أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - الزمن الرديء (11) تشويه الفن من تشويه الهوية















المزيد.....

الزمن الرديء (11) تشويه الفن من تشويه الهوية


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2301 - 2008 / 6 / 3 - 08:55
المحور: الادب والفن
    


(الجريدة – غرفة الأخبار)
(يدخل مالك )
مالك : صباح الخير .
تيسير( يعانق مالك) : صباح النور , كيف الصحة اليوم ؟.
مالك (يجلس): بألف خير , ذهب الكثير من الألم ولم يبق إلا القليل.
تيسير: ما رأيك بفنجان من القهوة السادة ؟.
مالك : رأيي من رأيك .
تيسير ( يتصل بالهاتف) : يا سونيلا أحضر لنا كوبين من القهوة ولا تتأخر .
مالك : ما أبرز أحداث اليوم ؟.
تيسير : حتى الآن جميع الأحداث تعود ليوم أمس , بعد قليل ستبدأ الأخبار تتواتر علينا كالسيل.
مالك : علمت من أخبار الأمس أن أسعار النفط تجاوزت حاجز المائة دولار للبرميل الواحد , ما سبب هذا الارتفاع المفاجئ ؟.
تيسير : بالفعل , ارتفاع أسعار النفط كان الحدث الأبرز بين جميع الأحداث , اعتقد أن تفاعلاته ستستمر خلال الفترة القادمة , ربما سبب هذا الارتفاع سياسي بحت , فعندما تضطرب مكونات المعادلة السياسية تتأثر أسواق النفط فوراً .
( يدخل سونيلا حاملاً القهوة)
سونيلا : تفضلا القهوة .
تيسير: شكراً جزيلاً .
سونيلا : العفو ( يخرج )
تيسير : ما سر اهتمامك بهذا الخبر ؟.
مالك : لأني أعددت رسماً حول موضوع ارتفاع أسعار النفط .
تيسير : ليس لدي تصور معين لكاريكاتير يصف أزمة ارتفاع سعر النفط , أليس بعيداً عن موضوعات الجريدة ؟.
مالك : قد يكون بعيداً عن القارئ , لأنه اعتاد على رؤية الرسوم الساخرة كل يوم , سأحاول تقريبه إليه بأسلوبي الخاص .
تيسير : عندما تنتهي من إعداده حبذا لو تطلعني عليه .
مالك ( يخرج الرسم من حقيبته ويعطيه لتيسير) : لقد رسمته البارحة لحظة سماعي النبأ .
تيسير (يقف مندهشاً): ما الذي أراه يا مالك ؟ هل يوافق رئيس التحرير عليه ؟ حقاً إن رسمك جميل لشخص لا أعرف مَن تقصد به , وجيوب ثوبه تكاد تنفجر لكثرة الدولارات , وآخر يجثو أمامه وينبش الأرض بحثاً عن النفط .
مالك : أردت إيصال رسالة مفادها , بين لا مبالاة الشخص المتخم بالدولارات وقرينه الغارق في البحث عن قطرة نفط .
تيسير : رسالتك شديدة الحماوة للمهتمين بالنفط , أخشى أن يسبب لك هذا الرسم بعض القلاقل .
مالك : هذه قناعتي في الحياة , لا أخشى من شيء طالما قناعتي صادقة ومحقة , وما على الآخرين سوى فهمها واستيعابها كل على طريقته .
( يدخل جمال )
جمال : السلام عليكم .
تيسير : وعليكم السلام .
جمال (يجلس): هل من مستجدات على صعيد الأخبار؟.
تيسير : لا يوجد شيء يستدعي الإبلاغ و الاهتمام .
مالك (يعطي الرسم لجمال) : ما رأيك بهذا الكاريكاتير ؟ أظن أنه مناسب
لحدث اليوم .
جمال (يحدق بشدة) : لا أفهم شيئاً مما تعنيه في رسمك , إلى أين تريد الذهاب بنا ؟.
