أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم الخياط - العلاقات العامة عند الجواهري















المزيد.....

العلاقات العامة عند الجواهري


ابراهيم الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 2317 - 2008 / 6 / 19 - 06:12
المحور: الادب والفن
    


(شاعر العرب الأكبر)، لقب استحقه محمد مهدي الجواهري بجدارة في وقت مبكر من حياته الشعرية ، وارتضاه له العرب أينما كان وأينما كان شعره، فرغم ان الساحة العربية كانت مليئة بالشعراء الكبار في عصره ، لكنه حصل على هذا اللقب عن موهبة تامة وإجماع مطلق، ولعلنا لا نجافي الحقيقة اذا قلنا انه لم يظهر بعد المتنبي شاعر مثل الجواهري، وهذه قناعة العرب جميعاً قارئين ونقاداً وباحثين .
بلدان عديدة فتحت أبوابها للجواهري، وهذا دليل على علاقاته الواسعة، وعلى مدى الاحترام الذي حظي به .
كانت علاقاته وطيدة مع الملوك والرؤساء، ومع كبار الأدباء والفنانين والمفكرين وأهل السياسة، وحتى مع الجمهور، وموثق انه في مستهل الثمانينات الماضية حين زار الموصل، خرج المئات لاستقباله، وازدحم الألوف لاستماعه، وكان أهل الموصل في تجواله يحيّونه، وهو المعروف بغطاء رأسه الخاص، وحتى صبايا الجامعات طوّقنه حلقاتٍ حلقات .

نبذة عن حياته :

محمد مهدي الجواهري (1899ـ 1997) شاعر من العراق ولد في النجف، كان أبوه عبد الحسين من علماء النجف، عائلته تعرف بآل الجواهر، نسبة الى احد أجداد الأسرة، اذ ألف الجدّ هذا كتاباً في الفقه واسماه "جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام" ومنه جاء لقب الجواهري .
نظم الشعر في سن مبكرة، واظهر ميلاً منذ الطفولة الى الأدب، واشترك في ثورة العشرين عام 1920 ضد السلطات البريطانية .
صدر له ديوان "بين الشعور والعاطفة" عام ( 1928)، واشتغل مدة قصيرة في بلاط الملك فيصل الأول عندما توّج، وكان الجواهري لا يزال يرتدي العمامة، ثم تركها كما ترك الاشتغال في البلاط الفيصلي، وراح يعمل بالصحافة بعد أن غادر النجف الى بغداد، فأصدر مجموعة من الصحف، منها جريدة (الفرات) وجريدة (الانقلاب) ثم جريدة (الرأي العام) .
بعد ثورة تموز 1958 انتخب رئيساً لإتحاد الأدباء العراقيين ونقيبا للصحفيين. واجه مضايقات مختلفة فغادر العراق عام 1961 إلى لبنان، ومن هناك استقر في براغ سبع سنوات، وصدر له فيها عام 1965ديوان جديد سماه "بريد الغربة ".
عاد إلى العراق عام 1968، ليتركه مجددا بعد تسلم صدام حسين دفة الحكم. تنقل بين سوريا، مصر، المغرب والأردن، ولكنه استقر في سوريا، ونزل في ضيافة رئيسها ، فكرمه بمنحه أعلى وسام في البلاد، فأمضى في دمشق بقية حياته، حتى توفي عن عمر قارب المائة سنة .

علاقاته مع الملوك والرؤساء

1. حافظ الأسد

الرئيس السوري حافظ الاسد هو الذي دعاه الى دمشق. بقي لمدة عام مترددا، ولكن نقيب الصحفيين السوريين زار براغ وأقنعه، فقدم عام 1983 وأستقبل بحفاوة تليق به، وخُصصت له دار وسيارة .
مدح الأسد بقصيدة شهيرة، كان قد كتبها قبل أن يفكر بالمجيء الى دمشق :
سلاماً أيها الأسد سلمتَ ويسلم البلد

وعندما توفيت زوجة الشاعر " أمونة " في كانون الثاني 1992 حضر الرئيس السوري مجلس العزاء ومكث لساعة ونصف الساعة .

