أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد حران السعيدي - العراق,صومعه المثقف وانفتاح الواقع














المزيد.....

العراق,صومعه المثقف وانفتاح الواقع


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2308 - 2008 / 6 / 10 - 06:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يطل على الساحة العراقية من منظور وطني سيجد ان هناك حاجه متصاعدة تستدعي حضورا استثنائيا للمثقف يعد ان اثبت انه الأكثر حياديه والأكثر تحصنا عندما أشيعت لغة الرصاص وأخلاقيات الحواسم و التمترس خلف دريئة الطائفية أو القومية ولعل أكثر ما يجسد هذه الحاجة إننا أصبحنا نسمع الإطراء الشعبي للمثقف على سلوكه الناضج ... وهذا لا يلبي الطموح طبعا فالمطلوب منه ألان لا إن يكون موضع المدح فقط , بل مركز الفعل وقطب الرحى في عمليه التغيير ومخاضاتها الصعبة من
خلال تفعيله لأدواته التي يجب إن تصبح قادرة على مجاراة متغيرات العصر وبجهوزيه عاليه لتلقف الحدث والانعطاف به و
بدلالاته إلى قواعد فكريه مستنبطه من الإرث العراقي لا تغوص في مفاهيم تغذي التشرذم وتضعف البنية الوطنية وخاصة في
مجالي الأدب والفن ,وهذا يجعل مخرجات الانشطه الابداعيه مفهومه لدائرة واسعة من المتلقين أولا وقادرة على إنشاء مشترك
ثقافي جمعي ثانيا ,انه ليس با لحلم البعيد المنال ,فمن يتصفح المنتج العراقي خلال القرن الماضي سيجد إن هناك قاعدة صلبه
قد وضعت ضمن هذا السياق تسهل على من يريد إتمام البناء مهمته حتى وان كانت رؤاه مختلفة عن البناة الأوائل , هنا فقط
سيصبح المبدع عاملا في زيادة الوعي الشعبي الذي لا يخفى دوره في اقتلاع مركب الخوف والقلق ورواسبهما من مخيلة
المواطن والتي تراكمت عبر سنوات الحروب الطائشة والحصار والاحتراب الداخلي ... إن تبني آليات أكثر فاعليه في إيجاد
بدائل ناظمه للحياة الثقافية بتضافر الجهود المختلفة بات ألان أكثر إلحاحا لتحقيق الهدف السامي المتمثل بردم الفجوة بين من
يمتلكون المعرفة والأجيال ألناشئه سيما وان هذا المقطع الزمني قد فتح أمام شبابنا الكثير من أبواب المعرفة التي لانريد لهم
إن يدخلوها بدون هوية , كثوره المعلومات ووسائل الاتصال ألحديثه والفضائيات وسهوله التعامل معها أصبحت مغريه
للجميع بالتواصل مع المنتج العلمي والأدبي في كل إنحاء العالم , فالأسماء ذات الحضور العالمي في علوم الاجتماع والاقتصاد
والفلسفة والطب والكيمياء وسائر المهتمين بنضريات الأدب والمسرح والمدارس التشكيلية غدت أسماء جاذبه تشد الذاكرة
الشابة إلى الاطلاع على ماتجود به اطاريحهم التي أصبحت في متناول أيدي الجميع , ولا شك إن مسلمه أساسيه نتفق عليها
جميعا إننا لسنا ضد التعامل مع هذه المعارف المختلفة بل هو العكس تماما , ولكن هل يليق بنا إن تدخل أجيالنا الشابة في نوادي المعرفة بشتى اختصاصاتها وكأنهم صفحات بيضاء ؟ الم يكن في تاريخنا القديم والحديث روادا اجهدو النفس في بلوره
أفكار ورؤى تستحق الوقوف عندها ؟ والسؤال الأهم هل إن الراغبين بهذا التواصل مع الخارج هم نخبه أم قاعدة واسعة تبشر لكسر طوق الجهل المفروض على مجتمعنا ؟ ... مما يوجب التحفظ هنا إن من تتراكم لديهم معارف بدون جذور محليه
سيصبحون مجلدات آدميه تكتنز المعلومات العصية على اطلاع إفراد المجتمع الآخرين رغم الحاجة الملحة لبلدنا الذي يريد لابناءه إن يسهموا في بث معارفهم بين الجميع عندما يصبحوا أدله ومرشدين لسواهم , فمجتمعا يعاني من ألاميه الالفبائيه بنسبه عاليه من سكانه كنتيجة لما عايشته أجيال ما بعد 1980 من انكسارات لايريد إن يرى مثقفه مغردا خارج السرب , بل
يعايش المعاناة تفصيليا ويواجهها بلغه مفهومه للجميع , ويكون رأس النفيضه في قياده الجموع نحو التخلص من أسباب العناء
كالفقر ونقص الخدمات والإقصاء والتهميش والخداع والتضليل السياسي بتحريف مفاهيم الوطنية والديمقراطية والاختلال الأمني والفساد المالي والإداري ووضع الإنسان غيرا لمناسب في ما لا يناسبه من حلقات المسؤولية ,وكل هذا يستلزم وعيا شعبيا ناتجا عن إرساء قاعدة معلومات في شتى اختصاصات المعرفة والعلوم قادرة على المخاطبة لذهنيه عامه الناس كي يسهم الجميع في الأخذ بيد العراق إلى الأفق الأرحب بعيدا عما أريد له من تكريس قيم لا تحترمه .
إن الحروب وما أنتجته من حاله التآلف مع مناظر الموت اليومي والبطش والقسريه في التجنيد والسوق إلى جبهات القتال والإعدام والسجن والمطاردة مما مارسته أجهزه السلطة المقبورة بحق الغالبية العظمى من أبناء الشعب الذي ورث كما
هائلا من الأيتام والأرامل ومعاقي الحروب وتبديد الثروة وتعميق ألهوه بين هذه الدولة المنهكة ودول الجوار أثرت بشكل واضح في البنى السايكولوجيه ومنظومة القيم والأخلاقيات للإنسان العراقي مما أنتج ذاكره شعبيه تبلورت فيها حاله من عدم الثقة واللا فاعليه والسلبية إزاء مقومات الحياة , كان من بين ما ترتب عليها من نتائج ظهور هذا القطع بالتواصل الثقافي
وعزل الرعيل الأول من العلماء والأدباء عن الاستمرار مع جمهور المتلقين فقد توزعوا بين مهاجر أبعدته ألغربه عن ملاحقه
متغيرات الحياة أليوميه وبين من آثر العزلة والصمت , وكل هذا سيضاعف من هم المثقف الراغب بنشر قناعاته وأفكاره , لكن المهمة ليست مستحيلة طبعا ... فتحت نوبات الشعور بالإحباط الجماعي التي عاشها المجتمع العراقي منذ ولادة ألدوله العراقية ألحديثه في 1921 كانت هناك تجارب متعددة اثبت فيها المثقف العراقي تميزا في التعاطي مع كل المتغيرات بروح الانفتاح على الواقع والعمل على تغييره نحو الأفضل بشحذ همم الناس وإشراكهم في الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات وبمطلبيه تباينت شعاراتها بين الوطني والقومي والمهني ... وهذا مايشجعنا ألان على دعوه النخب الواعية ليأخذوا دورهم في اقتحام ساحة اليوم التي فتحت أبوابها للبناة الصادقين وان لا يكتفوا بخطوه خجولة هنا وأخرى مترددة هناك .
أنها دعوه للنزول من الأبراج العاجية



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد حران السعيدي - العراق,صومعه المثقف وانفتاح الواقع