أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبتهال بليبل - عيون ترقب الموت ....















المزيد.....



عيون ترقب الموت ....


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2317 - 2008 / 6 / 19 - 06:12
المحور: الادب والفن
    


قريباً سينتهي الوقت .....
ويأتي نهارك الاخير .......
لتسير مع السائرين ، في صحراء مسامير تدمي اقدامك الحافية ....
تسيرون.............. في دروب مقابر ، عُجنت بدل الخبز.
تسيرون......... ويسقط التمر من صدور النخيل غيظا 1! !!
. وعيون ترقب الموت ..... وصرخات ارتفعت مع السحاب......
. أصوأتاً مفجوعــــــــــــــة .......
وأجساداً تتهاوى .... ...... ليحتل شبح الموت فيها ضوء النهار
وينشر أجنحة الرعب .................
ليتفجر الفزع ...............
ويختلط العواء بالنداء ........ فتغرق الاصوات .. وتختنق .

قد لايصدق البعض رحلتي الى العاصمة العراقية ( بغداد ) ، من اجل تغطية الاحداث الساخنة التي تحوم حول المراة العراقية ...
وعند دخولي الى العاصمة بغداد .... كنت تعيسة وذقة المر والمعوقات في ارض المتاعب والخوف .... ارض الرافدين .
وفي اطار السعي لأحقاق الحق والحقيقة عن حال المراة العراقية في زمن الحرية ..
الحرب في العراق تكتب نفسها كل يوم، قصص تتراكم وحياة تفلت من زمامها وتحلّق في أزمنة خاوية .
الموت يفضي الى موت آخر، وذاكرات الناس تضج بالصور، وكل صورة تستنسخ الأخرى.
جيوش احتلال، سقوط نظام، حرب اهلية، قتل، تجويع، قهر، مليشيات ، انتهاك حرمات، تدمير بيوت الله، سرقات، نهب الثروات، فتهجير، وشتات، فمعاناة، واكليلها التنكيل بالاطفال ....
هذا باختصار تاريخ العراق الحديث، التاريخ الذي سيحفر في قلوب ابناء العراق، ابناء الجيل التائه في البلدان العربية، الكبار كبروا لا خوف عليهم واصبح القهر خبزهم اليومي، لكن الاطفال كيف سنزرع بقلوبهم وردة الوطن الجميل وهم يرون صور اترابهم العراة المقهورين في كل مكان الذين هجروا حتى اسرّتهم وافترشوا عري الراض ليذوب عريهم في برد السكون، يكذب من سيقول انه لا تاثير والصور ستنسى...
انها محرقة القرن الواحد والعشرين وكأن هتلر بعث حيا ليكمل ما بدأه، لكن للاسف هذه المحرقة وقودها نساء واطفال العراق والوقادون غرباء افتقدوا القلب بيولوجيا وحسيا ومشاعريا..
ورغم كل شيء فإن هناك نساء عراقيات لم يستسلمن للأمر الواقع. باقيات في العراق ويقاومن ظواهر التزمت والتطرف ليكن في مقدمة ضحاياها.
**************************************
بدأت ابحر في زورقي في امواج محيط الذكريات المؤلمة ، محاولة بلوغ الساحل ،لأبدأ مشروع الكتابة بما تجود به مآقي العيون من جراح .....
وأطلقت لنفسي المرهقة العنان لتغوص في عذابات تلك النساء بلا كلل ولا ملل ،
لان دوي صراخهن يخرج بصمت ويرن في فناء عقلي .....
منهن من نسي محنته عندما اندمل جرحها وتماثل للشفاء ، فقسى قلبها وشحت نفسها ، والبعض الاخر منهن عاش همومه الشخصية ومشاكله الانية ، فأندثرت الذاكره تحت ركام المطالب الصغيرة ومعاناة شظف العيش ومشاكله ...والبعض الاخر ناءت بها الايام في أرض الله الواسعة فلم تجد سبيلاً للتخلص من الآمها ..
ولاني قد جئت الى ارض الجراح ، فأن آلامي كانت كبيرة كبر آلآم هذه النساء ..
حملتني أجنحة الشوق الى تلك النساء ، وأخترقت أستار الايام وغبار الجروح وأرتسمت أمامي أحداث من هذا الزمن المر ... صور حية ساخنة محفورة في الروح والذاكرة مثلث عصارة مرحلة ، ونفثات تجربة ، عبرت عن أقسى وأجل أيام العمر ..
