أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبتهال بليبل - وجع أخير مع وطني ..........














المزيد.....

وجع أخير مع وطني ..........


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2315 - 2008 / 6 / 17 - 10:37
المحور: الادب والفن
    


أنطلقت تتوغل في محطات حياتها بأتجاه سجنها ، كانت الريح تصفر في سمفونية حزينة .... وكانت حبات المطر ترشق أشلائها الصغيرة .
لاتوجد في عواصم بقاياها سوى نافذة يتيمة ... تتخللها قضبان اليأس المتينة ... فهي الفسحة الوحيدة في هذا الكون الواسع .... والتي تطل على الوطن ..
حيث وطنها مازال نائماً في حضن غيمة سوداء ......
أذن هذا هو الوطن .....!!!!!
فرت خيالاتها بعيداً في أعماق الماضي ، وأنقضت عليها وأمسكتها أصابع حنين الذكريات ، وتزاحمت ،،،، وأصطدمت ،،، صور كثيرة وبلا انتظام ... فتقافزت الدموع على المآقي وبدأت نشيج البكاء المر ،،،،،
أيقنت هذه الصغيرة ، أنه لاشيء يعالج الحزن كالذكريات .... وأي ذكريات !!!!
ها هو الدمع يغادر عيونها صوب تلك الامسيات ، أمسيات التوغل في تراب هذا الوطن ... نسائم النخيل الصابر ، أيصدق بشراً أن نخيل وطنها يتكلم .... أيعقل ، أن ترونه يرحب بمن يمر من أمامه .... أتراك يانخيل ؟!!! حاملاً صرر من الدهر ، أتراك تصبر على مافي جعبتك .... أم أنك ، أصبحت كغيرك ترى وتغمض عيناك ، وتلصق على أفواهك خرقة مال ... بيضاء او خضراء لايفرق اللون ... فيها أشكال ووجوه ، ربما اتذكر رأيتها في أحد كوابيس مناماتي ... لأصحوا والفزع والخوف يمتلكني ، وتختض أمــــــــاه بركضة رهيبة ... لتقول لي ،،،، يافلذت كبدي ... لاتخافي .. انه احد وجوه الشياطين أو ربما المرده ... أذكـــــــري ربــــك ، أذكريه ،
الاحد الصمد لاغيره يبعده .....
وطني .... كيف أنت الان ؟؟!!
أما انتهى أنينك ؟؟ أين الاصدقاء ؟؟ أهم يتزاورون ؟!!! أم توسدوا الاتراب والثرى ؟؟ وطني ... لقد حلقت الذكريات الجميلة على عجل وهربت كأنها أطياف أحلام ، لانذكر منها سوى الصور المبعثرة غير المنتظمة ....
وطني ..... اليوم أنت بعيد عني رغم .... أقترابك من النبض ....ماذا أخبرك ؟؟؟ أأخبرك .... عن مراره هي وليدة العلقم الحديث ... أم اخبرك عن تقرحـــات ملتهبه ، ربما تكون أحد الاورام الخبيثة ... أما عن العذاب فلا بوح فيه ..... والدماء التي أريقت من أجساد قد تكون لبشر ... أجدها ياوطني بأهون من المياه التي تراق ..
لالذنب ألا لآنهم عندما ياتي دورهم في طابور الاموات ..... ستقبر لحومهم وعضامهم تحت ترابك ......
هكذا كانت دواخل ... هذه الصغيرة ، كانت تردد العبارات بشجن ونواح ...
لايزال وجه هذه الصغيرة ملتصق بالنافذه اليتيمه ، تسرق النظر الى أيامها ، والوجوه التي تختليها ...
كانت تنادي على أجفانها بأن لاتطمس أحداقها ، وتتوسل اليها بأن تشاركها في رؤية الوطن ..... أنه الوداع ..
بقيت تتمتم كلمات الوداع ... وتقول ..... أودعك ياوطني ...
بعد ذلك ... أبتسمت بحنو شديد وبمداراة .... ورجعت الى أطراقها ، وكأن الامر لايعنيها ..... كانت أكفها تتسلق الهواء الى السماء وأعينها تفيض بالدمع الاحمر ...
عادت بعد برهة ... الى وطنها تحدق فيه .... حزن موجع كثيف يرصف أنفاسها .. وعيون لاهفة تنظر بصمت ويأس .... لتقول ....
أنني أرى ... الضوضاء الاخير ...
اليوم .... هي تعيش سكراتها المتبقية بأعوام .
هي لن تتسامح مع وطنها .... لقد حاورته وعاتبته بمرارة !! بيد أنه حوار من طرف واحد ...حيث وطنها صامت لايجيب ، وأنى له أن يجيب ...!!! وقد أخرسته الآلآم !!
وطني ....
استيقظ .. ياحبيبي ، مابك .. مطفئة شموعك ، هاهي ساعة الاحتضار ، فلم التثاوب ؟؟!!!
وطني ... أما زلت في نوم عميق ، أما زالت عيناك مصابة بالحروق ، أهو نوع من العمى أم اتك ... سوف تشفى منه ؟؟!!! ولم هذه الدموع .... أنك عليل ، لاتبكي ياحبيبي ... سيل الدموع من عينيك يتعبك ويزيد من وجعها .... لم ياحبيبي .. هذا الحزن والالم ... مابال وجهك ماهذا اللون الذي عمٌ فيه ؟؟؟ وطني ... حبيبي ..لماذا هذه السحب السوداء من حولك .... ابعدها ، قلت لك ابعدها .... أنها تحجب الشمس عنك ، وأن بقيت سوف ترميك الوحوش في وديان ... يقال عنها وديان الويل .
أن ماأراه فيك .... يجعلني ما أعرفك ... ساعة من الزمن .
أما زلت غافي ياحبيبي .... عد الى رشدك ... وكفى ، وأترك ماتحتسيه من مسكنات ومنومات ومهدئات ... أطرد الكسل والأتكال ... فليس هذا وقت العويل والبكاء .... كفى صمتاً ... ونوماً .... قم وقف وأطرد الغرباء .....
هذه كانت تمتماتها ربما تكون الاخيرة .... وربما لا ..... لا أعلم .. الاشياء والصور بدت لي غير واضحة ،،،، صغيرة تجادل كبيرها الوطن ، رغبت بالتكلم معها بأنه يجب أحترام الكبير ... لكنني رأيت أحتضارها .... كاف أن يلف لساني بسلاسل من نار ....
بدأ صراخها يتصاعد وعادت الدموع تتساقط ...لكن لم يلتفت لها حتى عويل الريح .....
أيه ياوطني ..... أي الغرباء ملأ الطرقات ...
أهم وحوش ... أم ، أم ، ثعابين ....
لا ... لا ... هذي الوحوش ... غريبة .
أما الثعابين ... فهي بنت هذه الطرقات ....



#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤى وهواجس في بلدي ...
- مكامن الذات و طعم السنار
- عصر المرأة العراقية ...
- شرفات أيامي ....
- أيات الصد والهجران ...
- عرس الخلود ...
- جراح من عباب المحنة ...
- أوراق بين الرصاص ...
- أين هي التفاحة ؟
- فقدان الاخلاق والمبادىء
- الحلم الواعد


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبتهال بليبل - وجع أخير مع وطني ..........