أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ريبوار احمد - ان مصير قرار -مجلس الحكم- حول تشديد عبودية المراة هو الفشل والانفضاح!














المزيد.....

ان مصير قرار -مجلس الحكم- حول تشديد عبودية المراة هو الفشل والانفضاح!


ريبوار احمد

الحوار المتمدن-العدد: 716 - 2004 / 1 / 17 - 05:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بالامس، اصدر مجلس حكم رجالات الدين والعشائريين والقوميين الذين هم من صنائع امريكا قراراً قرقوشياً لتشديد عبودية نساء العراق وسحق حقوقهن الاساسية. فطبقاً لهذا القرار، تم تغيير قانون الاحوال الشخصية الذي تم عبره، ولعقود، قمع النساء من قبل النظام البعثي  وقتلهن وحرمانهم واحلال قانون اكثر بربرية ورجعية محله. من وجهة نظر  سادة  المجلس الرجعي للعراق، كان قانون الاحوال الشخصية البعثي-الاسلامي قانوناً مدنياً تمادى، وبسخاء، في منح الحريات والحقوق، بل واعطاء الامتيازات للمراة. ولهذا يجب تغييره الى قانون يستند الى الشريعة البربرية المناهضة للمراة من اجل احكام سلسلة الطوق العبودي اكثر و اكثر. من وجهة النظر هؤلاء السادة أن ما تم امراره بحق النساء من حيث المكانة الدونية للمراة و عبوديتها و تعدد زوجات و بيع وشراء النساء وقتل الشرف وقطع الرقاب ... ليس كافيا؛ ولهذا، ويجب ان تشرع الابواب اكثر امام هذه البربرية، وينبغي ان يتحول العراق الي ميدان لوضع النساء في الحفر و رجمها و عبوديتهن المطلقة وتحجيبهن.

في السنوات المنصرمة، كان النضال ضد اضطهاد المراة هو احد الميادين الحية لنضال القطب التحرري والداعي للمساواة قي المجتمع العراقي والذي وقف علي صعيد العراق ضد النظام البعثي المجرم و بوجه سلطات الاحزاب القومية الكردية علي صعيد كردستان. لقد كان جليا ان الغاء قوانين الاحوال الشخصية و استبدالها بقانون مساواة المرأة والرجل مطلبأ رئيسيا لهذه النضال. ولكن ينشد اليوم مجلس الحكم، بوصفه الوريث المباشر للنظام البعثي، واستغلالا للسيناريو الاسود الذي خلقته امريكا، جر المجتمع العراقي عامة ونساء العراق خاصة الي مستنقع مظلم و يشدد من القانون البعثي المناهض لمراة. ان هذه هدية و منجز اخر لهجمة امريكا و غطرستها علي المجتمع العراقي، انها وجهة تلك الحرية التي جعل منها مبرر الحرب و" انهاء الدكتاتورية".

ان ما قام به مجلس الحكم خلال الاشهر القليلة من حكمه يبيض وجه النظام البعثي قبل اي شى اخر، ويدلل ان هؤلاء ليسو سوى تلاميذ اكثر تشددأ لتقاليد النظام البعثي. ان الوثائق تشهد علي ان ما لم يستطعه هذا النظام وما لم يقوم به، قاموا هم به. ان هداياهم في هذه الاشهر لجماهير العراق تتالف من دفع العراق صوب كارثة قومية و طائفية وعشائرية غذاها و لسنوات هذا النظام، تتالف من فتوى اعادة العمل بحكم اعدام الذي كان النظام البعثي رمزه البارز. ان هذه المرة يبغون ارجاع العراق قرنا الي ما قبل ظهور البعث. انه صياغة قانون وفقاً لشريعة واحكام الاسلامية الرجعية  وصولا الي اقامة مملكة السيف و الجريمة و البربرية. ان الاسلام واحكامه من اولها الى اخرها مناهضة للحرية والانسانية والمراة. ان القانون الاسلامي هو قانون التمييز العنصري وظلم المراة وعبوديتها. ولهذا، ان شرط ارساء الحرية والانسانية في المجتمع هو الخلاص من القانون والاحكام الاسلامية.