أيام حمراء لجراح مقدسة ، تحكي قصة الظلم الذي أحاط بهن وتتحدث من انفاس تحتضر ... هي فصل من فصول الصبر في بلد الدماء ، وصرخة من صرخاتهن معلنة لعنة التأريخ ....
نساء حملن روى تبلورت عبر عذابات الايام ، نساء دخلن المحنة وسرن على الدرب ، حملن الكرامة لحياتهن ، فكانت مؤلمة موجعة ، نساء نبتت على نجيع الدم ، ملأت بلادها تضحيات ، بدماء زكية غالية .
كان اللقاء الأول لي مع نساء الحي ، حيث كن جالسات في منزل احدى عضوات المنظمة المساندة للمرأة . وجهت التحية للحاضرات، وغالبيتهن من النساء اللواتي يغطين شعرهن ويكسوهن السواد .
*****************
أحدى النساء الجالسات طفح بها الالم ، وانهمرت الدموع وتقرحت الجفون ... ثم عتبت ونادت ، ولكن لاحياة لمن تنادى ...
فأحسست أن دموعها قد جالت في عيوني ، وعتبها قد سحق صمتي فقررت الاستماع الى جرحها ، وكانت البداية ......
الجريحة الاولى .....
تقول .........
: " رأيت زوجي بعد تجاوز حواجز قليلة، لم يعانقني، لقد أرعبتني النظرة التي كانت في وجهه. عندما وصلت المنزل كانت والدتي منهارة، الجميع يسأل:" هل اغتصبوك؟" الجميع عدا زوجي ،" كلا ".
كل ما كان يهمهم أن شرف العائلة تمت صيانته".
وغزا الخوف حياتي، واحتلت الأسلحة كل تفصيل في بيتي.
مهما حاولت الاحتفاظ ببيتي جميلا وجذابا، تظل عيوني مجبرة على النظر إلى الأسلحة في كل مكان.
اجلس وسط عائلتي. أحبهم واعلم أنهم يحبونني.
أبعد زوجي نفسه عني لشهر بعد اختطافي ومازالت أمي تلومني لتدمير عائلتي.
أنا متعبة جدا من ذلك، كل ما أريده أن اذهب وحدي، افتقدهم، هم من اختار عزلتي وليس أنا.
افتح عيوني في الصباح، لأرى السلاح قربي فراشي.
أتقلب في فراشي قبل أن أغلق عيني فلا أرى السلاح واستغرق في النوم ليلا.
نذهب إلى الفراش أنا وزوجي محتشمين في تلك الأيام، قلقين من أن شخصا ما سيهاجمنا.
نما البعد والجفاء بيني وزوجي، ولم نعد نتكلم قبل النوم، أو نضحك معا في الصباح.
ليس ثمة فضاء لأي شيء سوى القلق.
كان شارعنا ممتلئا دائما بالسيارات، و بالناس المتسوقين والأطفال.
اعتدت على مراقبتهم من النافذة لساعات، اشعر خلالها بالحياة.
بعد اختطافي والتهديدات التي وصلتنا لم اعد انظر من النافذة إلا نادرا.
أتأكد من أن وجهي مخفي كليا خلف الستارة.
انظر بحنين إلى الشارع الذي كان ضاجا بالحياة في يوم ما.
اطبخ، وأشاهد التلفزيون بين حين وآخر، والقي بنظرة خاطفة من النافذة .
أنا متعبة من هواجسي وخوفي وإهمال زوجي.
أسافر لأنسى، اجمع أشيائي لأرحل.
أحاول أن أتعرف على آماكن جديدة ، بيد أن عالمي يلاحقني أنى ذهبت.
أعود إلى بيتي بعد أسابيع أو أشهر، لاشيء جديد، أنا ضجرة من كل ذلك.
سأحرر نفسي من كل ما خزنته داخل نفسي.... ولكن دون جدوى .
المكان الذي اقتادوني إليه يوم اختطفوني. أتذكر كل شيء مررت به في هذه الأرض الخلاء، اشعر بأنني لا استطيع التنفس.
بضع سنوات مرت منذ اختطافي . جسدي وحياتي قد برئا، بيد أنهم تركوا لي هلعا لا استطيع التخلص منه.
وكل يوم يمر علي هنا ، يفتح جرحي من جديد ..... .

