أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - قراءة في بيان المجلس الثوري لحركة فتح في دورته ال (35) ..















المزيد.....

قراءة في بيان المجلس الثوري لحركة فتح في دورته ال (35) ..


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 2301 - 2008 / 6 / 3 - 05:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


يبدو ان حركة فتح ومن خلال هذا الحراك الذي تشهده في الأوانة الأخيرة قد انتبهت وتنبهت لضرورة عودتها للإمساك بزمام المبادرة على مختلف المستويات السياسية والتنظيمية وهذا على الأقل ما يتضح من خلال مقررات ومطالعات المجلس الثوري في دورته ال (35) ... ومن خلال قراءة هذه القرارات نلمس اولا النفس الفتحاوي الأصيل وعودته الى خطاب المؤسسة الفتحاوية الرسمية وعلى ذلك فإن المجلس الثوري قد أكد الحرص على سلامة المسيرة الوطنية والتصميم على مواصلة النضال لانجاز المشروع الوطني في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس، من هنا تكمن اهمية وريادية حركة فتح كضمانة للمشروع الوطني في الحرية والاستقلال والإبقاء على الجهوزية والإستعدادية الكاملة لمواصلة النضال الوطني بكافة أشكاله... واعتقد ان هذا ما لمسناه من خلال الخطاب الفتحاوي الوراد ببيان المجلس الثوري الأخير. وقبل المباشرة بتحليل معطيات بيان المجلس الثوري لحركة فتح اعتقد ان ثمة ملاحظات من الضروري التوقف عندها واول هذه الملاحظات يأتي حول طبيعة اللغة المستخدمة بصياغة البيان الختامي لأعمال الدورة ال (35) للمجلس والتي جاءت لغة فتحاوية نضالية كفاحية بإمتياز الأمر الذي يؤكد ان اعضاء الثوري قد توقفوا مطولا امام المستجدات الراهنة وباتوا على قناعة ان الفعل السياسي وتفاعلات الأحداث تتطلب العودة وان كان بالشكل المعبرعن مضمون وحقائق التوجه المستقبلي قد اصبح حاجة اساسية في ظل هذه المرحلة التي يصفها الكثير من الساسة والمراقبين بأنها من ادق واخطر المراحل التي عبرتها المسألة الفلسطينية خلال العقود المنصرمة... وقد جاءت قرارات المجلس الثوري لتضع النقاط على الحروف مجددا في أتون معادلة فرض الحقائق التاريخية والوطنية على مختلف الجبهات والصعد ... وقد أعادت هذه القرارات الأصالة والريادة للتوجهات العمومية للمسألة الوطنية حيث ان فتح وبكل موضوعية كانت قد غابت لفترة ليست بالقصيرة عن لغة التفاعل النضالي والكفاحي في اروقتها وفي هذا السياق فقد أكد المجلس الثوري (تمسك فتح بالحقوق الوطنية الثابتة في الوطن الفلسطيني التاريخي). وهذا النفس انما يشكل الرد الطبيعي والفعلي على الغطرسة الإسرائيلية ووتلاعبها بمسار ما يسمى بالعملية التسووية... وبذات التوجه وحينما يتحدث المجلس عن الغزوة والمؤامرة الاستعمارية الصهيونية التي اغتصبت الوطن واقامت اسرائيل على انقاض الكيان الوطني. فإنما يعاود مجددا التأكيد على أصالة التوجه الإستراتيجي وابراز حقيقة المنطلقات الجذرية للصراع وهو ما قامت عليه فتح بالأساس ...... واستمرار لهذه الحالة وانسجاما واصالة الفهم الفتحاوي الإستراتيجي كان لابد من التأكيد وبشكل رسمي ولا يدع مجالا للشك مطلقا على ان حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى وطنهم وديارهم التي شردوا منها بقوة السلاح والعدوان والمجازر حقا وطنيا مشروعا غير قابل للتصرف بمعنى ان ثمة اعلانا فتحاويا بارزا غير قابل للتأويل او التحريف والمتمثل بالتمسك الكامل بحق العودة الذي أكد عليه قرار الأمم المتحدة 194.... بل ان المجلس الثوري قد مضى لأبعد من ذلك حينما ادان بوضوح حكومة اسرائيل التي ترفض وتتحدى قرارات الشرعية الدولية، داعيا مجلس الامن الدولي الى ممارسة صلاحياته، متسائلا بالوقت ذاته الى متى من الممكن بقاء اسرائيل المعتدية والمحتلة دولة فوق القانون الدولي، والى متى تستمر سياسة ازدواجية المعايير على المستوى الدولي؟ وان مسؤولية تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وخاصة القرار 194 تقع على عاتق الاسرة الدولية. وفي هذا المجال ايضا عبر التوجه الفتحاوي هذا عن عمق لفهم الظرف الراهن حيث ادرك خطورة الطرح الإسرائيلي القديم الجديد لما يسمى بيهودية الدولة رافضا هذا التوجه وهذا الطرح الذي يعبر عن عنصرية شوفينية تكشف حقائق ووقائع الدولة العبرية التي تحاول تكريس الفهم الإيدولوجي الصهيوني الديني والهادف طبعا الى تنفيذ عملية ترانسفير جديدة للعمق العربي بالداخل الفلسطيني. كما جاء البيان بشكل صارخ ليرفض ما ورد في خطاب الرئيس بوش في الكنيست الذي جسد الانحياز الأمريكي الأعمى لإسرائيل ولاحتلالها واستيطانها وتنكرها لقرارات الشرعية الدولية. وهذا برأيي اعلى درجات التعبير عن الضمير الوطني الفتحاوي بهذه المرحلة برغم كل ظروفها ومعطياتها.
