أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي جورج - التغييرفى أمريكا والتغيير في مصر















المزيد.....

التغييرفى أمريكا والتغيير في مصر


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 2303 - 2008 / 6 / 5 - 10:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتهي أمس تقريبا السباق الديمقراطي لاختيار مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر أجرائها فى نوفمبر القادم وتمكن باراك اوباما من الحصول على العدد الكافي من المندوبين الذي يتيح له ان يكون مرشح الحزب للانتخابات القادمة وتم له هذا الأمر بعد ماراتون طويل مع السيناتور هيلارى كلينتون التى كانت تطمح ان تكون اول امرأة تصل إلى كرسي الرئاسة رئيسة الأمريكية.
ولقد شهدت الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي الامريكى عنوانين رئيسيين للتغيير :-
أولاهما هو تمكن أول امريكى اسود من ان يكون هو المرشح الرسمي للحزب الديمقراطي الامريكى فبارك اوباما المبشر بالتغيير يعتبر انتخابه كمرشح ديمقراطي في حد ذاته اكبر تغيير في العقلية الأمريكية التي كانت ترفض حتى منتصف القرن الماضي الاختلاط بين الأمريكان البيض والسود .
واوباما الذي تم اختياره كمرشح للحزب الديمقرلطى لا ياتى من أصول افريقية سوداء فقط بل ياتى من أصول إسلامية لان والده كيني مسلم وهذا أن دل على شئ فإنما يدل على أن الأمريكيين مثلهم مثل جميع الشعوب المتقدمة لا يختارون الشخص لدينه او عرقه بل يختارون الشخص لكفاءته وقدرته .
ثانيهما هو أن هناك امرأة تمكنت لأول مرة في تاريخ الانتخابات في أمريكا أن تصل في السباق إلى نيل بطاقة الترشح للانتخابات الأمريكية الى هذا المدى البعيد ولم تخسر السباق إلا بصعوبة بالغة جدا وكانت مقاتلة شرسة طوال الوقت وهذا يبين لنا أيضا على انه لا فرق هناك في هذه الدول بين الرجل والمرأة بل قد تكون المرأة أفضل بكثير في إدارة شئون الدولة عن الكثير من الرجال وهذا ان دل فإنما يدل على ان هذه الدول المتقدمة لم ياتى تقدمها من فراغ بل نتيجة جو الحرية والمساواة التامة بين الجميع هناك فلا فرق بين رجل وامرأة ولا فرق بين شخص وأخر بسبب دينه او عرقه او لونه وهذا درس للإسلاميين فى بلادنا الذين يقولون باستحالة وصول اى قبطي او اى امرأة لمنصب رئيس الجمهورية لان الولاية الكبرى لا تكون إلا لرجل مسلم .
هذا هو ما حدث في أمريكا أمس وهذه هي بوادر التغيير الايجابية التى حدثت هناك بينما فى مصرنا فان هناك عدة إحداث وقعت خلال الأسبوعين الماضيين حملت كلها عناوين سلبية للتغيير خصوصا ضد الأقباط ومنها :-
1 فى نهايات شهر مايو الماضي قام ملثمان باقتحام محل ذهب بالزيتون وقتلوا أربعة أقباط بالرصاص وقد خرجت الصحافة والمعلقين إلا القليل منهم دافنين رؤؤسهم فى الرمال وقائلين ان هذه الجريمة لا يمكن ان تكون طائفية وان الدافع ورائها قد يكون السرقة مع ان السرقة كان من الممكن ان تتم بواسطة التهديد فقط كما تم فى سرقة محل ذهب لأحد الأقباط فى الإسكندرية تحت تهديد السلاح ,وقال آخرين أنها يمكن ان تكون جريمة ثأر مع انه من المعروف ان جرائم الثأر تكون مدعاة للفخر والشرف عند مرتكبيها وهم في حاجة الى إعلان هويتهم وشخصيتهم لنوال هذا الشرف .ولقد استبعد هؤلاء وجود دوافع طائفية للجريمة مع ان العامل الطائفي واضح جدا فى هذه الجريمة فحتى مع افتراض ان دافع الجناة جنائي وليس طائفي وإنهم لم ينطلقوا من منطلق استحلال أموال الأقباط و استغلال هذه الأموال للجهاد ومحاربة المجتمع كما كانت تفعل الجماعات الإسلامية سابقا الا ان اختيار المجني عليهم وأسلوب تنفيذ الجريمة يدل بما لا يدع مجال للشك ان الجناة يعرفون ان المجني عليهم أقباط وإنهم فى سبيل تنفيذ جريمتهم لا يهمهم إن اقترنت جريمة السرقة بالقتل وذلك لعلمهم ان دماء الأقباط رخيصة وان الشرطة المصرية لن تكلف نفسها الكثير فى سبيل الوصول للجناة وحتى لن وصلت إليهم فان قضائنا العادل لن يحكم عليهم بالإعدام لان دماء المسلم لا يمكن ان تؤخذ مقابل دم المسيحي والسوابق الدالة على ذلك كثيرة .
