أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - النظام السياسي العربي على مشارف محنة جديدة















المزيد.....

النظام السياسي العربي على مشارف محنة جديدة


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 2316 - 2008 / 6 / 18 - 04:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما درجت عادة العرب على التصرف في الأزمات وفق الأغنية الشهيرة للراحل فيلمون وهبة " قامت ,قعدت ,خربت ,عمرت ....حادت عن (طي.. ) بسيطة " ..فتحت شرطهم السياسي الراهن(فقدان الإرادة السياسية الواحدة).وعلى الرغم من وجود آليات لتخليقها:مؤسسة الجامعة العربية ,ومؤسسة القمة العربية وما يتفرع عنهما من أدوات يمكن في حال تشغيلها النجاح في بلورة مواقف مشتركة فإن حظ الملف النووي الإيراني .لن يكون أفضل من حظ سابقيه ..
تضيف القنبلة النووية الإيرانية لطنبور المعضلات التي تواجه العالم العربي نغماً. لكأن هذا العالم المنقسم حول الديمقراطية و المرأة والموقف من الغرب ووجود إسرائيل ودور الدين في السياسة والعلاقة مع الماضي و.و.و...هو بأمس الحاجة الآن ليدير نقاشاً يختلط فيه اللاهوت با لنا سوت. وتستحضر فيه حيثيات سقيفة بني ساعده, وصولا إلى دراما كربلاء,بحيث يتعذر التمييز بين الملف النووي والإمام النووي!!
يتغذى الانقسام حول أي شيء في العالم العربي من التنوع المذهل للنخب الفاعلة فيه لجهة تموضعها على هرم المصالح وأشكال إدارتها ,و لكوكتيل الأيديولوجيا ت "الوضعية – الدينية " الذي تمتح منه وعيها لهذه المصالح .وللفلاتر: الفكرية /النفسية التي ترى من خلالها: نفسها والعالم,الذات والآخر,المطلق والنسبي ..الخ
إلا إن للملف النووي الإيراني طبيعة مركبة .فهو إذ يمنح من جهة فرصة للنظام السياسي العربي لكي يبلور ردة فعل مشتركة على خلفية تمازج تحدي القنبلة النووية الإيرانية مع تحدي الإسلام السياسي الذي يطرح نفسه كبديل يضع المنطقة أمام إمتحان الهارب من "الدلف الى تحت المزراب " كما يقال ..إلاأنه من جهة ثانية يمنح لرغبة : أمريكية –إسرائيلية فرصة إدارة مصالحهما المشتركة بإدارة الخلافات الدينية والمذهبية المميزة لسسيولوجيا المنطقة ..
ولا يخفى على عاقل ارتباط القفزة النوعية في فاعلية الإسلام السياسي وتحوله منذ الثمانينات من القرن الماضي إلى تحدي حقيقي للنظام السياسي العربي, بنجاح الثورة الإسلامية الإيرانية في توطيد نموذج للدولة الدينية على حطام نظام الشاه..ذلك أن وجود أ شقاء وأولاد عمومة للشاه داخل النظام العربي. يلفقون على طريقتهم حداثة مبتورة عن جذرها العقلاني وإطارها الديمقراطي ,و لا تشكل مشهدا أكثر إغراء من الماضي المتخيل.إن وجود أمثال هؤلاء أعطى للإسلام السياسي تسهيلات إضافية للهيمنة الأيديولوجية على المنطقة ..
تفتح هذه القراءة للمشهد بعد دخول القنبلة النووية الإيرانية عليه, على مشهد مشابه من بعض الأوجه , تخّلق أمام النخبة اليابانية الحاكمة بعد خسارتها في الحرب العظمى الثانية..
كان على هذه النخبة أن تختار في ترتيب التحديات التي تواجهها اليابان بعد الحرب بين العدو الأمريكي الجاثم على أرضها وبين الأعداء الإقليميين المحتملين (الصين –روسيا) والتي لا مهرب في المدى المنظور على الأقل من أخذ تحدياتهما على محمل الجد لأسباب جيوبوليتيكية..
اختارت اليابان بقليل من المماحكة مع يسارها الاشتراكي ويمينها القومي ,التحالف مع العدو الجاثم على التراب الياباني,إلا أن عداوته لاتتغذى من الوضع الجيوبوليتيكي - فهي عداوة قابلة للتنويس مع الوقت- على التحالف مع أعداء إقليميين(روسيا-الصين) لا يمكن فطام عداوتهم في المدى المنظور للأسباب المنوه عنها سابقاً.. على خلفية هذه الحسابات يمكن فهم السلوك السياسي للمحور المصري – السعودي داخل النظام العربي. والمنّظر له من بعض الأقلام "الليبرالية" التي تبطن حسوا طائفيا في إرتغاء ليبرالي .
إن التحدي الذي يطرحه الإسلام السياسي الذي انفردت إيران في دعمه بعد أن قطعت نظم الخليج صلاتها به عقب أحداث 11-أيلول, وتداعياتها وانفراط عقد المعادلة التي جمعتها به وبشقه الجهادي طيلة العقود الخمسة الماضية- مرحلة الصراع مع القومية العربية والتمدد السوفييتي - يقتضي إعادة النظر في ترتيب التحديات على خلفية الهدف الإستراتيجي للحوض العربسلامي : استكمال تحديث نظمه السياسية وتعميق التحولات في بنيته الاقتصادية-الاجتماعية للتخلص من أنماط ما قبل الرأسمالية فيه. وتطوير فضائه الثقافي بفتح تخومه على الثقافات الإنسانية الأكثر تقدما..فما بين المثال الياباني والحالة العربية الراهنة فروقا تستحق أخذها بالإعتبار .. إذ لايمكن تشبيه المصالح الأمريكية في اليابان لجهة الوزن والحجم والديمومة , بالمصالح الأمريكية في المنطقة العربية واساليب إدارتها لهذه المصالح بالتنسيق مع " اسرائيل و النخب العسكرية والسلالات البدوية".كذلك فإن سهولة تحول الصراع العربي – الإيراني الى صراع سني –شيعي بتداعياته الكارثية على الجدلية الاقتصادية – الإجتماعية على الحوض العربسلامي ,يجعل من الممانعة التي تبديها بعض الأوساط الحاكمة العربية في وجه إملاءات الإدارة الأمريكية الراهنة فرصة لإنبثاق عقلانية عربية – ايرانية تأخذ الشرق الأوسط جميعه الى مناخات أكثر ملاءمة لعملية التقدم التاريخي لشعوب المنطقة ..لقد انتصرت في إيران منذ نهاية السبعينات النخبة الدينية .وقد استهلكت هذه النخبة في العقود الثلاثة المنصرمة رصيدها لدى الرأي العام الإيراني ..وبدأت شروط اللعبة الداخلية في إيران بالتبدل لمصلحة ما يسمى بالقوى الاصلاحية, وهي مزيج من رجال الدين المتنورين والنخب الليبرالية والعلمانية ..ينبثق عن هذا ضرورة بزل استراتيجيات سياسية: وطنية وعربية وإقليمية "تركية –إيرانية " تضع عينها على الأفخاخ التي يمكن لسيرورة الحداثة في المنطقة أن يجرها إليها: عمى أيديولوجي يمثل الإسلام السياسي حالته القصوى, ونزعة كلبية أمريكية- إسرائيلية مهيمنة مثلت إدارة بوش الراهنة حالتها القصوى أيضا ..

