أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق حربي - حملة إيمانية بمناسبة الانتخابات في الناصرية!















المزيد.....

حملة إيمانية بمناسبة الانتخابات في الناصرية!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 2311 - 2008 / 6 / 13 - 07:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلمات
-196-
في خطوة لافتة اليوم الأربعاء (11.6.2006) أعلن محافظ ذي قار عزيز كاظم علوان [الحظر على المشروبات الكحولية، ومطاردة مروجيها، وعدم السماح لهم بافتتاح محال لبيعها بمحافظة ذي قار، باعتبارها مخالفة للشريعة الإسلامية!!] و [حذر علوان خلال اجتماع عقده مع عدد من المسؤولين الأمنيين والإداريين، بمبنى المحافظة، من "التساهل مع مروجي المشروبات، والمخدرات، ومتعاطيها"، قائلاً "لا نسمح بافتتاح محلات لبيعها، باعتبارها من المحرمات في الشريعة الإسلامية".
[وهدد محافظ ذي قار "بتحميل كل من يرتكب ما وصفه بـ"السلوك المشين"، المسؤولية الكاملة عن افتتاح أي محل يروج للمشروبات الكحولية"!!]..إنتهى.
ولاأدري إن كان آية الله سيلحق محلات بيع المشروبات الغازية بالكحولية، لأن الاثنين من فصيلة دم واحدة، ثم يأتي الدور على محلات الحلاقين والحلاقات، ومن يلبس الجارلس والمارلس وصولا إلى إغلاق أبواب المدارس، لتنتهي يده الكريمة إلى جامعة ذي قار بدعوى أن النبي محمدا كان أميا!
حملة طلفاحية لاتبقي ولاتذر، ومن يشتهي بيك عرك عليه السفر إلى سوريا، كما يفعل السعوديون هناك أو في البحرين، وكما فعل البعثيون من قبل بإغلاق الجامعات العراقية لصالح حزبهم الدموي، يغلق آية الله بنفس التابو مدينتنا، التي وصفها حنا بطاطو (تلك البلدة المشهورة بالحرية التي لاتقهر) لصالح حزب المجلس الأعلى حزبه هو، وبقية الأحزاب الايرانية الحاكمة في عراق الدولة الدينية الفاشية!
وإذا كان تزامن إطلاق الحملة الايمانية مع بداية موسم الانتخابات (مجالس المحافظات في الشهر العاشر) ، فإننا لانعرف ماإذا كان آية الله تعاقد مع إحدى الشركات الأجنبية، على تشييد مصنع لإنتاج العرق الاسلامي (زحله إسلامي!!)، مشروب طيب المذاق لذيذ ومبتكر وجديد على السوق، ولآية الله إسوة في إيران زائدا الدول العربية التي تدعي الاسلام وتسمح ببيع البيرة الاسلامية المثلجة!، والطقس حار في الناصرية جدا هذه الأيام ومبارة المواطن والكهرباء إنتهت بالتعادل (3 كل!!)، ثلاث ساعات تشرف وثلاث ساعات تختفي بعد خمس سنوات من التغيير!، كما اننا لانعرف إن كان آية الله تعاقد مع دولة ولاية الفقيه على إنتاج أصناف فاخرة من الترياق الايراني، أو طلب المساعدة (اللوجستية!) لزراعة الحشيشة على سفوح الأهوار، كما زرعت في الديوانية بدل شتلات العنبر الطيبة، وكان تغنى بها الشعراء الشعبيون في الزمانات، مع أن شريبي الزحلاوي في الناصرية وسكارى الفرات الرائعين، لايميلون إلى الحشيشة أو البيرة (شراب مال نسوان!)، لكن (إلى حليب السباع ومن أمه!!)، مااضطر شركة الزحلاوي اللبنانية - كما تقول نكتة تداولناها أيامذاك- إلى أن ترسل كتاب شكر إلى أهالي الناصرية لضربهم رقما قياسيا في استهلاك الزحلاوي!
في تلك المدينة المسحوقة الخربة التي يحاول آية الله، ومن لف لفه من الأحزاب الايرانية الحاكمة في الناصرية والعراق كله، قتل الروح الطيبة المتألقة والمبدعة فيها، كان السومريولوجي الألماني نوح كريمر كتب أن السومريين أول من ضربوا على القيثارة في أور وعبدوا القمر، وصنعوا 28 نوعا للنبيذ وألفوا كتابا للطبخ حسبه كريمر بعدما تعثر به في أرض سومر كتابا للتداوي بالأعشاب!
إن منع بيع الخمور بدعوى مخالفته للشريعة الاسلامية مخالف كذلك لمامنصوص عليه في الدستور العراقي، أقصد اغتصاب حقوق المواطنة وسلب الحريات الشخصية، ولانعرف إن كان يحكمنا الشرع أم الدستور أم الاثنين معا وحسب رغبات الأحزاب الاسلامية!؟، وكان الدستور أطلق حريات المواطن العراقي بعد كبت وقمع، بمافيها المأكل والمشرب والملبس والعبادات وغيرها، واعتبر أن الانسان حر ترعاه المؤسسات تحت حكم ديمقراطي، وهو مايتناقض مع إعلان المحافظ جملة وتفصيلا.
أمس حاولت الاتصال بصديق مقيم في الناصرية فسمعت نداء يقول : هذا التلفون مقطوع لعدم تسديد المشترك للديون!!
ضحكت طويلا لهذا الانتهاك الفاضح لحقوق الانسان في بلادنا، وحرماته الشخصية وكرامته التي يجب أن تكون مصانة في الدستور، والطريقة الوقحة بفضح المواطن عبر التلفون والقارات، ويبدو أن سمعة الصديق فقيرا في أرض السواد والنفط، من حيث يدري أو لايدري، إجتازت الحدود وعبرت البحار والمحيطات لتصل إلينا هنا في أوروبا، ونعرف أن فئات عديدة من المواطنين، وبعد خمس سنوات من التغيير، لايزالون غير قادرين على تغطية حتى النفقات البسيطة في حياتهم اليومية، فأخذت الدولة تفضحهم وتذيع أسرار شقائهم، وهو مايعاقب عليه القانون هنا في أوروبا الغربية!
هذا التدخل السافر في الحياة الفردية يشبه تدخل آية الله في شؤون الناس الخاصة، عبر حملة إيمانية سيضحك عليها مواطنو محافظة ذي قار ويستنكرونها، وجاءت في أعقاب حديث الشارع من أن آية الله سيسمح بفتح بعض المحال لبيع المشروبات الكحولية، ولكن الأخير اعتبرها شائعات ويريد [ مطلقوها تشويه سمعة المحافظة] !!
إنتظروا مشكلة ثانية ستقوم في الناصرية لم يحسبها آية الله ولم يلتفت إليها، وهي الأعباء الإضافية التي تتحملها الحكومة في معالجة البكتيريا ثم السرطانات المعدية والمعوية وتشمع الكبد، إذا مالجأ العديد من المواطنين إلى تخمير المواد الغذائية التالفة، ناهيك بمن لايتورعون عن تناول أي بديل عن الخمرة : الكولونيا مثلا وغيرها من الأقراص الضارة بصحة الانسان.
وشاربو الخمرة في الناصرية كثر وشيوخ طريقة ولهم تأريخ طويل في الوقوف على الفرات والمحبة والسخرية والتذمر من الأحزاب والحياة التي لم يعيشونها بعد، وكما لاتهدأ الروح السومرية بالصلاة (ماذا أفاد الناس من خطبة الجمعة في الناصرية!!؟) ولابتكرار المناسبات الدينية المأتمية، لقتل تلك الروح وإخضاعها، والهيمنة عليها بواسطة الدين لصالح الأحزاب الايرانية، لاتهدأ كذلك بكؤوس الخمر وإن كانت علاجا مؤقتا، بعدما ملَّ الناس ضعف الخدمات والفقر والبطالة وسيطرة الأحزاب الدينية!
اليس الأولى بآية الله أن يتولى الفساد الاداري والمالي في محافظة ذي قار، ويضرب على ايدي الحرامية سراق أموال المشاريع الخدمية، ويعمل على منع المظاهر المسلحة ويفرض القانون، ويسعى إلى تحسين الخدمات الملحة للمواطنين في محافظة ذي قار، بدلا من الحملة الايمانية والمزايدة على حرية المواطنين ومنعهم ممايشتهون ويشربون!؟
11.6.2008
http://summereon.net
[email protected]