وقد اتسم خطاب فتح ببيان المجلس الثوري بأنه كان جريء وواضح اتجاه مسار العملية السلمية حيث اعتبر ان المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية وصلت إلى طريق مسدود. وهو ما يعني فتح او اعادة فتح افاق جديدة للعمل العمل الفلسطيني بعد ان تبين حقيقة مسار الفعل التسووي على الأرض وانكشاف الفهم الإسرائيلي لما يسمى بالعملية السياسية السلامية. وهو الأمر الذي يعني ان هكذا تأكيد من قبل حركة فتح ومن خلال مؤسسة المجلس الثوري من شأنه ان ينسجم وتقييم الكل الوطني النضالي الكفاحي حول مسيرة المفاوضات وبالتالي هي نقطة إلتقاء فعلية ما بين القوى السياسية والاجتماعية الفلسطينية وفي القلب منها فصائل منظمة التحرير. على اعتبار أن هذا الاستخلاص النظري والسياسي الهام للمجلس الثوري لحركة فتح من الطبيعي أن يضع حداً للرهان على هذه المفاوضات ورعايتها ومرجعياتها ويعيد الاعتبار للشرعية الدولية اطاراً ومرجعية وقراراًت، الأمر الذي يتطلب وضعه موضع التطبيق الجاد والحازم. وهو تقريبا ما يصوغ مفاهيم العمل السياسي الفلسطيني من جديد مما يعني ان المجلس الثوري قد استطاع هذه المرة وبكل قوة وحزم من ان يواجه وقائع الظرف السياسي الراهن وبالتالي كأن فتح من خلال المجلس الثوري تدعو الكل الفلسطيني لضرورة فتح أفاق العمل السياسي من جديد. حيث مثلت دعوة فتح إلى مراجعة الأسباب التي أوصلت " الخيار التفاوضي " إلى طريق مسدود، ودعوة فصائل منظمة التحرير للمشاركة في " وضع البديل النضالي بكل الوسائل المتوفرة "، موقفاً وطنياً مسؤولاً ويمثل منطلقاً وهدفاً للشروع في حوار وطني وشعبي شامل لتقييم ومراجعة هذا النهج وما انتهى إليه الشأن والمشروع الوطني. وهو الأمر الذي يعني عودة الأمور الى نصابها القانوني والشرعي، بصياغة وطنية حقيقية وفعلية تُحرم وتُجرم اللجوء إلى العنف في حل الخلافات الوطنية، على اساس الإختلافات السياسية واعادة فتح الطريق لوضع حد لحالة الانقسام والضعف التي تعترى الوضع الفلسطيني خاصة والعربي عامة، تلك الحالة التي تمثل جوهر أسباب الخلل في ميزان القوى ودرجة الاستهتار والتضليل والخداع الأمريكي للعرب وتنمر الاحتلال وضربه عرض الحائط بالقانون الدولي والمواقف العربية.
اعتقد ان الذي جاء في بيان الثوري انما يلقي بالمسؤولية للعموم الوطني النضالي لإشتقاق إستراتيجية وطنية كفاحية موحدة، من خلال ترتيب البيت الوطني على أساس ديمقراطي على قاعدة الفهم السياسي الإستراتيجي وضرورات تجذير الفعل النضالي بمختلف الأساليب والوسائل والتي من شأنها تعزيز اركان عملية الصمود والثبات السياسي في هذه المرحلة وذلك من خلال تشكيل الإطار القيادي الفلسطيني الوطني وذلك عبر الانتخابات لكافة المؤسسات الوطنية الشعبية والرسمية وفق التمثيل النسبي الكامل في الوطن وحيثما أمكن في الخارج وعقد المجلس الوطني الجديد لمنظمة التحرير الفلسطينية المنجز الأهم للشعب الفلسطنين ولجماهيره على امتداد قرن من النضال، باعتبارها المرجعية العليا لشعبنا التي تعكس وحدة نضاله وكيانه السياسي والممثل الشرعي الوحيد له في كافة أماكن تواجده. كما وتعكس توجهات فتح في هذا السايق عن ضرورة مراجعة قرارات حكومة فياض الأخيرة فيما يخص الشأن الداخلي على قاعدة وطنية وكفاحية مثل هذه القرارات خاصة فيما يتعلق بقوانين ما يسمى بالإصلاحات الإدارية الداخلية الأمر الذي يتطلب اجراء مراجعات كاملة وشاملة لمثل هذه القرارات بالظرف الراهن.
اننا امام عودة فعلية للخطاب الفتحاوي الأصيل من الضروري تعزيز مفاهيمه وحضوره ونتاجاته المستقبلية وانعاكاساته على ارض الواقع مما يتطلب تقوية وتعزيز هذا الفهم في الساحة الفلسطينية عموما وبالساحة الفتحاوية خصوصا.