ومثلما بينت التظاهرات والاحتجاجات الواسعة لنساء مدينة بغداد،  ينبغي فضح هذا القرا ر بوصفه قرار رجعي وبربري مناهض للمراة، بوصفه مساعي يائسة لمحو مدنية المجتمع العراقي، لاقامة حرب صليبية ضد النساء، لنصب حبال المشانق والرجم وحمامات دم النساء. ان القرار نفسه، ومن يقفون خلفه، سيكونون تحت هجمة سخط واحتجاج ملايين النساء والرجال على صعيد العراق، وادانتهم وفضحهم. يجب ان يسحق هذا القرار وان يمطر  اصحابه غضباً. ان هذا القرار هو دليل كافي على الماهية الواقعية لمؤسسي مجلس الحكم. ان هذا دليل كاف لاثبات حقيقة ان هذه العصابة ومنطقها وعقلها وتفكيرها لا تصل الى حد ان تمنح حق وصلاحية تحديد مصير ومستقبل العراق. ان هذا يدلل على ان خطة هؤلاء تتمثل في جعل جماهير العراق تتحسر على النظام البعثي الفاشي. ولهذا، وفقط استنادا الى هذه النية  الهزيلة التي بينها قرارهم، يجب انهاء عمرهم.

يناضل الحزب الشيوعي العمالي، وبكل قواه، من اجل انهاء هذا الدور واحباط المساعي الرجعية والمناهضة للانسان و يناضل من اجل ارساء قانون ودستور انساني وتقدمي ومساواتي يليق بالانسان، يمثل قانون مساواة المراة والرجل قسما منه. في الوقت ذاته، يناشد القوى السياسية المدافعة عن الحرية والمدنية، المنظمات الجماهيرية، العمال والجماهير المليونية للنساء والرجال التحررين في العراق والبشرية الساعية للتمدن من اجل اسكات هذه البربرية والدفاع عن الحرية والانسانية وحقوق المراة من اجل دعم هذا النضال.

ريبوار احمد

سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العراقي

14 كانون الثاني 2004

 



#ريبوار_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زُمرٌ وحثالة… وقتلة النساء
- مجلسُ حكمٍ ام مجلسُ نهبٍ حول نهب ثلاث مليارات دولار من المسا ...
- نداء الى جماهير البصرة‍
- بشرى- من مجلس الحكم حول فتوى اعادة حكم الاعدام
- اللجوء إلى نظرية المؤامرة دليل على الإفلاس السياسي * رد على ...
- مقابلة جريدة -اكتوبر- مع ريبوار احمد ليدر الحزب الشيوعي العم ...
- الاحزاب والمنظمات العمالية والاشتراكية والانسانية ها هو الصو ...
- اختلافاتـــنا ِبمَ نختلف عن الحزب الشيوعي العراقي؟
- مواجهة الحزب الشيوعي العمالي العراقي مع الإرهابيين الإسلاميي ...
- لن نقبل بإعادة ظهور الفاشية البعثية!
- تحديد الحكومة المستقبلية للعراق، حق بلا منازع لجماهير العراق
- سلطة المستقبل في العراق يجب أن تكون مباشرة- سلطة الجماهير
- بلاغ إلى قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني ا ...
- حول فضيحة الجلبي في كندا
- تحرر المجتمع العراقي مرهون بقيام الجمهورية الاشتراكية
- العالم بعد عام من الحادي عشر من أيلول
- الاسلاميون يعلنون رسالة عبودية المرأة وأغتصابها


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ريبوار احمد - ان مصير قرار -مجلس الحكم- حول تشديد عبودية المراة هو الفشل والانفضاح!