تحية للطائفة الدرزية أم جريمة بحقها ؟!

مهدي سعد

الحوار المتمدن-العدد: 2310 - 2008 / 6 / 12 - 10:25
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

تم توجيه الدعوات مؤخرًا لحضور احتفال يقام في مقام النبي شعيب (ع) في حطين تحت عنوان "الدولة تضرب تحية للطائفة الدرزية"، وذلك بمناسبة مرور 60 عام على تأسيس دولة إسرائيل.

لا شك أن هذا الاحتفال يعتبر إهانة بحق الطائفة الدرزية ويمثل استهتارًا بأبنائها، ويأتي ضمن مخطط من قبل دولة إسرائيل يهدف إلى تلطيف صورتها وإظهارها بمظهر الدولة المحافظة على حقوق الأقليات، في محاولة منها للتغطية على ما يجري من ممارسات عنصرية بحق الطائفة تتمثل بمصادرة أراضيها والاعتداء على حرماتها ومقدساتها.

لقد سأم الموحدون الدروز هذه الأساليب السلطوية وهم واعون لحقيقة المؤامرة الخبيثة التي تهدف إلى تشويه صورتهم الوطنية المناضلة، ويدركون أن الغاية من وراء هذا الاحتفال هي نقل رسالة كاذبة للعالم مفادها أن "الدروز يعتزون بانتمائهم لدولة إسرائيل" !

ولعل أكثر ما يثير امتعاضنا هو تزامن الاحتفال مع "ليلة الجمعة" التي تعتبر ليلة مقدسة عند الموحدين الدروز، والذي يزيد الطين بلة المشاركة المتوقعة لعدد من المشايخ والتي تتناقض تناقضًا صارخًا مع التزامهم الديني الذي يحتم عليهم عدم حضور مثل هذه المناسبات السياسية، أليس من الأفضل لهؤلاء المشايخ أن يؤدوا واجباتهم الدينية في المجالس والخلوات في هذه الليلة المباركة ؟!

تشير الدعوة الرسمية للاحتفال أنه سيقام برعاية مجموعة من الشخصيات المعروفة وعلى رأسهم رئيس الوزراء السيد إيهود أولمرت، وبمشاركة عدد من الوزراء والنواب والمسؤولين. من بين الشخصيات الراعية للاحتفال الشيخ موفق طريف- رئيس المجلس الديني الدرزي الأعلى. أعتقد أن رعاية الشيخ موفق لهذا الاحتفال في غير محلها وهي مرفوضة من قبل شريحة واسعة في الطائفة الدرزية، والتي ترى بأنه من المعيب مشاركة أرفع شخصية درزية في البلاد باحتفال رخيص من هذا النوع.

إن هذا الاحتفال المرفوض هو محاولة لذر الرماد في العيون وجريمة نكراء ترتكبها دولة إسرائيل بحق مواطنيها الدروز، تضاف إلى سلسلة الجرائم التي نفذتها بحق بني معروف الذين يأبون الضيم ويرفضون لهذا الواقع المزري أن يستمر.

#مهدي_سعد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات