أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حمزه ألجناحي - الثلج هو السبب















المزيد.....

الثلج هو السبب


حمزه ألجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 2308 - 2008 / 6 / 10 - 03:45
المحور: حقوق الانسان
    


لم أشاهده متجهم الوجه حزين لحد الانكسار ينفعل لأدنى حدث حتى لو كان لا يؤدي الى الانفعال أعرفه هادئا متزنا غير انفعالي له قلب واسع كونه مدير مدرسة متوسطة يحمل الصفات الأبوية وله سمعة طيبة بالمدينة كونه حريص على عمله ويهتم جدا بمستقبل العراق والاطفال الذي هو مدير عليهم دائما يردد انها الأمانة الوطنية ويجب ان نصونها ولا رقيب الا الله علينا والضمير بعد السقوط تغير حاله وبدا كانه قد يعيش في عالم اخر عالم الضحك والأمل والتغيير والمستقبل المكلل بالازهار في أحلك الظروف التي مرت بها المدينة كان يقول (ازمة وتعدي )والثمن غالي ويجب ان ندفعه من راحتنا وأمننا وجهدنا لكن الغد أكيد سيأتي جميل وكما نريد لقد تعب العراقيون من تلك السنين وقد حان الوقت ليرتاحوا من عذابات تلك السنين والدكتاتورية كان هذا هو حديثه متفائل دائما ويقدر الأخطاء التي يقع فيها الغير ويعطي التبرير لتجاوزها كل شيء لديه سيتغير اذا لم يكن اليوم فغدا ...
هذا هو الاستاذ احمد كما عرفته من سنين طوال وعشنا معا في الظروف الحرجة في حرب الثمان سنوات وكان متيقنا انها ستكون ذكرى وتاريخ ..فترة الحصار تعفف كثيرا عندما كان راتبه لا يتجاوز الثلاث آلاف دينار ذهب الى السوق باع واشترى حتى في الأشياء التي لا تليق به كأستاذ لكنه كان يقول افضل من ان تمد يدك او تأخذ رشوة او تسرق العمل ليس عيبا غدا ستفرج وستتذكر قولي ..الحديث عن صدام في تلك الفترة يعني له الانفتاح واخذ حريته في السب والشتم خاصة أمام الأصدقاء والمقربين تجاوز كل المحن وهو مرفوع الرأس كان بأمكانه ان يكون رفيقا حزبيا مثل زملاءه ويأخذ مرتبا جيد لكنه ابى ان يدخل ذالك المعترك النتن بقي ذات عطر فواح جميل ...
تفاجأت بالأمس عندما رايته ليس على تلك الصورة التي أعرفه بها لم ارى مثل هذه السوداوية على وجهه استقبلته بحرارة لكنه وبسبب الانفعال بدا لي وكأنه لم يراني شددته من يديه وسحبته للجلوس في احد المكاتب لأحد أصدقائنا ..
بمجرد ان جلسنا اخذ يتحدث هو بحرقة وحرارة وانفعال حتى ان هذه اللهجة التي يتحدث بها كانها ليست لمدرس قدير وأحيانا يبتعد ولا يربط بكلامه لموضوع معين طلبت منه ان يهدأ لنفهم منه ضننت ولوهلة مجنونة ان الرجل ربما يصاب بعارض مرضي وما أكثر الأمراض الآن في العراق او لعل انفعاله يصيبه بجلطة او ذبحة طلبنا منه ان يهدأ والا سوف نغادر ونتركه تفاجئنا بقوله الى قير وبأس المصير (الايدة بالماي الحار مو مثل الايدة بالثلج)
والحقيقة لحبي للأمثال الشعبية طلبت منه ولتلطيف الجو ان يصحح المثل الشعبي لأن هذا موروث شعبي ولا يمكن ان نتجاوز عليه وقلت له بأستاذ ابو علي لا يوجد في هذا المثل كلمة ثلج وانا وانت على الرهان ,,انفعل ايما انفعال ولو كنت اعلم ان كلمة الثلج هي التي فعلت به هذه الفعلة لما قلت ولسكت افضل ..
اجابني لا لعد دشو والله اكول ثلج وغصبن عليك لا ثلج لا اتراهن وياك ولا اكول غير الثلج ابهذا المثل وكرر كلمة الثلج عدة مرات فكان كلما مر احدهم وبيده قطعة من الثلج كرر كلمة الثلج ,,
وقال ها دشوف موثلج اتفضل كلهه شايله ثلج اوين رايحة رايحين للبيت بلكت يزقنبون بمية باردة من هذا الثلج ...
عرفت ان الاستاذ أحمد له مشكلة مع الثلج طلبت من مضيفنا الذي نحن جالسين في مكتبه ان يسقي والديه وكما يقولون العراقيين عندما يطلبون الماء ومن ثلاجته التي هي داخل المحل هنا ضحك الاستاذ احمد وبانت نواجزه البيضاء وتفتحت اساريره وفرحنا جدا وكنا ننتظر منه ان يضحك قال بصوت انفعالي مخلوط بالاستهزاء
ههههه هههه بالله اسكيهم ماي من ثلاجتك يابه يا ثلاجة يابطيخ منيلهة مي سواههة الاستاذ قاصة وكام ايضم بيه الفلوس هي وينه الكهرباء حتى كام يشتري ثلج ويحط بالثلاجة ويتباهه عود شوفوني عندي مي بارد من الثلاجة ضحكنا بعد ان هدأ الاستاذ احمد وجاءوا له بماء بارد هدأ من روعه وأسكن بركانه ...
قلت استاذ احمد بروح جدك مدكلي شجاك شو مو عوايدك أي شبيك صارلك ساعة اتهذري كلشي ما نفتهم منك
سكت ثم أطرق برأسه والجميع منتبه لما يقول لأننا تأكدنا انه سيدلو بدلوه الفارغ من الثلج وبهدوء هذه المرة الإخوة الجالسين ظاهرا يعرفون ما سيقول الاستاذ احمد لكنه توجه بالكلام لي قائلا ..
ايعجبك هذا الوضع بربك هو الراتب اشكد وادور يطلعلي الثلج او بيش الربع (2000)دينار أي هنة مثل خلالات العبد ديالله احسب وياي
وطلب من مضيفنا صاحب المحل ورقة وقلم أجابه صاحب المحل
احسب حساب عرب ما عندي ورق مو كل ساعة جايبلي واحد وتحسب افتهمنه احسابك
اصر الاستاذ احمد على الورق والقلم وبأنفال بسرعة البرق قدم الرجل له ورقة وقلم خوفا من ان يكرر ماقاله وليتخلص من لسانه..
اعطاني الورقة والقلم وقال لي أكتب
ثلج ب(60)الف دينار ...طماطة (30)الف دينار غاز بكذا الف دينار مولدة بكذا الف دينار اجار بكذا الف دينار اجور الماء اجور الكهرباء التلفون الباذنجان المدري شنوا وبدأ الاستاذ يعد تلك الاشياء وأنا اضع الارقام لشهر كامل والغريب ان الارقام يضعها بسرعة البرق وبلا حساب وتوقف وتفكير عزوت ذالك لأنه مدرس فيزياء وهو قريب على الرياضيات لكن مع ذالك لا يمكن ان تكون بهذه السرعة المذهلة اكتشفت ان الاستاذ احمد وهذه السرعة سببها هو انه حسب وعد هذه المصاريف عشرات المرات وفي كل مجلس ومكان المهم خرج الرقم النهائي وبالرقم الدقيق (552)الف دينار لاغير ,,
بعد هذه الحسبة صاح بصوت فاجئنا كمن لدغته افعى ها يابة اتفضل (552)الف دينار والراتب اغاتي انته (279)الف دينار وخر منه السلفة يبقة (195)الف دينار ابشرفك هاي وين صايرة اوين دايرة والربع من الشهر الاول بهاي السنة كالوا الكم زيادة بالراتب وهذا الشهر السادس ايصير لساعهم ايحسبون عمي دخل ايجيبوهه يمي والله اني احسبه الهم احنه ابياعصر مو كتلنه الجوع يرضيك يأستاذ حمزه هذا اللي جاي ايصير علينه وأدور ايطلعون المسئولين ويحجون عدنه هلكت مليارات بالبنوك من الدولارات أي ابشرفك وين ايودوه ايحطوهه على اكبورهم موالناس ماتت جوع ويومية بلتيقة جديدة واتفضل ادور عليه الثلج جا لو اكو كهرباء اشترينه ثلج بشرفك استاذ معقولة امريكا محتلتنه او ماتكدر اتسوي الكهرباء يمعود ابغزة شفت ذاك اليوم اربع تيام والكهرباء اجتهم وغزة فكر اولاد فكر يمعود الكهرباء هاي عقوبة وداعتك عقوبة للشعب والله شنوا شو شسميهه...
استأذنت بعد ان رن الهاتف الجوال وخرجت من تلك الجلسة الحسابية الانفعالية وكنت شديد الحزن لما شاهدته من الم وقهر على الاستاذ احمد بعد كل ذالك التفائل أحسست انه على حق وهو البالغ من العمر (40)عام كم من السنين ينتظر ليرى نفسه وهو مرتاح وهو الرجل المثقف والعاقل ومربي جيل ان هذه المرحلة خطيرة جدا خاصة وبدأت تؤثر على المثقف والعاقل والورع وبدأ الجميع يفقد اعصابه ويخرج من طوره.



#حمزه_ألجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعود كهربائية
- اعطونا نفطا نعيد لكم السفير
- الأرض تتمنى أن يتوسدها الشهداء
- سجناء العراق السياسيين...ومحنة الإثبات
- احذروا غضب السجناء السياسيين لقد غضبوا مرة ورأيناهم
- ذكريات وانتظار بين راس القوري وراس الشهر
- الكهرباء... بين قيطان الكلام وكرسي الحلاق
- كارل بيلت وزير خارجية السويد قلبه على العراق
- استيراد العمالة المصرية
- السجناء وحق التمثيل في القرار السياسي
- النخلة العراقية... مرتان شاهدتها تهوي
- الثلج والحصة التموينية
- ليس أعظم منها خيانة للوطن
- الهروب
- نم قرير العين أيها المطران
- الشيوعيون ليسوا أعداء الله
- المناضلين العراقيين المهاجرين
- هل أنت شيوعي ؟؟
- بيروت وحدها أخرجتني من عزلتي
- المجانين يعشقون أيضا


المزيد.....




- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مست ...
- أرقام صادمة.. اليونيسيف تحذر من مخاطر -الأسلحة المتفجرة- على ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حمزه ألجناحي - الثلج هو السبب