************************
ها أنا أدخل بزورقي الصغير الى شاطىء جراح هذه المراة ، لقد وقفت جامدة وسط دموعها وحزنها ، وهي تسرد لنا معاناتها عند أختطافها ، وكيف تم تعذيبها من قبل المختطفين واستخدام الكلمات الرذيلة ، والتوعد لها بالقتل في حالة عدم تعويضهم بالمبالغ التي طلبوها عوضاً عنها ، ثلاث ليالي ، خانقة معقدة أشبه بالانتحار عاشتها ، كان هناك بصيص أمل في صحراء هذه الايام ، هي شراؤها بالمال .....
وعندما أخذ الليل يلملم ستائره المتداعية ليحل محله الفجر .... وفي صباح اليوم الرابع تم تسليم المبلغ من قبل عائلتها .... فأخلا سبيلها الوحوش.....
وكان جسدها ماكثاً في زوايا الطريق ، لكن روحها كانت تحلق بعيداً ... هناك في عالم مفعم بالطمأنينة والسلام .... حيث اللقاء بألاحبة .... كل الاحبة .
بعد هذا .... ماذا جرى ؟!
في قلبها حزن عميق ووجع مكتوم ..... بيد أنها لم تسمح للدموع التي ما أنفكت تطرق أهداب عيونها بالهطول ...... وبقيت أياماً وليالي تعاني من مضاعفات هذه الجريمة ...
&&&&&&&&&&&&&&&&
وعادت خيوط الالم فأتصلت بعد انقطاع ، وعاد زورقي الصغير بيحر في نهر الزمن المرير ، رغم ضباب الوجوه وأفواه التماسيح على شاطىء الموت الرخيص ، فما زال الشراع بلون الدم وما زالت الغاية شواطى نساء عراقية ، أيام نكتبها من جراح مقدسة تحكي قصة الظلم الذي أحاط بنساء حملن أرواحهن لمعانقة الموت الأحمر ، بكل صبر ......
كانت وجوه النساء الموجودات مخضلة بالدموع والحرقة ألا واحدة منهن ، فقد صممت على أن لاتبكي وأحتسبت ، ورغم سحابة الحزن التي لاحت في عينيها ..
وقالت ..........
الحكاية تبدأ عندما .... حضر مجموعة من الجنود الأمريكيين المجرمين إلى منزلي للقبض على شقيقي بدعوى انتمائه إلى المقاومة العراقية... وعندما لم يجدوه اعتقلوني... وتستطرد قائلة والدموع تتساقط من عينيها : هناك في السجن السيء الصيت .. كان المغتصبون من جنود الغزاة يتناوبون على تعذيبي بشتى الاساليب.. شعرت أن صرختي ضد هذه الجريمة الفظيعية تكاد تلامس دموعي المتساقطة كانوا يفترسونني في مشاهد سيئة بشعة... كانوا يفترسون الناصع والمشرق من تاريخنا... والسلاح الذي كان موجها إلى رأسي كان موجها إلى رأس هذه الأمة العربية...
فتاة عربية مسلمة تتعرض للاعتداءالمهين فلا تجد من يحميها ويصون شرفها ويحاكم المجرمين الذين قاموا بهذه الفعلة القذرة الشنعاء.
تخيلوا ــ مجرد خيال لو أن مجموعة من الجنود العراقيين أو العرب قاموا باغتصاب فتاة أمريكية في شوارع نيويورك؟ ماذا كان سيحدث وكيف ستكون ردة الفعل الغربية والأمريكية وحتى على المستوى العام ؟
ليس العراقيات العربيات الطاهرات وحدهن من يتعرض للإهانة والإذلال والاغتصاب الوحشي الجبان،
: أنا لم أكن يوما أفهم في السياسة، إني ولم أشعر من قبل بتهديد لشخصي... لكني تعرضت لاعتداء بشع تناوب فيه جنود أمريكيين على جسدي ونهشوه كنت أصرخ وأستغيث وأتوسل لهم أن يتركوني... ولم أشاهد في عينيهم رحمة أو تعاطفا بل رأيت وحوشا في شكل عسكريين.. لم يتركوني إلا عندما فقدت الوعي تماما! ماذا أقول أكثر... هل هناك من يستطيع أن ينصفني، أو كان الأمر يتطلب أ ن يصورني أحد وتنقل صوري إلى أمريكا حتى يستمع لي أحد أو يحقق في الواقعة.