2 يوم السبت الماضي 31 مايو قامت مجموعة من العربان مكونة من حوالي خمسين شخصا مسلحين بالأسلحة الآلية باقتحام دير ابوفانا الاثرى فى غرب ملوي واعتدوا على الرهبان الآمنين وحرقوا العديد من الأبنية والقلالى والكنائس الموجودة في الدير ودمروا الأخضر واليابس وأثناء انسحابهم اختطفوا ثلاثة رهبان واحد الأقباط كأسرى حرب وعاملوهم باسوا مما كانت تعامل إسرائيل الفلسطينيين به فقد طافوا بهم في نجعهم ضاربينهم شاتمنيهم حتى أن احد الرهبان تكسر انفه واصبب فى عينيه بضربة طوبة من إحدى السيدات وحاولوا إجبارهم على الإسلام ولم يكتفوا بذلك بل كسروا أرجلهم وتركوهم بين إحياء وأموات خارج النجع .
الغريب فى هذا الأمر ان يخرج المحافظ والقيادات الأمنية ليقولوا لنا : أن هذه الحادثة ليست لأسباب طائفية بل لمصالح خاصة فلا اعرف هل يظن هؤلاء أن الأقباط هم مجموعة من السذج الأغبياء من الممكن ان يصدقوا هذه الأكاذيب ؟
بماذا تصف يا سيادة المحافظ جريمة الاعتداء على دير قبطي كل سكانه رهبان أقباط ؟
وبماذا تصف يا سيادة المحافظ جريمة حرق الكنيسة وهدم قلالى الرهبان ؟
وبماذا تسمى جريمة خطف الرهبان وأهانتهم واهانة إلههم وسبهم ومحاولة إرغامهم على الإسلام ؟
هل نسمى كل هذا جريمة جنائية ام جريمة طائفية ؟!!
وهل للرهبان الذين تركوا العالم وكل شهواته وملذاته مصالح خاصة يدافعون عنها ويكادوا يدفعون حياتهم ثمنا لها ام أنهم يدافعون عن إيمانهم وعقيدتهم وحرمة أماكن عبادتهم؟
انا اعرف انك لن تفهم هذا يا سيادة المحافظ وان فهمت ستخاف ان تعلن الحقيقة لان النظام كله يضطهد الأقباط وانت لن تخرج ابدا عن هذه المنظومة .
هذه الجريمة يا سادة هي جريمة طائفية بكل معنى الكلمة وهى نسخة مكررة من اعتداءات سبق ان تعرض لها هذا الدير وغيره من الأديرة والكنائس المسيحية فى مصر فأرجوكم سموا الأشياء بأسمائها وكفانا دفنا للرؤؤس في الرمال فهذا السلوك وهذه التسميات هى التى تشجع الرعاع على مواصلة اعتداءاتهم على الأقباط.
3 يوم أمس الثلاثاء تمت انتخابات رئاسة مجلس الدولة التي فاز بها المستشار نبيل ميرهم وقد كان من الممكن أن نكتب مهنئين ومبتهجين لوصول ثاني قبطي لهذا المنصب لكن( واه من لكن هذه )هذا الوصول كان للأسف وصول لمنصب بلا صلاحيات فقد أعلن سيادة المستشار انه متنازل عن رئاسة ثلاثة دوائر هي فحص الطعون والأحزاب وتوحيد المبادئ قبل انتخابه ولولا ذلك لما تم انتخابه كرئيس لمجلس الدولة.
اى انه رئيس أدارى فقط كما صرح بذلك احد المستشارين وان معظم صلاحيات منصب رئيس مجلس الدولة ستكون بيد آخرين غيره وكانت حجتهم في ذلك أن المستشار نبيل ميرهم يكاد ان يكون كفيف البصر متناسين ان طه حسين تولى وزارة المعارف وأدارها كأفضل ما يكون وهو كفيف البصر دون ان تكون التكنولوجيا التي تساعد أكفاء البصر قد تقدمت مثلما هي متقدمة الآن, ومتناسين أيضا ان وزير داخلية بريطانيا( وما أدراكم ماهى أدارة وزارة كوزارة الداخلية فى دولة مثل بريطانيا) كان كفيف البصر أيضا, ومتناسين أخيرا ان المستشار سيد نوفل رئيس مجلس الدولة السابق كان شبه عاجز وكان لا يدير اى جلسة إلا ويذهب بعدها الى المستشفى مباشرة .
أفلم يكن من الأفضل أن تعطى رئاسة المجلس للرجل طالما ان ذلك من حقه دون نزع صلاحيات المنصب هكذا في لعبة طائفية قذرة خصوصا إن الرجل لن يرأس المجلس إلا لحوالي ثلاثة عشر شهرا فقط ؟
هذا هو التغيير عندهم وهذا هو التغيير عندنا, فعندهم في أمريكا والدول المتقدمة هناك إلية ووسيلة للتغيير يستخدمها الشعب كل أربع سنوات او أكثر ليصحح المسار فإذا جاءت إدارة سيئة فان هذه الالية كفيلة بإحداث التغيير للأفضل بينما في بلادنا ومع الجمود والتكلس والتصلب الشرايينى الذي يعانى منه النظام فلا يوجد اى تغيير إلا إلى الاسوا .



