أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد خنجي - ملاحظات اولية حول ظاهرة -الاسلام السياسي- المعاصرة















المزيد.....

ملاحظات اولية حول ظاهرة -الاسلام السياسي- المعاصرة


حميد خنجي

الحوار المتمدن-العدد: 2309 - 2008 / 6 / 11 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طغت ظاهرة " الاسلاميزم " (الإسلاميون) أو"الإسلام السياسي" في العقود الأخيرة على الساحة الفكرية والسياسية وسيطرت على قلوب وعقول الناس في المجتمعات الإسلامية ، بل تحولت إلى ظاهرة أو حركة عالمية أينما وجد مسلمون ، جاء ذلك على حساب التيارين القومي واليساري ، اللذين انكمشا إلى حد ملحوظ في الوقت الحاضر، بعد أن تعثرت تجاربهما في تأسيس دولة مدنية مؤسساتية وقانونية قابلة للتطور والنمو. بل أن مهام حركة التحرر العربية التي كانت على أجندة الأنظمة "الثورية" تلك قد أصيبت بخلل مبكر من جراء عدم سلوك سكة المؤسسات الديمقراطية لنمط الحكم ، على اثر نيل اغلب الدول العربية استقلالها السياسي حيث لم تستطع الأنظمة ما بعد الاستقلال بلوغ انجازات اقتصادية/اجتماعية/ثقافية حقيقية مما حدا بالجماهير في تعرضها لخيبة أمل حادة، خاصة منذ نكسة حزيران ، حيث انفضت الناس تدريجيا عن القوى التقدمية والوطنية متجهين وببركات "البترودولارات الإسلامية " إلى كنف " الإسلام السياسي " بُغية حل مشاكلها الاجتماعية والمعيشية السيئة انطلاقا من الوعود "العسلية" القادمة من خزينة بارونات وأمراء "الإسلام السياسي"

في هذا السياق لعله من الأهمية بمكان أن نوضح مسألة مهمة جدا للقارئ الكريم حتى لا يصيبنا سوء الفهم والالتباس..فلا بد أن نبين هنا قصدنا الواضح في الفرق بين عموم المسلمين و"الإسلاميين" ، بين الإسلام نفسه كدين محبة وسلام ومعايشة مع سائر الأديان والملل و"الإسلام السياسي " كأيدلوجية وحركة سياسية عنيفة ، تهدف إلى القفز إلى الحكم بأحد الأسلوبين ؛ أما باحتقان الوضع السياسي للوصول إلى العصيان المدني الشامل أو عن طريق صناديق الاقتراع والسيطرة التدريجية على مفاصل الأنظمة الحالية والشروع في تأسيس الثيوقراطية أو الدولة الدينية المعاصرة والعودة إلى الخلافة الإسلامية وتنفيذ "الشريعة الإسلامية" على الكل بالقوة والعنف ، وهي في طريقها لهزيمة الغرب الرأسمالي شر هزيمة للوصول إلى الطوبى الخيالية المتمثلة في تشييد "الخلافة الإسلامية" العالمية!

على أن جذور المسألة ترجع إلى مرحلة خضم الصراع الشديد في فترة الحرب الباردة ولجوء الغرب للاتكاء على التركيبة والمنظومة ما قبل الرأسمالية ، أي الإقطاعية الحاضنة للقبلية والعشائرية والطائفية والتخلف من جهة، والاستفادة من الثقافة المرادفة "الدينية" التقليدية السائدة من جهة أخرى، لمحاربة عدوها اللدود "الاشتراكية". ظهرت تجليات هذا الحلف الثلاثي المقدس بين الغرب والأنظمة التقليدية ومبشري "الإسلام السياسي" الذين تحولوا إلى جهاديين في سبيل "تحرير" أفغانستان من "الملحدين" ! حيث كان المصنع الذي أنتج فيه آلاف مؤلفة من الشباب المغرر بهم والمشحونين بلواء "الشهادة" والخلود، الأمر الذي تسبب في تفريخ ما نراه الآن من ظاهرة "الإرهاب الأصولي"!

ظل الوضع على حاله حتى زلزال بداية التسعينات من القرن الماضي عندما اختفت بسرعة البرق منظومة كاملة عن الوجود ، معطيا التاريخ المعاصر ميلا فجائيا غير متوقع ، غير مسبوق، من مرحلة الثنائية القطبية إلى الأحادية القطبية وتبعات ذلك الانقلاب وتداعياته ، الذي كان من باكورته ؛ الانتفاء العملي لدور قوى التركيبات القديمة- ما قبل الرأسمالية- وعدم ضرورتها الموضوعية للغرب الرأسمالي ، حيث انفجر الصراع بين المنظومة الرأسمالية وحليفتها السابقة "الفكر الإقطاعي" المغلف بالغلاف" الإسلامي" ، ما لبث إلا وتحول إلى صراع دامٍ حتى الموت بين المنظومتين ، تجسد عمليا في غزوة نيويورك الإرهابية (11 سبتمبر2001) ، التاريخ الذي بدا فيه الطلاق النهائي بين الغريمين وانقطع الحبل السّري وانكسرت قاعدة المثلث السابق (الامبريالية/الرجعية/التيار"الإسلامي" المتطرف) ، حين استفحل الصراع المستمر تجلياته حتى هذه الساعة

