أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد جمول - الأصولية المتحضرة والديمقراطية المتخلفة














المزيد.....

الأصولية المتحضرة والديمقراطية المتخلفة


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 2302 - 2008 / 6 / 4 - 10:40
المحور: كتابات ساخرة
    


طبيعي أن يأتي بوش إلى المنطقة بين حين وآخر ليرقص على جراحنا ويتفقد ما زرعته قواته ودباباته وطائراته من بذوروأشتال الديمقرطية في المنطقة قبل خمس سنوات. فمعظم المزروعات تؤتي أكلها في هذه المدة أو أقل.
لكن ما ليس طبيعيا أن نسمع رائد الديمقراطية ومبشرها وحامل راية العدالة وحقوق الإنسان وحامي الشرعية الدولية يعلن في يوم نكبة شعب بكامله، حين شرد الملايين من بيوتهم، تأييده المطلق لقيام الدول اليهودية. وبذلك يعيدنا مئات السنين إلى الوراء، لاغيا ما حققته الإنسانية من تقدم على طريق المساواة بين البشر بغض النظر عن العرق والدين، ومؤيدا لطرد ما بقي من العرب ـ مسلمين ومسيحيين ـ من وطنهم ليلتحقوا بمن سبقهم من اللاجئين الفلسطينيين. أليس هذا غريبا على من يصر على الاحتفاظ ببقية عقل؟
لكن الأغرب من هذا أن يقابل ذلك دعوة من يعتبره بوش أصوليا وإرهابيا إلى دولة المشاركة السياسية والعيش المشترك بين مختلف الطوائف والقوميات على أرض لبنان، ووفق معايير العصر والمفاهيم السياسية التي أوجدها الفكر الإنساني المتقدم.
بوش يدعو إلى النقاء الديني والعنصري في فلسطين على حساب الشعب الفلسطيني وحسن نصر الله يدعو إلى المشاركة بين كل الطوائف في لبنان. قد يقول قائل إن لبنان مسألة داخلية. أما في فلسطين فهناك احتلال. لكن المفاهيم والقيم الإنسانية ليست مرتبطة بالجغرافية وإنما بالإنسان لكونه إنسان، ولا يمكن للحق أن يكون حقا هنا وباطلا هناك إلا حين يكون ذلك كله عملية توظيف واستثمار لخدمة المصالح المتغيرة التي تجعل من يفوز بالانتخابات في بيروت ابن الديمقراطية الحقة ومن يفوز بها في الضفة الغربية وغزة ابن الديمقراطية الباطلة. وهكذا يبدو أن علينا دائما أن نسأل العم سام عن البرج المؤاتي لولادة الديمقراطية "بنت الحلال"، وفي أي من أيام السنة تولد الديمقراطية " بنت الحرام".
قد يكون هذا طبيعيا بشكل من الأشكال من منظور الآخر الذي يقدم نفسه كصديق وقد اعتبرك مهزوما بالضربة القاضية و النقاط، ولم يبق أمامك إلا ابتلاع وهضم كل ما يقدمه لك وأنت راض. وعندها عليك أن تتلقف كل تفسيراته للمفاهيم التي تخدمه وتسهل عليه تكريس هزيمتك. وعلى رأسها تحديد من هو صديقك ومن هو عدوك. فتصبح إسرائيل الصديق والحليف الذي لم يسعفك عقلك لاكتشافه والتعرف عليه خلال ستين عاما من القتل والتشريد والإذلال.
وربما يكون الاكتشاف الأهم، بعد مرور مئات السنين على انتهاء القرون الوسطى، أن الدولة العرقية الدينية واحدة من أهم ثمرات الديمقراطية حين تكون خدمة للصهيونية يذهب ضحيتها العرب الفلسطسينيون. وبذلك لا يهم التضحية بالمفاهيم والقيم التقدمية العلمانية وحقوق الإنسان التي ضحت من أجلها أجيال وأجيال من البشر كي تكون هناك إنسانية تعيش متآخية بعيدا عن التمييز العرقي والديني.
ما ليس طبيعيا على الإطلاق أن لا تكون قادرا على التمييز بين الصديق والعدو. والأكثر غرابة أن تكون أنت الأداة التي يقتلك بها هذا العدو بعد أن يتقاضى منك ثمن جريمته ونفقات التخلص من جثتك.



#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعادل السلبي يعني ضياع الحقوق الفلسطينية
- تحسين صورة أميركا ومؤتمر أنابوليس
- من يرض باللاشيء لن يبقى له شيء
- البحث عما هو أقل سوءا
- بنت جبيل وذاكرة الأطفال
- بولتون داعية سلام فاستعدوا للموت
- بين وحشية النازية ورحمة الغربان
- التعذيب الديمقراطي والتعذيب الدكتاتوري
- بيان ضد الديمقراطية
- رسالة مستعجلة ومتأخرة إلى بان كيمون
- الحلم الجميل وتجربة الهنود الحمر
- الصندوق
- نظرية المؤامرة
- أسئلة في زمن الرعب والهذيان


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد جمول - الأصولية المتحضرة والديمقراطية المتخلفة