أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صالح محمود - العصور بين التفجر والتحجر















المزيد.....



العصور بين التفجر والتحجر


صالح محمود

الحوار المتمدن-العدد: 2300 - 2008 / 6 / 2 - 11:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أيها الأصدقاء، يرفض الإنسان التشيؤ قدرة على الانسلاخ عن التوحش الدورة الميكانيكية جوهرها القانون يتجلى في الإيمان المتعارض مع الحركة خاصية الفسيفسائية جوهرها الاختيار عبر الفردية، يتمثل التوحش من خلال الادراك وهو ما يقتضيه اللقاء انسجاما عبر التناقض، منذ انبثاق الوجود كحركة، إذا كان عالم الطبيعة ليس غير الفراغ، الصمت تطفو الحركة فيه جوهرا، أصغوا لصوت البدائي يتردد صداه متمردا، متحررا متحللا حركة جوهرها الاختيار. تتجلى الذاتية ضربا للموضوعية و التشيؤ إيمانا حين يكون القانون آلية متلاشية لما تمتزج البداية في المادة بالنهاية لتجسيد الفناء التي تقتضي التشكل.
يطمس الوجود، يغيب، ينعدم في ظل القانون جوهر الدورة تتعين من خلالها الطبيعة عالم التوحش يخلق الإنسان الزمن من طيات العدم لحظة تجسيد الوجود عبر الإدراك تمثلا للطبيعة أجسادا، أشكالا و أحجاما مسلوبة الذات مادة متنافرة، متصادمة عبر الظواهر عناصر التوحش الوجه المقنع للفناء فتضمر تتقلص و تفنى، لا يلغي الإنسان الفسيفساء صدى الفسيفسائية المتناقضة في الحركة القانون الذي يجسد الفراغ بكمون البداية في النهاية بل ينبثق كوجود، يتعالى، يتصاعد، ينتشر في العدم يحيلنا على الماء، يبعث في الفضاء فسيفسائية ألوان رغم الصحراء وجودا نشيدا وغناء- رؤى- في الصوت لتحقيق اللقاء، تناقضا منسجما.
ينعدم الوجود خارج الذات حتى و إن كانت الحركة تتم خارج الطبيعة، راقبوا الشمس التي تستنفذ و تستهلك كتمظهر للفناء بطغيان السواد تنبجس منه الأنوار بانبعاث الرؤى، يتعين الوجود من خلالها إنسانا فسيفسائيا متناقضا غير خاضع للقيود و الحدود، حيث تنبع الرؤى من ذاته.
ليس الخلق بناء يرتبط بالقانون، و القانون جوهر الدورة و الدورة ينتفي فيها الوجود لفقدان الإدراك تمثلا و اختيارا و طغيان الذاتية عمى، صمم من خلال التصادم، التنافر، افناء و انهاء بالضمور و التقلص.
ينعدم الوجود إذا كان انبثاقا من رحم العدم عبر حرية الحركة قبل الإنسان البدائي الذي خلقه بالانفلات من الغرائز،و بعدم الانصياع للقانون و التمرد على الإيمان كموضوعية – رؤى تنبثق من العدم، الفناء- تنتشر تتصاعد في الفضاء حتى أن الإنسان ليس تحت تأثير الذات كموضوع فضلا على أنه ليس تحت الموضوع كقانون.
حقا الرؤى لا تنسق مع الطبيعة ألا ترون الأنبياء قد جسدوا المعجزات بمعزل عن الصحراء و الماء في قوس قزح طالما أن الوجود كما قبل الإنسان البدائي ليس سوى السواد الذي يطغي و الظلام الذي يسود، انبثق إذا لحظة خلق في الفراغ بحضور الذات الملغاة في الدائرة، ذلك أن الرؤى ليست سوى أنوارا في العدم.
الحق، الحق أقول لكم أننا بإلغاء الإنسان ننكر الأديان التي تتالت منذ العصور البدائية متوجهة له داعية إياه للإيمان ترغيبا و ترهيبا. الحق ، الحق أقول لكم بأن الأديان تقر بإمكانية تمرد الإنسان على القانون و إمكانية خرقه لستاره الواهي بالإنسلاخ عن عالم التوحش و إلغاء أدواته، الغرائز. الحق، الحق أقول لكم بأن الإنسان باعتراف الأديان، يخلق الرؤى عبر الاختيار، فإذا كان ذلك كذلك فإن الإنسان البدائي شكل ملامح مسيرة الإنسانية في انبثاق الفردية جوهر الفسيفسائية أي صنع التاريخ، رؤى متجسدة خارج الطبيعة، بدأ الزمن حقا يتفتح يتدفق يفيض لحظة انبثاق الحركة في العدم إنسانا يصنع وجوده، بإمكانية الاختيار و بتمثل إمكانية تجاوز التوحش صار البدائي ليس الكائن المتوحش مؤطر محكوم بالغرائز بل انصهر في الفسيفسائية الحركة اللانهائية كرؤى، وبذلك انبجس وجوده في الفضاء باجتياح السواد لا كامتداد، وجود اشكال، احجام واجساد، بل حركة منطلقها الرؤى المتحررة من الغرائز، ينبثق الزمن لحظة خلق الوجود المتمثل في تفعيل الانسان جوهره كفسيفسائية منبعثة أنوارا، بوارقا تومض و تلمع في السواد حتى ان الشمس تنصهر في الدورة لقابليتها للاستنفاذ بينما يمضي الانسان الى الماضي الكامن في ذاته لتحقيق الهوية كلقاء عبر الرؤى فتنتفي السرعة خارج التشكل.
نحال على الأنبياء - بارتباط الإنسان بالرؤى لأنها جوهره نشيدا و غناء يستحيل الوجود فعلا عبر الحركة - لان الإنسان البدائي انفتح على الممكن قدرة على الفعل ليس عالم أشياء، أجسادا، أشكالا و أحجاما بل إمكانية لا بماهي موضوعات، بل بماهي رؤى تتجسد - الذين يجسدون المعجزات في حقيقتها نبوءات.
يحتكر الانسان البدائي النبوة كرؤى، حركة الانسان خارج الحدود و القيود تتجسد كمعجزات بدأت منذ الانسان البدائي الذي لم تذهله صدمات التوحش و لم تغيبه وهو ما جعله ينجو من دائرة الامحاء أي ان الانسان البدائي كان المنطلق لنشأة الانسان الفسيفساء، وهو حقا المقياس الذي يقاس من خلاله قدرة الانسان الفسيفساء على التمرد على الطبيعة و بعدم التنسيق معها كغرائز، تأملوا سحره، أساطيره، خرافاته، طقوسه، سعيه لا للخروج عن القانون فحسب بل للهيمنة على التوحش يتحسس طريقه في الرؤى نشيدا و غناء تتجسد معجزات بحكم عدم ثراء اللغة لانطلاق الصوت. حقا كيف يتردد صوت الانسان البدائي رغم افتقاره للغة المتفجرة؟، ولكن هاهو يرفض التشيؤ عبر السحر، لانه موجود في الرؤى كنبوة تجتاحه و لا يحسن تجسيدها كان من المفترض أن يشله التوحش، يذهله و يغيبه غير أن صوته تصاعد منبعثا من بين طبقات السواد، التوحش و عماه أي خلق الوجود الانسان، رؤى تتجلى له في الأسطورة، السحر، الخرافة، لغة لا تتعين بلا صور تتشكل عبر الصوت. فإذا كان البدائي يتوسل بالسحر للهيمنة و إخضاع عالم التوحش فلأنه متواجد خارج عالم الفناء أي هو متمثل لهذا العالم الذي لا يفتأ يصدمه باستمرار عبر عناصره و ظواهره العصية عن التفكيك و التحليل، و الحقيقة و هذا ما يوحي للمتأمل ضراوة التوحش يواجهه البدائي ككائن مهدد بالإمحاء حضور الذات باللاموضوعية أي التناقض لا كرغبة بل حقيقة يتحرك فيها البدائي على نقيض بقية الكائنات الخاضعة للقانون بعدم التنسيق مع الطبيعة. فإذا كانت الدورة تتحقق وفق نظام مسطر مؤطر فإن الرؤى تنبثق من العدم أنوارا جوهرها ذات الانسان إذ هو ليس آلة تمر منها الأنغام، فإن الرؤية بتناقضها لا تستنفذ مطلقا عبر التجسد، و السحر ليس سوى إلغاء الموضوع أي تجلي الرؤى في تناقضها دون التجسد أي قدرة البدائي على الحركة خارج عالم التوحش.
الحق، الحق أقول لكم بأن البدائي برفضه التشيؤ تجاوز ذاته أي انفتح على الأبدي الأزلي اللانهائي ها نحن نصغي لنشيده منبعثا بين طيات الإعصار يعلو ينتشر يتردد صداه. و رغم ذلك فإن النشيد و الغناء بماهو حركة خارج القانون تتعين عبر الصوت يتجلى في اللغة متشيئا تتشكل أشكالا تتجسد أجسادا مختلفة الاحجام فتستحيل أطلالا. لم يكن نشيد البدائي استغاثة لانه يقطع مع الدورة كقانون شأن الأنبياء في الصحراء بما هو فعل خارج الطبيعة عبر الحركة فيتمكن منه الفناء. الرؤى لا تتشيأ عبر اللغة المشيأة القابلة للإندثار، فإذا كان نشيد البدائي في عالم التوحش ينبثق من بين طيات العدم كعالم إفناء صمت خرس خواء، بمنأى عن الغرائز شأن رؤى الأنبياء يحيلنا على الألوان الكامنة في الماء، فلا محالة إذا أن الرؤى محتواه في الصوت، لا تستشف من اللغة المشيأة و لا يمكن أن يكون تعدد هذه اللغة غير وليد قصورها، و دليل قدرة الصوت على التجلي اللامحدد في وحدته المتجذرة في عمق الإنسان، تنتفي اللغة و تنتهي في خفوت الصوت خالق اللغة. فإذا اين تقبع الرؤى بما هي كذلك؟ إذا كانت اللغة تؤطر الرؤى المتجسدة في الصور عبر الصوت فلا مجال للشك في اعتبار الصوت الحاضن لها كممر تتمظهر من خلاله نشيدا و غناء و لا تتشيأ باعتبارها منافية للدورة، و هو ما يجعلها خارج الايمان بالقانون طالما انها لا تؤطر. غير ان النشيد و الغناء المتعين عبر اللغة يتعرض للفناء أشكالا أجسادا و أحجاما - حين يطغي الايمان تهدأ الحركة و حين تهدأ الحركة، ينتفي الفعل و حين ينتفي الفعل، يخفت الصوت، و حين يخفت الصوت تموت اللغة و حين تموت اللغة ينعدم الخلق.
لا تتشيأ اللغة إلا لارتباطها بالتشيؤ حين تصبح عملية تصنيم الرؤى و تحنيطها في صور، وهو ما لا ينطبق على الصوت فالانسان قادر على نطق أكثر من لغة، حينها يحال الإنسان على الاغتراب عن ذاته لأنه مجبول على الحركة متى وقف عند حدود اللغة كايمان بالقانون، فالاغتراب ليس سوى انتفاء الفردية كلما آمن الإنسان تشيأ، و كلما تشيأ هدأت الحركة، و كلما هدأت الحركة هيمنت الذاتية، و كلما هيمنت الذاتية ساد التوحش الوجه المقنع للفناء عبر التنافر التصادم العدوان أي الخضوع للقانون جوهر الدورة، الضرورة التي تقتضيها المادة لتتشكل و لن يتم ذلك بلا فناء.
يتعالى صوت الانسان البدائي، يرتد صدى نشيدا و غناء ينبعث من الماضي الكامن في ذاته، جوهره كحركة، معينا الرؤى التي لا تمحي و لا تتلاشى حين تتجسم كمعجزات لأنها تنبع من ذات الإنسان الفسيفساء تخترق العصور المؤطرة بالقانون محتواه في الزمن، رغم أنها فعل الإنسان كحركة تفنى، سعيا لخلق عالم مناف للموضوع الخاضع للقانون. ورغم ذلك ترتد هذه العصور للفناء لأنها مشيأة، إيمان الإنسان بالقانون إذ حركة العصور تجسد الرؤى في أشكال كصور أحجام و أجساد حقا العصور ليست سوى قصور اللغة في تحقيق وجود الإنسان كجوهر عبر الرؤى بارتباط هذه اللغة بالطبيعة - كحركة.
العصور هي الوقوف على قصور اللغة في تجسيد الرؤى المارة في شكل نشيد و غناء عبر الصوت الغير الخاضع للقانون، و رغم ذلك فإن اللغة- هي تجسيد الرؤى المارة عبر الصوت -الذي يخلقها. فهي في حقيقة الأمر لا تمت لعالم التوحش بصلة. رغم تجسيدها للرؤى، لان صوت الإنسان ينبعث شدوا و غناء، ورغم ذلك يتجلى قصورها من خلال اندثار العصور حتى أننا نستشف أن تلك العصور أبعد ما يكون يكون عن حقيقة الرؤى المناقضة للقانون من خلال اللاموضوعية، نتيجة خفوت الصوت نشيدا و غناء بالارتداد إلى التوحش عبر الإيمان بالقانون جوهر الدورة أي تعين المادة كضرورة تقتضيها أشكالا، أحجاما و أجسادا في إطار تعين الفناء لأنها تنتفي بلا شكل في حضور التفجر، و ما إن تتفجر حتى تتشكل من جديد قسرا وجبرا شأن البذرة، عكس الرؤى التي لا تتوالد و لا تتناسخ عن جوهرها كعملية متناقضة بمعزل عن الامحاء عن التلاشي. انظروا رؤى الأنبياء يا أصدقاء، لا تستنفذ و لا تستهلك لأنها كامنة خارج اللغة رغم مرورها صورا عبر الصوت، و حقا الإنسان يجتهد في تجسيدها عبر اللغة لأنها و بكل بساطة لا موضوعية، خارجة عن الدورة بقانونها المشكل للمادة. وهو ما يجعل الأنبياء لا ينطقون عن الهوى، لأنهم لم يحددوا أو يؤطروا هذه الرؤى بل وقفوا عند حدود تجسيدها كمعجزات و هم مصيبون في ذلك و حق السماء لأن الرؤى لا تستنفذ بما أنها خارج أنساق الطبيعة كقانون تسري في اللازمان و في اللامكان قابلة للتجسد في كل آن كمعجزات إذا كان الراهن يرتبط بالأشياء أجسادا، أشكالا و أحجاما، و تقتصر في التعين للإنسان كاختيار حتى أن النبي هو المصطفى و لايصطفى غيره لأن هذه الرؤى ترتبط بالفردية جوهر الفسيفسائية الإنسانية إذ نبوة الأنبياء هي اللاموضوعية، وهو ما يعني أن نبوة الأنبياء هي إيحاء بالحقيقة الكامنة في ما قبل اللغة، يسعى الإنسان إليها منذ البدائي و ماهذه الحقيقة سوى إلغاء الفناء، إذا كان العالم الخارج ذات الإنسان جوهره الفراغ، الزوال كمادة، و لم تتعين هذه النبوة لغير الإنسان كرؤى، و فعلا هذا هو جوهر النبوة ألا وهو الكفر بخارج ذات الإنسان، و الإيمان بالإنسان كقدرة على الحركة عبر النبوة، مصدر الحقيقة، الغاء الفناء، لا بما هو آلة تمر منها الأنغام، تجلت هذه النبوة منذ الانسان البدائي.