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرشاوى الانتخابية واستقالة اولمرت الوشيكة
- الاتفاق اللبناني وأسباب نجاح المبادرة القطرية
- في انقلاب حزب الله :جفت الأقلام وطويت الصحف
- نظام فقد عقله ونواب مجلس شعب يمثلون النظام ولا يمثلون الشعب
- إضراب 4مايو : بين ذعر النظام وفتوى يوسف البدرى وانتهازية الأ ...
- من الصعب أن تعيش قبطيا في مصر
- لكل وقاحة حد تنتهي عنده إلا وقاحة القذافى فهي بلا حدود
- لكل وقاحة حد تنتهي عنده إلا وقاحة العقيد القذافى فهي بلا حدو ...
- فرحة ما تمت أخذها الغراب وطار
- الأزمة الكينية والأزمة اللبنانية: نجاح لكوفي انان وفشل لعمرو ...
- الأزمة الكينية والازمة اللبنانية : نجاح لكوفي انان وفشل لعمر ...
- الفوضى الخلاقة والهوية الشخصية في مصر
- الفراعنة يعانقون المجد
- أنفلونزا الطيور والخنازير وأشياء أخرى
- حادثة الاعتداء على دير ابوفانا والتغطية الاعلامية له
- على من تتلو مزاميرك يا داود؟
- مأساة أسرة مرسى مطروح -المؤلفة قلوبهم وأسلمة مايكل وأخوته-
- في الذكرى الثامنة لشهدائنا في الكش
- اغتيال فرانسوا الحاج معنى الحدث ودلالاته
- هل الهدف الحفاظ على حرمة أماكن العبادة ام اغتيال صوت الأقباط ...


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي جورج - التغييرفى أمريكا والتغيير في مصر