أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالخالق حسين - حكومة المالكي و -ربَّ ضارة نافعة- !!















المزيد.....

حكومة المالكي و -ربَّ ضارة نافعة- !!


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2302 - 2008 / 6 / 4 - 10:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


"ربَّ ضارة نافعة" مثل عربي يعبر عن وقوع شيء يبدو مضراً، ولكن في التحصيل النهائي تكون النتيجة نافعة. ولا أفشي سراً إذا قلت أني من المؤمنين بهذه الحكمة، وهي مصدر عزائي عندما يحصل لي أمر مزعج، فأمنِّي النفس بالخير فيما حصل!! وحياتي مليئة بمثل هذه الأحداث التي بدت ضارة ساعة وقوعها، ولكن في نهاية المطاف أثبتت أنها كانت في صالحي. كما ونقرأ في القرآن الكريم: (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم...).

"الضارة النافعة" في هذه المناسبة تنطبق بكل وضوح على ما حصل لحكومة السيد نوري المالكي عندما انسحب من حكومة المالي قبل عام، ما يقارب نصف عدد الوزراء، يمثلون عدداً من التيارات والقوائم والقوى السياسية العراقية وتحت مختلف الذرائع، ولكن في التحصيل النهائي وجدنا أن هذا الانسحاب كان في صالح السيد المالكي وحكومته والشعب العراقي. فلولا هذا الانسحاب لما تمكنت الحكومة من إنجاز ما أنجزته من مكتسبات للشعب العراقي خلال هذه الفترة.

أعتقد أن السيد نوري المالكي ومن تبقى معه في الحكومة قد استفادوا كثيراً من انسحاب ممثلي جبهة التوافق، والتيار الصدري وحزب الفضيلة، وقائمة العراقية. وقد تمرد ثلاثة وزراء من قائمة (العراقية) على قرار زعيمهم، كما تمرد وزير آخر وهو السيد علي بابان من الحزب الإسلامي على قرار حزبه، وفضل هؤلاء "المتمردون" البقاء في الحكومة حرصاً على المصلحة الوطنية، ونبذاً منهم للقرارات المرتجلة التي اتخذتها قيادات تنظيماتهم لمصالح حزبية ضيقة.

وفي وقتها، توقع المتشائمون بانهيار الحكومة، كما ولم يألو الدكتور أياد علاوي جهداً في تأجير شركات الترويج الأمريكية من أجل تسويقه كمرشح أفضل لرئاسة الحكومة، وأنه الرجل المناسب في الوقت المناسب لإخراج العراق من أزمته تلك، ومحاولة تسقيط المالكي والتقليل من إمكانياته، وتوجيه شتى الاتهامات له كالطائفية والعمالة لإيران.... الخ، ولكن كل هذه المحاولات وغيرها باءت بالفشل الذريع وكان مردودها معكوساً على خصوم المالكي.

فرغم الظروف الصعبة التي عاشها العراق، والانسحابات التي شملت نصف الحكومة تقريباً لإرباكاها وعرقلة أعمالها، جاءت النتائج في صالح العراق ولصالح المالكي ومن تبقى معه في الحكومة من ممثلي القوى السياسية الأكثر انسجاماً، حيث خرج المالكي من تلك الأزمة منتصراً، وأثبت أنه تعلم كثيراً من تجاربه الماضية، واستفاد من فشل الآخرين، فقد أنضجته الأزمات وساعدته إلى إتقان اللعبة السياسية و "فن الممكن" بسرعة، والصمود بصبر أيوب أمام العواصف والصعاب، فحقق مكتسبات لا يستهان بها للشعب، وخاصة في مقارعة الإرهاب والمليشيات، مما رفع من مكانته بين الجماهير وأكسبه احترام الشعب العراقي والعالم، وبرز كأفضل رجل مناسب في المكان المناسب وفي الوقت المناسب. أما المنسحبون فباتوا يشعرون الآن أن هذه المكتسبات قد تحققت بدونهم ولا دور لهم فيها، وهم الآن في حيص بيص كما يقولون، وفي حالة يرثى لهم، حيث فقدوا جماههيريتهم، كما كثرت في صفوفهم الانشقاقات والاستقالات.

وفيما يخص جبهة التوافق المنسحبة، فقد طلع لهم منافس قوي متمثل في جماعة الصحوة التي تعاونت مع الحكومة وقوات التحالف، وساهمت بفعالية في ملاحقة وضرب وطرد فلول القاعدة، وتحقيق الأمن في مناطقها. فجماعة الصحوة هم الذين يرجع الفضل لهم في تحقيق الأمن ودحر القاعدة من مناطقهم وليست جبهة التوافق، لذا صار ممثلو الصحوة في موقف تنافس قوي ضد ممثلي الجبهة في الانتخابات القادمة.

وفيما يتعلق بنجاح المالكي، فكما أثبت في كلمته أمام المؤتمر الثاني للعهد الدولي في ستوكهولم، حيث قدم جرداً شاملاً لما قامت به حكومته من إنجازات، وخاصة في مجال محاربة الإرهاب ومكافحة الجريمة المنظمة، مما كسب احترام واعتراف المجتمع الدولي، كما جاء في مقالنا السابق عن ذلك المؤتمر.

