أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - متى ينزل اليسار الفلسطيني عن الشجرة














المزيد.....

متى ينزل اليسار الفلسطيني عن الشجرة


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2317 - 2008 / 6 / 19 - 06:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


تشهد الساحة الفلسطينية مخاض وتحولات سياسية وفكرية ستقود في نهاية المطاف إلى غياب قوى كانت لها بصمتها الخاصة في النضال الوطني الفلسطيني، قوى شكلت ضمانة حقيقية لجمت كافة المحاولات الرامية للتفريط بالثوابت الوطنية، وكانت نموذجا منحازا لمصالح الشعب الفلسطينية وسندا لشرائحه المهشمة، وذلك باعتمادها المصلحة الوطنية العليا في صياغة مواقفها المستندة للتحليل العلمي.

صحيح أن الأزمة عامة ولها أسبابها الموضوعية التي ساعدت على تعميقها، ولكن لا بد من الاعتراف بان فصائل العمل الوطني وبالتحديد اليسارية منها حملت أسباب ضعفها وفنائها لانخراطها في عملية الاستقطاب النخبوي الذي شكل فيما بعد أزمة حقيقية لهذه القوى التي ضحت بالشعارات المنحازة للطبقات الفقيرة نظرة للانقلاب الأبيض الذي قادته الفئات التي التصقت بالنضال استجابة لمصالحها الخاصة وانتظارا للفرصة المواتية للانبطاح إمام أي عرض مهما قل شأنه.

لقد عاش اليسار الفلسطيني إرهاصات صعبة وخطيرة جراء استهدافه من الاحتلال الإسرائيلي وبالتحديد القيادات الفاعلة، وبما أن الفراغ لا وجود له في الحركة النضالية تسللت شرائح غير مؤمنة ببرامج الفصائل التي انتمت إليها، هذه الشرائح لعبت دورا رئيسا في الترهل الذي يعيشه اليسار الفلسطيني في الحقبة الحالية، والطامة الكبرى أنها أعلنت حالة الطلاق بتظاهرة نقدية عدمية لتبرير ذاتها، ولترتمي على الفور في أحضان الأمريكان والإسرائيليين ولمن يدفع أكثر، لذلك نجد أن رموز الهرولة باتجاه التطبيع بكل أشكاله لهم أصول يسارية.

لقد فقد اليسار الفلسطيني البوصلة وتخلى عن شعارتة الاجتماعية ولم يعد يشكل حالة فكرية وايدولوجية في أوساط الشعب الفلسطيني وانضم إلى المجموع الكمي الغير فاعل، ومما ساعد على الاستمرار في رحلة التيه لليسار فقدانه للديناميكية السياسية والقراءة العلمية للتحولات الأيدلوجية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، واقتنع بان يكون رقما مهمشها في الحركة الوطنية الفلسطينية، واشغل نفسه في معركة فكرية داخلية ساذجة حول الأحجام والعقائدية، معركة أفشلت كل المحاولات الهادفة لتوحيده أو بعضة وتجلى ذلك في العديد من المعارك المفتعلة التي عبرت عن ضيق الأفق لتتوج بالفشل قي الانتخابات التشريعية الثانية، حيث العجز الواضح بين فصائل اليسار الفلسطيني على الاتفاق لتشكيل قائمة انتخابية موحدة لمواجهة المخاطر والتحديدات التي تهدد وجودة.

تناقضات ومعارك جانبية كشفت عن مدى الوهن الذي تعيشه فصائل اليسار الفلسطيني التي تذرعت بالظروف الموضوعية وعنف الاحتلال، لترتضي لنفسها أن تراقب كشاهد زور المخاضات التي تعيشها القضية الفلسطينية، وتلعب دور الوسيط بين حركتي فتح وحماس المتصارعتان على السلطة، والغريب أنهم جميعا يكتفوا بطرح المبادرات والصمت على أطروحات المحاصصة بين فتح وحماس في اتفاق مكة، وقد يتكرر المشهد في الحوار الذي دعا له الرئيس محمود عباس للخروج من المأزق الفلسطيني.

