أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جاسم الحلفي - الاتفاقية العراقية الامريكية ... تعجيل ام تأجيل؟














المزيد.....

الاتفاقية العراقية الامريكية ... تعجيل ام تأجيل؟


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2310 - 2008 / 6 / 12 - 10:44
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تتصاعد يوم بعد آخر وتيرة النقاش حول الاتفاقية العراقية - الأمريكية منذ ان وقع السيد نوري المالكي رئيس وزراء جمهورية العراق والرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، "إعلان المبادئ" في كانون الأول الماضي، وتنوعت وتعددت وجهات النظر حولها، حتى بات من المتعذر توقيعها يوم 31 من تموز القادم، لذا فهي بهذا المعنى، سوف لا تدخل حيز التنفيذ في الأول من كانون الثاني من العام القادم، كما خطط لها.

فاتفاقية إستراتيجية كهذه تشمل مجالات مهمة وعديدة كالسياسة والاقتصاد والثقافة والأمن، لا يمكن بل يستحيل تمريرها عبر جدول زمني يحدد بهذا الشكل.
فالعراق بلد لم يخرج لحد الآن من تداعيات الحروب والحصار والاحتلال، ويحتاج إلى فترات أخرى كي يستعيد عافيته، كيف له ان يكون اليوم ندا في اتفاقية كبيرة مع الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة اليد الطولى في تحريك قوات عسكرية يتجاوز عدد أفرادها على الأرض (130) ألف عسكري، غير إمكانيتها الأخرى ونفوذها وهيبتها ؟.

ومن جهة أخرى يحتاج المفاوض العراقي إلى عدد من المستلزمات، كي يتمكن من التفاوض بطريقة تمكنه من الحفاظ على حقوق الشعب العراقي، والدفاع عنها وعدم التفريط فيها، وهذه المستلزمات هي ليست فنية، تتعلق بالإمكانيات الشخصية لأفراد الفريق المفاوض، وإتقانهم للقوانين والقواعد الدولية والقدرة على الاتصال والتفنن في عملية إدارة التفاوض، مع أهمية ان يتمتع الفريق العراقي بقدرات شخصية جيدة وان توضع تحت تصرفه إمكانيات فنية وتقنية وخبرات كبيرة، غير ان ما يحتاجه فريق التفاوض العراقي هو توفر مستلزمات سياسية تعد في غاية الأهمية، وبدونها يصعب سير التفاوض بطريقة ترضي الشعب العراقي وتحفظ حقوقه.

وأول هذه المستلزمات هي الوحدة الوطنية الحقيقية التي بدونها لا يمكن التفكير بالمحافظة على حقوق العراق. وهذا ما يدعو القوى والأحزاب والشخصيات السياسية العراقية إلى إيلاء هذه القضية الاهتمام الكافي. كما ينبغي ان تعلن الاتفاقية وجميع بنودها إلى الشعب، كي يطلع عليها، ويساهم في مناقشتها، ويبدي وجهة نظره في مختلف بنودها. وإضافة لذلك يتعين تجنب استبعاد أي طرف سياسي من المساهمة في ابدءا وجهة نظرة بالاتفاقية، وان لا تنفرد إطراف معينة بذلك وتنوب عن الشعب.

ومن جانب آخر يجب ان لا تتضمن الاتفاقية أي بنود سرية، وان لا تحتوي على أي بند أو أي شرط لبناء قواعد عسكرية دائمة أو تواجد دائم للقوات.

والآمر الآخر، هو انه بما اننا ندعو دوما دول الجوار والقوى الإقليمية إلى عدم التدخل بالشؤون الداخلية العراقية، ونؤكد في الوقت نفسه على بناء علاقات حسن جوار وتبادل للمصالح المشتركة، لذا ينبغي طمأنة هذه الدول بان الاتفاقية لن تتم على حساب مصالح تلك الدول.

وهذه المستلزمات تتطلب وجهة سياسية وطنية تحضى بإجماع وطني، ووفاق شعبي عام، وجهد وطني مخلص، مقدر للأوضاع الاستثنائية التي يمر بها بلدنا، حريص على إخراج العراق من كل المواثيق التي تقيده بما فيها البند السابع. وكي لا نفرط بالتفاؤل، ونبتعد عن الواقع الذي نعيشه ونتلمسه، علينا الإقرار بعدم إمكانية تحقيق ذلك في الأمد المنظور، مما يتطلب وقتا كافيا لتحقيق هذه المستلزمات التي بدونها يستحيل ان يعقد العراق اتفاقية تحفظ حقوقه، وتصون كرامته وتحقق طموحاته.

اما من ناحية الجوانب الفنية، فان الاتفاقية لابد أن تمر بعدة مراحل، منها التفاوض والتفويض، والاتفاق على لغة أو لغات المعاهدة، وتحريرها، وصياغتها، وتوقيعها، والمصادقة عليها، دع عنك تسجيلها وإيداعها. والمتابع المطلع على سير عملية صياغة القوانين في العراق اليوم، يرى بوضوح ان ابسط قانون يأخذ وقتا و يتأخر طويلا، فكيف يمكن الالتزام بجدول زمني وضع مسبقا لتوقيع اتفاقية بهذا الحجم؟

ويمكن الاستفادة من تجربة العراق بصدد اتفاقية عام 1930، وان كانت وقفة الشعب العراقي الباسلة آنذاك غير مقنعه، في هذا الوقت للبعض، بحجة تغير الظروف والأحوال وتطور العلاقات الدولية ومواثيقها، فيمكن إيراد الحجج ذاتها، أمام من يدفع نحو الاستعجال في توقيع المعاهدة، استنادا الى تجربة الاتفاقيات التي عقدتها أمريكا سواء مع اليابان أو ألمانيا!

أما حول حق العراق وحاجته للخروج من البند السابع، كي يعدو بالتالي دولة مستقلة ذات سيادة كاملة وغير منقوصة، فهذا ممكن عبر استخدم العراق للعلاقات الدولية، والمصالح المشتركة مع الجيران والأشقاء والأصدقاء في العالم، واستثمار تعاطف شعوب العالم وتفهمها للصعوبات التي يعيشها الشعب العراقي. وهذه نقطة قوة أضافية بيد المفاوض العراقي، وستصعب موقف المفاوض الأمريكي، وتحرج الإدارة الأمريكية، ان استخدمت حقها بالفيتو ضد مشروع قرار إخراج العراق من البند السابع، وتسقط حجتها " في بناء الديمقراطية في العراق".
العراق بهذا المعنى ليس في عنق الزجاجة كما يحلو للبعض ان يصفه، بل هناك آفاق للتقدم، هذا إذا عملت الحكومة على تحقيق الوحدة الوطنية، واستثمرت قدرات الشعب العراقي، وأصدقائه في الخارج، وهم ليسوا قلة على أية حال.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي تؤكد للناس ان الأمن مستتبٌ ..... تّحرك معهم!
- كنت وستبقى نزيها
- برنامج خاص لمهمات عامه
- بعد إعمار البصرة!
- انتخابات مجالس المحافظات واستحقاقاتها
- غدا ليس -كل خميس-
- مدينة الصدر تراهن على استبدال البندقية بالسلام والتنمية
- ضحايا بالأرقام لسيارات لا تحمل أرقاماً!
- -الطريق- وشرطي المرور الذي بقى!
- مؤتمر الحزب الشيوعي الكوردستاني والمهمة الممكنة
- القائمة العراقية الوطنية وتباين المواقف
- قانون مجالس المحافظات بين إقرار البرلمان ونقض الرئاسة
- استهداف رجل مسالم و شجاع
- فوز متوقع لشيوعي مقدام
- القصف المنسي والاجتياح المؤجل!
- الحركة المطلبية في العراق حركة واعدة
- مدنيون- ديمقراطيون هل من خطوة اخرى؟
- وقعت نداءكم وامشي معكم.. وخطوتي وحدي!
- المفسدون في....شبكة الحماية الاجتماعية
- مدنيون...ونزدهر في النور


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جاسم الحلفي - الاتفاقية العراقية الامريكية ... تعجيل ام تأجيل؟