أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - القِلادة الذهبيّة














المزيد.....

القِلادة الذهبيّة


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2312 - 2008 / 6 / 14 - 08:08
المحور: الادب والفن
    



في إحدى الممالك البعيدة والجميلة , عاش ملكٌ عادل , أحبَّهُ شعبه حُبّاً جمّاً , ممّا زادَ من سعادته..
وما كان ينقص هذا الملك شيء إلا أن يمُنَّ الله عليه وعلى زوجته بطفلٍ يملأ القصر بهجةً وسعادة , خاصّةً أنّه وزوجته الملكة أضحيا كبيرين في السّن.
وكان الملك والملكة يصلّيان في كل ليلة لله أن يرزقهما ولداً.
في إحدى الليالي , ظهر ملاك للملك في المنام وأخبره أنّ الله استجاب لصلاتهما, وأنّ الدليل على ذالك سيكون قلادة فِضيّة جميلة مطروحة عند البوّابة الخارجية للقصر , وتابع الملاك حديثه قائلاً : "احتفظ بهذه القلادة حتّى تلد زوجتك أميرة جميلة , فقلّدها ايّاها , ولكن احذر من ضياعها , لأن في ذالك هلاك الاميرة التدريجي"
وكانَ ما كان , فولدت الملكة بعد شهور تسعة طفلةً جميلة , شقراء الشّعر , زرقاء العينين , أسمياها جلّنار.
فرحّ الملك وزوجته فرحاً كبيراً, ورقصَ الشعبُ وغنّى ابتهاجاً, ولم ينسَ الملك فقلّدَ الأميرة القلادة الفضيّة منذ اليوم الأول لولادتها.
مرّت الأيام والقلادة الفضيّة تُزيّن عُنُقَ الأميرة , وهي تحظى برقابة واهتمامٍ كبيريْن ومع الأيام كبرت الأميرة جلّنار وأضحت صبيّةً كقلب الصباح , فأسرت قلوب جميع شبّان المملكة , وتهافت الامراء والنبلاء من شتّى الممالك يطلبون يدها , وهي تتمنّع وترفض قائلةً : "لم يحن ِ الوقتُ بعد ! "
وفي إحدى الليالي الربيعيّة الجميلة , أقام القصر احتفاءً بعيد ميلاد الاميرة جلّنار الثامن عشر حفلةً حفلاء , دُعيَ إليها الامراء والنبلاء من المملكة وخارجها , فرقصت الاميرة جلّنار وغنّت بصوتها الشجي, فسحرت كل الحاضرين .
استمرت الحفلة حتى الساعات الصّغرى من الليل . ولمّا انفضّ عقد المدعوين أصاب الوهن والضعف الاميرة جلّنار , فاعتقد الجميع أنّ التعب هو السبب , ولكن الملك كان له رأي آخر , فقد أسرع وفتّشَ عن القلادة الفضية في عنق الاميرة , ولشدّ ما كان حزنه كبيراً حين تأكدَ له أنّ القلادة قد ضاعت.
مرَّ يومٌ ويومان والاميرة ترقد في أتون من الحُمّى , والملك والملكة والشعب في حزن شديد , يُفتّشون في كلّ زاوية من زوايا القصر والمملكة لعلهم يقعون على أثر لهذه القلادة الفضيّة , ولكن بدون جدوى .
لم يجد الملك بُدّاً من الإعلان للشعب بأنّه سيُزوّج الاميرة جلّنار لمن يجد القلادة , بل وسيعطيه نصف مملكته .
طار الخبر إلى أقاصي الأرض , وجاء الأمراء من كل البلدان للبحث عن القلادة الفضيّة , في حين استمرت حالة الاميرة تسوء يوماً بعد يوم .
وفي أحد الايام والاميرة تحتضر , والحزن يُخيّمُ على القصر وأهله , جاء شابٌ وسيم , يرتدي الملابس الرّثة البالية , وأراد أن يدخل القصر , فمنعه الجنود , فأخبرهم أنه غريب الديار جاء هذه المملكة يبحث عن عمل, فوجد قبل مدة قصيرة عند البوابة الخارجية للقصر قلادة فضيّة , يعتقد أنها لأحد سكّان القصر !!.
طار الحُرّاس من الفرح , وحملوا الشاب الغريب إلى الداخل , حيث الاميرة ومن حولها الملك والملكة يبكيان, وما أن رأى الملك وزوجته القلادة , حتّى هبّا فرحيْن , وأسرع الملك فوضع القلادة في عنق الاميرة جلّنار .
ويا للعجب!! ...لقد بدأت الحياة تدُبُّ رويداً رويداً بأوصال الاميرة, وعادت حُمرة الشّفَق تُلوّن خدّيْها, وأخذت الابتسامة تُزيّن مُحيّاها الجميل .
لم يعرف الشاب الغريب ما يجري حوله ,فالكلّ يرقص ويغنّي , فانسلّ من بين الجموع دون أن يراه احد.
وعندما استفاق القوم من فرحتهم , فتّشوا عن الشاب الوسيم , صاحب الملابس الرّثة , فلم يجدوه....
وما زالوا يبحثون عنه حتى اليوم, والاميرة جلّنار تنتظر وتنتظر .
فان صادفتم يا أحبائي الاطفال في طريقكم الى المدرسة شابّاً وسيماً , رثّ الثياب , فربما يكون هو الغريب , فالاميرة جلّنار تنتظره وتنتظركم !!



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعمدان الشّاعر
- الفستانُ الليلكيّ
- كأس أوروبا....شهر عسلٍ مُصفَّى
- بُكرا مع الأيام
- موقفٌ رجوليٌّ
- الاعتراف
- هل رأيتم حبيبي ؟
- راكعة
- راكعةٌ
- الأصدقاء الثلاثة -قصة للأطفال
- سائلي طيفي
- الله المحبّة ...أيْنَ أجدهُ ؟
- عُرسٌ في الارض وخمرةٌ من السّماء
- بُستان الجثسيماني والزيتونة العتيقة
- دم أخيك يصرخ اليَّ
- حان الوقت لتغيير السُّلّم !
- الحقل الأغلى
- جارة القَمَر مرّة اخرى
- لغةُ الحياة ،لا لغة التكلُّلف
- القلبُ الجديد


المزيد.....




- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - القِلادة الذهبيّة