2. الملك حسين

مستهل التسعينات، وأثناء إياب الشاعر من القاهرة الى دمشق مرّ بعمان ، فأستقبل بترحاب منقطع النظير، وحين قرأ يوم 2 كانون الأول 1992 في حضرة الملك قصيدته :

يا سيدي اسعف فمي ليقولا في عيد مولدك الجميل جميلا
يا أيها الملك الأجل مكانة بين الملوك ، ويا أعز قبيـلا
يا ابن الذين تنزلت ببيوتهم سور الكتاب ، ورتلت ترتيلا

ترك الملك مكانه، وخلافا للتقاليد، سار الى المنصة لتقبيل الجواهري.

3. ولي العهد السعودي

في نيسان 1994 وأثناء انعقاد مهرجان "الجنادرية" في السعودية، التقاه ولي العهد "الملك حالياً " ، وفي الوليمة الكبرى للمهرجان، مسك يد الجواهري، وأجلسه على طاولته، متحدثاً معه بحميمية .

4. جلال الطالباني

يعود التعارف بينهما إلى عام 1959، حين كان الجواهري نقيباً للصحفيين، وكان الطالباني ممثلاً للحزب الديمقراطي الكردستاني في النقابة، وتعززت العلاقة حين عملا معاً بعد انقلاب شباط 1963 في "حركة الدفاع عن الشعب العراقي" التي رأسها الجواهري في براغ وضمت معهما د. فيصل السامر ومسعود البرزاني ونزيهة الدليمي وأعلام آخرين.
كتب عنه قصيدة معروفة مطلعها :
شوقاً "جلال" كشوق العين للوسن كشوق ناء، غريب الدار للوطن


5. الوصي عبد الإله

نشأت بينهما علاقة وطيدة، وتحولت المودة الى السهرات، حتى ان الوصي كان يضع بنفسه الثلج في كأس الجواهري، وقد مدحه عام 1947 في قصيدة " ناغيت لبنانا" اثناء زيارة رئيس لبنان آنذاك الى بغداد، ومما جاء فيها :
"عبد الإله" وليس عابا أن أرى عظم المقام مطولاً فأطيلا


6. عبد الكريم قاسم

تعارفا في لندن عام 1954، حيث جمعتهما صدفة عند طبيب أسنان، الجواهري السائح وقاسم طالب كلية الأركان، وحينها طلب قاسم من الجواهري أن يتحدث عند البلاط عن شمول الضباط بالضمان الصحي.
بعد ثورة 14 تموز 1958 بيومين أو ثلاثة ، وكان الجواهري في مدينة "علي الغربي" فاذا به يرى صور قائد الثورة متفاجئا أنه صاحبه القديم .
في بغداد قال له قاسم : عطـّر فمك بحديث الثورة .
فكتب الجواهري الكثير لشعبه ووطنه وثورته الفتية، كما لم ينس أن يأتي على ذكر صاحبه الذي تحول الى اسطورة ، فعنه قال :
عبد الكريم وفي العراق خصاصة ليدِ ، وقد كنتَ الكريمَ المحسنا




نماذج من شعره


1. قصيدة " ابو العلاء المعري "

ألقيت في مهرجان ذكرى أبي العلاء المعري الذي أقامه المجمع العلمي العربي عام 1944 بدمشق، وكان الشاعر ممثلاً للعراق :
قف بالمعرة وامسح خدها التربا
واستوح من طوّق الدنيا بما وهبا
واستوح من طبّب الدنيا بحكمته
ومن على جرحها من روحه سكبا
وسائل الحفرة المرموق جانبها
هل تبتغي مطمعا او ترتجي طلبا؟

***
2. قصيدة " ناجيت قبرك "

نظمت والشاعر في بيروت في طريقه الى المؤتمر الطبي العربي، مندوبا عن العراق، وحين وصله خبر وفاة عقيلته "مناهل" عن عارض مؤلم لم يمهلها سوى يومين، تخلى عن الالتحاق بالمؤتمر، وقفل راجعا الى بغداد، وكان ذلك عام 1939 :

في ذمة الله ما ألقى وما أجد
أهذه صخرة أم هذه كبد
قد يقتل الحزنُ مَن أحبابه بعدوا
عنه، فكيف بمن أحبابه فقدوا

***

3. قصيدة " آمنت بالحسين "

ألقاها الشاعر في الحفل الذي أقيم في كربلاء يوم 26 تشرين الثاني 1947 ، لذكرى استشهاد الحسين، وكتب خمسة عشر بيتا منها بالذهب على الباب الرئيس الذي يؤدي الى الرواق الحسيني:

