أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم غيلان - الجحيم المقدس ..رواية جسدت وحشية الفاشية وتضحيات الكرد الفيليين















المزيد.....

الجحيم المقدس ..رواية جسدت وحشية الفاشية وتضحيات الكرد الفيليين


كاظم غيلان

الحوار المتمدن-العدد: 2309 - 2008 / 6 / 11 - 09:06
المحور: الادب والفن
    


عرض : كاظم غيلان

تسجل هذه الرواية السينمائية بصفحاتها البالغة (201) صفحة من القطع الوسط ومن خلال فصولها ابشع الجرائم التي تعرض لها شعبنا بسائر فصائله المعارضة لنظام صدام الذي عرف ببداوته الثأرية ودمويته، ولعل في مقدمة من طالهم القمع الوحشي هم الكرد الفيليين بحكم ما تختزنه العقلية القومانجية من دونية وتخلف.
اتوقف أولاً عند عنوان الرواية فهو جحيم مقدس واحيل هذه القدسية لطبيعة تضحيات أبطالها ومقاومتهم العالية وماتعرضوا اليه من انتهاكات نفسية وجسدية وحالات اغتصاب النساء الكورديات بما فيهن الحوامل والعذارى على حد السواء كما في شخصية(شيرين) الصبية الجميلة . ولأنتقل الآن لزمن الرواية ووفقاً لاشارة مؤلفها - المرحلة/المنعطف ما بين أفول سلطة البكر وتسلم صدام لزمام السلطة. وبالتحديد الفترة مابين 1977-1979، وهي المرحلة التي صفيت فيها كل التيارات الفكرية والسياسية التي كانت تمور في أحشاء المجتمع العراقي، ويبدو ان فصول من الرواية كان قد نشره المؤلف في جريدة(الغد الديمقراطي) التي كانت تصدر في لبنان نهاية الثمانينيات بتشجيع من المفكر الراحل هادي العلوي . وزمن الرواية هذا كان ملبداً بالاحداث العاصفة التي عشتها شخصياً حتى خيل لي اثناء قراءتها ان مفارز الأمن الصدامي تلاحقني في شوارع بغداد كالرشيد والسعدون وابي نواس، وسيخيل ذلك حتماً لكل من يطلع عليها ان بقيت على حالها أما اذا بادر المشتغلون بالسينما العراقية لتحويلها الى فيلم فسيكون ذلك أحسن بكثير.
تبدأ فصول الرواية عند نبع ماء يقع في قرية(قاينجة) التي لا تبعد قليلاً عن المدينة الصغيرة (سيد صادق)، هناك تتناثر قبور ابنائها من دون انتظام، ثم المقبرة التي تخص قرية (كاني سكان) فقط وهي تضم قبور ابنائها الذين اعدموا في مقر الفرقة السابعة كما تضم قبور الذين قتلوا اثناء تصديهم للجيش الذي ارسلته السلطة في بغداد ليحرق القرى والغابات والناس والأشياء وليجعل من كردستان جحيماً، ويبدأ فصل من ذلك الجحيم حيث يتغوط الجنود على قبور الضحايا أو على مقربة منها وهذه اولى المحرمات اذا ماعرفنا حرمة الأموات ،الأمر الذي دفع بعض رجال القرية لألتماس آمر اللواء الذي هددهم بجعل مصيرهم مطابقاً لمصير الأموات اذا عاودوا التماسهم.
شخصيات الرواية تبدأ ببطلها (عبد الله) فهو خريج معهد فنون جميلة بين جنود وضباط أميين وجهلة، وجميعنا يعرف العقدة التي يكون مصدرها المتعلم في الجيش وطبيعة تعامل نواب الضباط واستهزائهم المقرف، فتارة يطلقون عليه(الفيلسوف) للاشيء انما لأنه يدمن في القراءة وتارة يتعرض للتحري الدائم بحثاً عن طبيعة الكتب التي يقرأها على مبعدة من انظار المتلصصين، وعبد الله يساري الاتجاه، فيلي القومية، يمتلك من الغيرة والشرف وكل ما افتقده اعداءه. هذا الامر حين دفع احد الجنود للاستفسار منه عن سر وجوده كخريج اثار عبد الله واضطره للاجابة الساخرة:
ـ اعتقدوا انه في معهد الفنون الجميلة يدرسون القتل والذبح!!.
في عذاب اللغة وهو فصل آخر من الرواية نستدل على بربرية العسكر في تعاملهم مع الكورد الفيليين ولنأخذ مقطعاً من هذا الحوار:
ـ شكلك شكل مخرب، انتو الأكراد كلكم مخربين من صغيركم الى كبيركم.
فجأة نظر الى العجوز وقال:
-هلو.. هاذي منو يابه
ارتبك السائق وقال ملطفاًالحوار:
ـ هازي أمي، حزرة الجندي، رايحين للخسته خانه
فقال الجندي ساخراً
ـ وين للماي خانه
اجاب السائق مكرراً
ـ لاحزرة الجندي، للخسته خانه)
(طراد التكريتي) شخصية أخرى يخترق بيتاً يسكنه عدد من المعارضين وهو من ممتلكات امرأة متعاطفة معهم(كوردية) يؤدي في نهاية الأمر لاعتقال (صباح) فنان تشكيلي شيوعي وآخر اسلامي معارض أيضاً(هاشم) ينتهي الأمر بهما للموت اثناء التعذيب وآخر (علي الفيلي) الذي الحق بهما والذي تم اعدام ابن خالته (هيمن) في ابي غريب ولم تتمكن والدته من تسلم جثته من قبل ادارة السجن الا بعد سلسلة من الاهانات.
ـ (مجرمين، قتلة، كلاب كلكم قتلة ومجرمين، لعنة الله عليكم وعلى رئيسكم المجرم) لم يطق الشرطيان هذا الوضع فأخذ كل منهما ذراعاً منها وسحلاها على الارض، كانت العجوز شبه مغمى عليها من الألم ص78

