أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مازن لطيف علي - الباحثة امل بورتر : قابلت عبد الكريم قاسم وحزنت لمقتله















المزيد.....

الباحثة امل بورتر : قابلت عبد الكريم قاسم وحزنت لمقتله


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 2311 - 2008 / 6 / 13 - 11:24
المحور: مقابلات و حوارات
    


حاورها : مازن لطيف علي

نشأت في قلب بغداد، وما زلت امل بورتر التي تشم رائحة ازقتها الندية العطرة، وترى ستائر شبابيكها الانيقة، وتسمع اصوات الجيران وهم يتحادثون ويتسامرون او يشارك بعضهم البعض الهموم والمسرات.. هذا ما تتذكره والباحثة العراقية امل بورتر في حوارنا معها:
* من يتتبع حياة امل بورتر، منذ ولادتها من اب انكليزي وام مسيحية عراقية ونشأتها في محلة شعبية.. كيف ترى امل ملامح التسامح الديني والاجتماعي في العراق في تلك الفترة؟
-كان هناك قبول بالاخر، من دون مقارنات ومفاضلات او استعلاء، هناك خط وهمي محدد، الجميع يعترف ضمنياً بوجوده ولا يمكن تخطيه ابدا، خط بدايته الاحترام ونهايته الاحترام وما يقع ما بين النهاية والبداية يتضمن مختلف المتطلبات الحياتية، من عمل وحنان ونجدة وفرح وحزن واستجابه ومشاركة وتعاون واهتمام.
المحلة التي نشأت فيها حينها لم تكن شعبية بل كانت قلب بغداد، ما زلت اشم رائحة ازقتها الندية العطرة، وارى ستائر شبابيكها الانيقة، واسمع اصوات الجيران وهم يتحادثون ويتسامرون او يشارك بعضهم البعض الهموم والمسرات.
في فترات الغليان السياسي وفرت المحلة وابناؤها الحماية التامة لوالدي ، وفي فترات الضيق الاقتصادي والعوز والشحة وفر والدي لابناء المحلة الاعمال والوظائف. كان هناك تجاوب وتفهم.
اما كركوك وبيئتها الغنية بكل معنى الكلمة فلقد غمرت فكري الواعي واللاواعي بصور التعدد الاثني والديني، الازياء المتنوعة واللغات والتقاليد المختلفة والجو المنفتح فنيا من رقص شعبي لتلك القوميات مع موسيقاهم ، والبيئة الطبيعية المتباينة من مكان الى اخر من تلال الى بيوت الحجر الى القباب ، والدهشة التي كان والدي يسببها بشكله ولغته العربية او او اي لغة اخرى محلية يجيدها ، واصراروالدتي ان تسافر وتترك لبس العباءة ، لان الستر بالتصرف وليس بالحجاب، والوضع الامني القلق والوضع السياسي الهش كلها اصبحت مكونات لشخصيتي المستقبلية،كل هذه المعطيات شكلت مني ما انا عليه.
* مرحلة شبابك كانت في اواسط الخمسينيات في القرن العشرين برأيك هل كانت فترة تموز "58_63" هي الفترة الذهبية لأنتعاش الثقافة الفن في العراق ؟ وهل حظيت بلقاء الزعيم عبد الكريم قاسم؟
-النمو العضوي للثقافة بدأ قبل ثورة تموز، كانت هناك جـذور قد اينعت، من قبل الثورة، النشاطات الثقافية والفنية كانت واضحة، كانت هناك طليعة واعية ادبياً وفنياً ولها انجازاتها وصوتها، في بيتنا قبل ثورة تموز الكتاب كان له مكانه، ولم يكن خافياً على العائلة ما يدور في البلد من نشاطات ادبية وفنية، إضافة الى الحياة الاجتماعية المنفتحة، المقاهي والمطاعم والسهرات العائلية على (ابو نواس)، كان كل شيئ يجري بشكل طبيعي، حضور الحفلات الغنائية او المسرحية والمعارض في نوادي مثل المنصور او العلوية او المشرق او الرفق بالفقير كان امرا مسلما به.
الحفلات الموسيقية الكلاسيكية او العراقية في معهد الفنون الجميلة كانت فرصة ينتظرها الجميع ويسعى لها، ولكن لا ينكر ان الوضع السياسي كان يعاني احتقانات، ربما الوضع الدولي اسهم في تعزيزها، ولكن كان هناك توق وعطش للمزيد ولم يأتِ المزيد، بل بقى الحال يسيرا، ولا يصل الى مستوى الطموح والاماني.
وبثورة تموز شعر الجميع بان شعاعاً من التقدم والامل والبهجة سيغمر البلد برمته وكنت واحدة من الذين تمنوا وامنوا بان الحياة ستكون ارحب وافضل،الا ان الامور كانت اكثر تعقيدا من امنياتنا ونياتنا، ولم تسر الحياة بما كنا نطمح له، تركت العراق سنة 1960 وانا اجر خيبتي ، وعدت سنة 1964 وانا اجر خلفي خيبة اكبر.
لقد قابلت الزعيم عبد الكريم قاسم اكثر من مرة بصفتي عضو الهيئة الادارية لاتحاد الطلبة وكنا مجموعة من الطلبة من ضمنهم مهدي الحافظ والدكتور رحيم عجينةاذ كان قد افرج عنه وعاد لمواصلة دراسة الطب وغيرهم من اعضاء اللجنة، واتذكر تفاصيل اللقاء وكلام كريم قاسم وبساطته وخلقه العالي، واهتمامه بطلباتنا ووعده بتنفيذها، ولكن بنفس الوقت شعرت انا شخصيا بأن هناك شيئاً ما لا يبدو لي منطقيا، ولم اشعر بان ما يدور من حوار وكلام. كان سيوصلنا الى امانينا ، وربما بهاجس المرأة قررت بيني وبين نفسي ان الطريق غير سالكه وعلي ان ابتعد وقررت السفر، ونفذت قراري.
وانا في الغربة جرت جريمة اغتيال عبد الكريم قاسم واغتيال العراق كله ،كانت مرعبة بالنسبة لي، برغم تحفظي على الكثير مما جرى ايام حكمه، فلقد كنت احلم بالتعددية الحزبية والديمقراطية على الطريقة الانكليزية التي اعرفها جيدا، ولكن يبدو ان افكاري كانت طوباوبة وغير عملية، والان انا على يقين من ان التوعية والدراسة وخلق شعب يقرأ ويكتب ويطلع بحرية على آفاق واسعة هي اللبنة الاولى للديمقراطية.
