أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - مثلث اليأس في الذكرى الاولى للانقسام















المزيد.....

مثلث اليأس في الذكرى الاولى للانقسام


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2313 - 2008 / 6 / 15 - 10:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


ماذا يوجد في الساحة الفلسطينية بعد مرور عام كامل ؟
لدينا الانقسام الفلسطيني , وتداعيات هذا الانقسام تصل في كثير من الأحيان إلى درجة وأشكال مأساوية , تصل إلى حد التنافس في صنع ما هو سلبي بعد أن استسلمنا لفقدان القدرة على صنع ما هو ايجابي .
ولدينا الحصار , وهو من الناحية العملية الوجه الأخر للانقسام , لأنه بني على الانقسام وتم اعتباره من قبل الاسرائيلين المعادل الموضوعي للانقسام , وهذا ظلم فادح , فإسرائيل التي تحاصرنا إلى حد الاختناق تريد أن تحملنا المسئولية الكاملة عن ذلك , وهذا شيء شاذ وغير طبيعي في تاريخ العلاقات السياسية ,فإذا كانت إسرائيل ترى وتعرف أن الانقسام جريمة ارتكبنا ها ضد أنفسنا ,فكيف تعاقبنا عليها إلى هذا الحد , هل لان إسرائيل حريصة على وحدتنا ؟ بالتأكيد فان هذا كلام لا يدخل العقل, إذا فان قيام إسرائيل بفرض الحصار لحظة حدوث الانقسام هو إفراط في الجريمة
ولدينا بعد الانقسام والحصار هذا العدوان العسكري والأمني المستمر , من خلال اجتياح محدودة , وعمليات توغل سريعة , وقصف مدفعي وجوي , وعمليات اغتيال متكررة , ولم يمر يوم واحد على امتداد السنة الأخيرة إلا وفقد شعبنا شهداء, وجرحى , ومخطوفين , وتجريف لأرض مشجرة , وهدم وتدمير بيوت ومصانع ومؤسسات .
ويرتبط بالحصار نوع أخر من الموت هو ذلك الموت الناجم عن المرضى الذين لا يجدون العلاج , وربما يكون العدد قد ارتفع إلى مايزيد عن مئة وثمانين حالة , وكذلك الذين يموتون تحت أنقاض الأنفاق على الحدود الفلسطينية المصرية فهذه الأنفاق التي كانت في الماضي ضرورة أمنية , أصبحت منذ فرض الحصار ضرورة حياتية , ولا يوجد إحصاء دقيق لضحايا الأنفاق على امتداد السنة الأخيرة , فبعض الأشخاص انهارت عليهم الأنفاق دون أن يعرف عددهم على وجه التحديد .
الخلاصة:
انه خلال السنة الأخيرة , منذ الرابع عشر من حزيران 2007 وحتى الرابع عشر من حزيران 2008 , لدينا مثلث من اليأس تتكون أضلاعه الثلاثة من الانقسام الداخلي الفلسطيني , انقسام سياسي وإداري وقانوني وجغرافي واجتماعي ونفسي , ثم الحصار الذي وصلت تداعياته إلى نسيجنا الاجتماعي والنفسي ناهيكم عن تداعياته التدميرية على صعيد الاقتصاد , والبنية التحتية , وأنماط الحياة والسلوك بصفة عامة , ثم الضلع الثالث وهو العدوان العسكري والأمني الإسرائيلي الذي لم يتوقف يوما واحدا , والذي يتصاعد ألان تحت مظلة التهديد بعملية عسكرية واسعة النطاق .
هذه حسبة بسيطة :
لان الخسائر هي في الحقيقة أكثر من ذلك بكثير, وأي مواطن من سكان قطاع غزة, يستطيع بجولة واحدة في أنحاء القطاع تستمر بضعة ساعات فقط, أن يرى الكارثة بحجمها الحقيقي.
خلال هذه السنة
جرت محاولات عديدة للخروج من بين أضلاع هذا المثلث اليائس , بان نكسر احد الأضلاع , لعل وعسى أن يتكسر المثلث كله , وبدأنا تلك المحاولات بمبادرات عربية ومبادرات فلسطينية داخلية للخروج من حالة الانقسام والعودة إلى الحوار والوحدة , وكان أخر هذه المحاولات عربيا هي المبادرة اليمنية , وأخرها وطنيا هي دعوة الأخ أبو مازن , ولكن النتيجة حتى ألان أن الحراك لا يصل إلى المدى المطلوب , والوقت يحترق , ولا توجد قوة دفع حقيقية .
وما زالت هناك جهود كبيرة تبذلها الشقيقة مصر لتحقيق انجاز حقيقي على صعيد ضلع أخر من أضلاع هذا المثلث اليائس , وهي الجهود التي تتواصل تحت عنوان التهدئة , بمعنى قض الاشتباك اليومي غير المتوازن بين قطاع غزة وإسرائيل أولا , والتقدم إلى الضفة الغربية لاحقا , على اعتبار أن هذه التهدئة حين تتحقق ستكون المدخل الرئيسي لإنهاء الحصار , وحينئذ ستكون الفرصة مهيأة أكثر لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الفلسطينية , ولكن الأمور على ارض الواقع لا تسير بهذه المرونة النظرية , فما تزال أضلاع المثلث اليائس قوية صامدة , وما تزال المأساة قائمة , وها نحن ندخل العام الثاني من عمر ماساتنا الجديدة , وهي مأساة تنتج تفاصيلها وتداعياتها مع كل يوم جديد , وهذه التفاصيل والتداعيات تنقلنا رغما عنا إلى الاسوا , إلى الحد الذي يخرج الحل من أيدينا نهائيا , إلى الحد الذي يمكن أن نتحول إلى ضحايا لحلول قسرية أخرى يصغها الأخر ونكون مجبرين على الانخراط فيها دون إرادة .
وكمثال على ذلك :
فان مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي , اتخذ قبل أيام قليلة قرارا يمنح الجهود المصرية فرصة لتحقيق التهدئة , فرصة محدودة , فرصة يتحدد سقفها الزمني في الاتفاق على إدارة اللعبة الداخلية في إسرائيل بخصوص الانتخابات المبكرة , ما يتحدد سقفها الزمني بنوع القرار الذي سيتبلور من خلال جولة الرئيس بوش الأوروبية التي تدور حول الملف النووي الإيراني .
إسرائيل قررت إعطاء فرصة لجهود مصر بشان التهدئة , ولكن تحت شرطين موضوعيين أولهما استمرار العمل العسكري ضد قطاع غزة بمعدلاته ووتائره الحالية , وثانيهما إبقاء خيار العمل العسكري قائما , والاستعدادات له جارية دون توقف.
هذه معادلة سياسية عسكرية أمنية , فكيف نؤثر فيها ؟, كيف نكسر احد أضلاعها ؟ وبأي ضلع من أضلاع هذا المثلث اليائس نبدأ ؟
هل نبدأ بالتهدئة, فنتعاون مع مصر بشكل اكبر, ونقدم لها ورقة حقيقية, ونبدأ بفرصة تهدئة من جانب واحد, لكي نكسر حالة التهديد العسكري الإسرائيلي ؟ أم نبدأ بانجاز المصالحة الوطنية , لان المصالحة الوطنية ستجند إلى جانبها حالة عربية ودولية اقوي تساعد على إنهاء الحصار ؟ أم نستمر في المراوحة مكاننا في حالة انتظار سلبي, لكي نرى الأمور تتدافع وراء بعضها, والتي قد تصل إلى أوضاع لا نريدها ؟
لابد من فعل فلسطيني, ومبادرة فلسطينية, وحراك عملي فلسطيني, لان الخطر كل الخطر أن نبقى مسجونين داخل هذا المثلث اليائس ننتظر المصير دون فعل جديد.
لقد مضى عام كامل على وضعنا الشاذ حيث استحكمت ضدنا أضلاع هذا المثلث البائس , الذي لم يتصور أي طرف فلسطيني أن يستمر هذا الوضع القائم كل هذا الوقت , كانت الأوهام تسيطر على العقول أوهام جميلة , أشبه بشطحات الجنون , وانظروا ألان ماذا حدث وماذا فعلنا بأنفسنا ؟؟وماذا فعل الأعداء بنا ؟ فهل تستغرقنا الأوهام أكثر ؟ والمكابرة السخيفة والعنتريات المشينة , أم ننتقد أنفسنا فننقذها , على الأقل علينا أن نحاول حتى لا تبلغ المأساة عامها الثاني , وحتى لا يسقط حلمنا للآبد