دعاية الشرف والاغتصاب الجنسي
ملازم صلاح والنائب الضابط (ابراهيم السامرائي) نموذجان للانحطاط والحقد ولعل في تدبير أمر ايفاد عبد الله الذي في حقيقته تحويل عبد الله الى مأمور يكلف بارسال الشابة الفيلية (شيرين) الى الفيلق الأول بكركوك وهناك بعد سلسلة من الاجراءات المعمول بها في الجيش يتم اغتصاب شيرين:
(هاي البنيه ليلتهه سوده، الليله يحققون وياهه وباجر تروحون لمقر الفيلق، يوميا عدنه قصه مثل قصتها) ولنرى جيداً ماحصل لها في سنوات كانت دعاية شرف(الماجدات) تتصاعد والدعوة لـ(النخوة والأصالة) كأولى خصال(شعب الذرى):
كانت شيرين مشدودة اليدين ومربوطة بقضبان السرير الحديدي للخلف، كانت شبه عارية، اذ كان صدرها ونهداها بارزين وسروالها منزوعاً عند قدميها المفتوحتين على سعتهما، كانت كمجنونة، تائهة النظرات، وحشية الألم. وكان الضابط قد استدار لها بقفاه منشغلاً بتنظيف عضوه من دم بكارتها، زرر بنطاله وألقى بمنديل أبيض ملوث بدم الى جانب حوض حنفية الماء، فتح الباب وخرج الى الباحة، كان الليل مدلهما، ليل عراقي حالك السواد) ص95. لم يتوقف أمر شيرين عند حفلة الاغتصاب هذه انما مرت بسلسلة جعلت منها فريسة وحوش الحقد البعثي المفطوم على أثداء الجرائم الانسانية الكبرى.
ارتبط عبد الله بصداقة مصادفة مع جندي آخر من الجنوب عهدت اليه نفس مهمة عبد الله :
(صار لي اسبوعين جاي ايفاد مع امرأة كردية حامل بالشهر الرابع أو الخامس، رجلهه بيشمركه اجتنه اخبارية بأن زوجهه موجود بالقرية جاي يشوف زوجته وأطفاله بالسر، رحنه اكثر من خمسين جندي مسلح مع ثلاثة ضباط، هجمنه على القرية، طوقنه البيت وفتحنه النار، مات الزوج واطفاله وبقت زوجته الحامل وصار اسبوعين اتنقل بيهه بين اللواء والفرقة والآن بالفيلق، وكلما نوصل لمكان يغتصبون المره وهي حامل. بالفرقة السابعة بقت اسبوع، اخذوهه ثلاثة ضباط، عروهه واغتصبوهه ثلاثتهم سوه، المره راح تتخبل، قبل شويه سمعت صار عدهه نزيف حاد، يا الهي وين العدالة) ص 120
ينتهي مصير هذه المرأة الفيلية بالموت مع جنينها الذي ولد ميتاً أما الجندي(المأمور) فقد أقدم على الانتحار بعد سماعه الخبر.
ان ماجسدته هذه الرواية السينمائية من أحداث تشير لمستوى الانحطاط الذي مارسته الفاشية في العراق مع القوميات والطوائف كلها وبدون استثناء والذي لم يكن بالمفاجئ اذا ما تذكرنا ممارسات ميليشيا(الحرس القومي) العام 1963 اثر انقلاب 8 شباط الأسود.
بـقى ان اذكـر بـأن مـا تخلـل السـرد مـن حبكـة جمالـة عاليـة تشير لمقدرة الكاتب وحنكته التـي استمدهـا مـن دراسته للسينمـا فـي موسكو اذ استخـدم كـل التقنيـات فـي كتابـة النـص الدرامـي المخصص للسينما.



#كاظم_غيلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة المعرفة
- محمد الغريب.. ضمير جيل
- سياحة في بقايا قصر الطاغية
- عواد ناصر: ادعو الى اطلاق مبادرة تتعلق بتأسيس (ثقافة الاعتذا ...
- النزعة العدوانية التي خلقتها الاغاني التعبوية
- مازن لطيف علي: ظاهرة المهرجانات تعيد إلى أذهاننا الصورة المو ...
- من يعتذر لمدينة الأسماء الأربعة ؟
- إذا لم تعتذر
- علي حسن الفواز: النقد الأدبي لايمكن ان يتعاطى مع نصوص عابرة ...
- الفنان الملتزم والسلطة الواعية
- يوسف المحمداوي .. مشكلة مجلس النواب
- ألشمس أبقى من قطيع الغيوم ..قراءة في قصيدة السبعينات ج4
- تحت كرسي السياسة
- المناضلة الشيوعية سميرة مزعل تدلى بجرأة افادتها امام محكمة ا ...
- الشمس ابقى من قطيع الغيوم ج3
- علي الشباني...موهبة المغامره ومغامرة الموهبه
- الشمس ابقى من قطيع الغيوم ج2
- اعادة ترتيب...!!
- نعم يارحيم الغالبي الشمس ابقى من قطيع الغيوم
- أستغرب من رعاية ألموسسات وألكيانات للابواق ألصدئه..حوارمع رح ...


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم غيلان - الجحيم المقدس ..رواية جسدت وحشية الفاشية وتضحيات الكرد الفيليين