أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد كشكولي - أي ّ عهد من دول ساهمت بتدمير العراق وشعبه؟















المزيد.....

أي ّ عهد من دول ساهمت بتدمير العراق وشعبه؟


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 2304 - 2008 / 6 / 6 - 09:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انعقد في الثامن والعشرين من شهر أيار الماضي بدعوة من الحكومة العراقية والأمم المتحدة مؤتمر العهد الدولي بمشاركة حوالي 80 مندوبا من وزراء خارجية مختلف البلدان.
والعهد الدولي مع العراق هو عبارة عن مخطط تنموي على الصعيدين الاقتصادي والسياسي لمدة خمس سنوات اقر في اجتماع دولي عقد في مايو/ أيار عام 2007 في منتجع شرم الشيخ المصري. ويعتبر هذا الاجتماع الثاني لبرنامج لمدة خمس سنوات، تقدم فيه الحكومة العراقية تقارير إلى المجتمع الدولي عن منجزاتها مقابل ما يمكن الحصول عليه من دعم دولي.
شاركت في هذا الاجتماع أهم دول العالم والمنطقة، وترأسها أمين عام الأمم المتحدة و رئيس الوزراء العراقي الذي انتهزه أيضا فرصة يمكنه التباحث في هامش المؤتمر في القضايا الحيوية المختلفة المرتبطة بالعراق.
وإن أهم نقطة طرحت في المؤتمر كانت تقرير نوري المالكي، الذي أسهب فيه شرحا عن "التقدم" الذي أحزرته قوات الأمن العراقية في بسط "الأمن والاستقرار " ، و انحسار قوى الإرهاب أمام تطور القوات المسلحة للحكومة العراقية.

ومن الطبيعي أن يتم الترحيب بكلمة المالكي من قبل المشاركين في العهد" النفاق" الدولي، إذ نقلت والميديا ارتياح الدبلوماسيين . و طالب المالكي بدعم مالي مقابل "التقدم" الحاصل في العراق، من ضمنه حذف الديون القديمة على العراق، وخاصة من قبل دول المنطقة وفي مقدمتها السعودية والكويت.
و توحي تصريحات المشاركين الرئيسيين في العهد الدولي مثل الأمم المتحدة، والحكومة العراقية ، ومندوبي بلدان أوروبا ، وتقييمهم له ،بأن المؤتمر كان ايجابيا و ناجحا. لكن واقع حال المواطن العراقي ، و ما يلمسه أي مراقب واعي و منصف ، لم ير في المؤتمر سوى مستنقع من الأكاذيب والتضليل و النفاق الدبلوماسي، إذ يمكن اعتبار هذا العهد الكاذب من بابه إلى محرابه كان الغرض منه تبرير مأساة شعب العراق واستمرارها ، وتحولاتها من شكل إلى آخر.

إن كل وقائع المؤتمر ومراسمه دليل على الاعتراف الرسمي للسياسات والدبلوماسية العالمية للعالم المعاصر بالأوضاع السائدة المأساوية في العراق التي هي من نتاجات الاحتلال العسكري الأمريكي للعراق وأفغانستان ، و سياسة النظام العالمي الجديد للرأسمالية. فهذا البلد و شعبه ليسا ضحية كوارث طبيعية، بل استحال العراق خرابا بتأثير القنابل الأمريكية. كل البنية التحتية والاجتماعية والاقتصادية تم تدميرها وفق خطة واعية ومدروسة و غالبا مكشوفة من قبل الامبريالية الأمريكية والجيش الأمريكي.
وإن القوى الرجعية الحاكمة في العراق ليست سوى نتيجة هذا الاحتلال والعدوان الإمبرياليين، أو من مأجورين للأجهزة الأمنية والعسكرية والاستخبارية الأمريكية.
لقد تمزق المجتمع العراقي إثر الحروب والإرهاب والرجعية والظلامية ، وأن مشعلي نيران هذا الجحيم معروفين للعالم ، مثل شهرة من يدعمهم ماليا وسياسيا .

كل شيء اليوم في العراق يعاني الدمار والخراب، حيث ارتفاع قاتل لنسبة البطالة ، والفقر ، وانعدام الأدوية والرعاية الطبية ، و لا يتحمل المسؤولون أية مسؤولية إزاء تأمين أبسط مستلزمات معيشة المواطنين ، لكن يتم استخراج كميات هائلة من النفط سواء في الجنوب و كُردستان العراق و يتم تهريبها إلى خارج العراق وبيعها بثمن بخس يتحول إلى أرقام فلكية بعد تراكمه، يتم بها تمويل العصابات الإرهابية الإسلامية والطائفية والقومية ، في وقت العراقيون محرومون من الوقود و الماء الصالح للشرب و الخبز و الأدوية و ....
هذه الوقائع البسيطة والبديهية كانت غائبة عن مؤتمر ستوكهولم الذي تظاهرت فيه حكومات الولايات المتحدة ، وإيران و السعودية والكويت ، وكل الدول التي سببت خلق هذا الجحيم لأهالي العراق ، كخيرين و ملائكة رحمة على شعب العراق المكتوي بنيران الاحتلال والطائفية والرجعية والإرهاب. و كل هذه الدول المسببة لنكبة شعب العراق أعلنت رضاها عن التقدم الحاصل في العراق التي حققته حكومة المالكي باعتبارها "ممثل الشعب العراقي المشروع والمنتخب".

