أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - البارودة الانجليزية ونكسة حزيران














المزيد.....

البارودة الانجليزية ونكسة حزيران


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2304 - 2008 / 6 / 6 - 08:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


كانت امتحانات نهاية العام قد بدأت , حين اندلعت حرب 1967 , ولا اخفي عليكم انني كنت مسروراسرورا مضاعفا,حيث انتهى تعب وملل الدراسة , وابتدأ جو من التفاءل بحتمية الانتصار في الحرب , على اعتبار ان اليهود , ليسوا اهل حرب وقتال , وما هو إلا وقت قصير حتى نبدأ مسيرة العودة الى مدننا وقرانا ونلتقي مجددا بأحبتنا في ( منطقة 48 ) وتعود السهرة على بيدر القمح وزراعة البطيخ واجتماع الديوانيات الى سابق العهد , كانت اجتماعات الناس لا تنتهي , فحلقة هنا وحلقة هناك, وكان يطغى في هذه الحديث عن المشيئة الدينية ودور الحجر والشجر, وفي غيرها كان الطابع القومي العربي يسهب في استعراض قوة مصر والناصرية , وفي اخرى كان من يتحدث عن الدور المميز الذي ستلعبه قدرة الملك حسين الفائقة وشطارته في الطيران وخصوصا الحربي , تخيلت ما اجملها نزهة هذه الحرب حتى لكأنها اجمل من نزهات شلتنا المدرسية حيث كنا نسرح ونمرح في كروم وبساتين طولكرم والجبال المحيطة بها ونتعامل مع منتجاتها وكأنها مشاع .
لكن كل ذلك الجو والانفعال لم يكن ليسكت فينا رغبة المشاركة والاسهام في الحرب , ولست ادري ولا أذكر كيف تم تدبير دورة سريعة للتدريب على السلاح للراغبين , وما اكثرهم , وفعلا حضرنا في الموعد المحدد والمكان المحدد ليبدأ تدريبنا على البارودة الانجليزية المعهودة واستمر ثلاثة ايام الى حين بدء إطلاق النار .
كانت ردة فعل الناس الاولى تطبيق ارشادات الدفاع المدني وانقسامهم الى مجموعات للانقاذ واطفاء الحرائق وحفر الملاجيء ...الخ , كما ان الاهل اصبحوا يحرصون على اطفالهم فاصبحنا تحت رقابة مشددة منهم, وهوما ضايقني جدا لانني كنت ادخن سرا بينما كان اخي الكبير وهو الامر الناهي في ظل اغتراب ابي في الخليج يتمتع بعلنية التدخين , بل وتأمينه من قبل امي ايضا, وهو ما كان يغيظني اشد الغيظ , وحيث ان بيتنا كان على تقاطع طريق يقوم على ( عبارة, نفق ) مغلق , فقد قمنا بحفر ما يقارب المتر ونصف في مجراه وجعلنا منه ملجأ وتكدسنا فيه وطبعا كان اخي من الخارج وكنت في عمقه الداخلي الامر الذي ضاعف من ضيقي .
لم يكن كثير من الوقت قد انقضى على بدء الحرب , ولم نستلم طبعا اي بنادق و استدعينا لاي شيء , وكانت خسائر قليلة في الارواح , لكنني اذكر بصورة شديدة الوضوح انني انني لم ارى في تلك الفترة جنديا واحدا ولا سيارة عسكرية تتحرك , ولا حتى شرطي يمر , وهم اللذين كنا دائما نلتقيهم اينما ذهبنا ,
ويبدو ان البعض استشعر أن مسار الحرب لم يكن كما يجب , فابتدْات عائلات بمغادرة منازلها الى الجبال المحيطة بطولكرم المدينة ومخيمها جهة الشرق الى ما وراء ذنابة بالقربمن قرية بيت ليد , حيث انتشرت العائلات بين شجر الزيتون , محاولة قدر الامكان ان يكون تقاربها المكاني والاجتماعي في الجبل قدر تقاربها المكاني والاجتماعي في الوضع الطبيعي , فكان الى جانبنا بيت ابو سليم الاسمر , وبيت ابو جميل الجرمي , وحيث ان تجربة 1948 على الكهول ( علمتهم ) فانهم نصحوا باخذ ما نستطيع من الاحتياجات التي فهمتها اخت لي على اها تعني جهاز التليفزيون ايضا فحملته مسافة طويلة وجبلية عسيرة الى ان احتقن حلقها اثر التهاب لوزها ,
ايام قليلة من التواجد في الجبال , معرضين للحشرات ولسعات الزواحف , وابتدأ التموين بالنفاذ وكان اهمه طبعا الدخان , فنزلت وامي وصديق ذي صلة قرابة الى قرية عنبتا , التي هي اصلا مسقط رأسي بعد1948 للتسوق , ولكن كما اخفى اهل بيت ليد تموينهم , كذلك عنبتا اخفت تموينها ولا تشفع وهذه الحال صلة قربى او غيره في اظهارها , ولولا رحمة الله وغيرة زوجة التاجر لما استطعنا شراء شيء مما نحتاج وخصوصا الدخان .
في اثناء عودتنا ومن موقع مطل على الشارع الذي يربط عنبتا بطولكرم من جهة الغرب كانت مدرعة تتقدم تليها بضع سيارات عسكرية نحن لم نعرف هويتها طبعا إلا حين توقفت المدرعة ووجهة سبطانة مدفعيتها نحو منزل في عنبتا واطلقت قذيفة عليها , وحينها عرفنا نتيجة الحرب في منطقتنا , فتدارست سريع وصديقي الوضع وقررنا لا ادري لماذا التوجه الى شرق الاردن , دون ان نعود حتى الى اهلنا , ربما هي غريزة لست ادري , وابتدأنا المسير نهارا وليلا دون انتباه للوقت ولا نتوقف الا لاستراحة قليلة , وصلنا جبال نابلس الجنوبية فكانت الطائرات الاسرائيلية تقصف بقايا من الجيش الاردني لا حول لها ولا قوة بالنابالم ( طبعا عرفنا النوع لاحقا ) , وكان المساء قد بدأ يهبط فواصلنا المسير الى ان صادفتنا بيوت لا نعرف لمن فقررنا ان نستريح عندها قليلا , وما كدنا نصلها حتى لعلع رصاص من الية رشاشة , لا نعرف لماذا إلا اننا اكتشفنا لاحقا ان ذلك كن حي ( السمرا) في نابلس فهرولنا ركضا بين البساتين ووعورة الجبال , الى ان ابتعدنا وواصلتا المسير بعد استراحة قصيرة لنصل الى مخيم بلاطة , وهناك استمعنا الى خطاب التنحي لجمال عبد الناصر , وحينها بكينا ؟
في 1967 لم تكن البندقية الانجليزية هي المتخلف الوحيد , بل كان كل شيء متخلف , ونحن الان في 2008 ولست دري اي المجالات التي احرز بها تقدم وايها لا يزال في ربقة التخلف , فهل من معين للاجابة؟



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منطقتنا ومستجدات القرن العشرين والقضية الفلسطينية/ 2
- منطقتنا و مستجدات القرن العشرين والقضية الفلسطينية
- بساطة الحقيقة وصعوبة الاستيعاب
- الدولة الديموقراطية العلمانية/سقوط مستمر
- رسالة الى الرفيق النمري
- الله..يغادر غزة...
- الهوىالادبي….وانقطاع الطمث…..وسهيلة بورزق
- خطوة الى الخلف , خطوتين الى الامام
- ليس هكذا تؤخذ العبر
- سقوط ألآوسمة/ رد على الدكتور ابراهيم ابراش


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - البارودة الانجليزية ونكسة حزيران