أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - فوضي حالات الاستثناء















المزيد.....

فوضي حالات الاستثناء


أشرف بيدس

الحوار المتمدن-العدد: 2331 - 2008 / 7 / 3 - 08:39
المحور: الادب والفن
    


علي دفاتر الأيام يسطر التاريخ صفحات وصفحات 00 زاد وزواد للأجيال، للطير، للحجر ، للإنسان في كل مكان وزمان00
كل تواريخ الدنيا تكتب بالأحبار00 إلا تاريخ وطني مكتوب بدماء الأبرار00 مكتوب بدموع الأمهات، وأمنيات الأطفال في الأرحام00
يا وطني الضائع في سراديب اللحظات المنسية00 ودهاليز الكونية00 ستبقي رايتك مرفوعة شامخة علي جباه المناضلين في ساحات النضال والقتال 00 لن نغمض أعيننا الساهرة علي بوابات الزمن تحرس أغصان الزيتون الملتفة حول عنق الأيام00
يا من كنت مرتعا لحواة الطرقات الخلفية، ومسرحا للاراجوزات والمأجورين التتار00 يا من كنت مزادا علنيا نباع فيه ونشتري00 وسوقا كبيرا ومائدة للاتفاقات التحتية والسفلية00 لن نبرح الأرض حتي نموت عليها، أو يقضي الله أمراً كان مفعولا00
لم يستصعب حالك الجلادين والمزايدين وانصاف البشر وأنصاف الرجال 00 فجلدوك 00 وعذبوك00 وشردوك 00 وصلبوك في عين النهار، لكنهم رغم كل الزيف والزور والبهتان لم يقهروك ولن يقهروك00
علي دفاتر الأيام تغزل الامهات أكفان اولادهن ويزينها00يتوضأن بدمائهم ويسجدن علي أجسادهم راكعون خاشعون لرب العالمين 00
علي دفاتر الأيام يشهد التاريخ المزبلة الإنسانية، ويسن قوانين الغاب، هل عادت أزمنة السفك والتلصص والانتهازية؟ هل أصبح مألوفا للتتار الجدد أن يقيموا المجازر والمذابح والمقاصل والمشانق00 وكل أساليب الهمجية00
من ينقذ المدن المسروقة ليل نهار، والأرض المنهوبة والضحكة المنزوعة من شفاة الصغار00 من يعيد البسمة ويزيل رائحة الدخان0
يحددون اقامتك ويمنعونك من التجوال والسهر والسمر، ويصولون ويجولون، ويرقصون رقصات الهذيان وعبدة الشيطان00 يصدرون فرمانات قراقوشية بمواعيد النوم والاستيقاظ، ومتي تدفن اشلاءك؟ ومتي يحين موسم الحصاد؟00يغيرون المواقيت ويبدلون مواعيد الصلاة00يستبيحون الحرام ويحرمون الحلال، يذبحون البشر علي الطريقة الشيطانية دون ذكر باسم الله00 يفعلون كل ذلك، ويطلبون الأمن00 فليفعلوا ما يشاءون وليعرفوا أنهم لا يستطيعون أن يصادروا الحلم أو يحددوا مساحات الخيال00
ولن يستطيع العسكر المبثوث في الأزقة والشوارع والحارات وأبراج المراقبة أن يمنع طفلا من أن ينظر من تحت عباءة القهر ليري شمس الخلاص00
يفتشون داخل أدراج التلاميذ عن مطلوبين ومطلوبات00 ويبعثرون الكتب ويكسرون أقلام الرصاص، يصادرون الأناشيد الصباحية ويحطمون حجرات الرسم والموسيقي لئلا يكون في النغمات والرسومات بعضا من ملامح المطلوبين والمطلوبات00
علي دفاتر الأيام يعلن مذياع العالم كل صباح عن ضيق الوزارات السكانية من تزايد وتنامي أعداد المواليد، فيبثون رسائل إعلامية، تناشد العامة والخاصة، وتعلن في كل الأرجاء عن إعلان مدرسي يحذر من زيادة السكان، وأن من ينجب أكثر من طفلين زنديق0
لكن مذياع بلدتنا المكسور المقهور المحاصر يعلن كل صباح عن قتلي وجرحي وأسري بالآلاف ويناشد الأمهات بأن ينجبوا أطفالها للموت وللأسر وللإبعاد، ويصرخ بأن من ينجب أكثر من عشرة أطفال مؤمن وموحد بالله00
أين الصدق؟00أين البهتان؟
مدوا الأسوار ما بين البلدان والقري، وابنوا المتاريس والكتل الخرسانية بطول الأرض وعرضها، وازرعوا الاسلاك الشائكة علي جانبي الطرق، افعلوا ما يطيب لكم، لن يفصلنا عن العالم إلا الإيمان00 لن يرهبنا الموت00 فالموت يسافر فينا كل لحظة، ويروح ويجئ ، أحيانا يموت الموت فينا ويغترب ، يستوطن ويذوب، ويخرج مأسوفا ذليلا، نحن قوما نقهر الموت ونعشق الحياة00
مدوا الاسوار فكل يوم يخترق شهيد السور الواقي والدرع الحامي، وكل يوم تكتشفون أن الحياة بالنسبة لنا رغم عشقها رحلة قصيرة جدا، لا تحتمل أكثر من حزام ملفوف حولنا00
