أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صلاح بدرالدين - الظاهر والمخفي في زيارة الاسد الى تركيا 2 – 2















المزيد.....

الظاهر والمخفي في زيارة الاسد الى تركيا 2 – 2


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 717 - 2004 / 1 / 18 - 05:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


- الجانب المخفي من الزيارة : 
ثالثاً : أما الامر المخفي الآخر من اهداف الزيارة فيتعلق بمسألة المفاوضات السورية – الاسرائيلية التي يؤكد المراقبون بانها مستمرة باشكال عديدة ومنذ سنوات ولكنها تلكأت مؤخراً لاسباب استراتيجية وسياسية . فبعد سقوط نظام البعث في العراق وعزلة النظام السوري شعبياً وفشل توجهاته ومواقفه تجاه لبنان والعراق والقضية الفلسطينية ، وتحول كل – أوراقة – السابقة التي كان يستقوى بها الى وبال عليه : ( اسلحة الدمار الشامل التي استلمها من نظام بغداد ، والهيمنة على لبنان وعلاقاته بحزب الله وبعض المنظمات الفلسطينية مثل – حماس – والجهاد – والمقاومة العراقية ، واموال العراق المهربة ) بعد كل هذه التحولات بدأت اسرائيل بالتوقف وبتغيير شروطها التفاوضية ورفض كل ما كان يطرحه الجانب السوري بهذا الشأن مما دفع الجانب السوري الى مأزق حقيقي خاصة بوجود القوات الامريكية على الحدود السورية ، ووفق هذه الحقائق الجديدة بدأ النظام السوري بالتحرك والاستنجاد بتركيا والطلب منها بالتوسط لدى اسرائيل . ورغم نفي – الشرع – اية وساطة تركية بل وتاكيده على " أن اللقاء السوري – التركي ليس موجها لاسرائيل " ( وهذا يعني أنه موجه ضد الكرد فحسب ) ولكن الموضوع كان احد البنود الرئيسية في المباحثات التي لم يغب السفير الاسرائيلي لدى تركيا عن هامشها .
   لاشك أن النظام وبما يحمله من افكار ومواقف تجاه القضايا الداخلية والخارجية وبما هو عليه من وضع لايحسد علية وبسبب المسافة الواسعة بينه وبين قوى وفعاليات الشعب السوري من المنطقي تماماً أن يتمسك بالقش كالغريق ويستنجد بآخر معين وشفيع في – انقره – وعلى حساب المبادئ والثوابت . فلو كان النظام ديموقراطياً ولم يفقد شرعيته منذ طبخة انتخابات الرئيس الجديد ولو تجاوب مع ارادة الشعب السوري بقواه الديموقراطية ومناضلي المجتمع المدني لكان سلك مسلكاً آخر وعاد الى الشعب السوري بدل – نظام انقره – وطلب قرار الشعب ومساندة الشعب حول تحرير الجولان واعادة الاسكندرون ، وحل الازمة مع اسرائيل والقوى العظمى بالشكل الذي
يصون كرامة الشعب السوري القومية والوطنية وهذا يتطلب وبشكل لايقبل التاجيل اجراء انتخابات ديموقراطية وانتخاب برلمان وحكومة ورئيس يستندون الى شرعية الشعب وارادة الجماهير للتصدي لكل المهام الراهنة وحل الازمة المستعصية التي تواجهه بلادنا .
رابعاً : الصفقة الاخرى التي تدخل في عداد – الاعمال السرية الكبرى – والتي فاقت في بشاعتها وتخلفها كل سابقاتها من البنود في الجانب المخفي من زيارة الرئيس الاسد الى تركيا هي المقايضة باستخدام الطائفية والمذهبية بين الجانبين والتي تشكل علامة استفهام كبرى على مدى ودرجه – علمانية – كل من النظامين – الاتاتوركي – و – البعثي - .
 

 


