسور ابوسليم ، نقدم قراءة في الآثار الكاملة للامام المهدى التى حققها ونشرها ابوسليم في النصف الاول من تسعينيات القرن الماضي ، وصدرت عن دار جامعة الخرطوم للنشر في خمسة مجلدات .
1 – بين ايدينا الآن الآثار الكاملة للامام المهدى التى حققها ونشرها د . محمد ابراهيم ابوسليم وصدرت عن دار النشر بجامعة الخرطوم في خمسة مجلدات وهو سفر عظيم . ويساعد في القاء اضواء كاشفة على الثورة المهدية ، كما يساعدنا في تحديد الابعاد الحقيقية لشخصية الامام المهدى كقائد ثورى واسع وانسان عظيم واسع الافق ، استطاع أن يوظف الطاقات الثورية للتصوف في تفجير ثورة عظيمة في تاريخ السودان الحديث .
2 – أول ما يلفت النظر عند الاطلاع على الاعمال الكاملة للامام المهدى هو شخصية الامام المهدى التى هى انسانية بكل ماتحمل هذه الكلمة من معنى ومضمون .. فالمهدى دائما كان يميل للتسامح والانتصار للضعفاء والمظلومين ، ولايلجأ للعنف الا عند الضرورة ، وبعد أن يستنفد كل امكانات العمل السلمي ( راجع منشوراته الى غردون ) . كما تلفت النظر الى أن المهدى كان رءوفا رحيما بالنساء ، وكان دائما ينتصر للنساء المظلومات اللائى كن يستجرن به من عسف بعض الانصار ، كما يرفض اكراههن على شئ لايرغبن فيه ..
3 – كما تلفت النظر ايضا : أن الامام المهدى كان يعرف اقدار الناس ، كما كان يعرف قدر نفسه ، وكان كثير الشكر لله وللآخرين ، ويقدر منجزات الآخرين ، اى كان لايبخس الناس اشياءهم .
4 – واللافت للنظر ايضا ، ان الامام المهدى لم يكن متسلطا ، بل كان متواضعا ، وكان يشاور من حوله ، وغالبا ما كان يقبل الاقتراحات المعقولة والسليمة التى كانت تصله من عماله وانصاره ويوافق على العمل بها ، كما كا يطرح مشاكله لخلفائه وانصاره بهدف ايجاد الحلول لها ( انظر منشوره حول نسائه ) . والتواضع أيضا يتضح من أن المهدى لم يدع العصمة ، ولم يضع نفسه فوق المحاسبة ، بل حتى في الحضرة التى يوردها عندما شكاه الترك الى الله بأنه قتلهم دون انذارهم ، أوضح أنه انذرهم وحدد شاهده سيد الوجود ( ص ) . وتواضع المهدى ايضا يتضح في خطاباته التى كان يصدرها الى قادة الثورة المهدية .. على اختلاف درجاتهم ، والتى لايضع فيها احكاما نهائية ، ويترك لهم الاضافة والتعديل في اعماله وقراراته ( انظر رسائله لمحمد الخير عبدالله خوجلى على سبيل المثال ) .
5 – كما توضح الرسائل الخط العام الذي حكم تطور الثورة المهدية ، وهو الخط المنحاز للفقراء والمستضعفين .. ودعوته المتكررة لنبذ الدنيا وفانى لذاتها ويركز على القيمة والدرجة العليا للتصوف التى تصور المسلمين الاحرار الكرام الذين يخافون من الله لاطمعا في جنته أو خوفا من ناره .
6 – كما تفيدنا المنشورات الكاملة في عمل دراسات عميقة حول فكر الامام المهدى حول ملكية الآرض ، وحول الأحوال الشخصية ، وحول ملكية الدولة للمؤسسات الهامة وغير ذلك مما قدمنا حوله دراسات في ابحاثنا السابقة ، كما تساعدنا ايضا في القاء الضوء على خصوصية الايديولوجية المهدية في السودان . أى ان الاعمال الكاملة تساعدنا في رسم لوحة قريبة من الواقع عن المهدية وعن الثورة المهدية في معنطفاتها ومنعرجاتها المختلفة .
7 – رسائل المهدى توضح أن الامام المهدى كان مبدئيا رغم المرونة الواسعة التى كان يبديها مع الاعداء والاصدقاء ، اى كان شديدا على الاعداء ورءوفا رحيما بانصاره ..
8 – توضح الرسائل والمنشورات أن المهدى دائما كان يعمل على ترسيخ قيم التواضع والزهد في الدنيا والثبات والشجاعة في انصاره ، كما كان يدعو انصاره للارتقاء الى منزلة الاحرار الكرام الذين ينبذون الدنيا والآخرة من اجل الله ..
9 – الرسائل توضح عمق دراسة المهدى للقرآن والسنة والتصوف الاسلامي ومعرفته بخصائص الواقع السوداني ، وانطلاقه من البيئة في ضرب الأمثلة : على سبيل المثال : لترسيخ قيم الزهد يورد ( الطمع ودر ما جمع ) ، ( وان جريت حرى الوحوش غير رزقك ما تحوش ) ، وفي مثال الشجرة يورد شجرة الهشاب ( الصمغ ) المستمدة من البيئة ، وغير ذلك من الأمثلة التى تعكس عمق ارتباط المهدى بالبيئة والواقع السوداني .
11 – الرسائل توضح الصفات القيادية للامام المهدى ، والتى من أهمها خصائصها ترك الآخرين يعملوا ويخطئون ويصححون اخطائهم من خلال الممارسة ، أى أن المهدى لم يكن يتدخل في تفاصيل عمل عماله .. كما أنه حدد المسئوليات وتخلص من تفاصيل العمل الاداري والمالى اليومي وتفرغ للدعوة للدين والارشاد على سبيل المثال : الخليفة عبدالله اصبح مسئولا عن العمل الاداري ، احمد سليمان مسئولا عن بيت المال ، .... الخ ، اى أن الامام المهدى لم يجمع من ناحية عملية بين السلطتين التنفيذية والتشريعية .
أى أن المهدى اسهم في توسيع دائرة العمل القيادي ، وكان ذلك ضروريا في بلد كالسودان مترامى الاطراف ، وكان محصول هذه العملية ، مع التواضع والتوجيهات والشحنات الدينية والطاقات الروحية الهائلة ، ظهور قادة مبدعين كان لهم وزنهم في الثورة المهدية مثل : ود النجومي ، ابوقرجه ، محمد خالد زقل ، احمد سليمان ، الخليفة عبدالله ، حمدان ابوعنجه ، .... الخ . وهم كانوا قادة افذاذ في الجوانب العسكرية والادارية والمالية ، ... الخ .
كما توضح الرسائل أن المهدى كان يحسن اختيار المسئولين والامراء من منطقة السكان نفسها أو من قبائلهم فمثلا : اختيار عثمان دقنه كعامل بالشرق ، كان موفقا لأنه كان أدرى بشعاب الشرق . ومحمد الخير عبدالله خوجلى عاملا لبربر لأنه كان عالما بطبائع أهل الشمالية وعاداتهم المترسخة في ملكية الأرض ... الخ .
12 – والقارئ للمنشورات الكاملة يلاحظ أن المهدى كان يميل الى اليسر لاالعسر ، وكان دائما يميل الى تخفيض الاحكام المتعسفة ، ودائما لايرد طلب مظلوم سواء كانت تلك الطلبات فردية أو جماعية .. أى دائما كان يعبر عن رغبات الناس طالما كانت سليمة ومشروعة ومقبولة .
وأخيرا الأعمال الكاملة توحى بأفكار ودراسات كثيرة حول المهدية والثورة المهدية .. وقد احسن د . ابوسليم صنعاعندما حققها ونشرها كاملة لتصبح في ايدى القراء . كما توضح الوثائق الجانب الانساني للامام المهدى وانحيازه التام للفقراء والمستضعفين في الارض .



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مستقبل الحزب الشيوعي السوداني
- ماهي طبيعة وحقيقة اتفاق التراضي الوطني؟
- الستالينية وتجربة الحزب الشيوعي السوداني (3)( الحلقة الثالثة ...
- الشمال والجنوب واحتمالات تجدد الحرب ومستقبل الاوضاع في دارفو ...
- ابيي ولعنة النفط: هل سيجد الاتفاق الاخير حول ابيي طريقه للتن ...
- نقاط حول تجديد برنامج الحزب الشيوعي السوداني
- جذور الفكر الماركسي والاشتراكي في السودان
- كيف تناول مشروع التقرير السياسي العلاقة بين الكادر القديم وا ...
- المفهوم المادي للتاريخ:محاولة لتوسيع مدي المفهوم
- حول اسم الحزب
- اتفاقية نيفاشا ومستقبل الشراكة
- المتغيرات في الاوضاع المحلية والعالمية بعد المؤتمر الرابع لل ...
- الماركسية وقضايا المناطق المهمشة في السودان
- الاثار الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لنشأة وتطور سكك حديد ...
- حول قرار عبد الواحد بفتح مكتب لحركته داخل اسرائيل
- الرحلة من موسكو الي منسك
- حول تجربة مشاركة التجمع في السلطة التشريعية والتنفيذية
- وثيقة الحقوق في الدستور الانتقالي لعام 2005م: التناقض بين ال ...
- ملاحظات نقدية علي برامج الحركات الاقليمية والجهوية(3)
- ملاحظات نقدية علي برامج الحركات الاقليمية والجهوية(2)


المزيد.....




- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان
- الشريعة والحياة في رمضان- مفهوم الأمة.. عناصر القوة وأدوات ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تاج السر عثمان - في الذكري الثانية لرحيل البروفيسور محمد ابراهيم ابوسليم