هناك مئات الفتيات العراقيات في وضعي... صحيح أني استطعت أن التخلص من السجن بأعجوبة ، لكن ماذا أفادني التخلص من السجن .... وأنا أشعر أني ما زلت أعيش يوميا في كابوس «سي الصيت » لقد نصحني البعض أن أتوجه الى جمعية خاصة بضحايا الاعتداء للاحتلال ولكنها جمعية أيضا تعمل برخصة وتصريح من الاحتلال..!!! حالي حال ألاف العراقيين الذين احتجزوا من قبل الأمريكان منذ بداية الغزو. كنت على وشك أن أكتشف حقيقة إدارة بوش في "حربها على الإرهاب".
لقد قيدوا يداي إلى الخلف اعصبوا عيني بواسطة قطعة قماش وربطوني في سيارة وأخذوني إلى مكان.ثم رموني في غرفة باردة جدا , وفي اليوم الثاني أخذوني إلى غرفة تسمى غرفة التعذيب كانت يداي مقيدتان واوقفوني في الوحل ووجهوا وجهي نحو الحائط. وكنت اسمع رجالا ونساء يتصارخون ويبكون بشدة ، أردت فقط اعرف ماذا كان يجري هناك, وحاولت أن أزيل العصابة عن عيوني وعندما فعلت ذلك أغمي علي. وحالي كحال بقية النساء العراقيات, فقد ترددت في التكلم ووصف ما رأيت, إن المحققين الأمريكان كانوا دائما يتجاهلون ويرفضون فهم الشعب العراق , وان العدد الأكبر من هؤلاء السجناء هم أبرياء.
وبعد ثمانية اشهر في السجن , طلبوا منى توقيع ورقة بان لا أغادر الوطن ثم إنني حرة. انه من الصعب جدا على امرأة في مجتمع شرقي أن تقضي شهورا في السجون. والبقية الباقية من النساء اللاتي أطلق سراحهن أما اختفين أو تبرئ أزواجهن عنهن.
**********************************
نوارس تم أعتقالهن من مختلف شطآن العراق وروافده ، وتم تمزيقهن بمختلف ألوان العذاب ووسائله ... فكانت أجسادهن صغيرة ، ألا أن أرواحهن كبيرة ، وكانت جراحهن ضماد في جسد الوطن الجريح ، لكل السجون قوانينها ألا الحرب الامريكية ، ولكل السجون أساليبها البشعة ، ألا سجون المحتل ، قطعان من المرتزقة ، حيث الدمار وموت الضمير، وصور من سبي الاعراض وهتك الحرمات
أي مصائب هذه التي يتحملها هذا الشعب ، واي دمار عليهم ان يكابدوه، وكم منهم يجب أن ينزفوا دماً كي تغسل روح العراق وعقله من رجس المحتل .
وثائق وحقائق تناثرت في صدور الجالسات وفي ذاكرتهن ، وتمضي الساعات ونحن بين الالم والدموع ينكشف النقاب عن أم متعبة ....
تقول ..
ليتك تعلمين ..
كيف يكون الجرح ؟!
جرحي كان كل جراح العمر ... رحلت ياولدي والفطام مر .... رحلت والمخاض لم يأت بعد ....كيف دفنوك وماذا وضع في القبر ؟!
اظمك قبرك يابني ؟! أ
ما تعلم أن قلبي كأن لك قبراً ؟؟؟
ماذا أقول وفي أفواهنا مر الشجى ، غرقنا في بحر التيه والفوضى ، ضياع نجتره بأسترخاء ، انه الزمن الردي يابني ...
انه الزمن الردي يابني ....

أقسمت على التفرغ لأبنائي الأربعة بعد وفاة زوجي ، و لأننا كنا فقراء و بالكاد أقرأ و أكتب لم أجد أي عمل سوى ان أكون عاملة نظافة في دائرة خدمية.. و الله وحده يعلم كم عانيت و صبرت على الجوع و العوز لأجل أبنائي الذين قرروا شكر ي من خلال الدراسة و العمل عدا ابني البكر الذي كان عنيدا و يحب اللهو.. اما الثاني فقد كان يشعرني بأنه والدي و شقيقي و سندي ووالد شقيقيه.. في السابعة عشر ترك الدراسة و قرر أن يعمل و في الوقت نفسه يتابع دراسة شقيقيه الصغيرين..
و في يوم لا أستطيع ان أنسى تفاصيله، و قبيل المغرب سمعت صوت و كأنه مشادة كلامية بين ابني البكر و آخرين.. انتفض ابني الاصغر( الثاني ) ليدافع عن شقيقه الأكبر.. حاولت أن أمنعه.. ، "طوال عمري كنت افتخر بأن ابنائي يدافع احدهم عن الآخر.. و لكن في ذلك المساء لا أدري لماذا حاولت منعه.. وجعني قلبي للحظة و حاولت ايقافه لكنه كان سريعا في مغادرة البيت."
