أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - علموا أولادكم الخط والنط والشط !















المزيد.....

علموا أولادكم الخط والنط والشط !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 2307 - 2008 / 6 / 9 - 10:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد الفوز الباهر ، الذي حققه فريق المنتخب الوطني العراقي على المنتخب الوطني الأسترالي في المباراة التي جرت بينهما في دبي ضمن تصفيات كأس العالم في لعبة كرة القدم للدول الآسيوية ، نزلت حشود الجماهير العراقية الى شوارع المدن في العراق من أقصى شماله وحتى أقصى جنوبه وهي تهتف وتصفق لفريقها الذي استطاع أن ينتزع هدفا رائعا من خصمه الأسترالي سجله لاعبه عماد محمد من ضربة طويلة شلت دفاع ذلك الخصم وجعلته يقف خائر القوى دون أن يقوم بأية ردة فعل رغم أن الكثير من مشاهدي اللعبة على شاشة التلفزيون كان بوسعهم معرفة ما يريد عماد محمد فعله قبل أن يمد قدمه الى الكرة لتنطلق مثل سهم وعلى شكل قوس أسقطت حامي الهدف أرضا ولكن من دون أن يصدها .
لقد كان الهدف الذي سجله اللاعب عماد محمد في شباك فريق المنتخب الوطني الأسترالي يذكر عشاق الكرة العراقية بهدف الفوز الذي صنعه حسين سعيد في اللقاء الذي تم بين فريق الشباب العراقي وبين فريق الشباب الإيراني ، ذلك الهدف الذي تم تسجيله في الدقائق الأخير من وقت المباراة تلك ، وهو الهدف الذي كاد أن يسقط ابن شاه إيران وقتها من على كرسيه في منظر غريب سجلته عدسة كامرة التلفزيون وقتها. وقد ترتب على ذاك الهدف نتائج منها :
* صعود نجم اللاعب حسين سعيد الذي كان طالبا يدرس في كلية الزراعة من جامعة بغداد وقتها ، وهو بذلك كان أحد زملائنا في تلك الجامعة ، ومثلما نعرف نحن أنه ما كان محسوبا ساعتها على جهة سياسية عراقية معينة ، لكنه عرف كلاعب محبوب من قبل الجماهير العراقية لا لشيء إلا لأنه كان بارعا في اللعب استطاع هو وزملاؤه الآخرون أن يتقدموا بلعبة كرة القدم أشواطا لم تألفها الكرة العراقية من قبل. ويضاف الى ذلك أن حسين سعيد شب مع الكرة قبل أن يشب عدي صدام مع الحكم ومن ثم يتحكم فيما بعد بمصير اللجنة الأولمبية العراقية ، وهذا الحال ينطبق كذلك على اللاعب عدنان حمد مدرب الفريق الحالي والذي وصل الى الملاعب العراقية قبل أن يصل حزب البعث الى الحكم في العراق صيف 1968م.
أما القول بأن الفريق العراقي الحالي لكرة القدم كان يدار من قبل عدي صدام فهذا قول يتجاهل الحقيقة التي تقول : إن العراق كله كان يدار من قبل عدي وأبيه صدام الذي صعدت به أمريكا الى الحكم عن طريق مخابراتها وعملائها في الجيش العراقي بانقلاب مشؤوم لم يحصد منه العراقيون سوى الموت والدمار . هذا الموت وذاك الدمار اللذان نزلا اليوم في العراق وبشكل مخيف بعد أن بدلت أمريكا نسختها القديمة من الحكام بنسخة جديدة انتظارا الى اليوم الذي ستشنقهم فيه إن هم شقوا عصا الطاعة عنها. يضاف الى ذلك أن الكثيرين ممن كان عدي يديرهم أو يدورون في فلكه هم اليوم على مقاعد البرلمان وفي مراكز الدولة المتقدمة والذي لا يصدق ذلك لينظر لهؤلاء كيف كانوا يقفون جنبا الى جنب مع صدام وعصاباته وقد غطت الوجوه منهم إبتسامات عريضة وفي صور منشورة في أكثر من جريدة وموقع .
وبعد هذا وذاك كانت الجماهير العراقية المتواجدة في البلدان المجاورة للعراق تهب لتشجيع منتخب الفريق الوطني العراقي حتى وقت أن كان صدام في حكم العراق ، وما كان عراقيو الخارج يشجعون الفريق ذاك تشجيعا لصدام ونظامه وإنما يشجعونه لتشجيع الرياضة في العراق بغض النظر إن كانت اللجنة الأولمبية العراقية فاسدة أم كانت غير فاسدة مثلما يدعي نفر الآن من الذين يتصيدون المناصب في وزارة الشباب والرياضة زمن الديمقراطية الأمريكية ، هذا مع علم هؤلاء أن الفساد قد أنهك جسد الدولة العراقية إنهاكا مستبدا حتى صارت المنظمات الدولية تضرب المثل بعراق اليوم في سرقة المال العام والفساد والى الحد الذي صار فيه العراق يتربع على عرش الدول التي تعشق الفساد ذاك .
