أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - الزمن الرديء (13) حلم العودة ولغم الوحدة















المزيد.....

الزمن الرديء (13) حلم العودة ولغم الوحدة


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2307 - 2008 / 6 / 9 - 07:21
المحور: الادب والفن
    


المشهد الثالث عشر
(الغرفة / يستلقي إسماعيل على سريره بينما يجلس يعقوب وإلياس وصابر على الكراسي)
يعقوب (متأففاً): ما أقسى هذا الجو !.
إسماعيل : لو أطلت إقامتك بيننا لاعتدت عليه.
يعقوب : عندما يكون الطقس قارصاً مرة , وحاراً مرة أخرى , يحار المرء أي طقس يختار , على أي حال سأختار الطقس القارص مرغماً لأني عائد إلى عاصمة الضباب اليوم .
الياس (مبتسماً): يا للمصادفة وأنا عائد إلى بيروت أيضاً.
صابر : ما القصة ؟ جميعكم ينوي الرحيل فجأة .
يعقوب : بالنسبة لي أنجزت جميع المهام الفنية التي يحتاجها التقرير , ولم يبق أمامي سبب آخر للبقاء .
الياس : أما أنا , لقد انتهت مدة إقامتي منذ يومين , ولا أجد ما ينفع لتجديدها , فأجور الصحافة في بيروت أجدها أفضل , قياسا للأجور هنا التي لم تعد تتساوى مع الارتفاعات الحادة للأسعار .
صابر : وأنت يا إسماعيل ألا تريد العودة أيضاً ؟.
إسماعيل (ينهض من سريره متحسراً ويقف في منتصف الغرفة ): أنا أحلم بالعودة إلى بلدتي جنين , ليس الآن , لأن الظروف على الأرض لا تسمح , لو توفرت , سأعود بدون تردد .
يعقوب ( يمسك بيد إسماعيل): ستعود إلى جنين مهما طال بك الزمن , لا بد أن يسود السلام رغم أنف الرافضين.
الياس ( يقف بين إسماعيل ويعقوب ممسكاً بيدهما) : أجل , مع السلام تهدأ الأرض وتعود إلى أهلها , وفيه تصفى القلوب وتطهر الأبدان والأرواح , لنصلي من أجل أن يزهر السلام .
(يدخل مالك عابساً)
مالك : مساء الخير, ما بكم تصطفون كالبنيان المرصوص ؟.
إسماعيل : بل ما بك أنت ؟ أراك عابساً , ما الأمر ؟.
مالك : دبّ خلاف عميق بيني وبين أسرة الجريدة , لأسباب تافهة لا تستحق الذكر .
الياس : تقول خلاف عميق وأسبابه تافهة ,أرجو التوضيح .
مالك (يخرج الكاريكاتير من حقيبته ويضعه على الطاولة): هذا هو السبب الرئيسي للخلاف , فما رأيكم ؟.
(ينظر الجميع إلى الكاريكاتير )
الياس : رسم جميل ومعبر , حقاً أن ارتفاع تكاليف المعيشة سببها ارتفاع سعر النفط بشكل مهول , ولا اعتقد أنه يستحق الخلاف بل يضع النقاط على الحروف .
إسماعيل : أصبت يا أخ مالك , بالفعل هناك مَن يكدس مليارات الدولارات في جيوبه ولا يزيد فلساً واحداً في جيوبنا , أقصد في أجورنا .
صابر ( عابساً): على نفسها جنت براقش , ألم أقل لك ضع معتقداتك جانباً قبل أن تشرع في العمل , عنادك هذا سيوصلك إلى طريق مسدود , ولن تجد المخرج إلا بالإقلاع عنه .
مالك (يضرب بيده على الطاولة ) : لا أعرف لماذا تتحامل عليّ ؟ تقويمك لسلوكي يأتي بعكس ما اشتهي , تمنيت مرة واحدة أن يكون منصفاً , فبدلاً من أن تطفئ النار تعمل على إشعالها .
صابر : سامحك الله , تقويمي لك من باب الحرص لا أكثر .
مالك (بحدة): اسطوانتك هذه , لكثرة سماعي لها أضحت مشروخة ,حاول استبدالها بأخرى حينها سأقبل تقويمك أياً كان .
يعقوب: لا تعليق على ما أراه ,رسمك الواضح البديع , كالصورة التي تعبر عن ألف كلمة , فهو نابع من رحم الواقع ومن أعماق ذاتك , مكانه الصحيح ليس هنا .
مالك : أين مكانه إذاً ؟.
يعقوب: عند مَن يُقدر ما تبدعه روحك ويقبل ما ينتجه عقلك , لطالما أوصدت جميع الأبواب في وجهك , فلا مكان لك بعد الآن إلا في ربوع الغرب .