شممت ثراك فهب النسيم نسيم الكرامة من بلقع
وطفت بقبرك طوف الخيال بصومعة الملهم المبدع
وقدستُ ذكراك لم انتحل ثياب التقاة ولم أدع

***

4. قصيدة " يا أم عوف "

نظمها عام 1955، عندما أصاب عطل سيارته قرب بلدة "علي الغربي" فنزل عند بيت قروي، حيث ضيّفته امرأة عجوز اسمها "أم عوف" :

يا ( أم عوف ) عجيبات ليالينا
يدنين أهواءنا القصوى ويقصينا
في كل يوم بلا وعي ولا سبب
ينزلن ناساً على حكم، ويعلينا

***

5. قصيدة " المقصورة "

هذه من مطولاته وقد كتبت بـ 400 بيت، ولكن ريحاً هبّت على بغداد أطارت أوراقه، فطار أكثر من مائة بيت منها، ذلك اثناء جلوس الشاعر وهو يكتبها في شرفة داره على دجلة عام 1947، ويقول الجواهري عن هذه القصيدة : لو فنيت أشعاري كلها لبقيت ( المقصورة ):
برغم الإباء ورغم العلى ورغم أنوف كرام المَلا
ورغم القلوب التي تستفيض عطفاً تحوطك حوط الحمى
وإذ أنت ترعاك عينُ الزمان ويهفو لجرسك سمعُ الدنى
وتلتف حولك شتى النفوس تجيش بشتى ضروب الأسى
وتعرب عنها بما لا تبين كأنك من كلّ نفس حشا
فأنت مع الصبح شدو الرعاة وحلم العذارى إذا الليل جا
سلام على هضبات العراق على شطيّه والجرف والمنحنى



استنتاجات
ان الجواهري باعتباره منظومة شعرية قد أثر واقنع وثقف، وإن رسالته ( القصيدة ) قد تمكن من إيصالها، وتلقى صداها وردّ فعلها، وان شبكة العلاقات الواسعة التي إمتلكها الشاعر الكبير مع الملوك والرؤساء والمسؤولين والأدباء وعموم الناس تدل على جاذبيته الشخصية، وقدرته على مواجهة الناس، كما تدلّ ثقافته العامة، وحسّه الفني، وامتلاكه لناصية الشعر والصحافة، وعلو لغته في الحديث والكتابة، ثم انه كان على دراية بالعلوم الإنسانية لا سيما علم الاجتماع الذي صار به محبوبا، وعلم الإدارة وهو المدير الناجح لعدة صحف، وعلم الإتصال وقد اشتهرت وراجت قصائده وصحفه، وعلم السياسة الذي به صار صديق الكبار ونديمهم .

الخلاصة
كان الجواهري سفيرا عالي الشأن، وكانت علاقاته العامة ثقافية وسياسية الصنف، كان وكأنه لوحده حزب أو وزارة للخارجية او اتحاد للأدباء او نقابة للصحفيين او وزارة للثقافة بل اكثر .


المصادر

1. ذكرياتي ج 1 ج 2 ـ محمد مهدي الجواهري ـ دار الرافدين ـ دمشق 1988 2. ديوان الجواهري ـ سبعة اجزاء ـ وزارة الثقافة والإعلام ـ بغداد 1974 ـ 1979
3. موقع الجواهري http://www.jawahiri.com
4. محاضرات في العلاقات العامة ـ د.جاسم العقابي ـ جامعة بغداد ـ كلية الإعلام ـ بغداد 2006
5. معلومات خاصة من د.خيال الجواهري كريمة الشاعر وزوجها المسرحي صباح المندلاوي



#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آثمون.. من قصائد مهرجان المربد الخامس البصرة 9 11 أيار 200 ...
- بعقوبة والشيوعيون وموسم الهجرة إلى الأفراح
- وقفة عند محاججة الأرباب
- فبأيّ أعين بعضكما تنظران
- بئس هذه الحرية ، نِعم هذا الزعاف!
- على حائط حنا السكران
- أفلاطونيا
- انا واحد ...وانت تتكرر للشاعر مهدي القريشي
- النبي الصامت
- بعقوبة
- هناءة المحابس
- كاسب كار
- الضجة الصديقة
- يا امرأة الوجع الحلو
- من بعقوبة البرتقال والنضال
- في فئ السنديانة الحمراء البتول
- جمهورية البرتقال
- حُداء الغرانيق
- مدمي الشباب
- واحدة لا تكفي


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم الخياط - العلاقات العامة عند الجواهري