أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - نضال نعيسة - التّمثيلُ بالأحياءِ: ضرورةُ تجْريمِ ِأُمراءِ وأشياخِ الوهابيّة















المزيد.....

التّمثيلُ بالأحياءِ: ضرورةُ تجْريمِ ِأُمراءِ وأشياخِ الوهابيّة


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2308 - 2008 / 6 / 10 - 11:07
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


يـُعتبر قطع الرؤوس، والأيدي، والأرجل، وحز الرقاب، وبتر الأعضاء الحيـّة، وفقء العيون وسملها، ونحـْر الكائن البشري كما تـُنحر النعاج، وعمليات الرجم والجلد وتشويه الصورة البشرية المقدّسة للإنسان، علناً، وعلى الملأ وفي الشوارع والساحات العامة وفناءات المساجد، نوعاً خطيراً مرعباً، ومقززاً، من التمثيل البشع الرسمي والمتعمد بأجساد البشر الأحياء، ونمطاً فظاً وشائناً مريعاً من السادية الغريبة والقتل البطيء المؤلم، غير المبرر، ومهما كانت الذرائع والأسباب. وهو يجسد نزعة إجرامية متأصلة، وشذوذاً سلوكياً ونفسياً خطيراً، يوجب إيقاع أقسى العقوبات القانونية بممارسيه.

فتشويه الجسد البشري، والعبث به، على تلك الشاكلة المنفـّرة، وبذلك الأسلوب الهمجي الوحشي المقزّز والمنحط، من قبل أمراء الوهابية الكبار، وشيوخها القتلة المجرمين، هو جريمة مضاعفة بشعة ومدانة، قانونياً وخلقياً، بحق الجنس البشري بشكل عام، في الوقت الذي تتجه فيه كافة الشرائع والأمم المتحضرة والراقية، والجهود الحقوقية المكثفة، لوقف العمل بعقوبة الإعدام التقليدية نهائياً، ( أي الشنق، والرمي بالرصاص، وغرف الغاز، والصعق الكهربائي، والحـُقن القاتلة Lethal Injections)، كونها تتنافى مع حق الحياة الذي هو أبسط وأول حق من حقوق الإنسان. كما تعتبر عمليات الجلد والرجم، نوعاً من التعذيب العلني والقتل البطيء المشرّع والمنظـّم ويمارسه على الملأ أمراء الوهابية وشيوخها، ودون أن يستوجب ويخضع للمساءلة القانونية، والتحقيق الدولي، أو أن يتجرأ أحد من سكان المهلكة الأسرى والسبايا المساكين على نقده واستنكاره، لأنه يسوّق رسمياً وإعلامياً، ومن منابر تمتلكها الحكومة الوهابية، باعتباره قصاصاً سماوياً مقدساً وتقرباً إلى الله وإحياء لسنة السلف الصالح وثقافة النحر كما تقرب الأمير خالد بن عبد الله القسري إلى ربه بنحر الجعد بن الدرهم يوم عيد الأضحى( أليس هذا الأمير والوالي المسلم من السلف الصالح؟)، وتفويضاً منحه الله فقط لسلالة آل سعود ولشيوخ الوهابية وحدهم للقيام به، ودوناً عن سائر الخلق والبشر أجمعين. ومن هنا، فقط، نتفهم لماذا يقف شيوخ الوهابية، وبعض فقهاء الدين الدجالين المتواطئين بجرائم التمثيل بالأحياء، ضد عمليات نقل الأعضاء البشرية لبشر توفوا طبيعياً إلى رحمة الله من أجل بعث الحياة في أجساد بشر آخرين يعانون سكرات الموت. فاحتقار الحياة البشرية والعمل على نشر ثقافة الموت وتعميمها هو هدفهم وغايتهم، ولذا فهم يوافقون على عمليات بتر الأعضاء، وفصل الرأس عن الجسد، لأناس أصحاء وأحياء، ونقل الإنسان نفسه، مرة واحدة وإلى الأبد إلى الدار الآخرة. فالتمثيل بالأحياء وتشويه الصورة البشرية ومسخها والتنكيل بها مسموح وحلال بالعرف الوهابي، أما نقل أعضاء متوفين طبيعياً فهو يناقض شرع الله. (هكذا!!).

