أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سليمان السلطان - شهامة بوش مقابل شهامة العروبة السعودية














المزيد.....

شهامة بوش مقابل شهامة العروبة السعودية


سليمان السلطان

الحوار المتمدن-العدد: 2316 - 2008 / 6 / 18 - 11:28
المحور: المجتمع المدني
    


بين الفينة والأخرى، نسمع في الأخبار "الُمبرمجة سلفاً" عن شهامة الحكومة السعودية في التبرع (ناهيك عن سعيها الحثيث لإيواء الآخرين) لمعالجة مريض حالته مستعصية، أقول هذا، وأنا استرجع ما سمعتُه بالأمس في (قناة العربية) في الصباح عن تبرع الملك عبدالله للتكفل بعلاج حالة لطفل أردني في الثانية عشرة من عمره، يعاني من حالة (انتفاخ) في الوزن إن صح التعبير، ففي كل يوم - كما يقول الخبر - يضاف كيلوغرام إلى وزنه الذي قارب 300 كيلوغراماً...!!!

حالة لا تزال سراً غامضاً، تستلزم ابحاثاً خاصةً لكي يتم تشخيصها وتفسيرها طبياً...! ولكن المال منّا ومنهم "العيال"... أقصد الغربيين (لا العرب المتبرع لهم) فهم أصحاب البحث الطبي!!!

ما أجملها من صفقة - مأساة إنسانية ودعاية "إنسانية" أيضاً...! لذا لا اعتراض لدينا على هذه الشهامة العربية (الله يزيدها) التي تضاف إلى قائمة "شهامتهم التاريخية" الطويلة والسحيقة التي تمتد إلى حاتم الطائي...! اصالة لا بعدها اصالة، لذا لا غرابة أن ننغمس بالاصالة التراثية والعرقية!!!

ولكن اتساءل (بخجل ووجل في ذات الوقت) ماذا يفعل "الفرد" في الدول المتحضرة في مثل هذا الوضع، فثقافتهم (الجامدة) لا تعرف الشهامة العروبية، ولا سيما الملكية، في ظل مفهوم الاستقلالية الفردانية والجماعية... لكن - ويحق لي التساؤل أيضاً - هل هذه نقمة أو نعمة...؟!

تساؤل غير مهم في خضم الزخم العروبي – على كل حال!!! فلا تقلقوا أنفسكم يا سادة!!!

رغم ذلك، حقيقةً أنا لا ادري... فلعلي يوماً أضطر إلى مثل هذا الشهامة، وهذه الأريحية، التي من الضروري أن تُذاع على "التلفاز" (كما أخبار كرم حاتم الطائي)، مثلما أُذيع عن هذا الفتي الشقي بسمنته المتزايدة، فظهر على الشاشة "الفضية" في كامل جسده العاري، لغرض البَرْهنة على "الشهامة"!!! فنحن أمة نتوّق إلى الدليل "العلمي" للبرهنة على شهامتنا، فالبرهنة أمر لازبّ لكي نكون موضع شك - فنصنف من ضمن المرهطقين!!!

"فيدل كاسترو" (بلحيته السلفية) دوماً ما يغيض الامريكان، لذا يفتخر بأن التامين الطبي في بلده الاشتراكي (أقول بلد"ه" حيث أنه الحاكم الأوحد، ورمز الوطن) أفضل بكثير من التأمين الطبي في بلد مثل امريكا الرأسمالية... فالمواطن الإمريكي مسكين، إذ لا ملجأ له إلا ذاته وحريته وحقوقه... فلا أمل له في شهامة ملك ولا بوليصة تأمين "اشتراكية"...! فالمواطن الإمريكي "هذا المسكين" لا يمتلك حتى الأمل في أن يحمل ملف أخضر ذا مشبك يشكّ الأيادي و"العقول"، وليس مضطراً لكي يتماشى مع البيروقراطية الاجتماعية التي تُحبر على لبسّ "البشت" الآخاذّ في "شفافيته" التي تقطع الأنفاس، لأنه يغلف لابسه بوهج مبهر يشعره بأنه إنسان مهمَ، اي إنساني لأبعد الحدود الإعلامية والجماهرية!!!

أتصور (بطريقة كاريكاتورية) إمريكياً مصاباً بمرض خطير يمضي على أقدامه منتعلاً (زبيريه) لكي يصل إلى الغرفة البيضاوية في البيت الأبيض بعد أن يمرّ برتل من "الأخوية" – كل هذا لكي يصل إلى بوش (الكبير أو الصغير - لا يهم) في الغرفة التي يقرر بها زعماء امريكا مصائر أمم أخرى، ثم يخيب ظن هذا الإمريكي، لأن وقت زعيمه أثمن من أن يُهدر بالشفقة على هذا التعيس الذي لا يستطيع حتى أن يستعين بشيخ قارئ صاحب تفلة مباركة... (بعد أن غلبه اليأس) إذ أن كل الطرق مقفلة أمامه... فلا شهامة ولا بركة تنفع!!!

هنا فقط ندرك - نحن المسلمون - بأن الشعوذة (كذلك الشهامة البدوية) أفضل من اليأس، ونحمد الله على نعمة الشعوذة، فهي التي تصخّر لنا منتجات الغربيين حتى في فضاء الطب، ونحن في غنى عنها، لأن لدينا شهامة الحاكم بماله، وبركة الشيخ بتفاله...!

أتذكر في هذه اللحظة بالذات سيرة "الخليفة" هارون (رضي الله عنه)، كيف كان يحج حافياً، ثم يستمتع بالنبيذ المحلّل له في نشوة الجنس والعربدة المباحين "له" ايضاً، هي عادة ورثها ابنه الأمين، فاتن ابي نواس "المعربد"، وابنه المأمون فاتن المعتزلة "المتقين"...

فيا لها من لحظة نادرة تجتمع فيها المتناقضات - التقوى والعربة، الكذب والصدق، وأخيرا وليس آخراً السياسة والدين!!!

لا أدري لماذا هنا (أو هنالك) تذكرتُ أيضاً رواية قرأتها قديماً للكاتب الروسي الكلاسيكي (الذي يعتبر مؤسس الرواية الروسية) هو نيقولا غوغول بعنوان "الأرواح الميتة"... تحكي قصة رجل برجوازي "صغير" (وفقاً للتعبير الماركسي) يُسمى بـ"تشيشيكوف" (Chichikov) تَاجَرَ بأوراح "العبيد" المائتة، لكي يحقق مكاسب طبقية، لأن فخار الأنسان يقاس آنذاك (ولعلها هي كذلك الآن) بعدد المصخّرين من الفلاحين (السرفيين Serfs )، "تشيشيكوف" كان رجلا "وصوليا"، ولكنه كان شهماً من دون شك، لأنه على الأقل يدرك قيمة الأموات، ولو كان دافع هذه القيمة نرجسيا ...!

ما أجمل - وهنا يحلو لي أتوقف – شهامتهم في انقاذ المعتازين من العرب والمسلمين ذوي الأرواح الميتة!!! تشيشيكوف الوصولي يعود تارة أخرى من أسرة ارستقراطية... فهل هذا يعني بأنها عودته النهائية...؟! لا أقدر أن أجزم بذلك... فهل تستطيع أنت!!!؟
*



#سليمان_السلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاح السياسي والثقافي الاجتماعي أولاً...!


المزيد.....




- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي
- مصر وأيرلندا: غزة تعاني المجاعة وغير قابلة للعيش
- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سليمان السلطان - شهامة بوش مقابل شهامة العروبة السعودية