دقائق و كان الشقيق الأكبر في البيت.. و سألته عن شقيقه الذي سارع لنجدته، و كان جوابه بأنه كان في الجهة اليسرى من البيت و ربما ذهب شقيقه في الاتجاه الخطأ نحو الشارع.. و قبل ان ينهي جوابه، هز انفجار عنيف البيت و تصاعدت النيران و الدخان الأسود و الصراخ.. خرجت و قلبي يوجعني بشدة هذه المرة كأنه ينبئني بأن مكروها حصل لأبني ، و بدأت أبكي و أشعر بأنني لن أجد ابني . ووصلت الى موقع الانفجار.. كان الدخان الأسود و الدمار و الزجاج المنكسر ممتزج بالدم و اللحم البشري و اكياس كانت تحوي ما تسوقه البعض و ثمة سيارات تحترق.. علمت ان سيارة مفخخة فجرها انتحاري مستهدفة دورية شرطة.. تمكنت الدورية من النجاة بينما قتل 21 مدنيا و جرح 20.
كان ثلاث او اربع شباب يحاولون انقاذ امرأة مجروحة و طفل علقا داخل سيارة مدمرة جزئيا من عصف الانفجار بينما الرجل الجالس خلف المقود كان يبدو مقتولا.. و كان آخرون يلملون البقايا البشرية، و ذهبت لاساعدهم بستر سيدة ذبحتها شظية و تمزقت ثيابها و ظهرت أجزاء من جسدها بينما تطايرت الأوراق من حقيبتها اليدوية و تناثر ما اشترته حولها.. نزعت عباءتي و سترت الجسد الذي كان امرأة شابة قبل دقائق.. و بالرغم من اني لم أجد ابني الا ان قلبي استمر بوجعه.. بعد نصف ساعة رجعت الى البيت و كانت سيارات الاسعاف و الشرطة قد نقلت القتلى و الجرحى الى المستشفى.. انتظرت مع ابنائي في البيت لأكثر من ساعة و لم يعد ولدي ، استعاريت عباءة من جارتي و ذهبت الى المستشفى بالرغم من مخاوف الليل.. هناك كان الزحام شديدا، امهات مثلي جاءوا يبحثون عن ابنائهم.. و شاهدت جاري ..... و قال لي بأن ابني احترق لانه كان قريبا من السيارة المفخخة و لم يتبق منه سوى ساعد و كف و بقايا قميص.. و من تلك البقايا تعرفت الى ابني .. و بعد ان هربت الدموع من عيني.. بدأ الانهيار يسيطر على كل عضو في جسدي ..... دون الاحساس . بعد ذلك طلبوا مني الاوراق الثبوتية ليسلموا لي الجثة أو بقايا الجثة .... فذهبت الى البيت مصممة ان أحضر بقايا جسد ولدي ليبيت آخر ليلة له معي ..... و هكذا عدت الى البيت و رجعت الى المستشفى و معي الجيران و الابناء..
حملوا ولدي .... الى البيت الذي كان قد امتلأ بالجيران و الأقرباء.. حمل الابناء الكيس الذي ضم هيكلا محترقا و ساعدا و كفا و بقايا قميص.. حاولت ان أحتضنه للمرة الأخيرة و أن أقبله للمرة الأخيرة.. مسكت الكف لأقبله، شلت أشلائي من شدة الانهيار .... لقد انفصل الكف عن الساعد و بقي بين يدي و رفضت ان أعيده بل حاولت ان أدسه في صدري و سقطت الأصابع و بدأت أقبلها كالمجنونة اصبعا بعد آخر.. و كان للقبلة طعم الرماد..
***************************************
أنها أم غادرتها البسمة وأنقطع عنها السرور ، جثمت الوحدة والوحشة عليها ، وتزايدت الآلآم عليها بتزايد الأيام ..... وجه غادره وهج الحياة ونظارتها ، زهرة ذبلت ، فجيعة طحنتها طحناً مروعاً وأكلتها أكلاً بطيئاً ... بيد أنها لم تتكيء على جراحها لتمارس سعيها في الرزق ... لتعيل ماتبقى لديها من ابناء .... وتمر الايام وريح العاصفة التي مافترت عن تأزٌ هذه المراة الصبورة وتقترب منها أكثر فأكثر ، وكأن الايام أبت أن تسالمها أو تهادنها .... فالمصيبة لم تتوقف بعد عن رميها بسهام الوجع الممض .... فالصمت نتيجة متوقعة والجراح باقية لا محال ، ولكن ليس بهذا العمق العميق ........