مالك (شارداً بحزن): الغرب , آخر ما كنت أفكر فيه , رغم أفضال مدارسه العريقة التي ساهمت في ارتقاء مستوى فني , كيف سأذهب إليه وقد صار لي قلبا أصيلاً يخفق شوقاً مع قلبي؟ .
الياس ( بدهاء ): ومَن هو صاحب هذا القلب الذي أسَرَ قلبك ؟ القلوب هنا يصعب أسرها , ومحرم عليها أن تجد وليفها .
مالك (بارتباك) : آه , لا شيء , لا شيء .
صابر : قلب مالك على الوطن قبل أي شيء آخر .
مالك: نعم صدقت يا صابر , أحسنت فهمي .
إسماعيل : يبدو أن صابر استبدل اسطوانته المزعجة كي لا يُحرج مالك ويثير غضبه , وما أدرانا ما في القلب , فما يظهره ليس كما يبطنه .
يعقوب ( يعطي مالك بطاقة تعريف ) : أخي مالك , هذا عنواني في لندن إذا تيقنت أن لا فائدة من بقاءك هنا , فقط اتصل بي وستجدني في انتظارك .
مالك : شكراً على ثقتك الغالية , لن أنسى موقفك الطيب ما حييت .
يعقوب: اسمحوا لي حان وقت السفر , أتمنى أن ألقاكم ثانية .
مالك( يعانق يعقوب): سررنا بلقائك .
يعقوب : السلام عليكم ( يخرج)
إسماعيل : وماذا ستفعل بشان العمل في الجريدة؟.
مالك (بثقة): لن أتزحزح من الغرفة ولن أعود قبل أن أسمع اعتذارهم .
الياس : لا تعقد المسألة أكثر مما تستحق , فكما ترى البحث عن عملٍ جديد أصبح أمراً صعباً للغاية.
مالك (يجلس على سريره): مشكلتي , أني لا أرضى مزاولة أي عمل آخر غير عملي الأساسي , لن أتنازل عن موقفي قيد أنملة .
صابر (باستهزاء): إذا رغبت العمل في مجال الإعلان , أكتب لي طلباً وسأطرحه على مديري غداً , عسى أن يوافق .
مالك (بحدة): أظنك سمعت ما قلته قبل قليل , شكراً لحرصك البالغ , قد أعود إلى العمل إذا راجعت حساباتي جيداً.
صابر : فعلتُ ما يمليه الواجب تجاهك كصديق عزيز , قبل انتقالي إلى
أبو ظبي غداً .
مالك : لماذا ستنتقل إلى أبو ظبي ؟.
صابر (فرحاً): لأن المدير قرر نقلي إلى الفرع الجديد للشركة .
مالك ( يمشي آسفا وحزيناً في أرجاء الغرفة): ما السر وراء انفراط عقدنا واحداً تلو الآخر ؟ أهي مشيئة القدر أم أن الهم الواحد الذي جمعنا تحت سقف هذه الغرفة لم يعد موجوداً فينا ؟.
إسماعيل : الهم موجود فينا رغم اختلاف اعتقاداتنا وآراءنا , وكلما حاولنا الالتقاء ثمة مَن يعمل على ضربه وإضعافه .
مالك ( يهم بالخروج) : للأسف مَن يبدد شمله , أبناء جلدتنا الأغيار بسلاح مصالحهم وجشعهم الذي لا يرحم .
صابر : أراك تهم بالخروج , إلى أين ؟.
مالك (ساخطاً): سأذهب إلى البحر شاكياً ونافضاً همي له .
صابر : سآتي معك , هل تسمح لي بمصاحبتك ؟.
مالك ( يشير بيده نحو الجميع): البحر ليس ملكاً لي لأمنعكم من الذهاب , بإمكانكم مصاحبتي لو أردتم .
إسماعيل : لن نخذلك سنذهب معك , هيا بنا .
(يخرجون)




#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السباق بين الأصولية والحداثة
- الزمن الرديء (12) حدود العاطفة
- السلام مدخل التغيير في سورية
- الزمن الرديء (11) تشويه الفن من تشويه الهوية
- الزمن الرديء (10) اختلاف وائتلاف
- فداء حوراني .. الحسناء التي رفعت سترها !!
- الزمن الرديء (9) البحث عن الوفاء
- مَن يهرب أولاً : أولمرت أم الأسد ؟
- الزمن الرديء (8) عمى البصيرة
- على ماذا يراهن الأسد؟
- الزمن الرديء (7) بحر الأحزان
- ثائر ... بس ناشف !!
- الزمن الرديء (6) فلسفة الحب
- الزمن الرديء (5) الفن وصور العنف
- هل أبصر اللبنانيون على الحوار ؟
- الزمن الرديء (5) عندما يساء فهم الصورة
- خدام معارضاً حقيقياً
- تأليه لبنان أم أنسنته ؟
- الزمن الرديء (4) فواجع ومواجع
- نصر الله يثأر للصدر


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - الزمن الرديء (13) حلم العودة ولغم الوحدة