ومن وجهة نظرنا الشخصية، التي لا تخرج عن الإطار القانوني والحقوقي والأخلاقي العام بطبيعة الحال، فإن هذا السلوك الوهابي الإجرامي الخطير يندرج تحت بند واحد ووحيد، وهو الرغبة الدفينة الجامحة للتمثيل والتنكيل بالجسد البشري العلني، وتبنياً رسمياً لإرهاب الدولة، وترسيخاً لسياسات الأبارتهيد، والفصل العنصري المنظم، عبر احتقار المرأة، وتكفير الأقليات الدينية والعرقية، والحرص على العمل بنظام الكفيل النازي والعنصري وتطبيقه على المهاجرين والوافدين للمهلكة الوهابية وإهانتهم وإذلالهم من خلاله، وتفضيل بشر على بشر، واستعبادهم بناء على اعتبارات العرق والإثنية والجنس والملة والدين، وإشهار ذلك وتعميمه وشرعنة ممارسة التعذيب كالجلد والرجم والمرفوض والمحظور قانوناً. فقد جاء في المادة الأولى من الميثاق الأساسي للاتحاد الأوربي حول الكرامة الإنسانية:
الكرامة الإنسانية مقدسة ويجب احترامها وحمايتها.
وتقول المادة الثانية من الميثاق الأوروبي:
1-كل شخص له الحق في الحياة.
2- لا يحكم على أي شخص بعقوبة الإعدام أو يتم إعدامه.
وحول حظر التعذيب والمعاملة أو العقوبة غير الإنسانية، أو المهينة، تقول المادة الرابعة من نفس الميثاق:
لا يخضع أي شخص للتعذيب، أو للمعاملة، أو العقوبة غير الإنسانية، أو المهينة.
فيما تذهب المادة الخامسة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلى القول:
لا يـُعرّض أي إنسان للتعذيب، ولا للعقوبات، أو المعاملات القاسية، أو الوحشية، أو الحاطة بالكرامة.

ومن الجدير ذكره، في هذا السياق، فإن الكثير من الدول المتقدمة تحظـّر، وتمنع اليوم، حتى عمليات ذبح المواشي والدجاج والطيور، علناً، وحتى في المسالخ الصحية المرخـّصة حكومياً، ولو كانت لغايات غذائية محضة، ويتم اللجوء عادة إلى طريقة الصعق الكهربائي ( هي طريقة حرام وغير حلال طبعاً بالعرف الوهابي)، ولتجنب تلك المناظر المقززة التي تثيرها إراقة الدماء وللتخفيف عن "الضحايا" من البهائم والطيور والحيوانات لاعتبارات الرحمة والرأفة واحتراماً لمشاعر وأحاسيس حتى البهائم والطيور والحيوانات. وهناك جمعيات في الغرب للعناية بحقوق الحيوان، فيما لم توقـّع المهلكة الوهابية، حتى اليوم، على الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، باعتباره يتناقض، جملة وتفصيلاً، مع التعاليم العنصرية الوهابية. وتمتنع كثير من الفضائيات ووسائل الإعلام، أيضاً، عن عرض مجرد مباريات الملاكمة، احتراماً لكرامة الإنسان، وباعتبارها رياضة قاسية وتسيء لكرامة الإنسان وتحط من قدره، ويتم عرضها حصرياً في القنوات المشفـّرة(Coded Channels) التي يتابعها الكبار. (تصوروا، وقارنوا هذا مع رياضة قطع الرؤوس الوهابية المفضلة التي يمارسها أمراء آل سعود!!!). هل ثمة مجال للمقارنة؟ وأخشى ما أخشاه، لاحقاً، هو أن يطلع علينا شيوخ الوهابية كعادتهم بحديث منحول يوصي الناس بالسباحة والرماية وركوب الخيل وقطع الرؤوس أيضاً، لتبرئة الأمراء مما يرتكبون. ولـِمَ لا فهم كرماء وطيبون جداً وفضـّلهم الله على باقي الناس ووظيفتهم هي فبركة الفتاوى حسب الطلب وبيعها، جملة ومفرق، لطويلي العمر، كما تباع العلكة والبليلا والفشار والبالونات للأطفال الصغار؟

