أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ساطع راجي - الاتفاقية ...شذرات وأوهام














المزيد.....

الاتفاقية ...شذرات وأوهام


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2309 - 2008 / 6 / 11 - 10:38
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


جميع المواقف من الاتفاقية العراقية الامريكية المتداولة إنما هي مواقف مبنية على عمليات قطع وإجتزاء وتشويه تهدف لدعم مواقف مسبقة ناتجة عن مصالح محددة سلفا، سواء مؤيدة أو معارضة للتوصل الى إتفاقية ما بين الطرفين، وأحيانا تأتي هذه المواقف نتيجة لطبيعة علاقة الطرف السياسي العراقي أو الاقليمي بالحكومة العراقية الحالية دون النظر الى مصالح الدولة العراقية التي تمثل العراقيين بأجمعهم.
من الطبيعي في السياسة أن تتناقض المواقف بتناقض المصالح وبالتالي تحدث ممارسة إجتزاء النصوص والتعسف في تأويلها لتبرير المواقف، لكن في الحالة الطبيعية أن تكون هناك في كل الاحوال مرجعية موحدة ومحايدة يركن إليها الجميع في النهاية، وفي حالة الاتفاقية العراقية الامريكية ستكون المسودة أو المسودات التي يجري التفاوض عليها بمثابة المرجعية التي يمكن أن يستند إليها الحوار السياسي ليبقى في حيز الجدل السلمي بين الاطراف المختلفة وفي حدود المعتاد من الخلاف بدل أن تذهب العقول السياسية مذاهب شتى في التأويل والاختلاف إعتمادا على شذرات تسربها صحف أو يعلنها متحدثون إعلاميون وزلات لسان نخبوية.
من الواضح إن هناك أطراف داخلية وإقليمية قررت تبني مواقف مسبقة من الاتفاقية وهي لن تغير تلك المواقف مهما حدث، لكن الغريب إن المدافعين عن ضرورة التوصل الى إتفاقية عراقية أمريكية يعتمدون في أداءهم على ردود الافعال، وبالتالي هم يلاحقون المبادرين الى مهاجمة الاتفاقية عبر عمليات تكذيب يومية للأخبار والتسريبات ونفي للمعلومات المسربة دون أن يقدموا على توضيح المسار الذي تتخذه المفاوضات أو نقاط الخلاف الرئيسية، وفي كل الاحوال هناك حالة من التعتيم بشأن بنود الاتفاقية وهذا التعتيم هو ما يمنح كل خبر أو تسريب أهمية تفوق حجمه الحقيقي ويؤدي ذلك الى كثرة التسريبات ومن ثم اللهاث لنفيها وتكذيبها دون تقديم معلومات حقيقية بديلة يمكن للجدل السياسي أن يعتمد عليها.
هذا الاسلوب الرسمي في التعامل مع مضامين مسودات التفاوض قد يوحي بإن هناك ما يجب إخفاؤه، لكنه في نفس الوقت يخضع لتشوه متوارث نتيجة النظرة السلبية لأي معاهدة أو إتفاقية تعقد بين دولة كبرى وإحدى دول المنطقة، لذلك لجأت بعض حكومات المنطقة الى التوقيع على إتفاقيات أمنية سرية تتيح للدولة الكبرى حريات واسعة في إنتهاك كل مفاهيم (السيادة) التقليدية للدولة الشرق أوسطية المعنية والمهم فقط هو إن شعب تلك الدولة لا يعلم (رسميا) بوجود تلك الاتفاقية رغم إن هذا الشعب يرى بإم عينه عملية تنفيذ تلك الاتفاقية، والاتفاقيات العلنية قد لا تكون بقوة الاتفاقيات السرية بكل الاحوال، فتركيا مثلا رفضت السماح للقوات الامريكية بعبور أراضيها أو بإستخدام القواعد الامريكية في تركيا في حرب العراق رغم وجود إتفاقيات عسكرية وأمنية بين الطرفين، في حين إن الاجهزة الامريكية تتعقب وتعتقل وأحيانا تقتل مواطنين متهمين بالارهاب على أراضي بعض الدول العربية دون وجود لإتفاقية علنية مرت عبر المؤسسات الشرعية، وحتى عندما يتم الحديث عن وجود إتفاقيات ما تتم المسارعة الى ذكر الايجابيات سواء كانت تثبيت أمن الدول والنظام السياسي أو المردودات المالية والخدمات الناجمة عن تلك الاتفاقيات، وإلا كيف وصلت القوات الامريكية الى العراق وكيف حافظت هذه القوات على أمنها ومن أين حصلت على إذن المرور في المضايق، وأين رست السفن العسكرية الامريكية ومن أين حصلت على الامدادات والوقود والصيانة وأين خزنت الاسلحة والاعتدة وبقية ضرورات وحاجات القوات الامريكية سواء الموجودة في العراق أو في بقية دول المنطقة؟!، وكل عمليات الامداد والخزن والرسو هذه لا يمكن أن تتم بدون جهاز إستخبارات نشط، ودون تنظيم وترتيبات مع الوزارات المعنية في تلك الدول.
أصبح من الساذج الحديث عن إتفاقيات توفر حاجات طرف واحد بينما يتكفل الآخر بكل الاعباء، فإبتداء من إتفاقية الزواج التي تعقد بين رجل إمرأة وحتى الاتفاقيات بين الدول هناك حقوق وواجبات على كل من الطرفين أداءها وتبقى مسألة توازن الحقوق والواجبات قابلة للنقاش الهادئ ومن يتصور إنه قادر على تحقيق مصالحه وأهدافه فقط بينما على الآخر دعمه فقط فعليه أن يغير نشاطه ويترك حقل السياسة لأنه سيقود بلده أو أتباعه الى التهلكة.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآخرون في العراق
- تكاليف الترميم
- فشل المعارضة
- موت بسبب الكتمان
- دولة..دولتان...دولة
- محاصصة مبتكرة
- إمكانية ترميم الحكومة
- المقامة اللبنانية عراقيا
- هل إقتربت الحرب؟
- وقود رخيص جدا
- الانشقاقات والابواب المغلقة
- قبل الإنتخابات
- جولات المصالحة العراقية
- الأول من آيار 00 العمال في عالم متغير
- طرق مهملة في العراق
- جيران العراق...آمال محبطة
- السياسة الإمامية ( نظرية السيد محمد الصدر )
- الخروج من حلقة التناقض
- سياسة الكتمان
- سيادة الدولة...مبادئ ومصالح


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ساطع راجي - الاتفاقية ...شذرات وأوهام