يتعذر التواصل بين الانسان و الطبيعة لأن أحدهما موجود و الآخر مفقود بدليل أن ممارسة فعل الانسان فيها لا يقابله رد فعل مباشر، و البحث في قناة التواصل عمل محكوم بالفشل، لأن اللقاء عبر بروز الذات كاختيار من خلال الفسيفسائية جوهرها الفردية، و كل تنسيق هو اغتراب الانسان عن ذاته و ارتداده متشيئا و مطبقا للقانون بارساء التنافر، التناحر، الصراع، الافناء و الانهاء، بالخضوع للدورة المؤطرة المسطرة. فإذا كان التواصل ينتفي في ظل المادة أشكالا، أجسادا و أحجاما مما يجعله لا يرتبط بالانسان الفسيفساء كفردية، بل ينبعث في الانسانية كلقاء في ظل التناقض، إذ صوت الانسان البدائي القادم عابرا العصور، فارقا خارقا القانون لا يرتبط بالذاتية كتنافر، إذ التواصل لقاء الفردية المتناقضة يتم و يتجسد خارج القانون، فصوت الإنسان البدائي المطمور بالتوحش، الخارج أنساق الطبيعة بالضرورة عبر الرؤى يتدفق في شرايين المستقبل محققا الفسيفسائية. لم ينسق البدائي مع الطبيعة ،شأن الانبياء في تجسيدهم المعجزات مع الصحراء، و بما ان نبوءاتهم بقيت بمعزل عن اللغة المتشيئة، التي تفني فيها صور الرؤى اشكالا ، اجسادا و احجاما مما يجعلها تفنى هي ذاتها إذا توقف الصوت عن النشيد و الغناء بارتدادها الى التوحش ايمانا بالقانون، فالانسان البدائي نسج على نفس المنوال بتجاوزه للموضوع حتى و ان كانت اللغة لديه مفتقرة و هو ما يفسر ضحاله منجزاته، و دخوله مسيرة الانسانية من باب ما قبل التاريخ رغم صنعه للتاريخ- و رغم ذلك وهو ما يؤكد خروجه عن الموضوعية في الوقت الذي كان صوته نتيجة صدمات التوحش و انغماره في الطبيعة - غير منطلق.
حقا لا يثير فينا تواصلنا مع البدائي الدهشة لان صوته خارج انساق الطبيعة بالضرورة، ممر الرؤى نبوة الانبياء تجسيدا للفسيفسائية الانسانية الخارج الموضوع كلقاء، إذا كان البدائي متواجدا في الابدية كصوت رغم افتقاره للغة وفناء العصور لتشيؤها، رغم انها وليدة اللغة، حين تكتفي هذه العصور بالصور و لاتتبع الرؤى كنبوة، عبر الايمان بالقانون من خلال اللغة التي هي من خلق الصوت ممر الرؤى، أي ان العصور هي الارتداد للتوحش وهو ما يحيلها على الفناء لانها تشيأت، غير ان السؤال الذي يطرح هو هل أن هذه العصور هي ايمان الانسان بالصور ام تواجده في الرؤى ؟ البدائي الذي انسلخ عن التوحش المؤطر بالدورة بجوهرها القانون عبر الرؤى التي تنفي الزمن إنما كان ذلك اختيارا يشرئب بالنظر الى المستقبل وهو في الحقيقة ليس سوى ما يبدو لنا اذا كان ما تنجزه ليس غير ظاهر الرؤية الذي يخدعنا أي صورها التي تتبدد عبر التشكل و التجسد.
البدائي الذي تمكن من التحرر عبر الازدواجية من خلال ازدواجية المعنى في اللغة. فإن كان يعي ضعفه أمام صدمات التوحش فقد تجاوز هذا الضعف في السحر الأسطورة و الخرافة فهو شأنه شأن الانبياء في تجسيدهم للمعجزات في الصحراء.
لم ينسق البدائي مع الطبيعة لأن كل سعي للتنسيق معها طمس للفردية كذات مدركة و عودة للتشيؤ إيمانا بالقانون بإرساء التنافر، التناحر، الصراع، الإفناء و الإنهاء بيد أن البدائي كانت حركته عبر السحر الأسطورة و الخرافة لا تخضع لغير قدرة الذات الكلية رغم الازدواجية وهو لعمري تفعيلا للفسيفسائية. أدرك البدائي بحكم تواجده خارج انساق الطبيعة رغم انه مطمور في عالم التوحش أن التنسيق مع الطبيعة هي عملية تشيؤ جوهره تأطير، تحديد، تغييب، إقصاء، تصلب، تحجر، إفناء لأن الذاتية ليست سوى الغاء التفجر و الازدواجية دليل قسوة صدمات التوحش تتراءى للإنسان البدائي من خلال القدرة على تجاوز عالم الفناء عبر الرؤى رغم اسنادها لغيره من القوى التي هي من خلقه، ليس الادراك الوعي بصدمات التوحش عبر المادة التي تحركها الغريزة من خلال التصادم، التآكل، التحطيم و التدمير كجبلة لأن الشكل متغير بما أن رؤى الأنبياء لا تتجسد عبر اللغة المتشيئة و إذا كانت الغريزة هي تجسيد القانون جوهر الدورة الخاوي أي إلغاء الفردية كاختيار، فإذا الإدراك ها هنا الاختيار كفردية، أدرك البدائي أنه مطمور في عالم التوحش يتجلى فيما يساوره من مخاوف هذا الخوف الذي هو توقع، لم يكن توقعا، توجسا، ريبة، بل إطارا يتواجد فيه البدائي، قد خبره و تمثله لا بالغريزة تجاوزه بانتظاره.
حقا العصور هي التشيؤ أيها الأصدقاء في حدودها و أطرها بما هي منجزات في عالم الطبيعة و محاكاة لها تفنى حيث تكون الطبيعة ممثلة بارعة لعالم الفناء محكومة بالقانون بمعزل عن جوهر الخلق، فإذا العصور خضوع للدورة حتى أن الأشكال الأجساد و الأحجام كمحاكاة تتحلل تتفكك و تنهار كمنجزات. ليس هناك قانون غير قانون التشكل في المادة، ليس هناك دقة لأنها إطار الشكل يتحلل يهترئ يتفكك لا كأوصال بل كفراغ، الدقة هي الحد هو ذا ما يحيلها على اللاجدوى كمبدأ من مبادئ التشيؤ، الإيمان. ليس هناك وجود غير الإنسان الذي انفتح مجسدا الهوية بالانسلاخ عن الذاتية فإذا كان البدائي هو أول من تحققت من خلاله الفسيفسائية بعدم انصياعه للقانون عبر السحر الأسطورة و الخرافة فإنه بذلك كفر بالمادة، انظروا المادة يا أصدقائي تتحجر و لا تتفجر لأن البدائي أدرك عدم جدواها في السحر كسحر بكمونها في ذاتها منعدمة القدرة على التفاعل حتى تغدو مسرحا لحركة القوى، قوى الإنسان الذي يستمدها من ذاته كإنسان فسيفسائي يسندها لغيره بحكم صدمات التوحش المباشرة، فراغها، خوائها و غيابها كذات وهو ما يحيلنا على الماء ذلك الكائن الخاضع لسجنه ما بين الفضاء و الصحراء يخدعنا بألوانه الفسيفساء، لأنه أبعد ما يكون عن الخلق فهو ليس غير مادة فسيفساء ألوان مركبة منفصلة تخضع للدورة.