ومن كل ما تقدم، نستنتج أن السبب الرئيسي لنجاح حكومة المالكي في تحقيق ما تحقق من انجازات ومكاسب يعود إلى انسحاب الوزراء المعارضين للحكومة. فوجود هؤلاء في الحكومة كان بمثابة العلة والعقبة الكأداء التي عرقلت عمل الحكومة وخاصة في مجال محاربة الإرهاب. وهذا دليل آخر على فشل سياسة إرضاء الجميع، فرضاء جميع الناس غاية لا تكسب، فرغم كون الحكومة الإئتلافية قبل الانسحاب كانت تمثل جميع التيارات والقوى السياسية، ولكن كان ذلك على حساب فعالية الحكومة، إذ ما فائدة ذلك التحالف الواسع في السلطة إذا كان نصف المشاركين يعرقلون نشاطات النصف الآخر؟ وبعبارة أخرى، حكومة جميع التيارات تكون حكومة غير منسجمة، ومتصارعة فيما بينها، أي حكومة مشلولة. والجدير بالذكر أنه كان من بين الوزراء الذين انسحبوا، وزير الثقافة، الهارب والمطلوب الآن للعدالة بتهمة الإرهاب وجرائم القتل. ألا يعني هذا أن الحكومة قبل انسحاب هؤلاء منها كانت مخترقة من قبل البعض من له ضلع بالإرهاب؟ وهكذا نستنتج أن الوزراء الذين انسحبوا كانوا عبئاً ثقيلاً على الحكومة وعلى كاهل رئيس الوزراء حيث كبلوا يديه وشلوه من أي نشاط مثمر، ولم تستطع تلك الحكومة العمل إلا بعد أن خرج هؤلاء منها.

لقد طالبنا مع غيرنا مراراً وتكراراً منذ أكثر من عام، وقلنا أن المرحلة تتطلب حكومة رشيقة منسجمة، قابلة على التحرك السريع وأخذ القرارات البناءة، أفضل بكثير من حكومة واسعة مترهلة متصارعة فيما بينها، مشلولة عن القيام بأي نشاط مفيد. وانسحاب الذين انسحبوا أثبت صحة ما طالبنا به.

كذلك دعونا قادة التيارات المعارضة، وندعوهم الآن أيضاً، إلى تشكيل حكومة الظل لمراقبة نشاطات الحكومة ومحاسبتها على أعمالها بشكل بناء، بدلاً من انضمامها إلى الحكومة وتكون عامل معرقل. ففي الدول الديمقراطية الناضجة هناك حكومة الأكثرية تحكم، أما الأقلية فيشكلون حكومة الظل تراقب وتحاسب نشاط الحكومة. فالديمقراطية العراقية هي ديمقراطية ناشئة مازالت في مراحلها الأولية، ومن المفيد التعلم والاستفادة من تجارب وخبرات الدول التي سبقتنا في هذا المضمار.

خلاصة القول، نرى أن حكومة المالكي قد نجحت في تحقيق الكثير من المكاسب وخاصة في مجال الأمن ودحر الإرهاب والجريمة المنظمة، كان ذلك بسبب انسحاب الوزراء الذين لا هم لهم سوى عرقلة أعمال الحكومة بحجة الوطنية ومقاومة الاحتلال. لذا فالمطلوب الآن من السيد المالكي وأعضاء حكومته الاستفادة من الظروف المستجدة، وخاصة التحسن الأمني بمواصلة العمل في تحقيق المزيد مما تحقق في مجال الأمن ودحر الإرهاب، ومكافحة البطالة بالشروع بإعمار العراق وتحسين الوضع الاقتصادي.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش مؤتمر العهد الدولي الثاني
- هل كان نوري السعيد خائناً ؟
- حزب الله على خُطىَ حماس في الإثم والعدوان
- دور الانفجار السكاني في حروب الإبادة (2-2)
- دور الانفجار السكاني في حروب الإبادة (1-2)
- هل حقاً فشل المالكي في حربه على المليشيات؟
- صعود وسقوط جيش المهدي
- التيار الصدري يعيد لعبة عمرو بن العاص برفع المصاحف
- عملية -صولة الفرسان- اختبار للمالكي والجيش العراقي
- في الذكرى الخامسة للحرب على الفاشية في العراق
- مقتل المطران رحو شهادة أخرى على خسة -المقاومة- ومؤيديها
- الدفاع عن وفاء سلطان هو دفاع عن حرية التعبير
- من المسؤول عن التوغل التركي في العراق؟
- العراق والانتخابات الأمريكية.. حوار مع الدكتور كاظم حبيب
- حتى الزهور محاربة في السعودية
- لو نجح أوباما؟
- دور قانون رقم 80 في اغتيال ثورة 14 تموز العراقية
- من هم المجانين في تفجيرات الأسواق الشعبية؟
- دعوة لحل محنة الأرامل والمطلقات في العراق
- السبب -الحقيقي- لاحتلال العراق!!


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالخالق حسين - حكومة المالكي و -ربَّ ضارة نافعة- !!