**************************************************
وتمر الايام على هذا الوطن الجريح والاوباش يزدادون وحشية وأنتقاماً ... لقد جن جنونهم ، فقرروا ابتكار طرق جديدة لانتزاع ارواح هذه الارض ..... فــــــــــبدأ
الخطف يتخلله أحيانا إقامة (محكمة وقتية) في الهواء الطلق لا يتمتع القائمون عليها بشروط القضاة أو علمهم وتطال هذه المحاكمات اللا شرعية في العادة الرجال وحكمها معروف سلفا وهو الإعدام بطريقة بشعة يتم إما بالمثاقب الكهربائية التي تخترق أماكن حساسة في جسد الضحية أو بوضع الرأس في آلة حديدة ضاغطة ليمر الضحية في كلتا الحالتين بعذاب شديد قبل أن يفارق الحياة ... والغرض من ذلك ، مبهم .
وبالرغم من عدم توفر تفاصيل دقيقة عن نوع ادوات ووسائل التعذيب التي يتعرضون لها ، بيد أن أثار التعذيب تكون واضحة على ارواح وأجساد المقتولين بعد رميهم العشوائي في أطراف ألازقة و أكوام النفايات ....
منظراً يومياً مالوفاً ووجوه المارة حزينة ، وقلوب مفجوعة تبوح بكل مآسي العراق ... هذه سنوات الجمر التي يعيشونها .... يالصبر النساء ... يالصبر الامهات ... يالصبر الثكالى النائحات ... من مرتزقة أذلاء باعوا أنفسهم وحرمة بلادهم وكرامة شعبهم بدنيا رخيصة زائلة .
تسقط الشمس في الافق ويحين الغروب ، ورحلة النساء لم تنته بعد ... فما أن هجم الياس والليل ، أطلقت هذه الحسناء الجالسة بصمت .... العنان للشكوى والدموع والرجاء ..... التي أخرجة صورة من حقيبتها الصغيرة ، أزدحمت الدموع في عينيها .... وفشلت بالرجوع الى الصمت التي كانت تحت اسواره ...
وقالت .....
تمر الايام والشهور وأنا أنتظر جواباً .... لماذا يكون مصير زوجي ؟! ... الخطف والتعذيب والقتل ...... أشعر بدوي الانهيارات في أعماقي ... الآلآم بركاناً أعتمل في صدري ... جراح تحاول أن تصرخ .... تزأر ، موقف ينوء بجبال الالم ... لحظة سحق روحه ... عصرت اللحظات قلبي ومزقت أحشائه .... شعرت بأحساس هائل بالظلم الذي خيم على روحه ....
أصابتني المصائبُ مصيبةً إثر مصيبة، فبعد أن قُتِلَ زوجُي إثرَ تعرضهِ للسرقة ونهبِ سيارته، هُجّرتْ بعد سنة هي وأطفالُي الاربعة من بيتها، وإثر تنقّلي من بيتٍ الى بيت مع تكاليف العيش القاسية رُميتْ آخر الأمر بقذيفةِ هاون وقعتْ في مسكني ، إذ ذاك صرختْ يا ربّ من هذا الذي يترصّدني..؟ فمن نارٍ الى نار يا قلب اصبر.
أصبري أيتها الأم، أيتها الزوجة..
فلا مناص من الصبر وشد الحزم بالزهد والتقى، ما من فسحةٍ لترفٍ في مأكل أو ملبس، وما من خيار غير الخلود الى الصمت فهو البليغ. وإذا ما انهالتِ الطلقاتُ من حولك واشتدّ عصفُ القذائف فاسكني واخلدي وتصبري .. دعي لدعائكِ جدوى التفريج عن القلب الكظيم، وللآياتِ فضلها في ردّ االموت المبرم دون أذن الله، واطلبي الرحمةَ منه فليس سواه لتذليل هذه الشدائد التي ما بعدها شدائد..........
**********************************************

انتابني القلق والهلع عند سماع حديث هذه القلوب الجريحة ......
من أمهاتُ العراق وبناتُه، على أكتافِهن علاماتٌ من رصاصِهِ، وفي قلوبنا لهفةٌ للنوم في ترابهِ ذات يوم بلا ديون.