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيصل .... الفصل في القدس ...
- قراءة بانورمية لوقائع اتفاق الدوحة .....
- في الدورة التاسعة عشر للمؤتمر القومي العربي ....
- حماس وقوانين اللعبة السياسية ....
- النقاط فوق حروف لقاء كارتر مشعل ...
- ما بين القتل في غزة والرقص برام الله
- للفقراء فقط حق دخول جهنم ...!!!!!
- ما بعد قمة دمشق ... مرحلة الحسم والمواجهة....
- تساؤلات ما قبل القمة دمشق....
- على ابواب انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح....
- الدكتور احمد المسلماني فارس العطاء يترجل....
- في ظل السياسة الإسرائيلية لابد من انعقاد المؤتمر الوطني الشع ...
- في أزمة الحكومة الفلسطينية....
- وقائع السجال اللبناني الداخلي والسقوط لقوى 14 اذار....
- قراءة بانورامية لمؤتمر انابوليس....
- من قتل الرئيس...؟؟
- نحو عقد المؤتمر الوطني الشعبي للقدس...
- في محاولة فهم وقائع الإشتباكات ما بين حماس والجهاد الإسلامي. ...
- القدس لا تقبل القسمة او التقسيم....
- حول دعوة وزير الأوقاف المصري لزيارة القدس


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - قراءة في بيان المجلس الثوري لحركة فتح في دورته ال (35) ..