أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سمير إبراهيم خليل حسن - قانون ٱلطوارئ شرع كافرين يُعتدى به على حقوق ٱلناس















المزيد.....

قانون ٱلطوارئ شرع كافرين يُعتدى به على حقوق ٱلناس


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2308 - 2008 / 6 / 10 - 11:06
المحور: حقوق الانسان
    


تشرع جميع دول ٱلبشر فى ٱلأرض شرعًا ٱستثنآئيًا يكون به أمر مؤقت ومحدود لسلطة عسكرية فى ٱلحروب وفيما يحدثه ٱلرّبّ من حوادث (ٱلحوادث ٱلطبيعة). ويزول أمر هذه ٱلسلطة ٱلعسكرية بزوال ٱلحدث ٱلاستثنآئىّ.
وعلى ٱلرغم مما يقال عن حاجة ٱلحدث ٱلاستثنآئىّ لعمل وتشريع ٱستثنآئىّ فإنّ مثل هذا ٱلشرع لا يوجد فى ٱلمَثَل ٱلرَّسولىّ ٱلذى ضربه رسول ٱللّه "محمّد" فى ميثاق سلطة ٱلمدينة ٱلمنوّرة. فقد أقام رسول ٱللّه سلطة لدولة ٱلمدينة وفق ميثاق حمّله ٱسم "ٱلصحيفة". ومنذ ٱليوم ٱلأول لقيام سلطة دولة ٱلمدينة بدأ ٱلكافرون يجمعون أنفسهم فى تحالف على رأسه سلطة ٱلقوم قريش وبدءوا حربهم عليها. وقد ٱستمرّت تلك ٱلحرب عشر سنين من دون أن يشرّع ٱلرسول أىّ شرع ٱستثنآئىّ "قانون طوارئ" يخالف به ميثاق ٱلسلطة فى ٱلمدينة ويجعل به من عسكرىّ صاحب سلطة مؤقتة وأمر محدود على ٱلناس وعلى عيشهم. فٱلناس هم ٱلمسئولون عن عيشهم فى سلام وفى حرب وهم ٱلذين يحكمون أمورهم فى ٱلسلم وفى ٱلحرب وفق ميثاق تواثقوا عليه من دون ٱستثنآء لموقف طاغوت بزعم حرب أو غيرها.
وفىٰۤ أكثر بلاد أَسيا وأفريقيا (ومنهم ٱلعرب وٱلمسلمين) يعيش ٱلناس تحت سلطة ٱستثنآئيّة لا تنوقف حدودها وأوامرها على حرب ولا على ما يحدثه ٱلرّبّ. وبٱلأمس قالت سلطة ٱلصين أنّها ستعمل على تحسين حقوق ٱلإنسان فى بلادها من دون تأثير للتدخل ٱلخارجى عليها!!
وبقولها هذا تبيّن أنّها لم ترَ فىٰۤ أهل بلادها من قبل حاجة لحقوق إنسان وهى وعدت بٱلعمل لاحقا على فكرة ٱلإنسان وحقوقه!!
وعلى ٱلرّغم ممّا تعلنه سلطة ٱلصين عن موقفها ٱلساخر من حقوق ٱلإنسان لمليار من ٱلبشر يسكت أكثر شعب ٱلصين على هذه ٱلسلطة ويرىٰۤ أنّها ذات حقٍّ فيما تملك وتعمل وتقول! وبسكوت شعب ٱلصين على هكذا قول يسخر من عدد كبير ولا يخشى منه يكون هذا ٱلعدد قطيع من ٱلقردة وٱلخنازير.
وفى بلاد ٱلعرب وٱلمسلمين يقول أمرآء ٱلسلطة عن شعوبهم مثل قول سلطة ٱلصين عن شعبها. ويزعم ٱلأمير فى هذه ٱلبلاد أنّ سلطته حقّ ٱمتلكه من دون خيرة للناس فى بلاده. ويسنده فى هذا ٱلزعم كهنوت دين كافرين وشرع موروث عن ٱلقوم يلبس سلطته خصوصية دينية وقومية فيما يتعلّق بفترة بقآئه فى موقع ٱلأمر وفيما يتعلق بمحاسبته عمّا يقوم به من أعمال سوء وشر وضرّ بأهل بلاده ٱلذين يرى فيهم قطيعًا من ٱلبشر يملكه لا حقّ لإنسان فيه. وهذا ٱلشرع ٱلموروث عن ٱلقوم ودين ٱلكافرين مسطّر فيما يسمّى "صحيح بخارى":
ٱلحديث 7035: (عن ابن عباس عن النبي (ص) قال: "من كره من أميره شيئا فليصبر, فإنه من خرج عن السلطان شبرا مات ميتة جاهلية").
الحديث 7068: (عن الزبير بن عدي قال: أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه الحجاج. فقال: "اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شرّ منه حتى تلقوا ربَّكم. سمعته من نبيكم (ص)").
