أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبتهال بليبل - شرفات أيامي ....















المزيد.....

شرفات أيامي ....


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2314 - 2008 / 6 / 16 - 10:24
المحور: الادب والفن
    


الجزء الاول ...

هذا اليــوم .... كان وجهي في المرآة شاحبا .. يحلو لها أحيانا هذه المـــرآة ، أن تمارس على بصري مجونا صباحيا ... ربما هو دلال بتوقيت سيء ... مع هذا ... لم أفكر في ارتداء وجه جديد...أني منهكة الجسد لكن خطواتي لا زالت بخير...في غفلة مني انسل الصداع هاربا من مقلتي ... تلمسته في زوايا الوعي لكنه تبخّر ... لم ؟ لما لا يجلدني و يقتص من هذه الأوجاع التي تحمل اسمك ؟اليوم يتحرك جسدي , يفعل أشياء لم يؤمر بها , وبتمرد غير معتاد : يتعرج في طرقات مجهولة , فالنعاس صار يجافي ليلي هو و أمور صغيرة أخرى ... يرهبها الغول الجاثم فوق رأسي ... كعقاب ينتظر أجلي لينهش منه ... صداعي ...أراقب بلذة عجز قدمي عن الاستجابة لأوامر يصدرها ذهني بالحركة .... فتأتي ثورتها خامدة ... مثلي أحيانا .. تتلكأ و تستلقي كجثة على الشرشف الأبيض ... هذه قوقعة الروح التي كثر جلادوها ... فإليك يا صداعي الحبيب أهدي أغلى ما أملك ... احمل سكينك و اقتص من جسدي... يا شقيق روحي النافر عنها ؟ضحكتي الصباحية سُفحت دماءها ... ارتمت تتقلّص على شفتي في رقصة أخيرة ... ذبحتها أنت بعناوينك الغائبة و بسؤال ولد دون إجابه ... كيف أنت ؟هكذا تقول الايام لي ... و أنا صامتة لا أستطيع لومها ... أما مللت صفعي على مرأى من جثة أملي المصلوب بمفاجآتك ؟
الوجع بداخلي صار أعرض بأميال من قوس بسمتي الكئيب فما عاد يسمح بتسربه منه و إن خلسةً ... أريد أن أختبأ مني بداخلي و لكن ... لمن الشكوى و قد احتشدت لفافات الأسرار بالسماء حتى قطّبت غيمتين و هطلت دموعا ؟ لمن الشكوى و القمر أخلف موعده عامدا .... ..آه منــك يارجــل ... و آه أخرى منــك ياحبيب ... لست أدري من تكون ... شدني صوتك الثلجي و هو يرتجف ويجر ذاته إلى احرفكَ الساقطــة على اوراقــكَ : كم فكرت أن أسـألك ... من أين اتيت ، ولماذا ؟ أردت أن أعلم إن كان الربيع حقا هو من لطخ يديه بدموعي و سفح دماء فرحتي ... من أين جاء الحزن إن كان اليوم يوما جديدا حقا ... إن كان وليدا ينضح براءة كما تدعي بسمته فمن أين جاء بالحزن ؟ و من أين جاء جلادك بالقسوة ؟ و كيف جاءت دموعك بالمطر ؟
أشكوك للسماء يا حبيبي ... أمشي نحوك و تناكفني الأرصفة ... تدس تحت خطواتي حفرا ... فأنكفأ و أنا أحاول أن أتبع الإشارات ... يقول صوت متعجرف يطير فوقي ... لا تسيري عكس الاتجاه ... و يقول صوت آخر يأتي من بعده غير أن به بعض تحشرج : لا تسيري سوى عندما تكون الإشارة خضراء .... و لكني منهكة ياحبيبي وعيناي كليلتان تتضوران شوقا لرؤياك ... كيف أسير و جميع الإشارات بيضاء و لا أرقام على الشوارع ؟ ماذا لو هربت إليك مع الريح ؟ ... لا أصدق ما يقال عن حبوب النسيان ... لن ابتلعها... كل ما ستفعله أنها ستبتلع صوتك كما فعلت بي ... انا التي صارت دموعها صمتا و صراخها صمتا و مزاحها صمتا ... و ما عاد انكسارها ينادي الربيع ...

الجزء الثاني ...

