أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الآخرون في العراق














المزيد.....

الآخرون في العراق


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2308 - 2008 / 6 / 10 - 11:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرة أخرى يتحول العراق الى أرض منخفضة تصب فيها مصالح دول عديدة بمختلف تلويناتها والتي هي غالبا في حالة تناقض وصراع، وقد جاءت قضية الاتفاقية العراقية الامريكية لترسخ هذه الصورة بشكل أكبر وبطريقة تحاول أن تجعل العراق ملزما بإستشارة الجميع في شأن داخلي محض حتى وإن كانت له نتائجه الاقليمية.
معظم دول الجوار العراقي لها علاقات عسكرية وأمنية ستراتيجية مع الولايات المتحدة ودخلت معها منذ زمن طويل في تحالفات وثيقة وأي من هذه الدول لم تستشر العراق في عقد تلك الاتفاقيات التي تسمح بوجود قواعد عسكرية أمريكية على مرمى حجر من الحدود العراقية، رغم إن وجود تلك القواعد يدخل في صميم الامن الوطني العراقي، ولو إن أحدا من العراقيين الرسميين قد لمح مجرد تلميح الى هذا الموضوع لأعتبر الامر جريمة ما بعدها جريمة وكانت لتعتبر خرقا لسيادة دولة جارة وتدخلا في شأنها الداخلي وتهديدا لأمنها القومي ومحاولة للإعتداء عليها، علما إن بعض هذه القواعد إستخدمت في أعمال حربية فعلية ضد العراق في وقت ما كما إنها كانت أداة لتنفيذ حصار إقتصادي أستمر لأكثر من عقد من الزمن.
تسعى دول مختلفة لعقد إتفاقيات دفاع مشترك وتحالفات عسكرية مع دول عظمى أو الدخول في أحلاف عسكرية كبيرة لحماية نفسها من التوازنات الاقليمية المختلة وهذا ما تقره وتعمل به دول الجوار العراقي غالبا، وهي عندما تعارض سعي العراقيين الى التوصل لإتفاق ما مع الامريكان إنما تفعل ذلك لسببين، الاول إنها تريد الاحتفاظ بميزة الاستقرار النادرة والثاني، إنها تسعى للحصول على مستنقع رخو تصفي فيه إختناقاتها ومشاكلها، إنها تريد جعل العراق ساحة ثالثة للصراع لا يتضرر فيها المتصارعون بشكل مباشر، خاصة وإن المنطقة تشهد من الناحية العملية حربا باردة على خلفيات طائفية تدخل فيها دول بشكل مباشر بينما تلعب دول أخرى عن بعد.
الآخرون يمدون أصابعهم في العراق الى مواضع مؤلمة وحرجة بهدف التشويش على المفاوضات بين العراق والولايات المتحدة وهم بذلك يريدون خلق إصطفافات عراقية متضادة تفتقد للثقة فيما بينها وتمارس التشكيك والتخوين بما يعيد الوضع الامني الى سابق ترديه، والاخرون يعتمدون في إنجاح مساعيهم على سرعة إنجرار العراقيين وراء الشعارات البراقة والخضوع للتلويحات العاطفية الساذجة كما يعتمدون في ذلك حالة التشرذم السياسي التي يمر بها العراق حتى داخل الكتلة الواحدة.
لقد إجتمعت الاطراف الاقليمية المتصارعة على هدف مشترك في العراق يتمثل في إفشال أي إتفاق عراقي أمريكي ستراتيجي، وقد برر هذا المسعى أحد ساسة المنطقة بالقول إن هذا الاتفاق سيخل بالتوازنات الموروثة، وهو تحليل صحيح لكن تلك التوازنات الموروثة هي سبب الكوارث التي مر بها الشعب العراقي وقد حان وقت تغييرها.
يجب أن لايتم الخلط أبدا بين فقرات ومضامين الاتفاقية التي يريد الطرفان، العراقي والامريكي التوصل إليها وبين مبدأ الحاجة الى إتفاقية تنظم العلاقة بين الطرفين وتحقق مصالحهما على المدى البعيد، ففقرات ومضامين الاتفاقية هي في كل الاحوال يجب أن تكون موضوع حوار ونقاش وإعادة صياغة ومجالا للتوصل الى حلول وسطى أو تعديل مسارات الحوار برمتها بما يدفع الى ترك ثغرات تعالج مع مرور الوقت أو حتى إيجاد طريقة لمراجعة الاتفاقية من وقت لآخر مما يسهل تلافي الاخطاء وسد الثغرات مع تطور الاوضاع الميدانية وتحسنها، في حين إن الحاجة الى الاتفاقية يجب أن تكون موضع إجماع العراقيين.
قد يشعر الآخرون إن هذه الاتفاقية تهدد مصالحهم ومن واجب العراقيين والامريكان على حد سواء تطمينهم لكن ليس على حساب المصالح العراقية، والخطوة الاساسية التي يتعين على المفاوض العراقي أن يخطوها في سبيل تحقيق مساندة وطنية لموقفه، هي الالتزام بمعايير الشفافية في التفاوض وعدم الركون الى الحوارات المغلقة التي تفتح المجال للتشكيك في دور المفاوض العراقي ونواياه، وهذه الشفافية هي السبيل الوحيد لقطع الطريق على التدخلات الاقليمية، كما إنها ستكون دليلا على مصداقية المواقف العراقية المختلفة في حرصها على المصلحة الوطنية، علما إن التكتم لن يقود الا نحو حس المؤامرة وتهييج الشارع.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكاليف الترميم
- فشل المعارضة
- موت بسبب الكتمان
- دولة..دولتان...دولة
- محاصصة مبتكرة
- إمكانية ترميم الحكومة
- المقامة اللبنانية عراقيا
- هل إقتربت الحرب؟
- وقود رخيص جدا
- الانشقاقات والابواب المغلقة
- قبل الإنتخابات
- جولات المصالحة العراقية
- الأول من آيار 00 العمال في عالم متغير
- طرق مهملة في العراق
- جيران العراق...آمال محبطة
- السياسة الإمامية ( نظرية السيد محمد الصدر )
- الخروج من حلقة التناقض
- سياسة الكتمان
- سيادة الدولة...مبادئ ومصالح
- الحاجة الى معايير جديدة


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الآخرون في العراق