تيسير : ألم أقل لك يا مالك , إن المزاج العام لا يسمح بنشره رغم جدية وجمالية الكاريكاتير.
جمال (يقف بانفعال) : أي جدية وأي جمالية ؟ إنه تحقير للذات العربية ومسخ للشخصية الخليجية , هكذا كاريكاتير من شأنه أن يحدث زلزالاً سياسياً واجتماعياً في عموم الخليج , لا يمكن لجريدتنا المحافظة أن تكون سببه .
مالك ( يقف في قبالة جمال): ومتى كانت الذات العربية سامية بنظر أهلها؟ ثم لماذا تفصل بينها وبين الشخصية الخليجية إن كان يهمك أمرها؟ فالأخيرة جزء من الذات العربية , إلا إذا كانت تعتبر الشخصية الخليجية قائمة بذاتها عندها لا يسمح لأي كاريكاتير المس بها , الكاريكاتير دوره هنا النقد المتساوي لواقع سياسي واقتصادي عنوانه الأبرز النفط , أكثر من كونه نقد تحقيري للشخصية كما تعتقد .
جمال (يرمي الرسم على الطاولة) : تتفلسف وكأنك في برج عاجي , لا يهمك مَن يفهم أو لا يفهم معنى كل ما قلت , الأكيد أنه لن يوجد أحد يفهم عليك , يجب أن يكون الكاريكاتير مستساغاً لعقل القارئ , هذا كل ما لدي من اقتراحات , بإذنك .(يخرج)
مالك : تمنيت أن يجيب على سؤالي بشكل أوضح , لكنه تهرّب رامياً الكاريكاتير وصاحبه بعرض الحائط .
تيسير : العمل بمزاجك لا ينفع , عليك أن تعتاد العمل بمزاجهم .
مالك : لم أكن مزاجياً في حياتي التي حييتها لهذه اللحظة , ولن أكون , دائماً أدير الحياة بمزاجية الآخرين لا بمزاجيتي .
تيسير : صار لي في هذه الجريدة وقتاً طويلاً , ولم أواجه أدنى مشكلة , كالتي حصلت معك الآن , لأني وبكل بساطة أنفذ الأوامر الصادرة من دون أن اعترض حتى لو استحق بعضها الاعتراض .
مالك ( بحدة): هذه الطامة الكبرى , أتريدني أن أصبح رجلاً آلياً , أنفذ ما أتلقاه من إشارات مرسلة بالريموت كنترول , لإرضاء سعادة وفخامة ورفعة هذا الشيخ وذاك الريس , أنت مخطئ لأني إنسان قبل أي شيء , لي من المشاعر والأحاسيس ما يفوق الوصف والتصور , فضلاً عن كوني فنان أحكّم ضميري بنفسي ولا أدع الغير يحكمونه بمزاجهم ويعبثون به على هواهم .
تيسير : ما تقوله يبرق ذهباً , لكن العبرة في الخواتم لا في المقدمات , ولا أظن أن بمقدور أحدنا أن يكون إنساناً كامل الإنسانية كما تريد و طالما أن البداية تذخر بالأوامر , حتماً ستكون النهاية طاعة عمياء .
مالك: لأنك فهمت قصدي جيداً , سأحاول إفهامه للآخرين بشتى السبل رأباً للصدام .
(يدخل عمران متجهماً)
عمران : ما المشكلة يا مالك ؟ أخبرني جمال أن ثمة رسماً مسيئاً قمت برسمه وتريد نشره في عدد الغد .
مالك ( يعطيه الرسم ) : تفضل , هذا هو الرسم الذي أزعج السيد جمال , وأرجو أن لا يزعج سيادتك .
عمران( يحدق بالرسم ) : من أين خطرت لك فكرة رسمه ؟ .
مالك: من الواقع الذي نحن فيه .
عمران: وما هو هذا الواقع برأيك ؟.
مالك: واقعنا لا يحتاج إلى شرح أو تفسير , واقع ارتفاع سعر النفط بأرقام قياسية ونضوبه في البقاع الأخرى من الأرض.
