عمران العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 2316 - 2008 / 6 / 18 - 08:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ ولادة الكتل والتحالفات السياسية قبل الانتخابات البرلمانية السابقة وظاهرة انشطار الكتل والانسحابات هي الظاهرة الاكثر بروزا على الساحة السياسية العراقية في مؤشر على عمق الارباك والارتباك السياسي الذي تعاني منه تلك الكتل على خلفية الاسباب التي استدعت وجود تلك التشكيلات السياسية وفي مفصل مهم من مفاصل التكوين للعملية السياسية، والانشطار هذا يؤكد خطأ ذلك التكوين الذي لم يكن مبنيا على اساس وضوح الرؤيا والاهداف وتوافقها فيما بين الجهات المؤتلفة، فلو كان هنالك توافق في الاهداف لإنتفت حالة الانشطار وهذا يؤكد بما لايقبل الشك ان التحالفات تلك مبنية على محاولة الدفاع عن وجود معين، وحينما انتهت الانتخابات وبدأ العمل الفعلي على الارض ظهر اختلاف الرؤيا لكيفية التعامل مع الحالة السياسية العراقية على ارض الواقع مما يؤكد عدم وجود برنامج سياسي واضح يمكن الركون اليه.
قد يجد البعض ان حالة الانشطار والاختلاف السياسي هي ضرورة من ضرورات الحراك السياسي وهذا صحيح ولكن على ما يبدو ان الانشطارات تلك لاتؤكد هذه الرؤيا ولاتصب في هذا المجرى الذي هو ضروري لكل عملية ديمقراطية لان المراقب لتلك الانشطارات سيلاحظ ان ذلك الانشطار يجري مع اول اختلاف ولابسط القضايا والتي يمكن تجاوزها بالحوار البسيط وثانيهما ان بعد اي عملية انشطار تنشط عملية مقابلة لانشاء تكتلات اخرى والغريب في هذه التكتلات انها لاتبنى ايضا على حالة من التوافق في الافكار بين المؤتلفين الجدد بل في اغلبها تقام على اساس من الاحساس بضرورة انشاء تكتل في محاولة لتأكيد الذات لان هنالك احساس خاطئ بعدم التأثير جراء العمل المنفرد، وما يؤكد كلامنا ان اغلب التكتلات التي يعلن عنها سبق وان خاضت صراعا مريرا فيما بينها بسبب اختلاف الرؤى والاهداف، فما الذي استدعى وجود مثل هذه التكتلات المفاجئة او على اقل تقدير الحديث عن انبثاق تكتلات بين الاضداد ؟.
لايمكن القول بأن العملية السياسية بهذه الطريقة تجري في المسار الصحيح، والمسار الصحيح بناء إئتلافات وتكتلات سياسية مبنية على رؤيا واضحة خارج نطاق الخوف على المذهب والقومية وداخل البرنامج السياسي المبني على التوافق الصحيح وغير ذلك يعني اننا سنشهد تخبطا واضحا في ظهور واختفاء وانشطار الكتل مما يؤثر تأثيرا كبيرا على مجمل العمل البرلماني والعملية السياسية.
#عمران_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