كل يوم يسعون للعمل لكن يخيب السعي إذ يقفون عند حدود المناطق، حدود من الرصاص تظلل الرؤوس فلا تعرف أين تطأطئ. يقولون أنهم يجاورون السيارات عند عودتهم الى البيوت لعلها تمنع الحديد الطائر برعونة من اقتناص رؤوسهم، وكل ما دون ذلك غير مهم. فالرصاص يمكنه أن يُستخرج إن لم يكن قاتلاً، الخوف إمارة العقل. لا بد من شيء من الخوف فلا يمكنكم أن تصوموا عنه كله إنها أجيال لم تنظر الى الحرب من بعيد. فهي موشكة دائماً بين أيديهم. قريبة حد التلاطم وما من حيّز لرومانسية أفلام الحروب وبطولات المنتصرين. ما من مشاعر تنمو على مهل في انتظار أبٍ محارب سيؤوب الى الأمان، حيث النساء والأطفال. ليست حروبنا شأناً خاصاً بالذكور الكبار القادرين.
وان تتأمل لافتة سوداء ولو نظرت اليها لاكتشفت أنها تنعى طفلة روضة ماتت بسبب قذيفة هاون.
الموت يرشُّ بخاخَ وجوده عليهم بأشكالٍ عدة. يريدهم من كل الزوايا والأشكال، الموت موعدهم الذي يتخطوه في إخلافٍ جسور.. فليست المصادفة أن يموت بل أن يحيا. واذا إصيب أحدهم بإطلاقة طائشة في كتفه ، كان على هذه الرصاصة التي اصيبت هذا الشخص بهطولها القدري أن تختار ما تشاء، أن يكون موتاً أو إصابة خطيرة أو يكون أمراً مستطاعاً. لكن الوقوف على الحدود بين جسر ين وعدم استطاعة العبور فهذا أمرٌ مخزٍ حقاً، أمر يجثم على النفس شأنَ عبوةٍ هو الآخر. أن تقف بين كرخكَ ورصافتهم أو كرخهم ورصافتك، أن تقول أنا من هذا، أو أنا من ذاك فأمر لم أعرفه لم يعرفه العراقيون من قبل، هم صنّفوك وليس لكَ أن تختار، هم يعرفونك بعلاماتٍ قبائلية قديمة مثل ميسمٍ على الوجه. أنت من هذه الطائفة وليس لك ان تختار أو تمتنع، ما من شيء يوقف ريحَ هذه الكراهية القبيحة . كراهية هذا الذي يقتلك او يضعكَ في جبهة الأعداء وأنت لم تفعل له شيئاً ولن تفعل.
والجميع مأخوذون الى امتحان عن ماذا سيحصل في الطريق.
لا شيء في هذا البلد.... يخفف من حمولة العيش خاصة عندما يطرد الحزنُ الى صاحبٍ قد مات أو أخ، أو أبن قد خطف أو امرأةٍ قد أصيبت في انفجار أو بإطلاقٍ طائش لم يدع إلا قليلاً من الناس لم يوشمه.
و في المستشفيات نجد الراقدات عن الإصابات المحزِنة، الأم الشابة التي تلقّتْ طلقتها في الفخذ محل زوجها ما ان غيّرتْ مكانها، والطفل الصغير الذي هاجمه الكلبُ المتوحش وقيل إنها كلاب مسعورة قد أطلقتْ حديثاً في الشوارع لا نعرف ممّنْ فهاجمت الأطفال...
والفتاة الشابة التي تتعالج من آثار إصابتها بمفخخة، إصابة لا شفاء لها، كل أشهر يتجدد العلاج ولا فائدة، هي لاتنجو من الألم والمؤلم نشيجُها في الليل ونداؤها الى المضمد كي يدع عنها التضميد وزرق الأبرة في الوريد.
أمها هي الأخرى شابة في الثلاثين مات لها ولدان على جسر الأئمة مما طلاها بالسواد وجعل لها وجهاً في الأربعين، ورغم كل هذه الأحزان تجدها تطوعتْ الى قائمة المساعدة لجرحى الانفجارات والمفخخات .
أمهاتٌ أخريات. الدعاء لا يفارق أفواههن للأحباب واللعنة على الأعداء.
ما من عراقي إلا وله شأنٌ مع الإصابة، ومع الخوف والتربص، له حكاية مع المخطوف منه أو المسلوب أو المقتول أو المهجّر.. كلُ أشكال الأذى تحلّ وهي محرّمة..