اليوم تقتحمني عاصفة من التفاصيل التي كانت أدقّ من أن تلتقطها شباك الوعي ... تنفخ أوداجها و تصرّ على تخلّل شعري ... أدعي الصرامه أنفضها عن قلبي كفتات خيبات ليلة أمس...لكنها تعود و تطوّقني من ورائي كطيف كاذب يتسامى إن شبّت به نظراتي .... اليوم.. يبدو جديداً بكل أخاديده التي تتربص احلامي التي لا زالت تصرّ على قانون المسافة بينها و بين تحقيقها ... ذاك الرجل كشبح يبدو جديداً أيضا ... إنا أنتظــر من مساءاته أن تمسح أركاني بزفراتهُ دون أن تلامسني ... فيصير زهواً بحرمان أول... أعلم ان طوابيراً منه تمتدّ وراء ظلّي الذي يمتهن الرحيل ... لكنه و رغم مرارة يخلّفها بشظايا قلبي يظل زهواً أولاً ... نيساناً لا سابق له ... عادت العاصفة التي تضجّ صوراً ... انتحِ من الغرفة ركناً قصيّا ... بصمت... لحظة امتزاج لروحينا ... أخذت تنادي على بضاعتها و لكني رفضت الطيران إلى حيث تقبع غوايتك.... حزمت زهوي الأول الذي يرفض أن يلتهمه الغبار ... يرفض ان يفقد نكهته و أنا أمرّغه عمداً في كل ما هو مكرّر و أجترّه ألف مرة علّه ينسى بعض شموعه مطفأة ... لكنه استبدّ ... أخيراً عرفت محلّ الخلل ... أدركت من أين جاء هذا الصباح بذاك الزهو ... إنها كلماتكَ... كلماتكَ اللعينة أصرت أن تعشعش في مسام عقلي و تتسرّب إلى قلبي و تركض في دمي محدثه سيول وفوضى تشبه ذاك الغريب الذي يعتريني اليوم ... في غفلة من جناحي الصغيرين ... أحكم وجهي القديم خيطاً شدّه بين أغنيتين على الايام ... تعثر طيراني ... و تلقّفتني بقعة ماء آسن على احلامي ... و هناك ارتفعت فقاعات الأكسجين الفارّة من رئتي زهوي الغريق....عُتمة لا نور و لا ألون تصفع عيناي .. فقط مجرد خيالات تتمرغ في أمل مغموس بحُرقة و أنا أنتظر كل يوم توافد هذا الامل طارقاً بابي ......عمّت العتمة أركاني و كياني و حتى القلم البنفسجي الذي أحمل قد طالته العُتمة و صار ينضح بلون الحسرة.....تناغمت أحزاني مع وقع كتاباتي التي ارتديها حتى أتملق حزني .. و أنا بطريقي للأشق عتمي نحو روتين يومي اعتدته و كأني آلة أتصفح هذه الشبكة علي أقبض على خبر يتثير شهية السعادة بصدري و لكن لا تفلح الولادات المتعسرة في استقصاء الوجع .. حتى تصادم النور بالعتمة و الامل بالحرقة و الحزن بالفرحة و صرت أغرد رغم الغضب..... ..
وصلت اليك أخيراً .. أحببتك بجام فقداني اليك على الورق اعتصرت جام ولعي بك... على الورق دلقتُ كل استجداء على الورق لاطليها بختم أحمر مكتوب عليه.... خصيصاً لك ايهــا الرجل ...
ثم غاب في الزحام ذاك النور غاب بعيداً جدا و أنا أنتظر متصمرة على جهازي الصغير تلك الالة التي تصلني بعالم الضوء .. مدة لا ادريها مدة تتجاوز حُرقة الحرق مدة تتفاوت ما بين الخيبة و الأعذار .. غاب النور و لكأن ليس من حق عيناي إلا الظلام و أن تحيا في عتمة الليالي سنين عديدة .عاودني الانين عاودتني الكوابيس و أنا أتساءل لما يجب أن تبصر به وحشتي فأتحسس مدى خراب هذا الكون من حولي....حاولت أن أتلقف هذه البصيص بكل وسائلي البدائية إلا أن هذا النور ليس من حقي .. فقد صار من حق أخرى ؛ أخرى وجب عليها أن تحيا في النور على حساب جراحي.....و لا أدري صاحب ذاك النور هل يعاني وحشة إلتصاق جيدها بأنامله أم أنه لم يعتد إلا على بثوري و تقرحاتي.....غير أن رياح الشوق تأتي بذاك النور من حين لآخر فتعاود حسرتي عليه و يمضي كما مضت آخر امسياتنا ....



#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيات الصد والهجران ...
- عرس الخلود ...
- جراح من عباب المحنة ...
- أوراق بين الرصاص ...
- أين هي التفاحة ؟
- فقدان الاخلاق والمبادىء
- الحلم الواعد


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبتهال بليبل - شرفات أيامي ....