كل يوم نكشف ادعاءاتكم الكاذبة، ونفضحكم داخل حدودكم الخضراء والصفراء والزرقاء والسوداء، ونثبت أننا قادرون علي أن نفاجئكم في أي وقت وأي مكان00 في الحانات والأسواق والسوبر ماركت، وملاهي الرقص ونوادي القمار00 سوف نتعقبكم حتي ولو رجعتم بطون امهاتكم00
يحتضر الوطن في حضرة الصمت والسكوت والعجز المفتعل00 يحتضر الوطن وينزف بقاياه رجالا يقتاتون القوت من رسائل الإعانات العاجلة، وفتيات تمنين الستر في بيوت الأزواج00 وفتيان ما بين الطرقات يلهون ويعبثون بالأنقاض والأشلاء وبقايا البيت والجامع والمئذنة0
يحتضر الوطن ويموت بالسكتة العربية، يختنق المكان ويضيق، وتضيق معه مساحات السماحة والرجولة 00 وتبتلع الكاسحات الجرارات يارات الزهور وأجنحة العصافير وتاريخ البطولة00
يحتضر الوطن، وفي احتضاره يكسر الصبر صخور الغرور والغطرسة والبربرية00 ويكتب علي دفاتر التاريخ والجغرافيا والقراءة الرشيدة أن فلسطين لم تعد جنسية بل هي وسام وتاج علي رؤوس الأحرار 0
لم يبق سوي بعض من بعض من بعض الاشياء00وليس في الإمكان اسوأ مما كان00 نتساقط واحد تلو الآخر00 ويصير الحزن رفيق الدرب والماء والخبز00 يأنسنا ونأنسنه، نألفه ويألفنا00 وتبدو البيوت العامرة00 بيوت موتي وحطاماً00 وأناس ينتظرون فجر العيد00 لكن بين اللحظة والأخري يأتيهم ألف شهيد00
لحظات
وتقبل الأسماء
لحظات
وترحل الأسماء
فاسمعوني
ملء الزمان اسمعوني
لم تلدني أمي
ولم تبصروني
أنا ظلي
وأنتم الاستثناء
سميح القاسم
هل آن الأوان أن نحتفظ ببعض الذكريات الجميلة، نتسامر حولها ونتداولها، بعض من الذكريات الجميلة، وهل من المعقول أن تكون كل حكاوينا سوداء شاحبة مقطوعة الأنفاس0
لم يبق سوي الشعر! نحطم عليه قصور الوهم التي بنيانها في أزمنة التسكع والعبارات الطنانة، والخطب الحماسية والكلمات الرنانة، لم يبق سوي النواح والعديد والولوله00 والاجساد المعروضة في فاترينات الشهادة 00
الليل طويل طويل00 أطول من دجلة ومن نهر النيل00 اطول من مأساة المطحونين ونظرات البؤس والحرمان00 فيا أيها الواقفون علي عتبات الزمن ودواوين الشعراء، ونشرات الأخبار، ليس لديكم سوي النضال والنضال والنضال00
أيها المنفيون قسرا من قلب الوطن00العابرون من بين البوابات الإلكترونية إلي مدن الجليد والبرودة00تشتاق إليكم الشوارع والساحات وأفنية الدور0 يا من تحملون هموم الوطن ووحشة الغربة وفقدان الأهل00
يا من تقرأون الكتاب من الشمال إلي اليمن وتنزعون الصور وتحرفون العناوين، عار عليكم أن تزيفوا الحقائق بتواريخ مزيفة وقصص ملفقة00 وأن تحرقوا الياسمين00
اتركوا ما بين السطور من حروف التأكيد وأدوات الشرط والنصب والتعليل،، واتركوا العلامات الاستفهامية ولا تبدلونها 00 فالتاريخ والأدب والشعر والفروسية لا تقرأ بالعبرية ، فكل اللغات والإنجيل والتوراة والقرآن الكريم يكتب ويقرأ بالعربية0
في هذا الزمن المقلوب، المعوج، المبتور الأطراف والأعضاء، تتفشي حالة الكوليرا والطاعون والاستثناء، وتصنف الأشياء بالألوان والاحجام و000و000، وتصير الغلبة لمن يملك مفاتيح اللعبة، من يملك قوة، من يملك أقنعة عدة وكثيراً من بعض العملات00 من يملك حل اللغز الشرير، من يملك في قاعدة النسيان حق الاستثناء02



#أشرف_بيدس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من «قيافا» حتي «اولمرت»00 يمتد طريق الآلام
- فلسطين 00 توابيت وأكفان
- وطن ينزف شعبا
- ضاقت مساحات الوطن
- يا جبل ما يهزك ريح
- شمعة حبلي بالنور
- إدوارد سعيد قلب المكان
- أمي الفلسطينية
- فرحة الدنيا
- العاشقة الصغيرة
- سمراء
- الموت00 ورائحة الياسمين
- تبت أياديكم
- ريم00 امرأة فلسطينية
- شهداء وعملاء
- فاتن حمامة : السير علي حافة الهاوية
- رسالة إلى امرأة غير استثنائية
- مارسيل خليفة: صوت البسطاء
- الراقصات والسينما


المزيد.....




- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - فوضي حالات الاستثناء