عمران( بانفعال شديد) : تريد أن تحصوا أنفاسنا , تريد أن تحاسبنا على كل نقطة نفط وهبنا إياها رب السماء , أم تريد أن تسخر من طريقة عيشنا للحياة , إنها حياتنا الخاصة ولا نسمح لأحد أن يتدخل بها , نأكل ونلبس ونشرب كما نريد لا كما يريد أمثالك .
مالك : سامحك الله , قلبت الأمور رأساً على عقب , سيادتك أسأت فهمي .
عمران (باستعلاء كبير): فمهتك أم لا , هذا الرسم السخيف لا يفهمه أي مواطن إلا على أنه استفزاز مباشر له ولتراث أجداده .
مالك ( بحدة): ما دمت اعتبرته استفزازاً ومساً بالتراث , إجمالاً هل التراث العربي
مصون ؟ الكثير من مواطني هذه البقعة الغنية بالنفط ولدوا وبفمهم ملعقة من ذهب , ولم يعوا تراث أجدادهم , لأن ترف الحياة وبذخها أنساهم حتى أسماء أنبياءهم , قد تكون سيادتك من يعي التراث ويتمسك به بحكم سنك المتقدمة التي احترم , تأكد أن هذا الكاريكاتير يخاطب عقل القارئ ولا يستثير غريزة أحد أو يلعب على وتر العصبية الحساس .
عمران : مهما يكن حجم الأعذار والتبريرات , فهي لا تقنع أحداً , لذا , اقترح إتلاف هذا الرسم ووضعه في مكانه المناسب في سلة المهملات , وأحذرك من تكرار هكذا رسم , المعروف عني أني لا أحذر , سأتساهل معك هذه المرة كونك تعرضت لحادث سير , ولا أدري ما إذا كنت بكامل قواك العقلية والجسدية , نفذ ما قلت . (يخرج)
تيسير : هدّء من روعك , قلت لك العناد لا ينفع , عليك الآن اللحاق بالأستاذ عمران والاعتذار له .
مالك ( محتداً): ليس أنا من يعتذر على خطأ لم أرتكبه , كان بإمكانه رفض الكاريكاتير بطريقة يقبلها العقل , عندها لو كنت مخطئاً سأذهب طالباً الاعتذار زحفاً على بطني .
تيسير : أقدّر أنك فنان محترف ولست رساماً هاوياً , وأعلم أن الحق معك , مع ذلك يجب أن تعتذر ولو على مضض .
مالك ( يشير بيده للأعلى): إصرارك على الاعتذار , هو بمثابة المهانة التي تجعلني أقول (1)...
إلفنا أن نعتبر التصاغر أدباً
والتذلل لطفاً
والتملق فصاحةً
واللكنة رزانةً
وترك الحقوق سماحةً
وقبول الاهانة تواضعاً
وحرية القول وقاحةً
وحرية الفكر كفراً
إذا كان يهمك الاعتذار , أرجو أن تعتذر بالنيابة عني وأنا لك من الشاكرين .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزمن الرديء (10) اختلاف وائتلاف
- فداء حوراني .. الحسناء التي رفعت سترها !!
- الزمن الرديء (9) البحث عن الوفاء
- مَن يهرب أولاً : أولمرت أم الأسد ؟
- الزمن الرديء (8) عمى البصيرة
- على ماذا يراهن الأسد؟
- الزمن الرديء (7) بحر الأحزان
- ثائر ... بس ناشف !!
- الزمن الرديء (6) فلسفة الحب
- الزمن الرديء (5) الفن وصور العنف
- هل أبصر اللبنانيون على الحوار ؟
- الزمن الرديء (5) عندما يساء فهم الصورة
- خدام معارضاً حقيقياً
- تأليه لبنان أم أنسنته ؟
- الزمن الرديء (4) فواجع ومواجع
- نصر الله يثأر للصدر
- الزمن الرديء (3) رفض الحقيقة
- إسرائيل خط أحمر
- مَن يبيع حزب الله أولاً ؟
- الزمن الرديء (2) غياب الرأي الآخر


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - الزمن الرديء (11) تشويه الفن من تشويه الهوية