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افتراض التشابه افتراض الاختلاف
- دعوة ابو مازن والوقت الحاسم
- وحش اسمه الفراغ
- اسرائيل نيران تحت الرجل السياسي
- غزة وسباق الحلول
- كم نحن حمقى
- صلح في لبنان أم سلام في المنطقة
- حوار الدوحة امل كبير وخوف اكبر
- المقاومة وزمن الانزلاق الى الهاوية
- الأنفاق بوابة للحياة ومختنق للموت
- حقوق المراة بين حضور الواقع وهروب الاعتراف
- صديق ومسافة
- مقلى الفلافل محطة وقود !
- الاقوياء دائما يكذبون
- الوطن حين يتحول الى سجال
- سأغادر مدينتك
- هذه انا
- اشواك في العلاقات العربية
- إلى متى هذا الغياب؟
- هل ما زال هناك وقت


المزيد.....




- في نطاق 7 بنايات وطريق محدد للمطار.. مصدر لـCNN: أمريكا ستقي ...
- المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي يستقيل ويعتبر أن -ل ...
- لجنة أممية تتهم إسرائيل بعرقلة تحقيقها في هجمات 7 أكتوبر
- فيديو: -اشتقتُ لك كثيرًا يا بابا-... عائلات فلسطينية غزة تبح ...
- برلين ـ إطلاق شبكة أوروبية جديدة لتوثيق معاداة السامية
- رئيسي: ردنا المقبل سيكون أقوى وأوسع
- نتنياهو: حرب غزة جزء من تهديد إيرن
- -حزب الله- يستهدف مقرات قيادة ومراقبة جوية للجيش الإسرائيلي ...
- الجيش الأردني يكثف طلعاته الجوية
- مناورات تركية أمريكية مشتركة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - مثلث اليأس في الذكرى الاولى للانقسام