أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - بين اجراءات المالكي و همجية المليشيات ...















المزيد.....

بين اجراءات المالكي و همجية المليشيات ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2312 - 2008 / 6 / 14 - 10:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نهايـة الشهـر الرابـع مـن هذه السنـة كنت فـي بغـداد ضمـن وفـد المثقفين العراقيين للتضامـن مـع الكـورد الفيليـة ’ كانت المدينـة مضطربـة حزينـة مجـزاءة تحت رحمـة الحواجز الكونكريتـة والنفسيـة ومحميات النفوذ المليشياتـي ’ يتحدث فيهـا الرصاص مـع بعضـه سماءهـا الكئيبـة تمطـر على رؤوس اهلهـا قـذائف الهاون والراجمات والمدفعيـة ’ تقفـل ابواب اهلهـا بعـد الخامسـة مساءً يستطيعون فقـط النظـر الى خارجهـا عبـر ثقـوب اعـدت لـذلك الغرض الخوف والرعب والمبالغـة فـي الحـذر تميـز الأجـواء فـي الشوارع البغدادية .. جيش المهـدي ــ الصدريين ــ وجـوه غريبة مرقعة بالقسوة والجلف وانعـدام الرحمـة ’ اغلبهـم ملثـم بالأسود او الأخضـر واللنـدني وعيونهـم كخنـاجر صـداءة تبحث عـن ضحيـة لتستقـر في احشاءهـا كراهية ’ الناس تتجنب التقرب منهـم لأن مصيرهـم مرتبط بقرار مزاجـي يصـدره احـد مجانينهـم ’ الباعـة يعرضون حاجياتهـم بحذر حيث لا صوت يعلو على اصوات الأناشيـد التي تمجد السيد القائد مقتدى الصدر وبطولاته الخيالية ’ وكأن العراق قـد تخلـى عـن مجمـل تاريخـه لتلك العائلـة وتنازلت جـل المدن العراقيـة عـن هوياتهـا ليعيد السيد القائـد فصالهـا على مقاس اسمـاء تناسب نزواتـه ’ ولـم يكـن امام الوطـن فـي هذه الحالـة الا ان يتنكـر لرافديـه وتصبـح هويتـه ( بلاد مـا بيـن الصدرين ) لتكتمـل سخـافـة المهزلـة .
في لقاءنـا مـع رئيس الوزراء السيـد نوري المالكـي ’ اكـد لنـا علـى ان الحالـة سوف تنفـرج قريبـاً ’ ومثلما كان مفتاح امن العراق مرتهنا في مدينة البصـرة’ فأن امن بغـداد لا زال مرتهنـا فـي ( الصدر !!! ) ونفس القول تقريبـاً كـرره الأعلامـي الناجـح والعسكري الذي يقاتـل بالكلمـة والحجـة والتفائل والثقـة بالعراق واهلـه اللـواء قـاسـم عطـا هـذا الشهـم الذي قـدم للوفـد مساعدته في تهيئـة الحمايـة التي ترافقنـا مـن المطار الدولي الى محل اقامتنا " ان الحالة الراهنـة سوف لـن تستغرق اكثـر مـن عشرة ايام " ’ حينهـا كان الجيش العراقي والشرطـة والأجهزة الأمنيـة على ابـواب مدينـة الثـورة ( المستصـدرة ) .
بعـد ثمانيـة ايام قضاهـا الوفـد بين السليمانيـة وحلبجـة واربيـل ’ عاد الى مهاجـره المزمنـة ’ قـررت انـا العودوة الى بغـداد ’ تجولت فـي شوارعهـا واسواقهـا وازقتهـا المضطربـة انتظاراً لنتائـج المواجهـات مـع جيش المهـدي ’ فـي اليوم الثالث مـن وصولـي دخلت القوات الحكوميـة الى المدينـة ’ قال اهلهـا ــ بدون مقاومـة تستحق الذكر ـــ فـزنابيـر جيش المهـدي اختفت او هربت وتم القـاء القيض على العديد مـن المطلوبين ’ رافق ذلك اختفـاء فلول المليشيات فـي المناطق الآخـرى مـن بغـداد .
ابتسمت المدينـة ولأول مـرة مـن اعماق رئـة اهلهـا ’ استقبل المواطنون ابنائهـم القادمـون لتحريرهـم بالفرح والأهازيج والتطـوع لحمـاية مدينتهـم وابتداءوا تنظيفهـا مـن اثار الجهلـة والعاقين والمتورطين بجـرائم بشعـة بحق الناس الأبرياء .
بعـد تحرير مدينـة الثـورة مـن صدرييهـا ’ اختفت كـل اشكال مظاهـر العنف والمواجهات وتساقط القذائف وانفجار العبوات والخطف والتدخـل فـي شؤون الناس علـى عمـوم مدينـة بغـداد ’ خـرج الأطفال يمارسون طفولتهم العاب بريئة مختلفة ’ نظفت الساحات من اكـوام القمامة وردمت حفر العبوات الناسفـة والتفجيرات وتساقط القذائف وافتتحت المباريات المحليـة باللاعبين ومشجعي كـرة القدم ومارس الناس علاقاتهـم بأمان ’ فرشوا ابسطتهـم عند الأبواب يتبادلون الأحاديث عـن محنـة املين ان لا تتكـرر ’ بغـداد ابتداءت ايضـاً تستعيـد عافيتهـا وفرحهـا فـي عيـون اهلهـا منشرحـة تستمـع الى اغنيـة ( لـو رايـد عشـرتي اويـاك .. ) واستعدت لأن تنسى نشاز الأناشيـد البليـدة التي تمجد القائد الفلته وتمزق مزاجها المكبل بذكريات استهتـار وهمجيـة اقـراد مليشياتـة .