لقد حاول متصيدو المناصب في وزارة الشاب والرياضة في العراق تشويه سمعة المنتخب العراقي بكل ما توفر لهم من وسائل إعلامية حتى أنني قرأت في مقابلة أجريت مع أحد هؤلاء المتصيدين الفاشلين يحاول فيها إلصاق تهمة الإرهاب بفريق المنتخب الوطني العراقي وبوقاحة تخرج بصاحبها عن أصول المهنة والمسؤولية ، كما ادعى بوق آخر أن التراجع عن قرار تجميد اللجنة الأولمبية العراقية يفقد الدول هيبتها ! والحقيقة هي أن الدولة في العراق لا هيبة لها الآن ، فقوات الاحتلال جاثمة على صدر العراق ، وأجواؤه يحكمها الطيران الأمريكي ، وحكامه مسلوبو الإرادة مهما زعقوا وصاحوا أنهم حكام منتخبون ، والنقاط الحدودية يحرسها جند بوش ، فعن أية هيبة تتحدثون أيها المساكين المتصيدون اللاهثون وراء تذكرة السفرة والمنصب !؟
* ومن النتائج الأخرى التي ترتبت على فوز فريق الشاب العراقي على فريق الشاب الإيراني زمن الشاه المقبور هو قيام رئيس الجمهورية العراقية ، أحمد حسن البكر ، وباستعراض لا يخلو من مغزى سياسي ، بتوزيع سيارة لادا روسية الصنع بيضاء اللون على كل لاعب عراقي شارك في ذلك الفوز ومنهم رئيس اتحاد كرة القدم العراقي الحالي ، حسين سعيد ، هذا في وقت كانت العلاقات بين العراق وإيران تشهد تدهورا واضحا يوم عن يوم ، وبذلك كان أحمد حسن البكر يعد انتصار فريق الشاب العراقي انتصارا للحكم بالعراق في الحرب الخفية الدائر بينه وبين إيران وقتها ، ولهذا فقد حرص هو على أن تقف تلك السيارات أمام القصر الجمهوري وبخط واحد وتحت أضواء إعلامية وهاجة ثم تقدم اللاعبون واحدا بعد واحد ليستلموا هدية السيد الرئيس !
* كان سيد صادق الشيوعي ، الذي أكلت سنوات السجون الكثير من عمره وقت أن كان الرئيس يوزع مكارمه مثلما يوزعها الرئيس الحالي ، جالسا في المقهى يتفرج على التلفزيون مثل بقية المحتشدين الذين أسرت أبصارهم مكرمة الرئيس ، ولكنه سمع أحدهم يقول : ماذا يريد اللاعبون من الرئيس بعد ؟ هل يريدون أكثر من السيارة ؟ كلام مثل هذا لا يستطيع سيد صادق السكوت عليه ، ولهذا امتشق لسانه متسائلا : هل جاء الرئيس بأموال هذه السيارات من جيب أمه أم أنه نهبها من أموال الشعب العراقي ؟
لقد فجر سيد صادق قنبلة بوجه الرئيس ، فانبرى كتبة التقارير الذين زادت أعدادهم اليوم في العراق وبزمن الدولة الديمقراطية الفدرالية التعددية..... الخ! للكتابة عنه الى الجهات الأمنية مسطرين بأقلامهم عبارة هي : أن سيد صادق سبّ السيد الرئيس ! يا للهول ! حملوا سيد صادق الشيخ المتهالك الى محكمة الثورة في بغداد على رواية أحد البعثيين المتقدمين في حزب البعث لي ، والذي أضاف قائلا وكان هو من الحضور كشاهد : كنا نقف في باب المحكمة انتظارا لبدء افتتاح جلساتها ولكن نائب ضابط تكريتيا كانت مهمته المناداة على المتهمين سألنا قبل الدخول الى قاعة تلك المحكمة : ما قصة هذا الشيخ الهرم ؟ ولماذا جئتم به الى المحكمة ؟ لقد سبّ الرئيس . أجبناه على سؤاله . فامتلأ غضبا وقال : كان المفروض فيكم أن تخجلوا من أنفسكم ، ليذهب كل واحد منكم الى شوارع بغداد وليسمع هناك كيف يُسب الله فيها ومن دون محاسبة أحد وها أنتم جئتم بشيخ هرم من الجنوب ليحاكم هنا بتهمة أنه سبّ الرئيس . ألا تعسا لكل إنسان منافق متصيد !
خلاصة القول أن الأحزاب الدينية التي لها نفوذ على الشارع العراقي وليس على المحتلين الأمريكان في عراق اليوم بعيدة عن الفن والثقافة والرياضة وبعضها يحرم التصوير وقراءة الفلسفة والبعض الآخر يحرم الركض وراء الكرة لأنها تصد عن ذكر الله ! وكأني بهؤلاء لم يسمعوا بقول النبي الكريم : علموا أولادكم الخط والنط والشط .





#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سطور عن أصوات نساء العراق العالية
- واقع التعليم في العراق والوزير ملا خضير
- ريكس الكلب الذي شمّ الحكومة*
- الإخفاق الأمريكي في مؤتمر الجوار العراقي بالكويت
- بعد أن وضعت صولة الخرفان أوزارها
- بوش وصولة الخرفان
- هبة فقراء العراق
- رحلة في السياسة والأدب (2)
- في الذكرى الخامسة للحرب على العراق : مجزرة ويأس
- رحلة في السياسة والأدب(1)
- من نوادر التراث (3)
- من نوادر التراث (2)
- من نوادر التراث ( 1 )
- الجواهري وسقط المتاع !
- سيد هادي
- مدن وشعراء
- رحلة الغزال الى الدنمارك
- عرب الأهوار ، الضيف والشاهد 15
- عن المعارك الدائرة في مدينة الناصرية !
- العراق فی تقرير للمخابرات العسكرية الدنماركية !


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - علموا أولادكم الخط والنط والشط !