البدائي يا أصدقائي ليس سوى الإنسان الفسيفساء منسلخا عن التوحش شأن الأنبياء في إلغائهم الصحراء بتجسيدهم المعجزات، و لأن البدائي هو أول نبي في عالم التوحش فإن الفسيفسائية جوهر الرؤى ، بما هي أزلية أبدية تظل قائمة كحركة في الإنسان رغم اختفاء العصور كطارئ، مما يجعل صوت البدائي يسري، ينتشر، يتردد نشيدا و غناء، خارج أنساق الطبيعة، يتضمن الرؤى كقدرة على إلغاء الفناء، صوت البدائي ممر الرؤى بما أنه إنسانا فسيفسائيا يتضمنها معجزات، وبهذا المعنى فإن الفسيفسائية جوهر الإنسانية هي معجزات تتحقق حين تمر الرؤى في الصوت الذي يخلق اللغة تتعين من خلالها صور الرؤى أجسادا، أشكالا و أحجاما، خلق مجسمات تدعى منجزات فإن هذه الرؤى لا تهدأ و لا تلين وهو ما يجعلها تنتقل عبر الصوت كلما آمن الإنسان بالموضوع تاركة آثارا يمحوها الزمن وهو مبرر كاف لهبوط الأنبياء كلما تشيأ الإنسان.
يطفو الأنبياء من العدم لتجسيد الرؤى في الصحراء رغم اتفاقهم في النبوة و اختلافهم في الرؤية و هذا هو بيت القصيد يا أصدقائي فالأنبياء الذين تواتروا خاطبوا الإنسان في عمقه فعلوا قدرته على التحرر من الدورة كقانون متضمنة في العصر أشكالا، أجسادا، و أحجاما متعينة عبر اللغة بدليل إمحاء العصور و فناء اللغة، بل الأنبياء و بهبوطهم ألغيت الصحراء لان الاعجاز يطفو من العدم عبر اللغة في إطار قدرة الصوت على الخلق وهذا ما يطالعنا في خطاب الأنبياء ألا وهو كفرهم بالتشيؤ كإيمان ينضوى تحت لوائه الإنسان في اللغة.
يستمد الأنبياء وجودهم من العدم من الفراغ بدليل بتر الروابط بينهم و بين العصر المتشيئ المرتد لعالم الطبيعة حتى أنهم لا يفتؤوا يلحون على نسبية وجوده وهذا بديهي لأن قطع الأنبياء مع القانون الذي هو تشيؤ عبر الدورة إنما أساسه قطع الرؤى مع المحاكاة، أي عدم التنسيق مع الطبيعة شأن البدائي في اختراق المادة عبر السحر، و لكن هل كان الأنبياء غير التبرؤ من التشيؤ يا أصدقاء؟
كان من المحتمل أن تطغى خديعة الماء كفسيفساء ألوان وهو حقا ليس سوى تمظهر القانون في الصحراء فالماء كالسراب عالم تحجر، تقلص، ضمور، فناء، نقيض التفتح، التصاعد، الانتشار، القدرة و الاقتدار وهو ما يجعل الأنبياء يخلقون الماء عبر التفجر.
خارج القانون ينتفي الزمان و المكان إذا كان جوهر رؤى الأنبياء الكفر بالموضوع و عدم الإيمان به مطلقا لان المادة لا تتشكل حين تكون فراغا فناء و ما تفجرها غير رؤية تتشكل في صورة إذا كانت الفسيفسائية تنبع من الفردية اختيارا متناقضا كانسجام، حتى أن التوحش هو السير في مسار واحد وحيد يتيم نحو الفناء بطمس الذات خضوعا للضمور و التقلص و استسلاما، فإذا الوجود كإنسان يتحدد من خلال التمرد و تجاوز عالم الطبيعة أي باختراقه خلقا في العدم في الفراغ وينتفي الوجود بانتفاء جوهر الإنسان كفردية متناقضة جوهر الفسيفسائية،و إذا كانت العصور هي الارتداد إلى التشيؤ عبر اللغة أي إيمان الانسان في العمق بالقانون، أي الخضوع للفناء عبر التوحش بغرائزه المتسلطة على المادة لان العصر مؤطر ما بين التفجر و التحجر، و إذا كان الأنبياء طفوا من العدم تمردا على القانون عبر اللاموضوعية بما أن الموضوعية هي الوقوف عند الموضوع وقوف عند الفراغ لان الشكل منعدما طالما أن الرؤية لا تستنفذ و لا تستهلك، فإن الأنبياء حرروا الإنسان عبر المعجزات من الإيمان بالصور، إذا كان العصر في صميمه كذلك ثباتا، ترتبط باللغة أو هكذا يبدوا، فهبوط الأنبياء تأكيدا لحركة الإنسان الفسيفساء اختيارا عبر الفردية كتناقض للعودة إلى جوهره الكامن في ذاته عبر الصوت ممر الرؤى تتعين في اللغة صور. فإذا الرؤى التي تنبعث من البدائي عبر السحر - الأرواح الشريرة تعود أصلا للازدواجية و البدائي يتمثلها كمهدد لكيانه، لوجوده كله و لا ينفيها بل يقرها لأنه مطمور في عالم العداء و الاعتداء و الافناء فهي حقيقة ملموسة بينما يرغب في القدرة كقوة تزيل فعل الأرواح الشريرة عبر الانصهار فيها أي في الأرواح الخيرة التي هي في الأصل آلهة- تتجدد في انبعاثها عبر الأنبياء إذا كان البدائي هو أول نبي من خلال الأديان، فالنبوة هي معجزات عبر اللاموضوعية أي أنها بمعزل عن التنسيق مع الطبيعة لأنها خلق في العدم فإن النبوة عبر الأنبياء حلت لتخلق الوجود كإنسان حينما يكون الموضوع دورة فراغ زائلة وهو ما يتأكد عبر الأديان.
و عبر المادة بزوال الشكل، و الرؤى هي انفتاح الإنسان الذي آمن بالموضوع المتمثل في العصر بوقوفه عند حدود اللغة المتشيئة جسدها الأنبياء كمعجزات، إنما هي تأكيد لهذا الوجود في إلغاء الفناء، طالما أن النبوة في جوهرها لا تخضع للأطر بل هي رؤية خارج أنساق الطبيعة الملغاة و هذه حقيقة بشارة الأنبياء بدءا من الإنسان البدائي في تجسيد المعجزات لا بإنارة الوجود بل بخلقه إذا كان عالم التوحش معدوما بالدورة عكس النبوة كرؤية، خليق بنا أن نذكر أن الأنبياء انطلاقا من البدائي جسدوا التمرد و العصيان من خلال اللاموضوعية بإذابة الإيمان، فالبدائي الذي لم ينصهر في الدورة رغم انغماره في عالم التوحش كان أثناء ذلك يتفتح، ينتشر ليتمثل عالم التوحش و يدركه، فصار خارجا عنه، ففي الوقت الذي كان فيه عالم التوحش يضمر و يتقلص بحكم فراغ المادة لارتباطها بالدورة كشكل، لم يتم خلق ذات الإنسان عبر النبوة بل أعاد الأنبياء الإنسان المغترب إلى ذاته، عبر الرؤية تتجسد كمعجزة في عالم التوحش خلق في العدم و هذا هو مسار الأنبياء في تجاوز العصور، بتحرير الإنسان من التشيؤ، وهذه بديهة حركة الإنسان الفسيفساء في القدرة على تجاوز أنساق الطبيعة بالتمرد و الرفض كفسيفسائية جوهرها اللقاء من خلال الاختيار كفردية، بدليل هبوط الأنبياء، فتصبح النبوة جوهر الإنسان الفسيفساء في تحقيق اللقاء عبر الحركة، و هي ليست سوى إلغاء الفناء عبر النشيد و الغناء، فإذا كانت العصور هي ارتداد الإنسان إلى الفناء بدليل تشيؤ صور الرؤى عبر اللغة فإن النبوة هي تجلى التمرد، العصيان و الرفض أي تجدد كفر الإنسان بأنساق الطبيعة المتمثلة في العصر الخاضع للدورة كحد كقيد كإيمان إذا كان الإيمان في جوهره الانسياق عن عمى ، صمم للموضوعية.
يستمد الأنبياء الرؤى من جوهرهم- في الوقت الذي تمثل فيه الصحراء الصمت الفراغ العمى- بوارقا تومض و تلمع في عصور تغيب فيها الذات المدركة عبر التشيؤ عمى ، صمم، خضوع، خنوع، ارتداد إلى الفناء حتى أن الرؤى ترتد إلى جوهرها من خلال الفسيفسائية كتمرد رفض، عدم انصياع، عبر الاختيار كفردية بإلغاء الصحراء، فضاء السراب. فالعصور التي هي الرؤى بتشيئها صورا عبر اللغة تزدحم بها الصحراء كغبار فناء، أشكالا، أجسادا و أحجاما مندمجة في الدورة و ما هذه الرؤى سوى صوت البدائي يخترق الأطر نشيدا و غناء لإلغاء الفناء.
النبوة ليست ضرورة بل حقيقة الإنسان الفسيفساء و جوهره في القدرة على إلغاء الفناء عند حلوله في العصر عبر الإيمان الذي هو الفناء بهيمنة الضمور و التقلص في غياب الرؤى و بما أن العصر محدود بالدورة فإن ذات الإنسان تضمحل تتحلل تختفي كفسيفسائية أو هكذا يبدو في العصر بشلة و غله بتنميطه بالصور المتشيئة في اللغة. حقا الفسيفسائية بجوهرها الرؤى الخارجة عن أنساق الطبيعة وعكس العصر الخاضع للنسبية فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتمرد على الدورة و يخرج عنها و لا يمكن أن تكون الفسيفسائية إلا خارج أنساق الطبيعة، أنظروا صور الرؤى المتشيئة فهل يمكن الإدعاء بأنها فسيفسائية الإنسان الفسيفساء، و هذا محتمل في حالة إقصاء الخراب.
الحق، الحق أقول لكم بأن حلول الفناء في العصر يكمن في الارتداد إلى التوحش بعناصره الغريبة ضرب، نهب، سلب، تشويه، قتل، نهش، تمزيق أشلاء، تتقاطر دماء بالشل و الغل. الحق، الحق أقول لكم بأنه إذا كان العصر في جوهره الإيمان بالموضوع أي التنسيق مع الطبيعة كعملية تشيؤ صور الرؤى عبر اللغة، أي بروز الذاتية كانتماء، فإن هبوط الأنبياء هو تجلي الفسيفسائية خارج العصور بما هي حركة متناقضة في جوهرها بمعزل عن التشيؤ كإيمان بالموضوع، ورغم ذلك فهي كامنة في الإنسان بدليل هبوط الأنبياء. فأين الإنسان في العصر ككائن فسيفسائي خارج أنساق الطبيعة بالضرورة؟ العصر ليس نتاج الدورة، حين تكون اللغة من خلق الصوت تتجسد صور الرؤى المتناقضة فيها، أي عملية تشيؤ هذه الرؤى في صور، أجسادا، أحجاما و أشكالا و الحقيقة أن الأنبياء لا يهبطون إلا للإجهاز على العصور عبر الكفر بها من خلال تحرير الإنسان بتحطيم الأصنام التي تعبد بلا تدخل الذات المدركة، و فعلا هذا ما يحدث لإزالة الستائر التي تلغي الذات كإيمان بالموضوع أشكالا، أحجاما و أجسادا. و نحن نعلم الصعوبات التي يجدها الأنبياء لا لشيء غير شدة الإيمان و تغلغله. حقا يبدو الأمر غريبا فالعصور التي هي قدرة الإنسان على الخروج على أنساق الطبيعة عبر الرؤى تستحيل أسوارا يسجن داخلها هذا الإنسان، و هو تأكيد لصور الرؤى التي لا تمثل الرؤى إذ هي لا تتعدى الصور حتى أنها تستحيل شللا يشل الإنسان و يلغي ذاته، يبدو و ذلك واضحا في اللغة و جليا غير أنه يتجسد حسيا في تحطيم الأنبياء التماثيل، الأصنام و الأنصاب التي تمثل الزيف بما أنها لا تمثل قوة خارج الذات، بل معدومة القدرة مما يجعلها تتحطم، تتفتت و تندثر للتدليل على قدرة الإنسان على التحرر عبر الكفر، حقا يبعث فينا العصر الحيرة حين يتجلى صورا للرؤى تتجسد أشكالا، أجسادا و أحجاما يواجهه الأنبياء كحجارة بغياب الذات المدركة المتمردة الرافضة للقيود و الحدود، و الصعوبات التي يواجهها الأنبياء لا تكمن في القدرة على تحطيم الأصنام بل في تحرير الإنسان من الشكل المحدد المقنن الذي يحول بينه و بين فهم النبي من خلال اللغة لأنه في الحقيقة مؤمن متشيئ، ملغى كذات، لا تتمثل الصعوبة هنا في غير إذابة الحواجز التي تفصل الإنسان عن ذاته، أي اغترابه عنها و ما هذه الصعوبة غير التحجر، أي تغلغل الإيمان بالموضوع بإلغاء الذات المدركة الرافضة للفناء عبر الرؤى، وهو ما يجعل الأنبياء و أتباعهم عرضة لصدمات التوحش عبر الكائنات المسحوقة كذوات المستحوذة بالغرائز بأفعالها القهرية إيمانا بالموضوع رضوخا، خنوعا خضوعا للفناء بالانسياق و الانخراط في الدورة بجوهرها القانون. ليس دور الأنبياء الدعوة إلى الإيمان بل حمل الإنسان على الكفر، و لأن الرؤى هي قدرة الإنسان على الحركة خارج أنساق الطبيعة فإن الأنبياء يخاطبون الإنسان المغلول بالعصر كتحجر عبر الإيمان من خلال الرؤى عبر الصوت الخالق للغة خلقا جديدا أي لغة أخرى لا يفقهها الإنسان المتشيئى بتغييب ذاته، وهو ما يجعلهم يحطمون الأصنام لتجسيد قدرة الإنسان على الحركة بإذابة الموضوع المتحجر، خضوعا للدورة بجوهرها القانون شأن الحجارة لا تتواجد بغير شكل، متمثلا في العصر- إذابة للإيمان - وهو ما يفسح المجال لظهور الفسيفسائية الحركة الحرة الطليقة المتناقضة عبر الفردية.
ليس دور النبي إلغاء العصر إذا كان هذا العصر ملغى بالدورة التي تحيله فناء طالما أنه جسد مشكل في شكل، إنما عمله الشاق يتمثل في تحرير الإنسان من الإيمان الذي يشله و يغله، يحول بينه و العودة إلى جوهره الفسيفسائي الحركة المتناقضة جوهرها الفردية كاختيار.
أيها الأصدقاء يبدو و الأمر مثيرا في ارتداد العصر إلى حجارة صماء قاسية تلغى جوهر الإنسان بالهيمنة و التكبيل و ليس أدل على ذلك مما يواجهه الأنبياء، إذ كيف يستحيل العصر إلى حدود و قيود رغم ولادته من الرؤى، و الحقيقة أن هذا هو جوهر الموضوع و لبّه فبقدر ما يتأكد لنا أن العصر الذي هو وليد الرؤى عبر الصور المتشيئة من خلال اللغة يمكن من خلالها أن تطمس قدرة الإنسان على تجاوز التوحش في الخلق، خلق الوجود الإنسان الكامن في الرؤى، يتضح لنا بجلاء نهاية العصر الكامن في اللغة و انزلاقه نحو الفناء بهبوط الأنبياء و ما هبوطهم سوى طفو الفسيفسائية الكامنة في الإنسان الفسيفساء بما أن النبوءة حكرا على الإنسان، و طالما أنها الرؤية التي لا تخضع للأطر، بل هي الحركة المتناقضة عبر الفردية، تستمدها من هبوط الأنبياء في الصحراء المغمورة بالسراب فالأنبياء شأنهم شأن البدائي أول من جسد الرؤى كمعجزات و هو مع ذلك مطمور في عالم التوحش، يحيلنا هبوط الأنبياء إلى الماء في الصحراء، غير أن الرؤى تنبعث من الإنسان البدائي المتردد صوته قدرة على إلغاء الفناء و هذا الصوت ليس سوى الرؤى تتعين صورا في اللغات.
فإذا، الأنبياء الذين تعود الفسيفسائية للتجلي من خلالهم حركة تحرر الإنسان من العصر كفعل، إنما تم بها تفعيل القدرة على تجاوز أنساق الطبيعة عبر الرؤى، و هذا ما يفعله الأنبياء و بتواجد الإنسان في الرؤى حركته خارج أنساق الطبيعة متمردا على الإيمان إنما هي عملية خلق من العدم إذا كان الأنبياء يجسدون المعجزات في الصحراء رؤى، نشيدا و غناء حين ينبع صوت الإنسان من ذات مدركة بالتحرر من الموضوع، و إذا كان ذلك كذلك فإن هذا الصوت غير متشئ، ينبعث من الإنسان البدائي خارج الأنساق.
يبعث الأنبياء الحركة في الإنسان عبر الرؤى بتجاوز الإيمان، بتحطيم الأصنام، التماثيل، و الأنصاب كقانون يمتثل له مقدس حتى أن تلك الأصنام و التماثيل و الأنصاب مشكلة في جسد، شكل و حجم و ما هذه العملية سوى تحسس فقط لأن الأنبياء يسعون لإذابة جليد الإيمان الكامن في اللغة المتشيئة، تشل الإنسان بما أنها شكلا خال من الروح، فإذا كانت اللغة كذلك فإنها حقا لا ترتبط بقدرة الإنسان على التحرر بل ترتبط بانفعال الإنسان بالموضوع، حين يتبخر الإيمان يتمكن الإنسان من التواجد في الرؤى كنشيد و غناء إذا كان العصر إيمانا بالموضوع، إلا أن هذه الرؤى لا تتمثل للإنسان إلا إيحاء و هذه عظمة الأنبياء منذ الإنسان البدائي في تحرير الإنسان من التشيؤ، في عدم استنفاذ الرؤية المتناقضة في جوهرها بلا نهائية صورها. غير أننا نندهش أمام العصر الذي يرتد إلى التحجر؟ فعلا فالأنبياء يهبطون لتجسيد الرؤى كمعجزات خارج أنساق الطبيعة خارج العصر إيمانا بالموضوع أصنام، تماثيل و أنصاب. يبعث الأنبياء الحركة في الإنسان عبر الرؤى لأنهم بالضرورة خارج العصر وهم كذلك دوما إذ لا يقبعون في الصور بل يخلقون الرؤى كحركة في الوقت الذي يسجن فيه الإنسان داخله واقفا عند حدوده متواجدا في الصور معتقدا أنها خلقا، و الحال أنه متشيئا بالإيمان بالموضوع و حين يكتفي الإنسان في الرؤية بالصور تبدأ ملامح العصر بالتشكل في اللغة كقانون أجسادا، أشكالا و أحجاما أي تماثيلا أصناما و أنصابا و في تلك اللحظة تختفي النبوة لأنها تتناقض و العصر. بينما و في ظل اختفاء الحركة جوهر الفسيفسائية كتناقض يزحف الفناء تدريجيا و يتسرب مواكبا تشكل العصر عبر التشيؤ أي عبر الذاتية ضمورا و تقلصا فيخفت الصوت باختفاء النبوة كرؤى عن النشيد و الغناء. حينها تجف اللغة تستحيل قشورا خاوية أجسادا أشكلا و أحجاما في ظل عدم إمدادها عبر الصوت بالصور و التي تفنى في النهاية، يسعى الفناء إلى التغلغل في الإنسان عبر الإيمان بالقانون جوهر الدورة امتثالا و تقديسا لقدرة وهمية مزيفة لأنها كأصنام، تماثيل و أنصاب ليست سوى تحجر، قسوة عبر التصلب تآكل ذاتي إذا كانت المادة تأكل ذاتها عبر الاغتراب عن الذات المدركة.
أيها الأصدقاء لا يغرنكم أولئك الوحوش الذين شلتهم و غلتهم سلوكات غريزية قهرية أداة التسلط في زعمهم تحرير الحركة بل الأحرى بهم أن يحرروا أنفسهم، إذ هم ليسوا أنبياء، هؤلاء السفهاء يا أصدقاء يجهلون أن الرؤى لا تتجلى في غير التناقض و الأنبياء أبعد ما يكون عن التسلط و العدوان أطر الفناء بأساليبه الغريبة من تلون و تخفي تفخيم و تضخيم و تهديم. و الحقيقة أن هؤلاء لا يملكون بحكم توحشهم غير تبرير الإيمان بالقانون جوهر الدورة نهبا و سلبا ،اعتداء و ضربا، قمعا و ترهيبا، تحطيما و تدميرا، فتكا و قتلا ، نهشا و تمزيقا أفلا تنظرون يا أصدقائي ما يواجهه الأنبياء ! حقا ليس تحجر العصور سوى تغلغل الفناء بإلغاء الحركة حين يزحف و يتسرب ليسود في ظل انعدام الحركة، يطغى الألم الناجم عن القسوة، و لأن التنافر جوهر علاقة المادة و ما ألوان الماء الفسيفساء سوى دليل ملموس على ذلك لتحقيق الدورة كبداية ونهاية يخضع الإنسان للغريزة كعدوان، كانغلاق كذاتية لتحل محل الهوية لا يواجه الأنبياء في تحرير الإنسان من الإيمان بالعصر كموضوع، الإنسان كإدراك بل كغرائز إذا كان الإيمان هو الارتداد إلى القانون جوهر الدورة. فالإنسان المتحجر الذي يقبع في العصر بطمس الإيمان قدرته على الفعل كحركة، تكمن الصعوبة الرهيبة في التواصل مع الإنسان السجين في تواجد الأنبياء خارج العصر، أي مخاطبتهم باختلاف رؤاهم كمعجزات تتجسد رغم اتفاقهم في النبوة، - الإنسان من خارج أسوار العصر-. يبدأ الأنبياء في تهديم هذه الأسوار كأصنام تماثيل و أنصاب – كلا موضوعية – إذا كانت اللاموضوعية في جوهرها هي أن لا شيء يستحق الإيمان حين يبرر الإيمان الفناء، فإذا الحركة تنشأ في اللاموضوعية بدليل أن البدائي تمرد على عالم التوحش وهو مطمور فيه، يدعو الأنبياء الإنسان السجين إلى الكفر بالعصر و تجاوزه في اللغة التي يكمن فيها السحر كرؤى من خلال الصور التي تتبدى، و منذ الإنسان البدائي لا يفتأ الإنسان يتجاوز الطبيعة عبر اللغة و ما سحرها الكامن سوى القدرة على إلغاء الفناء و لن تكون هذه العملية من السهولة بمكان لأن لغة الأنبياء التي تنبع من صوت الإنسان كنشيد و غناء عبر الرؤى منفتحة متجددة مرنة و هو ما يجعلها إيحائية صعبة الفهم لدى الإنسان سجين الإيمان، ليست لغة الأنبياء سوى دعوة للقاء انسجاما متناقضا عبر الفردية كاختيار و ما الاستجابة إلا خروجا عن الذاتية نفورا، عدوانا، صداما، صراعا، ضمورا و التي هي حقيقة جوهر الإنسان الفسيفساء لأنه سيخلق الرؤى عبر الصوت تجاوزا الأنساق الطبيعة، ليست النبوة ضرورة يأصدقاء بل تواجد الإنسان الفسيفساء خارج أنساق الطبيعة فانطلاقا من الإنسان البدائي لا يفتأ الإنسان يؤكد هذه الحقيقة عبر اللاموضوعية أي بتجاوز الإيمان إلى الكفر بالعصور التي تنشأ بزحف الفناء و هيمنته وباستجابة الإنسان للحركة الكامنة في الرؤية من خلال النبوة، ينزلق العصر نحو الفناء و يتهاوى منهارا تماثيلا و أوثانا، أصناما و أنصابا لينطلق في تجسيدا الرؤى المتدفقة المتزاحمة تتعين في اللغة أي بداية عصر كتفجر بعد أن مضى عصر سابق كقداسة ،كصرامة ،كحضر، كتحجر.
يبدأ العصر بالتفجر و ينتهي بالتحجر و ما هبوط الأنبياء إلا ميلاد عصر لاحق، حتى أنه لا يولد في غياب النبوة و لا يتفكك ليركب من جديد فهو متحجر إذا كان الأنبياء ينبعثون في الفراغ بل العصريفنى لارتباطه بالتحجر المتمثل فيما يواجهه الأنبياء، و غني عن التذكير أن النبوة إذا كانت معجزات تتجسد خلق من عدم بالاختلاف الأنبياء في الرؤية. و لأن الأنبياء ينبعثون في الفراغ فهم سيخلقون الوجود الإنسان كوجود ينبثق، يتفتح، ينتشر كحركة خارج عالم التوحش .
ينبعث الأنبياء في الفراغ، إذا كانت المادة تختفي، تنتفي عبر الضمور و التقلص، و الأنبياء يتحركون خارجها لخلق الرؤية التي تفجرها التي تتشكل إذ الإنسان ليس آلة تمر منها الأنغام كالماء في البذرة فإذا الرؤية تفجر المادة التي تتشكل إذ الإنسان ليس آلة تمرد منها الأنغام كالماء في البذرة فإن الرؤية تفجر المادة و ليس تفجيرا فيها لأن الرؤية بمعزل عن التجسد كشكل و جسد و حجم، و إذا كانت المادة جوهرها الضمور و التقلص عبر التوحش فإنها تكتسي طابع التصلب كقسوة كخنق ، كتحجر، و حري بنا التذكير بأن المادة هنا في تشكلها لا تعطينا حقيقة الرؤية المتناقضة في جوهرها بل صورها وهو ما يجعل العصور تضمر و تتقلص شأن المادة فجوهرها القانون عبر الدورة. فإذا كانت المادة لا تستمد شكلها من الرؤية فإن النبوة ليست فعلا دائما في المادة ، وهو ما يفسر تجدد النبوة أي تجسيد انبعاث الإنسان في الفراغ عالم الفناء حقا وهل رغبة الإنسان غير إلغاء الفناء. عبر الحركة في العدم تتجلى في المادة المتقلصة لفراغها ورغم ذلك فإن هذه النبوة خارج المادة لأنها رؤى لا تؤطر.
حين ينزلق العصر المتحجر إلى الفناء يبدأ عصر جديد بالتفجر عبر الرؤى فيعاد الإنسان إلى جوهره إنسانا فسيفسائيا نشيدا و غناء غير خاضع البتة للدورة، و بذلك فإن الرؤى المارة عبر الصوت في شكل صور لا نهائية تشكل لغة جديدة كلا موضوعية حين تتناقض و الإيمان، و ليست صعوبة الأنبياء في تحرير الإنسان من اغترابه عن ذاته كقدرة على خلق المعجزات غير الإيمان.
يتواجد الأنبياء في الفراغ حيث يجسدون معجزاتهم عبر الرؤى بمعزل عن العصور، فإذا كانت النبوة بماهي حركة خارج أنساق الطبيعة فإن الرؤية ليست سوى تفجر متناقض دائم بمنأى عن الإيمان بالموضوع وهذا حقا ما يحدث حين تكون النبوة خارج العصور التي تتشيأ و تتحجر. انظروا لغة الأنبياء يا أصدقاء العصية على الفهم لا لسبب غير اغتراب الإنسان عن ذاته القادرة على الحركة عبر الفردية كتناقض مجسدة اللقاء جوهر الفسيفسائية كهوية بالانسلاخ عن الذاتية نلمس ذلك من خلال اللغة بصورها اللانهائية وليدة التفجر. حقا يرتبط العصر كتفجر بانبعاث النبوة كقدرة على الانسلاخ عن التوحش أي التمرد و عدم الانصياع للدورة وهو جوهر الفسيفسائية الانسانية تتجلى في ولادة العصور، وهو ما يفسر حضور اللغة المتقدم في التفجر و فناؤها عند التحجر لارتباطها بالخلق فحينما يرتبط العصر بالتفجر عبر الرؤى كنبوة بمعزل عن الإيمان و أن هذه النبوة هي في الحقيقة خارج العصر بدليل صعوبة الأنبياء في تخليص الإنسان من الإيمان لتشيؤ العصر، فإن اللغة تبدأ في الضمور و التقلص بمجرد أن تختفي النبوة كبارقة تومض و تلمع. أيها الأصدقاء لا تهتموا بالعصر لأنه ليس سوى جسد، حجم، شكل، مادة، تصلب، قسوة، تحجر، و الإنسان لا يتوارث الخلق كالغريزة في المادة، لأن الخلق عملية تتجسد في العدم بحضور الذات و تدخلها شأن المعجزات. فإذا كانت المادة من أصغر جزيء تحتوي النظام بأكمله فلا نطمع في إلغاء الدورة في المادة لأنها محتواة فيها بجوهرها القانون الذي هو ليس غير أشكال، أجساد و أحجام في حين تتمرد الفسيفسائية على الموضوع كتناقض عبر الفردية، فإذا الإنسان الذي ينفذ في المادة لن يجد عملية التفجر كخلق بل سيجد الدورة تتكرر لتجسيد القانون تتشيأ من خلاله المادة الملغاة كذات في الوقت الذي يتحرر فيه الإنسان عبر الحركة كتناقض من هذه الأنساق، و هذا ما يقف في وجه الأنبياء أي الإيمان بالموضوع أصناما، أنصابا و أوثانا كوراثه. ترتبط النبوة كرؤىللإنسان البدائي الذي يسعى لإلغاء الفناء بالتمرد على أنساق الطبيعة ،و هذه الرؤى تتجلى في العصور ولادة عبر التفجر من خلال لغة الأنبياء و السحر أبرز مثال في قدرة لإنسان على خلق الرؤى التي تتجسد في صور عبر اللغة، يقف الإنسان موقف المغترب عن ذاته في فهمه القاصر لرؤى الأنبياء، في حين أن دورهم يكمن في تحريره من الموضوع فإذا كانت النبوة دشنها الإنسان البدائي كيف نفسر وميضها و بريقها و تفجيرها للمادة في العصور؟ أي أن هذه العصور التي تتشيأ بمجرد اختفاء النبوة لترتدا إلى القانون جوهر الدورة حاكمة على ذاتها بالفناء رغم إشراف النبوة على ولادتها. الفناء يلف النبوة كرؤى إذا كان الأنبياء ينبعثون في الفراغ، فالحقيقة أن النبوة تمثل الخلق ،وجودا من خلال التفجر في العصر، و سرعان ما يتسرب الفناء باختفاء النبوة عبر تشيؤ الإنسان، أي إلغاء الذات القادرة على الحركة خارج أنساق الطبيعة وهو ما يؤكد وميض و بريق النبوة التي ترتبط بالإنسان و حكرا عليه، و التي هي محتواة في الفسيفسائية جوهر الرؤى، و ليست الرؤى سوى تحقيقا لهذه الفسيفسائية هوية الإنسانية ،فإذا النبوة كرؤى حركة خارج أنساق الطبيعة تولد بها العصور تفجرا ليست سوى صوت البدائي الذي يتردد في العصور كتحجر، أي فشل الإنسان في تحقيق الرؤية في إلغاء الفناء، فالعصور التي فنت ليست سوى رؤى لم تتحقق لأنها تجسدت في المادة صورا تستحيل إيمانا.