وبهذا ٱلشرع لدين ٱلكافرين يبقى ٱلأمير فى بلاد ٱلعرب وٱلمسلمين أميرًا مهما كان مكروهًا ومهما كان فاعلا للسوء فى حقوق ٱلإنسان وفاعلا للشرور فى ثرواتها ومن دون حقِّ ٱحتجاج عليه. وهو يحمى لنفسه هذا ٱلحقّ ٱلمزعوم بتشريع ٱستثنآئىّ "قانون الطوارئ" يزيد به كفره على حقوق ٱلناس جميعها بما فى ذلك حقّهم بٱلعيش وفق ميثاق ولو لفترة محدّدة من دون ٱستثنآء. وبقوّة هذا ٱلتشريع يتابع ٱمتلاكه لمواقع ٱلسلطة جميعها يوزعها على مَن يشآء ويورّثها من بعده كحق يملكه من دون ٱلناس فى بلاده. وبهذا ٱلاستثنآء يقوى على ٱلمال ٱلعام وعلى ثروات ٱلبلاد ٱلاقتصادية وعلىٰۤ أهلها وحقوقهم ٱلشخصيّة ٱلتى يستخفّ بها ويسخر منها وعلى مستقبلهم وقوّة تنافسهم مع شعوب ٱلأرض كلّها ويصنع ٱلجهل وٱلفقر وٱلتخلف فى حياة شعوب هذه ٱلبلاد. وكما هو ٱلأمر فى ٱلصين فملك هذا ٱلأمير تسنده أكثريّة شعوب بلاده تصديقًا لدين ٱلكافرين.
لقد بيّن ٱللّه هذا ٱلأمر فى كتابه:
فَٱستَخَفَّ قَومَهُ فَأَطَاعُوهُ إنَّهُم كَانُوا قَومًا فَٰسِقِينَ" 54 ٱلزخرف.
فما يقوله ٱللّه عن ٱلقوم ٱلذين يطيعون ٱلأمير وهو يستخفّ بهم أنّهم قوم فاسقون. وٱلفسق يسوق ٱلفاسقين إلى ٱلجهل وٱلفقر وٱلتخلف وٱلخضوع ٱلأعمى لسلطة أمير طاغوت ولزعمه بحقِّه ٱلدِّينىّ ٱلموروث فى ٱلسلطة وٱلملك وبحقّه فى تشريع ٱلاستثنآء كيفما يشآء ويريد. وبذلك يستحقّ هذا ٱلقوم غضب ربِّه بفعل فسقه فيلعنه ربُّه ويجعل منه ٱلقردة وٱلخنازير (مقال "هل ٱلقردة وٱلخنازير دوآبّ؟").
هذا ٱلاستثنآء هو كفر لحقِّ ٱلإنسان ٱلفرد فى مسئوليته عن عيشه ٱلمشترك مع أفراد أحرار وفق ميثاق وشرع مدينىّ (لا ٱستثنآء فيه) يحمى تطوره ٱلعلمىّ وٱلمعرفىّ ويفتح له سبيل ٱللّه فى تطوّعه للقتال وفى جنوحه للسلم وفى ٱلعمل على حماية عيش مجتمعه من أثار جميع ألوان ٱلحوادث ٱلاستثنآئيّة ٱلطارقة عليه وفى ٱلتنافس على رتبة خليفة مع جميع ٱلناس.
فحتى ٱلولايات ٱلمتحدة ٱلأمريكيّة (ٱلتى يحيا شعبها وفق ميثاق مدينىّ يقترب من ميثاق ٱلمثل ٱلرّسولى) تُرك فيها لتشريع ٱلاستثنآء منفذ للعدوان على حقوق ٱلإنسان وعلى صلاح ٱلأرض. وقد بدأ مؤخرًا هذا ٱلاستثنآء يأخذ مكانًا واسعًا فى مقاعد سلطتها. وإن ٱستمرّ هذا ٱلتوسع سيسوقها ٱلاستثنآء إلى موقف "عادٍ" ٱلتى "لم يخلق مثلها فى ٱلبلاد" فتكون سلطة كفر كبير لمترفيها يفسدون فى حرث وفى نسل جميع ٱلأرض فيحقّ عليها قول ربّها وسيرسل عليها ريحًا صرصرًا لا يبقى ولا يذر (كوارث بيئيّة مختلفة بفعل ٱلفساد فى ٱلأرض وقد حدث بعضها وسيحدث كإنذار لعلّهم يرجعون).
فما يسمّى "قانون طوارئ" هو مدخل منهاج شيطان يسوق مَن يشرّعه ويطيعه من ٱلجاهلين إلى طآمّة كبرى. فهو وسيلة طاغوت جاهل لبقآئه فى موقع ٱلسلطة وٱستئثاره بٱلمال ٱلعام وثروات ٱلبلاد وجعل أكثرية شعبه قردة وخنازير. فيوقعه ٱلاستثنآء ويوقع معه شعبه فى ٱلفسق عن أمر ٱللّه "وأمرهم شورى بينهم" و"لآ إكراه فى ٱلدِّين" و"لكم دينكم ولىَ دينِ" فيكره ويطغى ويفسد فى ٱلأرض فيلقى من ربِّه عذابًا لا يستطيع ردّه مهما كثر ماله وتعاظم ترفه وكبر شأنه.
مخرج ٱلناس جميعهم فى ٱلأرض من عذاب ٱلرّبِّ وغضبه هو فى رجوعهم عن ٱلفسق فى تشريع ٱلاستثنآء وعن طاعة شرع ٱلفسق وفى رجوعهم عن ٱلأعمال ٱلتى تفسد فى ٱلبرّ وفى ٱلبحر كما بيّن لهم ٱللّه فى كتابه:
"ظَهَرَ ٱلفَسَادُ فِى ٱلبَرِّ وٱلبَحرِ بِما كَسَبَت أَيدِى ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعضَ ٱلَّذى عَمِلُوا لَعَلَّهُم يَرجِعُونَ" 41 ٱلرُّوم.
فهم إن رجعوا عن تشريع ٱلاستثنآء وعن دين ٱلكافرين ٱلموروث وقبلوا بقول ٱلرّسول للكافرين "لكم دينكم ولىَ دينِ" وتواثقوا على عيش مدينىّ لا ٱستثنآء ولآ إكراه فيه يستطيعون ٱلرّجوع عن ٱلفساد وعن عيش ٱلقردة وٱلخنازير فيتوقف غضب ربّهم ويصلح حال ٱلبرّ وحال ٱلبحر ويرزقهم ربّهم من فوقهم ومن تحت أرجلهم.





