أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبد اللطيف المنيّر - الرهان السياسي














المزيد.....

الرهان السياسي


عبد اللطيف المنيّر

الحوار المتمدن-العدد: 2316 - 2008 / 6 / 18 - 04:51
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لم يكن الرهان خاسرا أو مجرد ضربا من الخيال، في ورقة حزب الله اللبناني– الإيراني التوجة، التي يمسك بها الحاكم السوري، والتي ستحول ذكرى نكسة حزيران من ذهنية المواطن العربي إلى شكل انتصار، وتحويل شعار اللاءات الثلاث (لا صلح، لا تفاوض، ولا للإعتراف) التي أقرها مؤتمر القمة العربي الرابع في السودان بأواخر صيف عام 67، والتي طرحته وتبنته سوريا وقتها، إلى فعل "نعم" للإعتراف والتطبيع والسلام مع إسرائيل !.

سوريا قاربت أن تحصد ما كانت تصبو إليه، خلال الأربعين عاما والتي مضت، وبعصى سحرية في حلّ كل التوترات الإقليمية، وترسيخ وتعزيز وجودها كلاعب أساس في منطقة الشرق الأوسط. وقد أستطاعت الإستفادة من الأحداث المفتعلة في المنطقة، كالعراق ولبنان وغزة، بوجهيها، الإيجابي، في تحقيق مصالحها، والسلبي، كأداة ضغط على القوى الكبرى التي تتحكم في المنطقة، كما أن سوريا تعرف تماما مواقيت تقديم، أو سحب تلك الورقة بما يتناسب وصالحها السياسي.

ستة أشهر على نهاية فترة الحكم، للحزب الجمهوري الأميركي، وإدعاء الرئيس جورج بوش الابن وفي مقابلته على العربية، في منتصف الشهر الماضي قال: " أنا رجل سلام ". لهو دلالة لما سنراه قبل نهاية ولايته في آواخر هذا العام، وأنه فعلا هو رجل السلام كما قال. وأن الموضوع العراقي وحاجة جورج بوش وحزبه، لكي ينهي فترة رئاستة بشكلها الإنتصاري وتحقيق موجبات الحرب التي دعى إليها، ومعرفة سوريا لهذه الحقيقة، أدت إلى سير الأمور وبإنضباطية التسارع في الأحداث، التي تمثلت في التهدئة على الجبهة العراقية وتقهقر مليشيا الصدر في مدينته. وانتخاب الرئيس اللبناني.

وتنفيذاً للشروط الإسرئيلية للحوار السوري الإسرئيلي والتي لن تتخلى عنها وتصّر عليها اسرائيل، ومنها مطالبتها سوريا بتفكيك حزب الله، فلابد من إبداء حسن النوايا السورية، وكان أولها إغتيال مغنية في دمشق، منسق وقائد العمليات العسكرية في ذلك الحزب، وبغض النظر عن كيفية تنفيذ الإغتيال، إن تمت على شكل تسهيلات لعناصر الموسات، أو بأيادي اخرى !، فهي تظل كنقطة بداية لبوادرحسن النوايا، وثانيا، في إسقاط ذلك المارد-حزب الله- وكشف زيف رؤيتة الوطنية أمام المواطن العربي في فخ غزوتي بيروت والجبل، وإستعمال سلاحه في الداخل، وحتى تكون لسوريا موجبات التخلي عنه لاحقا، ذلك بعدما سُربت معلومات عن خفايا وأسرار شبكة الإتصالات لحزب الله ونظام المراقبة لديه، للزعيم الدرزي وليد جنبلاط، وما نتج عنها من تداعيات.

لم تكن تلك الأحداث مجرد صدفة على الساحة الإخبارية، ونتيجة للمفاعلات السياسية التي شهدناها، كانت تنضج المباحثات السورية الإسرائلية على نار هادئة، ليكون إتفاق ذلك السلام المنشود، وليمحو حقبة تاريخية عصيبة مرت على الأمة العربية، وضحض نظرية "ماأخذ بالقوة لا يتسرد إلا بالقوة" ومن شعار أنتهت صلاحيته، إلى فعل في ترجيح لغة السلام وهي المنطق في تحديت السياسات السورية، والتي وضعها الأسد الأب، ليحمل الرئيس بشار الابن بشائرها، كبطل للسلام؟

ومن هنا، هل سيشاهد المواطن العربي مراسيم توقيع إتفاقية السلام في البيت الأبيض قريبا، بين جورج بوش الابن "رجل سلام"، وبشار الأسد "بطل السلام"، وميشيل سليمان "خادم المسارين"، ويهود ألمرت أو من سيخلفه، في غضون أشهر آتية؟ تبدأ بعدها عملية تسليم سلاح المليشيا الإلهية إلى الجيش اللبناني والمدعوم أميركياً، والتي لم يعد لها سبب لوجودها، في ظل إتفاقية السلام وبعد استعادة مزراع شبعا للبنان.

أم يبقى لبنان والمنطقة برمتها ضحية الرهان السياسي الذي يدفع ثمنه المواطن يوميا، ويعيش على فوهة بركان، وينتظر بتَرقُب بليغ، ما هو آت غداً ؟



#عبد_اللطيف_المنيّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -رغيف- الدمار الشامل
- ثمانية أخطاء سياسية
- العودة إلى الجذور
- الحس المعرفي لمفاتيح اللعبة الدولية
- الانفصاليون الجدد: مائة عام من العزلة
- المعارضة السورية عجزت عن تحقيق شعاراتها الرنانة وتحويلها إلى ...
- التغيير في سوريا بين الخداع البصري والمشروع البديل
- الذات الرئاسية : حسني مبارك نموذجاَ
- بين فكيّ الترسانتين: المائية والنووية
- بيت المال- والتسّول السياسي
- -صح النوم- ياعرب !
- تعديل الدستور أم إعادة كتابته؟
- موت أمّة وفرار يقظة
- الأموال العربية هل تُستثمر سياسيا؟
- بلقيس.. والمسافة من المرأة اليوم
- إعلان دمشق وخطوطه الحمراء
- أسئلة الإنتخابات الأميركية وغياب ال -لا - النقدية
- مناضلو الجبهة: الإخوان كارامازوف
- لو كان ديكارت..!
- الجزام السياسي


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبد اللطيف المنيّر - الرهان السياسي