ومن هنا يتوجب تحرك المجتمع الدولي، لإصدار أوامر قبض وجلب فورية بحق أمراء الوهابية الذين يشرفون شخصياً على تنفيذ هذا التمثيل المقذع بأجساد الأحياء، والحجر على شيوخهم، وتجريمهم باعتبارهم مشاركين في الجريمة يحللونها ويجيزون تنظيم عمليات قطع الرؤوس والقتل المنظـّم والتمثيل بالجسد البشري، والشروع قصداً بإبادة الجنس البشري والتعذيب العلني والقتل البطيء التي تجري تحت سلطانهم وأمرتهم والتلذذ والتمتع بتلك المناظر المروعة الرهيبة والمقززة وتكرارها بشكل شبه يومي والصمت عليها. كما يجب الطلب من قبل كافة المحاكم والهيئات القضائية الدولية، إحضار هؤلاء بموجب مذكرات جلب جماعية أمام المحاكم الدولية المختصة للتحقيق معهم في الجرائم ضد الإنسانية وممارسة التعذيب علناً والتمثيل بجثث الأحياء، أولاً، ولخرقهم الفاضح والمتعمد للميثاق الأساسي للاتحاد الأوروبي، ثانياً، وعدم تركهم، بعد اليوم، يسرحون ويمرحون في أوروبا دون أن تطالهم يد العدالة الأوروبية والدولية التي يمسحون الأرض بدساتيرها ومواثيقها وقوانينها ويدوسون عليها، وعلى عينك يا أيها البرلمان والمفوضية الأوروبية.

وإن في عدم وقوف المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية، ذات الصلة، ضد عمليات التمثيل العلنية بالأحياء والرجم والجلد والقتل البطيء، تساهلاً غريباً، وتواطؤاً مفضوحاً ومريباً وباعثاً على الخيبة والمرارة والقلق، مع النظام الوهابي السعودي الفاشي. فلقد تم، سابقاً، تجريم الفاشية والنازية والعنصرية من قبل نفس هذه الهيئات التي نناشدها اليوم التدخل فوراً، وبنفس التهم الإجرامية والممارسات العنصرية، وحظـّرت لذلك تلك العقائد الفاشية والنازية، وقُدّم رموزها إلى محاكم نورمبرغ الشهيرة، فلماذا يتم السكوت عن والتغاضي عن جرائم الوهابية التي تفوق اليوم جرائم النازية والفاشية والعصور الحجرية قاطبة بشاعة وقسوة وفظاظة وعنصرية وإجراماً وتمثيلاً بالأحياء وليس بالأموات، حيث لم يتبق اليوم سوى الوهابية تهدد الجنس البشري بالفناء والدمار الشامل والآلام؟

وإذا كان التمثيل بجثث الأموات جريمة منكرة وفظيعة، ومدانة في كل القوانين والأعراف، فماذا عن التمثيل بأجساد الأحياء بهذه الطرق الوهابية المأساوية الشاذة؟ فمتى يتحرك المجتمع الدولي لدرء الخطر الوهابي الإجرامي الخطير؟ وهل من سميع؟ وهل من مجيب؟

* ملاحظة هامة: تم إرسال نسخة من هذه المناشدة الإنسانية، إلى الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، وإلى المفوضية العامة للاتحاد الأوروبي، وذلك عن طريق الرئاسة العامة للمؤتمر الدولي للدفاع عن المرأة والأقليات، ومقره في زيوريخ-سويسرا، وبصفتنا كأعضاء مؤسسين وعاملين فيه .



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوهابيّة أم ِالنازيّة؟
- أنقذوا السوريين من العنصرية والاستعباد
- تَجْريمُ الفِكر القَوْمي
- لا لعودة سوريا للصف العربي
- برقية تعزية ومواساة
- همجية الوهّابية
- فرسان رفعت الأسد
- نَسْفُ الثقافةِ العربية
- خبر عاجل: اختفاء معارض سوري
- صدِقَ البعثيّون ولو كذبوا
- نكبة الأديان
- خدام: والمشي في جنازة القتيل
- احذروا آل سعود
- الأقليات العربية في دول الخليج الفارسي
- متى يكف رفعت الأسد عن إهانة السوريين؟
- هل هي حقاً نكبة، أم نعمة على العرب والمسلمين؟
- هل أعرض الناس عن المعارضين؟
- رسالة إلى المرشد العام للإخوان السوريين
- رفعت الأسد والإخوان: غرام ووصال
- قطع الرؤوس باسم الله: من يرسم الصورالدانماركية؟


المزيد.....




- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - نضال نعيسة - التّمثيلُ بالأحياءِ: ضرورةُ تجْريمِ ِأُمراءِ وأشياخِ الوهابيّة