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوى السياسية والمرجعيات الدينية : بوادر إجهاض الاتفاقية ال ...
- النفط مقابل السفير !
- أقراص -مكين- المنومة أربع سنوات أخرى!
- صورة النخلة المقلوبة على رأسها في الناصرية !
- وزارة زيباري تطالب بإعادة الجزر العربية الثلاث!
- مجزرة الشرطة في سوق الشيوخ (2008).. تذكر بمجزرة كيمياوي سنة ...
- رسالة إلى مقتدى الصدر
- شكثر بيك فلوس ياعراق..وشكثر حراميه !!؟
- تيتي تيتي الفضائية العراقية مثل مارحتي إجيتي !!
- عراق الصحوات والصولات !
- مخابرات دول الخليج وإيران..والبصرة الذبيحة!
- أهلا وسهلا : رئيس الجمهورية لايقبل بأقل من الوزارات السيادية ...
- أوقفوا تسليم الإرهابيين السعوديين إلى الرياض فورا!
- (مكرمة) محافظ النجف بتخصيص مقبرة للصحفيين العراقيين!
- نجاد..لاأهلا ولامرحبا بك في بغداد!
- بين حانه ومانه...
- البرلمان يصوت لصالح العلم الجديد : إجه يكحلهه عماهه!!
- بعد جند السماء : اليماني الموعود يظهر في الناصرية!!
- مرض المالكي يوحد الفرقاء السياسيين!؟
- مرة أخرى : إسكات أصوات أهالي الناصرية جريمة!


المزيد.....




- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق حربي - حملة إيمانية بمناسبة الانتخابات في الناصرية!