خالد عبد القادر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 2312 - 2008 / 6 / 14 - 10:08
المحور:
القضية الفلسطينية
ربما يحتاج الامر , احيانا, الى كثير جهد , لاستيعاب الحقيقة اذا تعددت عواملها وتقاطعت وكان لها جدلية ذات مستويات متعددة , لكنها بالتاكيد لا تحتاج الى جهد كبير حين تكون الحقيقة , بسيطة , مادية , بسطوع شمس الكون , كما الفرق بين النهج الصهيوني في التعامل مع الكينونة الفلسطينية , والانجاز الفلسطيني , وكنهج القوميات الاخرى في التعامل مع اهدافها واحتياجاتها وعلاقاتها , في مقابل كيفية التعامل الفلسطيني مع مصالحه؟؟؟؟؟
اثار ملاحظتي هذا الامر حين كنت اقرا عن ( الفساد الفلسطيني ) في موضوع شراء اراض محيطة بمطار قلندية بين رام الله والقدس , وحجم الفساد في المسالة ان بعض المطلعين على ( المعلومات الداخلية ) للمفاوضات مع اسرائيل , يستفيدون من هذه المعلومات حول نتائج المفاوضات ويقوموا بشراء اراض ( يتوقع ان ترتفع اسعارها) مستقبلا .
انني طبعا لا ادخل الموضوع ولا اتفق على ادخاله في نطاق ومفهوم الفساد , لعدد من الاسباب :
اولها : أن البرجوازية الفلسطينية دخلت اصلا موضوع التسوية بحثا عن شروط استثمار افضل لمصالحها الخاصة وهذا شيء من طبيعة البرجوازية ومحتوى نضالها الوطني , اما رومانسية الاحاسيس الوطنية فهو امر غير صحي وغير علمي , بل نتمنى ان تتمكن طبقاتنا الشعبية الفلسطينية الافلات من هذه الرومانسية والعاطفة وتبدأ في رؤية موضوعية لمصلحتها الاستراتيجية في تحرر الوطن الذي هو مجال امنها الحيوي للتطور والتحضر الانساني المستقل
ثانيا : ليس الاثراء في الوضع الفلسطيني تهمة وطنية إلآ اذا كان جراء خيانة ارادية مقصودة للوطن , كذلك ليس السعي للاثراء , فانه لا يدخل في اطار تهمة الفساد الوطني إلا اذا كان جراء نهج خياني . ونتائج خيانية مدمرة ( مثال بيع الاراضي للاعداء ) , اما السعي المشروع للاثراء فانه يدخل نطاق التهمة الطبقية التي تستند الى مزيد من الاستغلال بين الطبقات . وهي حتما تحمل مزيد من الضرر لقدرة جسم الطبقات الفلسطينية على التحمل في وضع العلاقات الراهن مع احتلال , لكن كما هي الحالة الاقتصادية متفاوتة في المجتمع , كذالك فان الوعي الوطني متفاوت
لكنني ادخله في اطار لا تقل مستوى خطورته وسلبياتها عن مدى خطورة وسلبية الخيانة الوطنية , وهو موضوع العجز عن ترسيخ الانجاز الوطني واعادة توظيفه لصالح جهدنا التحرري , ودور الادارة والتنظيم والقانون ومسئوليتها في تحقيق هذا الامر , ان قضية (الفساد؟) هنا, هي قضية نقص في التشريع القانوني تستفيد الى اقصى درجة منه البرجوازية في تحقيق وتائر اثراء اسرع , وهو يحتوي على جانب ( الغش والاستغفال ) للمصلحة الاجتماعية المشتركة في الوطن , وتقفز البرجوازية هنا عن ( الشراكة ) لتعيد توظيف الاثراء لصالحها الخاص ,
ان مسئولية السلطة هنا هي التي بحاجة الى نقاش علمي يستوجب عليها في النهاية تفعيل دورها الوطني الاستراتيجي في الحفاظ على الوحدة القومية الفلسطينية وتمتينها عبر نهج علمي في مجالات التنظيم والادارة والقانون , يرفع مستوى تماسك وحدتنا القومية ووحدة توجهنا بروافع موضوعية منها وحدتنا وشراكتنا في ( الملكية القومية الفلسطينية لارض الوطن ) دون ان يعني ذلك اي درجة من درجات الغاء مشروعية وقانونية الملكية الخاصة جوهر الوجود الطبقي.
لكن الامر لا يقف عند الحد السابق من الملاحظة , ففي سياق الخبر حول نفس القضية المعنية جاء ان اسرائيل اتفقت مع المفاوضين الفلسطينين على تسليمهم مطار قلندية من اجل تحسين شروط التيار الفلسطيني المفاوض .
هنا المضحك المبكي في ان معا وفي كل تاريخ القضية الفلسطينية في حلقتها الراهنة , وهو استمرار مواجهة النهج الصهيوني ..... الموضوعي , بالنهج الفلسطيني ....... الارادي / او/ الانجاز في مقابل الشعار/ان اسرائيل تقدم لهذا التيار شيء موضوعي يسند وضعه الاجتماعي ويرسخه , وهذا جوهر السلوك الاحتلالي/ الموضوعية .
فمنذ ما قبل 1948 وحين كانت الحركة الصهيونية تعمل على تجريد الفلسطينيين من ملكية الارض, الاساس الموضوعي لوجوده ووحدته القومية , كنا نتصارع فلسطينيا على الهدف من تحرير فلسطين اهو من اجل الدولة الفلسطينية المستقلة اوالاتحاد العربي , وفي 1948 انجزت الصهيونية اكبر عملية نزع وتجريد من الملكية الفلسطينية وهدمت البنية القومية الفلسطينية وشردتها , ولا تزال تعمل على تدمير الاساس الموضوعي للوجود الفلسطيني , ولا نزال منقسمين داخليا على الدولة الفلسطينية المستقلة او دولة الوحدة مع هبوط اكثر نحو قعر الهزيمة ( فوكإننا ) انجزنا التحرير ومحتارون بين الكونفدرالية مع الاردن او الدولة الديموقراطية العلمانية مع الكيان الصهيوني او مزاوجة بينهما في مقولة التقاسم الوظيفي او العودة للالحاق والتبعية التي ترتبت على التنفيذ الاقليمي لمخطط التقسيم , اما الانجاز الموضوعي الذي قدم لنا في اتفاقات اوسلو فنحن خير سند للكيان الصهيوني واطراف التقسيم في نهج اجهاضه , في انتظار تحريرها بعملية عربية فلسطينية قومية دينية واحدة يساعدنا بها الشجر والحجر .
فعلا انه الانجاز في مواجهة الشعار والموضوعية في مواجهة الارادة, فعلا انها بساطة الحقيقة وصعوبة الاستيعاب انها حتمية الهزيمة يقودنا اليه استمرار قيادة هذا المنطق لجهدنا الفلسطيني إلآ ان كان النصر رحمة من الله عز وجل.
#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