بغـداد تريـد ان ترتـدي ثيـاب القانـون والأمـن والأستقرار والأزدهـار لأهلهـا وتنفـض عـن جسدهـا الجـذام المليشياتـي .
بغـداد يرتهـن الآن مصيرهـا على الأجراءات الوطنيـة الجريئـة للسيـد المالكـي باعتباره رئيسـاً للوزراء وقائداً عامـاً للقـوات المسلحـة التـي حسمت الأمـر نجاحات باهـرة لصالح بغـداد وقبلهـا البصـرة وبعدهـا الموصـل والعراق بمجمله ... بغـداد وانا العائد منهـا قبـل اسبوعين تقريبـاً ’ تركتهـا فرحـة مبتسمـة تعبـيء مظاهـر الأمـن والأستقرار والنشاط الأقتصادي فـي رئتهـا وتزفـر الخانق مـن دخان الغازات القاتلـة للأفرازات المليشياتيـة الكريهـة .
اذا كان السيد نوري المالكـي قـد حسم امـره اجراءات وطنيـة شجاعـة الـى جانب العراق واهلـه ’ فمـاذا ينفـع الأنتظـار ( مـن بـارح مـطـر .... ) ’ بعـد ان كذب واخطـاء وتآمـر ( بـارح... ) بسحب وزراءه مـن حكـومتـه بغيـة الأيقاع بـه والحـاق الأذى بالشعب العراقـي ... مـاذا ينتظـر مـن اياد علاوي كآخـر نـوبات السادية البعثية ’ ومـن الدليمـي والعليان والمطلك ومـن لف لفهـم مـن ادوات الأختراقات العروبيـة ’ وكذلك مـن علاسي ايران التي تمتد فـينـا مـوتاً وخراباً يوميـاً ’ مـاذا ينتظـر مـن كـل هـؤلاء الكذبـة المارقين اذا مـا اقتنـع بأن بنات وابنـاء العراق همـا مصـدر الأرادة الوطنيـة ... ؟ ’ لماذا لا يحسم امـره مـن جامعـة عروبيـة ــ ورشـة الفتـن والدسائس والأحقاد وصناعـة وتصدير الموت العراقي ... ؟ فالعـراق يستكنف ويرفض ان يفقـد حاضأره ومستقبلـه مثلمـا فقـد تاريخـه فـي زحمـة البـداوة والجاهليـة والهمجيـة والغـدر الموروث ... ويحسـم امـره مـن حدود جيراننـا الذين يقاتلون فينـا التقدم والتحضـر والأمـن والأستقرار والأزدهـار ... مهربـي الفتـن والمفخخـات والأموال والأسلحـة والمخـدرات وفـرق الأنتحاريين ’ خوفـاً مـن ان تهب اليهـم مـن عراقنـا المؤهـل رياح التحـرر والديموقراطيـة والتقدم والقيم التي تقدس الأرض والأنسان ... ؟ ان العراق لا يقبـل حـدوداً مـع الظلام .
بغـداد والوطـن بيـن السيد نوري المالكي ومـن يدعـم خطواتـه الوطنيـة الآخيـرة ’ وبين قـوى الردة ... موتـاً عروبيـاً اقليميـاً لا زال يتناسـل ويتواصـل تفريخـاً لمختلف الزمـر والعصابات والمليشيات وفـرق الموت السري ’ ينضحهـا مستنقـع التطرف والتعصب الطائفي العنصري .
بغـداد تنتظر في محطة مصيرهـا بين مفترق الطرق’ فأما ان يأخـذ بيدهـا السيد نوري المالكـي والمخلصين فـي حكومته بدعـم من الوطنيين مـن بنات وابنـاء الشعب العراقي نحو امنها ومستقبل اهلهـا الزاهـر ’ وامـا ان تقتسمهـا ثم تيبتلعهـا والوطن مليشيات مشبوهـة في علاقاتها ومهماتهـا وظيفتهـا زراعـة الفوضى والفتن وحالات الأذلال والأستسلام ثم الأرتهـان لأسواء خيارات الأمـر الواقـع .
حكومتنا التي تحمل فـي جوانحهـا الكثير مـن الوطنيين والمخلصين ’ يجب ان تضـع ثقتها بشعبها مصالحـة وطنيـة صادقـة وتحـسم امرهـا مصيريـاً الى جانب العراق فقط .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر ام مطبخ للتحاصص ...
- مستقلون من اجل العراق ...
- الكورد الفيلية: شعار في عيون الثقافة الوطنية . 4
- الكورد الفيلية : شعار في عيون الثقافة الوطنية 3
- الكورد الفيلية : شعار في عيون الثقافة الوطنية ...
- الكورد الفيليين : شعار في عيون الثقافة الوطنية .
- الكرد الفيلية : سيرة معبدة بالشرف ..
- من دم المطران رحو : تولد المحبة .
- اليسار القديم في الواقع الجديد ...
- راجمات ثقافية ...
- حرق المراحل في البصرة ...
- البعث الذي في البصرة وليس سواه ...
- الصرخة المشتركة ...
- بعد التغيير : العراق الى اين ... ؟
- ايها المطران : اقبلك جرحاً في العراق ...
- لصوص المظلوميات ..
- لا تصالح موتنه ...
- راح القطار الما اجه ...
- السيد المالكي واللاحكومته ...
- العراق في رسالة للسيد مسعود البرزاني ...


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - بين اجراءات المالكي و همجية المليشيات ...