أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - في ليل وحيد-ثرثره














المزيد.....

في ليل وحيد-ثرثره


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2304 - 2008 / 6 / 6 - 09:19
المحور: الادب والفن
    


هو العاشر من كانون الثاني 2008.
انتصف الليل في بيت ياشوط.برد قارس خارج الغرفة,ومع المساء بدأت ندف الثلج,وما تزال في الوضع المحيّر,لا صحو ولا هطول ثلجي صريح...ثم انقطعت الكهرباء.
أشعلت سيجارتي مع رشفة كبيرة من كأس الريان.
أليست الحياة هكذا دوما!
حياة تشبه الحياة.
_ماذا يعني أن يدوّن,واحد من هذه الألوف المنتشرة في بيت ياشوط وجبالها,ساعات صحوه ثم وصوله إلى عمر أل 48 ! هنا والآن!
....أتذكّر مقطعا من رواية أظنها لكازانتزاكي:
دقيقة|ثانية من أعماركم أيها الطيبون....أيها المؤمنون....ثانية فقط.
كان البطل في الرواية على يقين,أن بمقدور أحد الأحياء أن يعطي, لآخر,.../مجهول ربما,ساعات وأيام من عمره.
لكم أحببت تلك الإضاءة.
بل شاركت كازانتزاكي أعمق هواجسه.سماء في رام الله. سوزان في بيروت. برهوم في الدوحة.لؤي في الأحساء.محمد وإيمان في لندن....سحر وعلي,...حسن,..,وفاء في كاليفورنيا....بلاد أضيق من الحبّ,تلك عبارة سعد الله ونوس على فراش الموت.
دوما الحياة هناك_ في المكان الآخر.
*
أفرغت الكأس دفعة واحدة.
أم كلثوم تغني.
لساعات وأيام تطول أحيانا,يتحوّل موبايلي إلى قطعة خشب.
لا رسالة تصل.
من يتذكّرني الآن!
بعد منتصف الليل,في العاشرة من كانون الثاني 2008.
*
مثل الجميع,كان لي أب وأم يوما,.....,وكانت توجد امرأة أحبها....وربما أحبتني!
ومثل الجميع مات أبي,وامي العجوز في الطريق,
المرأة التي أحببتها لم تفهم عليّ,وبقيت على الضفّة الأخرى.
والمرأة التي أحبتني لم تفهم عليّ,وبقيت على الضفّة الأخرى.
مثل الجميع,
أحاول أن أبدو أجمل مما أنا عليه,أمام المرأة التي تحبني....
وأحاول أن أبقى كما أنا,أمام المرآة.
مثل الجميع,
أتنفّس,وأخاف وأكذب, وأشعر بالبرودة المؤلمة,في هذه الليلة من كانون 2008.
*
يشاركني عشرات الملايين, عمر أل...48 في هذه السنة.
أفكّر....على الأرجح سأصل إلى أل 58 وأتجاوزها.
وربما انجح في الوصول على أل 68 أيضا. هل تدرك جماعة أل 68 مدى نجاحها؟
كم من درجات الذكاء,وتعدد المهارات, والحظ الطيب...ليصل أحدنا سالما ومعافى وقادرا على شرب كأسين كبيرين من الريان,وبمتعة! مع عامه أل 48 !
*
.
.
ما تزال أم كلثوم تغني:
ويوم ما تسعدني بقربك ....ألاقي كل الناس أحباب.
أرغب في شرب الثالثة.
"طول العمر",الدعاء بطول العمر يشعرني بالخجل,....ما هو العمر!
يوم في بيروت الشرقية.
في مقهى الروضة.
في شارع الحمرا.
في باريس قد يكون أجمل!
ما هو العمر؟ عقارب ساعة تدور عبثا وبصورة اعتباطية!
ورقة روزنامة تسقط في كفّي أخيرا!
*
ليس جميع أصدقائي, على نفس السويّة في درجة الذكاء.
*
نور الدين بدران مات على شارع مجهول في الأردن.
شاركت في مراسيم الدفن.
نور الدين كان الأكثر حماسا لقضية أحمد جان عثمان.
كم من الغباء يلزم سوريا لتطردك يا أحمد......!
نور الدين صديقي الشاب والكهل,كم من الحكمة والدهاء والحنكة يا نور, لترمي الشيخوخة والمجهول في بئر خلفك؟
*
أكثر الآباء ينجحون في حجزنا خلفهم.
*
كيف سيأتي العاشر من كانون الثاني بعد مئة سنة!...2108؟
هل سيأتي يوم 3008؟ ويصل! وفيه بلاد اسمها سوريا؟! اللاذقية؟ بيت ياشوط!!؟؟ هل سيصل 3008 وفيه 10 كانون ثاني!
ربما نعم وربما لا..
.
.
البلاد التي تحتاج إلى أبطال
أكثر من حاجتها إلى الحبّ والهواء
بلاد ملعونة.
*
لقد شاركت في 48 سنة موزّعة بين قرنين, ورأيت من البلادة وقصر النظر.....ما يشيب لهوله الولدان.
قبل العشرين ابيضّ شعري.

.....................................كل يوم نسيج وحده.......................
أم كلثوم تغني..........في يوم من الأيام
هل أنا موجود؟
رجل وامرأة التقيا اعتباطا_ ثنائي ما.
وصلني لون البشرة,زمرة الدم,حزمة أمراض وراثية.
فجأة وقفت على قدمي .
ومشيت.
صرت شيوعيا بالصدفة. قبلها قوميّ على مؤمن....
وبعدها ليبراليّ ساعة غفلة.
ماذا بعد!
*
أم كلثوم تغني لشخص افتراضي.
الوعي الزائف شخص افتراضيّ دوما.لون وشكل على هيئة المثال,ربما أجمل!
أعترض على فكرة النسق.
تعدد وعبث ومصادفات,هي الحياة.
سيجارة تطفئها قطرة مطر.
طر يق متعرّج,يلتفّ وينغلق,طريق بلا شاخصة ولا حدود ولا شهود.....
تشيخوف الرائي الأعمق والأبعد.
*
انظروا.....كم هي حياتكم تافهة ومضجرة.
صبر الطبيب وجلده,مع كل شخص على حده,بدون أحكام وحماقات الحلول,توصيف لواقع الحال لا أقلّ!
.
.
أفتح كتاب اللاطمأنينة,لفرناندو بيسوا, وأقرأ:
.
.
مشهد المطر:
طوال الليل,وخلال ساعات,انخفض صرير الأمطار,طوال الليل.
وأنا نصف مستيقظ,الرتابة الباردة لم تكفّ عن مضايقتي بإصرار عبر زجاج النافذة. تارة دوران الريح, يجلد الهواء العالي والماء يتموّج مصوّتا ويمرّر يدين مسرعيتن عبر النافذة,تارة صوت أصمّ فحسب,يجلب النوم للخارج الميّت.
روحي كانت هي روحي المعتادة دائما,بين الملاءات مثلما بين الناس,حاسّا بوجود العالم على نحو مؤلم.
في تلك الساعة بدا النهار لا محدّدا مثلما السعادة.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعور الحزن الجميل_ثرثرة
- يوم السبت الحزين_ثرثرة
- الحبّ المستحيل_ثرثرة
- يوم جديد حلم جديد
- الرجل والمرأة_ثرثرة
- كاوا مشّو في ديارنا_ثرثرة
- يوم جديد حلم جديد -ثرثره
- فيروز تميمي وتأنيث الثقافة _ثرثرة
- دوما في الحصاد ما يشقي
- فيروز تميمي وتأنيث الثقافة_ثرثرة
- دوما في الحصاد ما يشقي_ثرثرة
- كم هي الحياة جميلة وظالمة_ثرثرة
- أنا الجمهور....السقوط في حبّ بسنادا_ثرثرة
- جوني ووكر والدريوس في قصيدة نثر_ثرثرة
- تحت وطأة الزمن_ثرثرة
- عشرون حاجز-أمان-ضدّ الحبّ_ثرثرة
- صباح جديد، آخر في بسنادا_ثرثرة
- وراء الصورة_ثرثرة
- لماذا تريدوننا على الورق وتقتلونا في الحياة-ثرثرة
- أهل الحبّ صحيح مساكين_ثرثرة


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - في ليل وحيد-ثرثره