#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وديعة محمّد!!
- قول ٱلعالِم وقول ٱلكاهِن
- دليل ومفهوم ٱسم ٱللّه
- ٱنفطار وتأثير كلمة ٱلقول
- هل ستزول دولة إسرآءيل؟!!
- هُوَ وهِىَ- ذكر وأنثى- بكّة ومكّة
- ٱلميراث وصيّة وفريضة من ٱللّه
- ٱلرجوع إلى ٱللّه!!
- ٱلنفس -سوفت وير-!!
- ٱلحوار ٱلمتمدن فى عامه ٱلسادس
- إسرائيل دولة يهوديّة؟.. سقوط فى ٱلسلفية!!
- ٱلمهدى ٱلمنتظر
- ٱلهجرة حقّ أساس من حقوق ٱلإنسان
- رمضان هو شهر ٱلإنزال
- لسان ولسان
- كتاب ٱللّه وكتب ٱلناس
- ٱلطبيعة
- ٱلتصديق هو توكيد وتوثيق
- ٱلبِغآء وٱلزِّنى
- ٱلذبح ٱلحلال وٱللّحم ٱلحلال


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور جبهة جديدة في دارفور
- تصاعد الدعوات من أجل استئناف الأونروا مهامها في قطاع غزة
- برنامج الأغذية العالمي ينتظر بناء الممر البحري للمباشرة بنقل ...
- شهداء بقصف إسرائيلي على رفح والأمراض تنهك النازحين بالقطاع
- الأمم المتحدة: الآلاف بمدينة الفاشر السودانية في -خطر شديد- ...
- بينهم نتنياهو.. هل تخشى إسرائيل مذكرات اعتقال دولية بحق قادت ...
- الأمم المتحدة تعلق على مقتل مراسل حربي روسي على يد الجيش الأ ...
- مسؤولون في الأمم المتحدة يحذرون من مخاطر ظهور جبهة جديدة في ...
- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سمير إبراهيم خليل حسن - قانون ٱلطوارئ شرع كافرين يُعتدى به على حقوق ٱلناس