إنها فرصة للنظام السياسي العربي أن يرى على هذا الوضوح: الخطوط الإستراتيجية للتحديات التي تواجهه. و عليه أن لا يفوتها كالعادة..فالرياح الدولية والإقليمية والمحلية قد تهب في الإصطفاف الراهن للأوراق لتعيد من جديد بعثرتها .. فهل يهتبل هذا النظام الذي ظهر في مؤتمر القمة الأخير في دمشق في أسوء حالاته , الفرصة أم يضيعها بالمماحكات التي يجيد دائما اختلاق أدواتها؟؟؟



#سامي_العباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمق التأثيرات الإسرائيلية على جدلية المحيط العربي
- نقاش حر
- َغرفة من التصوف الإسلامي
- حجاب باتجاهين
- من إغتيال الحريري الى اغتيال مغنية الوجه والقفى لإستراتيجية ...
- التكفير في التجربة الإسلامية
- حجاب باتجاهين -2-2
- القاموس المزدوج
- التموضع خلف وجهين لإشكالية واحدة اللعبة المفضلة للراديكاليات ...
- محنة المثقف بين السلف والخلف
- في مسؤولية الغرب عن الإرهاب
- أرقام تدعو للتأمل :
- بين العصبيات التقليدية والحديثة أين يقعد المثقف ؟
- المشهد العربي : عنف وعقما لوجيا ودوران بالمكان
- فيروز خميرة لنضجنا
- البديل عن الدولة هو : ماقبلها
- بنازير بوتو: هل هي ضحية المواجهة مع الإسلاميين أم ضحية التنا ...
- إلى رشا عمران في معطفها الأحمر
- نبوءة ابن خلدون :
- إذا فسد الملح بماذا نملح؟


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - النظام السياسي العربي على مشارف محنة جديدة