إن كل وقائع المؤتمر و نتائجه تشير إلى أن العهد الدولي يتعهد بمصير غاية في الفجاعة والفظاعة والخطورة للشعب العراقي. هل اتفق الجميع على ترك جماهير العراق لمصيرها ، فريسة هذه التنائن التي هي على هيئة بشر؟ و أن تعقد فقط مؤتمرات " بصحبمصيرهم،ين القتلى بيد المحتلين و صنائعهم أو غرمائهم المنتمين إلى الوجه الآخر للإرهاب العالمي؟ هل على العراقيين أن يقبلوا بمصيرهم، و يستمعوا كل عام إلى تقرير عن " تحسن الأوضاع الأمنية والمعيشية في العراق" ؟ , أن ترنو عيونهم مترجية إلى صدقات تستقطع من أجسادهم و أرواحهم؟

كان مؤتمر ستوكهولم خاليا من صياغات لوعود " تحرير الشعب العراقي و الإتيان بالديمقراطية لهم"، ولم تتكرر وعود بوش ورامسفيلد ، ولو ، سهوا. لقد كان جليا كلما غرقت السياسة الدولية في مستنقع الكذب والنفاق، أصبحت أعجز على استيعاب الدعايات التي صاحبت احتلال العراق. ربما اعتبر نسيان وعود بوش انجازا هاما للمشاركين في المؤتمر.
الدنمارك كانت من الدول المشاركة الرئيسية في المؤتمر ، وهي التي شاركت أمريكا بشكل رئيسي في احتلال العراق ، و جنت أرباحا طائلة على حساب مآسي العراقيين ، و أرواحهم ، وتشردهم ، فلو كانت هذه الدولة تملك ذرة من الضمير لما قامت بطرد طالبي اللجوء العراقيين الذين هربوا من الجحيم الذي ساهمت حكومة الدنمرك بفعالية في خلقه. حكومة الدنمرك قبلت من مجموع عشرات الآلاف من طالبي اللجوء لجوء بضعة عائلات فقط كانوا يعملون مع قواتها المحتلة مترجمين و دلائل.
لكن خارج المؤتمر لم تخل ُ الدنيا من شرفاء يعبرون دائما عن مواقف تقدمية وإنسانية من قضايا العراق والشعوب المحرومة ، أدانوا ، طبعا، كلا الإرهاب الامبريالي الرأسمالي و الإرهاب الإسلامي القومي الرجعي ، وهي تطالب قوى الاحتلال بالخروج من العراق ، وبعدم تدخل أية دولة في شؤون العراق، وتجريد المليشيات الطائفية والقومية من أسلحتها ، و منح العراقيين حقهم في تقرير مصيرهم السياسي ، وتعويضهم عما عانوه لأجيال عديدة من دكتاتورية وحروب بالنيابة عن الصهيونية والامبريالية ، جنت من ورائها الشركات الرأسمالية ولا تزال مليارات الدولارات .

2008-06-05




#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا بني ّ ، يار - الحبيب-!
- في الذكرى الستين لتأسيس إسرائيل
- في رثاء فروغ فرخزاد
- ألسنة الآلهة، وألسنة الملوك
- فيكتور هوجو.. ارتباط الأدب والسياسة
- نيران فتنكم تحرق الأبرياء
- الِزْمو وو .. حرامي !!!!!
- الحجاب و حرية الملبس
- حمّالة الأقاصي
- - الغجرية- قصيدة لأديث سودرجران
- نبوءة قصب الأنين
- الرفيق كاسترو و الروح الثورية المتّقدة
- من قتل بي نظير بوتو؟ سيبقى الجواب واسعا
- السياب عاشق انقلاب 8 شباط النازي
- اليسار الاشتراكي في العراق في مواجهة قطبي الإرهاب وتوابعهما
- -ميلاد آخر- أروع قصائد فروغ فرخزاد
- دعي ومضاتك ترتشفني!
- المرأة العراقية وجحيم التقاليد
- -الدمية ذات الزنبرك- ، و - بعد كلّ هذا- قصيدتا فروغ فرخزاد
- ما ظهر من أسباب العدوان التركي على أهالي كُردستان العراق ، و ...


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد كشكولي - أي ّ عهد من دول ساهمت بتدمير العراق وشعبه؟