إن اليسار الفلسطيني بحاجة إلى برسترويكا ولكن على الطريقة الفلسطينية تكون مدعومة بورشة عمل مفتوحة بين تلك الفصائل التي باتت ملزمة للوقوف أمام نفسها بوقفة نقدية لكافة الممارسات الغير مسئولة الصادرة عن قيادات تعايشت مع ظاهرة الانفصام والنرجسية التي تقزم الأخر متناسية إن قوتها تكمن في بقاء الآخر، وبغير المواجهة سيبقى اليسار الفلسطيني على الشجرة وسيطر لمواجهة الحتمية المؤكدة بفناءة، وقد لا نجانب الصواب إذا قلنا أن بعض الفصائل اليسارية الفلسطينية لم تعد سوى ديكور للقوى المسيطرة.

الفرصة لا زالت متاحة أمام هذه القوى لتحتل مكانها ولكن خارج إطار الفهم الميكانيكي، عليها أن تتصالح مع نفسها وشعبها، وتتخلص من الشوائب التي علقت بها، وان تطرح خطابا واضحا دون تملق لهذا الطرف أو ذاك، وان لا تكون مع الأمريكان وضدهم في نفس الوقت، وع المفاوضات والمقاومة، وان لا تعارض التطبيع نظريا وتمارسه على الأرض، وان تقف إلى جانب الناس في همومهم، ولن ينج ذلك بالحركات الارتجالية العرجاء التي تعبر عن الأزمة المستفحلة في أوساط اللذين يدورون في فلك اليسار.

إن تلك المحاولات الانتقائية التي لن تخرج عن إطار الخصخصة المؤسساتية التي تعتقد مخطئة أنها تستطيع أن تكون المحرك للتغيير وجمع شمل الطامحين إلى الديمقراطية والحريات، على اعتبار أن التاريخ لا يعيد نفسه، وان الأفراد وخاصة الطامحين للدفاع عن أنفسهم أمام التساؤلات المتداولة في الأوساط المختلفة حول الفساد المؤسساتي في فلسطين وظهور طبقة محسوبة على اليسار لها مصالح متناقضة مع طموحات الشعب وحقوقه في الحرية والعودة وتقرير المصير.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد الفلسطيني وثقافة الطابور
- حوار في الوقت الضائع
- مات المفتاح
- المبادرات في زمن الدكتاتوريات
- كاشف العورات
- شهداء فلسطين في طاحونة التطبيع
- كيف ولماذا: ستون عاما على النكبة
- عمال فلسطين قهر ما بعدة قهر
- اليسار الفلسطيني في بيت الطاعة
- لاجئون من المهد إلى اللحد
- أنا الشرعية والشرعية أنا
- من المسئول عن تصفية الوطنيين في الضفة المحتلة
- مرحى للتطبيع الإعلامي !! مات شناعة
- عطوفة المحافظ : العين بالعين
- موتى على أسرة الشفاء
- الحكومة الفلسطينية وتراكم الفشل
- متى ستنضم إسرائيل للجامعة العربية
- القطط السمان والعذر الأقبح من ذنب
- إعلان صنعاء وتجار المرحلة
- الشعب الفلسطيني يريد العنب


المزيد.....




- أندر إوز بالعالم وُجد بفناء منزل في كاليفورنيا.. كم عددها وك ...
- بعدما وضعتها تايلور سويفت في كوتشيلا.. شاهد الإقبال الكبير ع ...
- طائرتان كادتا تصطدمان في حادث وشيك أثناء الإقلاع.. شاهد رد ف ...
- بعد استخدامها -الفيتو-.. محمود عباس: سنعيد النظر في العلاقات ...
- لبنان.. القبض على رجل قتل زوجته وقطع جسدها بمنشار كهربائي ود ...
- هل ستجر إسرائيل الولايات المتحدة إلى حرب مدمرة في الشرق الأو ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل 10 فلسطنيين في مخيم نور شمس شمالي ...
- الصين.. عودة كاسحتي الجليد إلى شنغهاي بعد انتهاء بعثة استكشا ...
- احباط عملية تهريب مخدرات بقيمة 8.5 مليون دولار متوجهة من إير ...
- -كتائب القسام- تعرض مشاهد من استهدافها جرافة عسكرية إسرائيلي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - متى ينزل اليسار الفلسطيني عن الشجرة