و كما رأينا في حينه ، دخل منظومتان اجتماعيتان اقتصاديتان ثقافيتان ندّان والمقصود هنا المنظومة الرأسمالية / الليبرالية والمنظومة الإقطاعية /"الإسلامية" ، في صراع مرير يبدو انه لا مخرج من هذه الحرب إلا بانتصار احدهما على الآخر، إلى درجة أن المنظرين الغربيين الموضوعيين باتوا لا يتفقون جميعهم على طبيعة هذا الصراع ونتائجه ، لكنهم متفقين – حسب تحليلاتهم- على أن : "ظاهرة تيار "الإسلام السياسي" كقوة اجتماعية سياسية واسعة ستظل لفترة طويلة، سواء قفزوا إلى الحكم أم لم يفلحوا، بسبب أن الناس والأجيال المتعاقبة متشربة من هذه الثقافة وهذا النمط من التفكير. ولابد للمجتمعات الغربية أن تتعامل مع هذه الظاهرة بسلاسة ودهاء بُغية عصرنتها وتغييرها ، وذلك لأن السّبل العنيفة والحروب لا تؤدي إلى نتائج ايجابية بل العكس من ذلك ، حيث ستزيد من تأثير المتطرفين على بسطاء القوم من المسلمين . أيضا يجب على الغرب الإسراع في ترتيبات جديدة قائمة على المؤسسات الدستورية ، وإيجاد حلول للمشاكل المستعصية والمزمنة بدل الوقوف مع الأنظمة الاستبدادية الحالية ، التي تعتبر المصدر الأساس للفقر والتخلف ومراوحة الأوضاع المتردية في الدوران في مكانها "

بعيدا عن الدخول في تفاصيل العوامل التي ساعدت "الإسلام السياسي" على النمو الهائل والانتشار السرطاني، في هذه العجالة، ممن المكن الإشارة إلى أهمها:

• التغير الكبير الذي حدث في تركيبة المنظومة العالمية والانتقال الفجائي من الثنائية إلى الأحادية للمنظومة العالمية

• تعثر وفشل الأنظمة الوطنية و"الثورية" العربية، في حينه، من انجاز مهام المرحلة الوطنية الديمقراطية وتأسيس المجتمع المدني

• تحول تلك الأنظمة الوطنية التي جاءت جُلّها عن طريق الانقلابات العسكرية المستمدة من استعجال رافدها الاجتماعي المتمثل في فئات البرجوازية الصغيرة إلى نمط فريد من الحكم الاستبدادي والاستقطاب الشديد بين مكوناتها القومية بين بعضها البعض (البعث والناصريين) وبينها وبين الماركسيين مما سبب خسارة جمة للتطور المرجو، المنطلق من القواسم المشتركة ؛ مثال سقوط عبد الكريم قاسم في العراق على يد القوميين وبمساعدة عبد الناصر وغيرها من الأمثلة العديدة

• عسف الأنظمة العربية الرسمية والتقليدية للقوى التقدمية والعصرية وركونها لـ "لإسلام السياسي" في محاربتها لتلك القوى ، بآلية علاقة وظيفية ومصلحية بينهما تعيد على الدوام إنتاج استمرارية الحكم الاستبدادي غير الدستوري وغير القانوني من جهة والعمل على نشر ثقافة متزمتة سلفية ذكورية متخلفة من جهة أخرى ، بشكل بدا وكأنهما وجهان لعملة واحدة!

• نجاح الثورة الإيرانية في 1979 وتدشين جمهورية إيران الإسلامية ، كأنموذج جديد لنظام إسلامي شيعي يعتمد على مبدأ حاكمية ولاية الفقيه المطلقة، متخذا من نفسه قاعدة لتصدير الثورة الإسلامية وسندا لمحاربة الغرب الاستعماري والصهيونية الاستيطانية في فلسطين!

• استمرار المشاكل القومية المزمنة(القضية الفلسطينية) والوطنية المستعصية واستفحالها وانسداد أفق حل المشاكل الاجتماعية والحياتية في كل بلد

• فشل الغرب حتى الآن لإيجاد معادلة قابلة للتطبيق أو برنامج حقيقي للتطور الديمقراطي والمؤسساتي الشامل لتحديث الأنظمة العربية الحالية

• الوهن الشديد للقوى التقدمية والتنويرية وفشلها من فهم سمة العصر واستنتاج التناقض الأساس في المنطقة العربية، في اللحظة التاريخية الحالية، مما أثر على الاصطفاف والاستقطاب السياسي الغريب وغير المبدئي

• المال "الإسلامي" القادم من مختلف السّبل القانونية وغير القانونية أو من قنوات ما يسمى بالاقتصاد الإسلامي غيرالربويّ ( البنوك الإسلامية) ومن المصادر العديدة العائدة لقوى"الإسلام السياسي " مثل الجمعيات الخيرية وعشرات غيرها من القنوات والمصادر



#حميد_خنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في لبنانْ .. كلُّ حزبٍ بما لَدَيهم فَرِِحونْ !!
- كادت أن تفعلها -أسِيل-.. لكنها لُجِمَتْ ب-كعبِ أخِيل-
- عندما تَطْعِن - المقاومة- اللبنانية ظهرَها !!
- لبنان .. على صفيحٍ ساخن !
- مسيرة الأول من مايو/ أيار .. العابرة للطوائف الجامعة للشعب ا ...
- مؤتمر النقابات العمالية الأول في البحرين تدشين لانطلاقة جديد ...
- مقدمة عن تعثّر موجة التغيير ودَمَقْرطة الأنظمة العربية
- سِحرُ سَمرٍ قادمٌ من قلبِ الصحراء
- مرة أخرى.. المعضلة الإيرانية إلى أين؟
- إيران إلى أين.. من خلال انتخابات البرلمان؟
- المكر والمغامرة وجهان لعملة واحدة !!


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد خنجي - ملاحظات اولية حول ظاهرة -الاسلام السياسي- المعاصرة