   الصفقة – المقايضة هذه جرى العمل من اجلها منذ بدايات علاقات – عبدالله غول – بسورية وزياراته المتكرره الى دمشق وكذلك لقاءات مستشاره – احمد داود أوغلو – بالاوساط الامنية والسياسية في العاصمة السورية ، وهذه
النظرية – المقايضة المذهبية – جاءت كمبادرة من الجانب التركي أولاً وتلقفها الجانب السوري بسرعة قياسية وتم التمهيد لها بسرية ودقة بالغتين ، وهي تقضي بتحقيق تقارب مذهبي ضد عدو مشترك وهو – الكورد – على الساحة العراقية بصورة اساسية تقوم سورية بالتنسيق مع ايران تحسين علاقات تركيا مع المرجعيات والمنظمات والشخصيات الشيعية في العراق لقاء انضمام تركمان العراق وخاصة من السنة الى صف القوى الشيعية العراقية في القضايا السياسية ومسألة الدستور والفدرالية وكل المسائل المصيرية العراقية التي تنتظر البت والحسم . وفي حدث له صلة بهذه – المقايضة – جرى لقاء بتاريخ 7 /1/ 2004 والوفد السوري مازال في تركيا بين مفتي لبنان السني ونائب رئيس المجلس الشيعي الاعلى في طرابلس ، نتج عنه بيان مشترك يتضمن مواقف وعبارات ملفته للنظر مثل: " العمل ضد الفتنه الطائفية والحساسيات العرقية التي تستهدف العراق " و " خطورة الدور الذي تلعبة الصهيونية واسرائيل في تقسيم العراق " و " الوحدة الاسلامية العراقية كفيلة بمواجهة كل ما يخطط للعراق من تقسيم مذهبي وطائفي تحت ستار الفدرالية التي يسوق لها بين الحين والآخر " ويلاحظ تشابه الى حد التطابق بين تعابير البيان وتصريحات – الشرع – في تركيا بخصوص الدور الاسرائيلي – المزعوم – في شمال العراق . والفدرالية الكردستانية .
     ولم يكن حبر البيان الختامي لزيارة الاسد الى تركيا قد جف بعد حتى وصل السيد – عبدالعزيز الحكيم – رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية واحدا قطاب الشيعة في العراق الى انقرة واستقبل بصورة ملفته ومقصوده من جانب وزير الخارجية ورئيس الحكومة وباهتمام اعلامي مخطط له ، وفي اجواء من سيولة التصريحات المطمئنة للاتراك من جانب الحكيم والتحفظ على الفدرالية الكردستانية وارجائها والتشكيك بها .
    ولم يظل – حزب الله – اللبناني بمنأى عن هذا المسلك المؤدي الى الصفقة – المقايضة السورية – التركية فقد أصر مؤخراً وعبر الوسيط الالماني على اطلاق سراح ثلاثة من اعضائه المسجونين في برلين من منفذي اغتيال الشهيد – صادق شرف كندي – السكرتير العام للحزب الديموقراطي الكردستاني – ايران السابق ورفاقه ، وقد شكل هذا المطلب احراجاً للوسيط الالماني خاصة وانه يحمل في طياته تعبيراً عنصرياً – طائفياً معادياً – تجاه الشعب الكردي وقضيته العادلة ، ويلتقي مع التحرك السوري – التركي – الايراني في هذا الاتجاه .
    ان الكشف عن مثل هذه المخططات المرفوضه شكلا ومضمونا وسياقاً لايعني في أي حال من الاحوال باننا نقلد هذه الانظمة الفاسدة في العزف على الاوتار المذهبية والطائفية ، وقلنا ونكرر الآن القول بأن لقاءات هذه الانظمة قبل وخلال حرب تحرير العراق كانت لقاءات – الخائفين – والتقارب الذي يحصل الآن بين هذه الانظمة الثلاث وفي هذه المرحلة بالذات هو تقارب – الضعفاء – والتطور الخطير الذي يحصل الآن هو محاولة هذه الانظمة في استخدام السلاح المذهبي للحفاظ على وجودها ، واستغلال مراجع وقوى ومنظمات وزعماء لخدمة مصالحها الآنية

 

والمستقبلية ، وضرب القوميات والاديان ببعضها وخاصة في العراق كل ذلك من اجل تأمين بعض النفوذ لتركيا وسورية وايران على الساحة العرقية واستخدامه خلال التفاوض مع اسرائيل وامريكا واوروبا .
     ان مخطط هذه الانظمة لايتوقف على معاداة الكورد وحقوقهم المشروعه بل انه يحمل في طياته برنامجاً سياسياً متكاملاً واجندة عسكرية وامنية في مواجهة مشروع شعوب المنطقة الهادف الى التغيير وازالة تلك الانظمة
المستبدة القمعية والدكتاتورية وتحقيق الديموقراطية والذي يحظى بمباركة جماهيرية واسعة وبدعم خارجي اسوة بتجربتي افغانستان والعراق ، وما تحركات هذه الانظمة واستعمال الاسلحة السياسية المختلفة بما فيها السلاح المذهبي الا دفاعاً عن النفس ورداً على المشروع الوطني الديموقراطي المعبر عن طموحات جميع شعوب منطقتنا بمختلف قومياتها واديانها ومذاهبها والتي تقف في خندق واحد في مواجهة خطط هذه الانظمة الايلة الى السقوط عاجلا أم آجلاً . 
 



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظاهر والمخفي في زيارة الاسد الى تركيا 1-2
- عندما يتوحد الخطاب الشوفيني – بين السلطة الاستبدادية ومثقفيي ...
- توضيح من رئيس رابطة كاوا للثقافة الكردية
- على طريق الفدرالية : القضية الكردية وحق تقرير المصير وتحديات ...
- على طريق الفدرالية : القضية الكردية وحق تقرير المصيروتحديات ...
- على طريق الفدرالية : وداعاً لتسلط القومية السائده اهلاً بتقا ...
- هل الجامعة العربية بصدد تجديد وتطوير الموقف من القضية الكردي ...
- على طريق الفدرالية : محاولة في تعريف فكرة - المؤتمر الشعبي ا ...
- التعاون الأمني السوري –التركي حول ماذا ؟ وكيف ؟
- دروس أولية من سقوط الدكتاتور
- خيار الفدرالية القومية الجيو – سياسية من الثوابت الكردية في ...
- خيار الفدرالية القومية الجيو –سياسية من الثوابت الكردية في ا ...
- نص كلمة رابطة كاوا للثقافة الكردية و اللجنة التحضيرية لتكريم ...
- الحوار المتمدن تشغل مكانة خاصة في عالم الصفحات الالكترونية
- نحو مواجهة الازمة بالتصدي للعامل الذاتي أولاً 4 – 4
- نحو مواجهة الازمة بالتصدي للعامل الذاتي أولاً 3 – 4
- نحو مواجهة الازمة بالتصدي للعامل الذاتي أولاً 2 – 4
- نحو مواجهة الازمة بالتصدي للعامل الذاتي اولاً 1 – 4
- هل نحن أمام نهج امريكي جديد
- ث ك ك – كادك – مؤتمر شعب كردستان - عمق الازمة وسطحية المعالج ...


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صلاح بدرالدين - الظاهر والمخفي في زيارة الاسد الى تركيا 2 – 2