النشاطات الثقافية والفنية ازداد زخمها واخذت ابعاداً متنوعة ، الايام حينها كانت حافلة ومليئة بشتى انواع الانجازات، ولكن بعد سنة واحدة من ثورة تموز اخذت الحياة تتعثر ومعها الاماني والآمال والنمو الثقافي ايضا.
العراق محور رسائل والدي
*مراسلات والدك " سيرل بورتر" الى شقيقته "دورا" برأيك مااهمية هذه الرسائل ، وما حصة العراق فيها؟
-العراق كله محور رسائل والدي، العراق هو الثمرة الاساسية في الرسائل، رغم ان الرسائل تتسم بطابع شخصي الا ان دقة ملاحظات والدي وانتماءه لارض العراق التي تبناها وانتمى اليها تجعل للرسائل نكهة وطعماً مختلفينً، يتحدث فيها عن الجنوب والشمال والناس في القرى والمدن ، وعن الحب والعشق والمرأة والليل والنجوم ومياه دجلة وسكف السمك وعن البصرة واول حب له لفتاة من البصرة لا يفصح عن اسمها، وشوقه اليها، وعن عمله والعمال الـذين يدربهم والرشاوى والوزراء والسرقات ، ورفضه سياسة بريطانيا ورفضه للسياسة عامة اذ يقول انها مفسدة النفوس وللسيطرة الدينية، وايمانه بقوة الدولة لا السلطة فالسلطة متغيرة والدولة ثابتة.
قراءة رسائل والدي في ظروف صعبة جعلتني اتحمل ثقل تلك الايام ، وفتحت آفاقي وفكري على امور خافية علي لم اكن اوليها الاهتمام.
حكاية ماري تيريز اسمر
* هل تعتبر امل بورتر هي اول من اكتشفت شخصية "ماري تيريز اسمر" التي عاشت بين "1804_1854"؟
لا أعتقد بانني اول من اكتشفها، فلقد كتب عنها كاتب لبناني في الثلاثينيات بشكل مختصر وركز على مجرى حياتها في لبنان، ولكنني اول من سلط عليها الانوار العراقية الكاشفة وترجم كتابها، وربما انني اول من استولت عليه ماري اسمر لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات ، كانت معي ليل نهار، طوال تلك المدة لم اكتب ولم اعمل بالشكل الـذي اعمل به عادة ، فلقد تفرغت لها كليا، احيانا اشعر بان تفرغي كان قسرا فلقد فرضت نفسها علي وجعلتني اعيش حياتها دقيقة بدقيقة كما كتبتها هي، واتعاطف معها رغم انني اعيش عصراً اخر غير عصرها، إذ أن مقاييس عصري ومفاهيمه تختلف عن عصرها ومفاهيمها.
ماري اسمر امرأة غير النساء لها جلد وصلابة وقوة شخصية ، تروي قصتها بشكل اقرب الى اسلوب الف ليلة وليلة، ككتب الامالي حيث تتداخل الحوادث والقصص، امرأة تفخر باصلها ونسبها وارضها وانتمائها الى وادي الرافدين ولا تخجل من التباهي والزهو بناسها وارضها، وتعيّر الغرب بمفاهيمهم المادية وتشير الى ان الروح مصدرها الشرق وارض الرافدين بالـذات، تفتخر بالمنجزات والحضارة العربية الاسلامية وتشير الى العلوم وترجمتها والى التقدم الكامل في تلك الحقبات ، كما ولا تنسى اصلها الرافدي الـذي يعود الى الفترات الكلدانية والآشورية التي حكمت نصف العالم القديم فهي سميراميس او شميرام الملكة وقائدة الجيوش، وتقول في تلك الايام السحيقة عرفنا الوقت والرياضيات والحساب وعلم الفلك ونحن من اعطاكم العلم والخير والانبياء.
* من اين استمدت امل بورتر رواية دعبول البلام وهل لك معرفة شخصية بدعبول تلك الشخصية الشعبية البغدادية ؟
- دعبول سمعت عنه من مصدرين الاول والدي، فلقد كان والدي يحلو له ان يسمي نفسه مختار بغداد الانكليزي غير المنتخب، والشخص الثاني من زوجي يوسف عبر ما سمع عنه من العائلة، اخترت (دعبول) للرواية لانه يصور لي الهم والارق والحب والاجواء البغدادية بشكل صادق وشفاف ورقيق وانيق، به الكثير من العفوية والوفاء والاخلاص والحميمية، الرواية مبنية على الخيال ، ولكنه خيال يستند الى واقع غير وهمي، واقع معيش فعلا.
الشخوص تسير في ازقة موجودة والعلاقات الاجتماعية تعيشها شخصيات الرواية كما يعيشها الناس عامة. كنت اغلب الاوقات ابكي وانا اكتب (دعبول) لانها تعود بمخيالي الى ايام لم اعشها ولكنني قد سمعت بها، ايام يمتزج فيها الالم بالفرح، النشوة بالخيبة، الفشل بالنجاح واحيانا يصعب ان نفصل بعضها عن بعض اذ تختلط وتتشابك.
*عملت في الآثار العراقية ما قصة اختفاء القلادة السومرية؟
- في كتاب كنوز المتحف العراقي للدكتور فرج بصمه جي امين المتحف العراقي حينها هناك صورة للقلادة في صفحة 223 ورقم الصورة 93.
وفي الصفحة رقم 172 يقول النص:
الخزانة رقم 45 قلادة نفيسة جدا وثمينة مؤلفة من قطع من الحجر السليماني مؤطرة بالذهب ومرصعة باللؤلؤ، ومن خرزات من العقيق اليماني الاحمر ومن الـذهب ،وجميعها منضودة بسلك من الفضة. ثم يقول النص أن ملك اور قد اهدى القلادة الى الكاهنة الكبرى ابا بشتي في معبد اي انا.
القلادة السومرية كانت مبعث فخر واستلهام وغـذاء روحي لمخيالنا نحن الـذين كنا نعمل في المتحف العراقي، الى ان جاء اليوم الـذي قرر فيه القصر الجمهوري ان يستعير القلادة لتتزين بها زوجة صدام، ذهلنا وانتشر الخبر بسرعة في ارجاء المتحف وكنت من الـذين ذهبوا ليشهدوا على جريمة اغتصاب بشعة. أخرجت القلادة وسلمت لرجل من القصر الجمهوري ، وكانت طعنة من الطعنات التي توالت علينا من قبل تلك العصابة الاجرامية.



#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنانة شوقية العطار:كانت أغنياتنا سلاحا بوجه النظام القمعي ...
- عن الزمان .. أبعاده وبنيته
- التربية على المواطنية
- من يصنع الدكتاتور ؟ .. في خصوصيات الواقع الصعب
- الإعلام العراقي بين الحرية والانفلات
- إنقذوا زهير أحمد القيسي
- الروائي محمود سعيد: المؤسسات الدستورية هي من تتيح ازدهار الث ...
- المخرج العراقي جميل النفس: بعد فيلم (ابو غريب) سأوثّق جريمة ...
- مؤسسة الحوار المتمدن تصدر كتابها الرابع في العراق.. واقع الم ...
- الشاعر عبد الكريم هداد: المتغيرات الجديدة في العراق لن ينجح ...
- القارئ بين الكتاب المطبوع والإلكتروني
- راسم الجميلي.. ذكريات وانطباعات من شارع المتنبي
- بوابة التكوين الذاتي
- الهامشيون وثقافة الحرية
- اقليم كردستان وقانون النفط والغاز
- عرس الماي
- فاتن نور: الهوية الإنسانية هاجسي الأهم،اريدها ان تتصدر إنتما ...
- الحوار المتمدن في العراق
- المرأة في شعر الرصافي
- صدور الكتاب الثالث للحوار المتمدن في العراق -اربع سنوات من ا ...


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مازن لطيف علي - الباحثة امل بورتر : قابلت عبد الكريم قاسم وحزنت لمقتله