ما من عراقي إلا ويغرف من رحمة التوكل على الله، هو يدع للقضاء أن يأخذ مجراه وقد سلّم الروح وهيّأ النفس لملاقاة موته مع كل طلعةٍ الى شارع. ما من عراقيةٍ إلا وأنشدتْ حسبي الله ونعم الوكيل، ما كان لها ناقة ولا جمل في أن يضطرم كل هذا التقتيل، ويعمّ هذا الإجرام، ولو أعطي زمامُ الأمر للنساء كما نحسب لكفّتِ الحروب وبلا شك. ماذا تريد الأم غير أن يُصان الأحبة وماذا تريد الإبنةُ غير أن يرفرف الحبّ.
الأمهاتُ العجائز لا ينمْنَ . كلُ أمٍ هي قلبٌ وجسد على نارِ قلق. أولادهن المتوزعون على المناطق هم حجراتُ القلبِ الممزق على علامات الرضا والسخط المتوزعة في مناطق بغداد بحسب الطوائف. مناطق الأبيض والأسود ولا مكان للرمادي، لا مكانَ لفاقدِ اللون المصنَّف من القتلة. إن تشأ أو لم تشأ فأنتَ منا أو أنت علينا، وهن من حينٍ الى حين يتأوهن عن خشيةٍ أو دعاء أو طيفٍ بإبن.
أما اللواتي يفجعن بأبنائهن فعويلهن يفطر القلب فلا يعود صحيحاً أبداً. بكاؤهن لا يقف عند حدود أن لهن إبناً قد اغتيل أو اختُطف أو فُقِد فإلى أين؟ لماذا هذا القتل البشع، لماذا قطّعتْ أعضاؤه أو تناثر لحمه أو شوّه ومُثّل به؟؟؟ لماذا ولماذا ولماذا؟ ألم تكن رصاصة في الرأس تكفي...؟ أصبحت الرصاصة رحمة! وأصبح في القتل ما هو هيّن!، وأية أرض حملتْ جثمانه؟، أية ميتةٍ قد مات؟ أي دافع جدير بأن يكون سبباً لكل هذا التقتيل؟ وأي وأي وأي..؟
لم يعد ينحْنَ إلا طمعاً في قبرٍ يرينه فيبكين عليه.. أيا وليدي كيف صرتَ مجهولَ الهوية وقلبي يعرفك؟ أين وُضعتَ وكيف أجدُك؟ وكيف أذوق الحياة ولستَ فيها؟.
وهكذا يمتنَ، كل يومٍ تموتُ أم ويموتُ أب. إصاباتُ الموت من أمراض القلب والدماغ وما اليهما تتناوب على العراقيين ولاسيما من تخطى الخمسين، الميتات المفاجئة لم تعد مفاجئة والأحزان أوسع من هذا الفضاء والجرح أشدّ من أن يُلمّ..
ويصرخن ...........
أيها العراق أيها الوليد أيها الأب.. نحن امهاتكَ ونحن بناتُك ولسنا إلا بين يديك وعلى ترابك نقلّبُ فيه قدراتنا، قدرة على الحب وقدرات على الموت في هذا الحب. فما عليك إلا أن تكون وما علينا إلا هذا البقاء في أرضك أو عليها محتسبين أرواحنا الى الله ومنتدبينه كي يمسح برحمته هذه الأحزان فقد طفا الوجع على كل ذكرى وجلل الجسدَ رحيلٌ كثير .......
*********************
ولنتساءل الآن الى اين تمضي بهم المأساة الانسانية وبلا رادع ,
واين حقوق الانسان ومنظماتها ؟
فإلى متى يبقى العراقيون ضحايا مهدوري الدم بلا سبب أو مبرر؟
وإلى متى يبقى العراقيون أجسادا لاختبارات الأسلحة الأميركية وذخيرة المرتزقة؟!
***************************************************

رحلة مريرة .. وعيون ترأقب الموت.. ..
في ارض تغتصب .. وامة تحتضر ..
فكيف يكون الارهــــــــــــــــــــــاب ؟؟؟!!!..... كيف ؟!
أمريكا تزرعه .............
ودمائنا ترويه ...........

النهايــــــــــــــــــــــــــــــــة



#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجع أخير مع وطني ..........
- رؤى وهواجس في بلدي ...
- مكامن الذات و طعم السنار
- عصر المرأة العراقية ...
- شرفات أيامي ....
- أيات الصد والهجران ...
- عرس الخلود ...
- جراح من عباب المحنة ...
- أوراق بين الرصاص ...
- أين هي التفاحة ؟
- فقدان الاخلاق والمبادىء
- الحلم الواعد


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبتهال بليبل - عيون ترقب الموت ....