أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - الأليات الشرعية لانتخاب السلطة التشريعية














المزيد.....

الأليات الشرعية لانتخاب السلطة التشريعية


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2302 - 2008 / 6 / 4 - 10:41
المحور: المجتمع المدني
    


السلطة التشريعية تتمثل بمجموعة من النواب المنتخبين من المجتمع أما كمرشحين مستقلين وأما مرشحين عبر قائمة حزبية والمفترض بالمرشح أن يتحلى بجملة من المواصفات الشخصية السوية غير المتقاطعة مع القيم والأعراف العامة ويمتلك قدراً من الوعي والثقافة تؤهله لمناقشة البرامج التنموية والقوانين العامة والاشرف على تطبيقاتها.
لكن تلك المعايير المبسطة قد لاتتحقق في مواصفات المرشح للبرلمان في الدول المتخلفة، لكنه يحصل على أصوات تضاعف أصوات النخب الحقيقية لأنه قادر على كسب عواطف الجمهور الجاهل بمصالحه. وهذا الأمر لايقتصر على الفرد المرشح وإنما ينسحب على الكيان الحزبي فكلاهما يسوق قطيع من المغيبين إلى حيث يشاء.
وبالمحصلة يصبح أعضاء البرلمان جُلهم من الجهلة والأميين وغير المؤهلين على أداء دورهم المفترض فلا وجود للجان المتخصصة والقادرة على مناقشة القضايا الأساسية التي تخص تشريعات الدولة وبرامجها التنموية فتخسر السلطة التشريعية دورها لتصبح عبارة عن جهة مصادقة على قرارات السلطة التنفيذية دون اعتراض أو مناقشة حقيقية.
وحين يُنتقد هذا الأداء الهزيل للسلطة التشريعية وممثليها من الجهلة والأميين ينبري السياسيون للدفاع عنها بحجة إنها منتخبة من المجتمع، ولايجوز الطعن في مصداقيتها وأدائها فإذا كان هناك خطأ ما في أختيار النواب المرشحين من قبل الكيان الحزبي فيتحمله الناخب!.
هذا التبرير الساذج للسياسي الجاهل يدلل على مدى تدني مستوى وعيه وثقافته بمستلزمات بناء الديمقراطية وآلياتها وشروطها، فأقصى ما يمكن أن يستوعبه عن الديمقراطية هو الانتخاب ويسعى لتكريس هذا الفهم الساذج في ذهنية الجهلة من شاكلته ليصبح موسيقى نشاز تعزف في أوساط العامة من الناس. وبذات الوقت يُحمل الناخب الجاهل والمنحاز لعواطفه دون عقله المسؤولية الكاملة دون أن يشار إلى السياسي الذي يسعى لتكريس الجهل في المجتمع ليضمن حصوله على المكاسب لأمد طويل.
إن التقليد الأعمى لتجارب ونظم سياسية دون النظر لمستلزماتها وتباين المجتمعات يؤشر لحالة الخلل في ذهنية القائمين عليها أو لارتباطهم بأجندة خارجية تسعى لتطبيقات ديمقراطية هزيلة لاعتقادها أن أي نسبة نجاح تحققها حتى لو كانت ضيئلة تعد انتصاراً في المجتمعات المتخلفة.
فالغاية هو خلق أسنان ونتوءات لعجلة الديمقراطية في الدول المتخلفة لتتعشق مع أسنان ونتوءات عجلة الديمقراطية في بلدان الفلك لتدور حولها. وليستمر ترسيخ أشكال مبسطة وساذجة من سُبل الديمقراطية في ذهنية المجتمعات المغيبة كإجراء كرنفالات الانتخابات الدورية لترقص وتغني فرحاً بديمقراطية نخب السادة والعبيد. لذلك لايجوز الانسياق وراء النتائج لفتح باب النقاش والتساؤل عن حجم الخسائر دون النظر لمسبباتها، فطالما الدافع ليس برئياً فالنتيجة حتماً تكون مفجعة.
استناداً لما سبق فإن النخب السياسية المرتبطة بأجندة خارجية تعمل على تمرير كافة الاتفاقيات والمعاهدات المشبوهة عبر الآليات الديمقراطية ليصادق أعضاء البرلمان عليها، وبذلك تكون قد أدت دورها المطلوب في رهن مقدرات البلد لعشرات السنيين لدولة الفلك.
لكن خطورة وأهمية هذه المصادقة لاتكمن في انتهاكها للثوابت الوطنية بقدر ما تتطلبها الآليات الديمقراطية لدولة الفلك التي لاتسمح بإبرام الاتفاقيات والمعاهدات دون أن تصادق برلمانات الدول الأخرى عليها، وبغض النظر عن زيفها وعدم شرعيتها.
المهم أن تنسجم وإجراءاتها البيروقراطية، فهي تعتقد أنه لاقيمة شرعية لاتفاقية مبرمة مع حاكم غير شرعي حتى لو كانت اتفاقية متوازنة لكن كل الشرعية لاتفاقية غير متوازنة مع حكومة وبرلمان شرعي وإن كان مزيفاً.
لذلك فإن البرلمان (باعتباره سلطة تشريعية) لايكتسب الشرعية بمجرد انتخاب أعضاؤه من المجتمع، فالناخب ذاته كائن غير شرعي تبعاً لاشتراطات النظام الديمقراطي حين يفتقد لأبسط المعلومات عن آليات الانتخاب ومواصفات المرشحين ومستوى وعيه متدني بحيث لايمكنه التمييز بين مصالحه ومصالح نخبه السياسية المضللة.
فمن وجهة نظر (قانونية-دستورية) الفاقد للشرعية لايمكن أن يمنح الشرعية للآخرين، وبالمحصلة فإن كافة إجراءات وقرارات البرلمان تعتبر باطلة لأنه غير مكتسب للشرعية الدستورية من حيث آليات الترشيح والانتخاب ومواصفات المرشح والناخب...وغيرها لتعارضها مع مستلزمات الديمقراطية الدستورية ذاتها.
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معايير نجاح النظام الديمقراطي
- تأسيس منظمات للمجتمع المدني إحدى مستلزمات بناء النظام الديمق ...
- مساحة الحرية أحدى مستلزمات بناء النظام الديمقراطي
- مستلزمات بناء النظام الديمقراطي
- ماهية الديمقراطية
- ماهية السلوك الغريزي والاجتماعي
- تأثير البيئة الاجتماعية في السلوك والممارسة
- عوامل الصراع الاجتماعي
- دور الصفوات في الصراع الاجتماعي
- آليات الحراك الاجتماعي
- المطالب الاجتماعية والأهداف السياسية
- تداعيات انهيار النظام الاجتماعي
- تأثير الظاهرة في النظام الاجتماعي
- آليات تطبيق العقد الاجتماعي والسياسي
- العقد الاجتماعي والسياسي بين الدولة والمجتمع
- النظام الاجتماعي
- تأثير الرواسب الكامنة في النظام الاجتماعي
- ماهية الرواسب الكامنة
- ماهية الفعل الاجتماعي
- مهام علم الاجتماع


المزيد.....




- الخارجية الروسية: حرية التعبير في أوكرانيا تدهورت إلى مستوى ...
- الألعاب الأولمبية 2024: منظمات غير حكومية تندد بـ -التطهير ا ...
- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...
- الأمم المتحدة تطالب الاحتلال بالتوقف عن المشاركة في عنف المس ...
- المجاعة تحكم قبضتها على الرضّع والأطفال في غزة
- ولايات أميركية تتحرك لحماية الأطفال على الإنترنت


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - الأليات الشرعية لانتخاب السلطة التشريعية