أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زيد ميشو - نكتة من الواقع مأساة - الحكيم والعصي














المزيد.....

نكتة من الواقع مأساة - الحكيم والعصي


زيد ميشو

الحوار المتمدن-العدد: 2308 - 2008 / 6 / 10 - 04:07
المحور: كتابات ساخرة
    


توطئة : أقسم بروح من مات من حكامنا وموسيليني الطاهرة ، من بين كل مليون حاكم يوجد واحد فقط بغل .
قصة النكتة الحزينة
يقال والعهدة على القائل من إن حكيم جمع فريق من تلامذته والذي يخرِّجٌ منهم أفواجاً أفواجاً من مدرسته الخاصة ليعطيهم خلاصة خبرته الحياة ، فصاح أكبرهم حجماً وسلمه عصا صغيرة وقال ، له إكسرها ، فكسرها ، ثم سلمه إثنين وسأله أن يكسرها ففعل ، وسلمه عشرة وكسرها ، ثم عشرين ففعل والجميع مذهول لقوته ، فقال لهم الحكيم " ياأبنائي الأعزاء ، مادام هذا البغل معكم فلا تخافوا " .
بعض التلفيق على مفهوم النكتة من خلال إعطاء تحليل عن شخوص القصة
الحكيم – هو حكيم من أرض الواقع ، آمن بأن الحياة للأقوى وهو يريد أن يكون الحكيم ومرجعية للجميع فسلم راية القيادة للأقوى في أحدى فرقه والذي قال عنه بأنه بغل ، ومن خلال هذا البغل يستطيع أن يقود بحكمته كل مايتيسر من بقاع الأرض من خلال تسليم القيادات لبغال من فرق أخرى .
التلاميذ – هم من الذين أدركوا من إن ضمان حياتهم وإشباع رغباتهم هو الحصول على شهادة من مدرسة هذا الحكيم والعيش من خلال تطبيقهم لحكمته ووصاياه ، فهم يسندون ويدعمون البغل من أجل طموحاتهم .
البغل – هو الذي لايفهم من الحياة سوى القوة والبطش مما أهله ليقود مجموعة من فريق يشبه عصابات الشوارع والذين سيحولون الأرض التي يعيشون عليها إلى حكم شريعة الغاب ، وبما إن مستوى عقله محدود في بعض الأمور التي يريد أن يحققها لذاته كالسلطة والنفوذ والتي تجعلة يعمل ما في صفاته وغريزته الحيوانية والتي حدد واحدة منها الحكيم وأكتفى دون الإشارة لصفاة الحيوانات الأخرى مثلاً مطيع للحكيم كالكلب وسارق للكنوز مثل الغراب وآكل لحوم الضعفاء كالنمر والأسد ، يلدغ كالعقرب وحمار متى ماتطلبت الظروف .
الشعب ، وقد أهملوا عمداً في هذه القصة المأساوية ولا جديد في ذلك ، فهم آلة خاضعة لنظام السيطرة عن بعد وضعت بأيادي ليست أمينة تتحكم بماضيها وحاضرها ومستقبلها ولا من يسأل ، وقد قرأنا عن شعب مثل هذا في الإساطير وقبل عصر الحداثة وتوفر ( الريموت كنترول ) .
فيهم من خرج عن نظام السيطرة المتطور فقاموا التلاميذ ( الحبربش ) بتعطيل ملفاته ، وفيهم من عمل بإختصاصه ولم يقبل حمولة أكثر من طاقته فكان مصيره الفناء ، وفيهم من كان في اليد كالعجين وقد عملت منه الفطيرة المناسبة وهو ( لايهش ولاينش ) .
في الواقع
أقولها بكل أمانة من إن هذا النكتة لايوجد لها صلة في أرض الواقع وإن كان لها صلة فهي نادرة جداً ، إذ إن كل حكامنا يمتازون بالعقل والحب والتواضع ورقة القلب والإخلاص للشعب والدولة ، وعدم الولاء إلى أي سلطة غير سلطة الضمير . ولايوجد عقل مسيطر يقود حكام ودول بل على العكس يوجد محررين وفاتحين وزارعي لشتلات الحرية والديمقراطية . أما وجود شعب تحت السيطرة بقوة الحكومة فهذا ضرب من الخيال . حتى في كل المؤسسات وبكل أشكالها وأنواعها ، فالكل يعمل بمقتضى ضميره وشعار الجميع الإخلاص والوفاء للأرض والناس والحمد للآلهة على عدم وجود منتفعين ومستغلين وأنانيين والمستقبل يبشر بالخير دائماً .
لكن ماهو الحل إن وجد مثل هذه الظاهرة في المستقبل البعيد ؟
أكيد سوف لن يكون الحل بعدة فرق من المعارضين ، ولا بوجود تكتلات من المتخلفين ، ولا بكثرة الإنتهازيين ، ولا لمن هم للأغراب موالين ، أو لإبناء شعبهم معادين أو لدينهم متعصبين ولفكرهم مغرورين ، وإنما لبلدهم بوفاء عاملين ولأبناء جلدتهم محبين مهما كان شكلهم ولونهم وفكرهم طالما هم في هذا الوطن أصيلين .
وبالنتيجة هي مجرد نكتة مضحكة لكنها وإن كانت قد أستلهمت من الواقع فهي ليست مضحكة كما يخال لنا بل مأساة ، لكن وكما يقال فإن شر البلية مايضحك ، وأبو المثل يكول ( ردنا بغل نركبة طلعلنا بغل يركبنة ) وزمن الإقطاع راح وولى وبطلنة نركب بغل بس بقى البغل يركبنة .



#زيد_ميشو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا وُزعت الحلوى في لبنان ؟
- التحمُّل - التحدِّي .... أن تبتسم وفي عينينك ألف دمعة
- تباً لهذه الياء الأخيرة
- لنبتسم ، إن كنا واثقين بمن نصدِّق
- لنعترف من إننا قد ظلمنا الله
- جائزة أوسكار وظلم لجنة الحكام لحكامنا
- إنتهى دوره - نعم الشيطان تقاعد
- خذلتني بائعة هوى
- لانحب ولاندع غيرنا يحتفل بعيد الحب !


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زيد ميشو - نكتة من الواقع مأساة - الحكيم والعصي