يبدأ العصر في ولادته تفجرا بالكفر، و هو ما يباعد بين العصور عبر تجلي النبوة كرؤى، يقتضي الانفصال التمرد و العصيان بالتخلي عن الإيمان و لنا في سيرة الأنبياء أسوة واضحة للعيان ،وهو ليس غير انسلاخ عن الفناء يا أصدقاء عبر الرؤى الذي يغيب الذات المدركة، فتحضر الغريزة جوهر التوحش ، تشل الإنسان عبر الإيمان.
تنتهي المعجزات حين تختفي النبوة، ليفسح المجال للعصر للتشكل كموضوع خارج الذات، و إذا كان الأمر كذلك فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون المادة أزلية لأنها ترتبط بالشكل الذي يرتبط بالدورة بجوهرها القانون أي إلغاء الذات، عكس الفسيفسائية التي هي قدرة كامنة في الذات، إذ النفاذ في المادة لا يقدم لنا غير الإيمان بالموضوع كجسد، شكل و حجم عاجز عن التسرب و الانتشار، القدرة و الاقتدار بجوهره الفراغ، وهو ما يبرر توحش المتوحشين الذين لا يؤمنون بغير التصادم، التنافر، التهديم،التحطيم،و التدمير عبر الإلغاء و الإقصاء وهو ما يمثل خطرا يهدد الإنسانية باستمرار، هؤلاء ما نسميهم في الأعراف بالمرضى يتواجدون في السلطة و يمارسون التسلط ،العدوان بأفعالهم القهرية يسعون عبر هذا الاستحواذ الغريزي بحكم قصورهم و غيابهم كذوات متحررة إلى إلغاء التفجر انظروهم، تأملوا سلوكاتهم ستندهشون لرغبتهم المحمومة لتنميط الإنسان غله وشله، وهو لاريب دور السواد، ينبعث بين طياته التفجر حين يتشكل العصر كمادة فيستحيل كيانا، وهذا بديهي لتجسيم التوحش. و ما التحرر سوى القدرة على الحركة في العدم، أي اللامضوعية. يتجلى اللقاء عبر الرؤى في الخلق كتفجر، تضي فيه الفسيفسائية بارقة تومض و تلمع بين طيات السواد عبر الأنبياء، ليس هناك قانونا غير الفناء أي الإلغاء غير أنه لا يحول و الحركة كرؤى على هوله بما أن المادة متأصلة بالفراغ عبر الدورة و الإنسان الفسيفساء لا يفتأ ينفلت من التحنيط عبر الشدو و الغناء، فيتعالى متصاعدا منتشرا، قادرا مقتدرا.حين يبدأ العصر بالتفجر، ينتهي بالتحجر كشكل مادة، أين يتسرب الإيمان عبر الفناء تسري إذا آليات التوحش وعناصره كدورة حتمية الفناء لارتباطها بالقانون، فلاشي يستحق الإيمان خارج الذات حين يكون محكوما بالفناء كتلاشي ألوان الماء في الصحراء، وحقا هذا ما يحدث حين تنشأ الحركة في اللاموضوعية، و ما الموضوعية سوى حضور القانون حضرا منعا، إقصاء و إلغاء للقدرة على الفعل، و بديهي أن العصور لا تتمكن من تشكيل الفسيفسائية الإنسانية عبر التلبس بها كمادة فيحال العصر كمادة تنافرا، ضمورا و تقلصا عبر الذاتية لأن الفسيفسائية خارج أنساق الطبيعة تسري في العصور رغم اختفاء النبوة كرؤى، غير أن البدائي هومقياس قدرة الإنسان الفسيفساء على الحركة خارج أنساق الطبيعة كصوت يشق الصمت عبر النشيد و الغناء.
حين تتلبس المادة بصور الرؤى في اللغة تكون الفسيفسائية جوهر الرؤى بمنأى عن التأطير كفردية فإذا كان ذلك فإن الإنسان أبعد من أن يغيب كذات لأنه مجبول على الحركة في عالم التوحش بدليل ظهور النبوة، أي طفو الحركة التي كانت تسري في المادة. ما ذهب من العصور لا يعود و لن يعود لأن المادة تتشكل عبر التفجر من خلال الرؤى المتناقضة في جوهرها فترى الوحوش المسحوقي الذوات كأداة استحواذ وقهر بحكم تغييبها كذوات تستحيل أداة عمياء، صماء، بكماء إلى فرض القانون، تشكيلة غلا، ضربا، قمعا، فتكا، تشويها و قتلا لأن الإنسان الفسيفساء ينبعث من بين طيات الفناء عبر النشيد و الغناء خارج أنساق الطبيعة، فالفسيفسائية شأنها شأن حركة الماء الذي يسري في الخفاء يطفو على سطح الصحراء واحات ألوان. مآل العصر إذا التآكل حتى و إن طال أمده في الزمن لشدة الإيمان عبر سريان الفسيفسائية فيه لهشاشته كمادة. فيكون الإنسان في العصر بحكم حركته المتمردة المتحررة خارج هذا العصر أي في اللاموضوعية في الرؤى انبعاث.
حين يغيب العصر نهائيا رغم أنه لا يزال قائما في اللغة بالنسبة للإنسان الفسيفساء الذي يتواجد في الرؤى خلقا تفتحا كتصاعدا و انتشارا، قدرة و اقتدارا فإنها تجسد اللقاء، لقاء الإنسانية بالخروج عن الذاتية، أي أن الفسيفسائية كعملية تحرير الإنسان من الموضوع كإيمان و بتفعيل قدرته على الحركة لإلغاء الفناء، ينسلخ الإنسان عبر الرؤى و ينفصل عن التحجر باختفاء العصر يتفتح على النشيد و الغناء صوت الإنسان البدائي الذي يتردد بمعزل عن الحدود و القيود التي تنحل و تضمحل حتى أن ذلك الانفتاح يبدو كشفا ، غير أن العصر يعمل على طمس الرؤية بتشكيل الصور عبر اللغة المتشيئة .
حقا تسري الرؤى المتناقضة في العصر كمادة، كاختيار عبر الفردية لأن الإنسان المجبول على الحركة خارج أنساق الطبيعة يفكك العصر أشكالا، أجسادا و أحجاما فيستحيل البناء متصدعا آيلا للسقوط تحيله رجه أطلالا ، و ما الرؤى سوى عودة الإنسان لذاته بالكفر بالموضوع كإيمان الذي يحول لن الإنسان لأداة حتى و إن اشتد، بل سيطول به العصر، غير أن الفسيفسائية كحركة في مواجهة التوحش ستظهر متناقضة بأكثر جلاء رؤى، أي قدرة على إلغاء الموضوع إيمانا بالقانون في العصر الذي يستحيل فضاء شأنه شأن الصحراء مع الماء لأن الإنسان متواجد بالضرورة في الرؤى، كلما طال العصر كلما اشتد الإيمان، وكلما اشتد الإيمان كلما تجلى الموضوع، كلما تجلى الموضوع كلما كان قابلا للإلغاء أفلا تنظرون الأنبياء في تحطيمهم الأصنام، الأوثان و الأنصاب التي تتهاوى، تتصدع، تتحطم، تتفتت لا ترد العداء و الاعتداء لأنها بنيت على القانون جوهر الدورة، فالوحوش الذين يحاربون الحركة بحكم عجزهم لا تنبع شراستهم و عدوانيتهم إلى ذواتهم كاختيار، بل إلى غربتهم عنها ، فاستحالوا أدوات تحجر بمعزل عن التفجر تصاعدا، انتشارا، قدرة و اقتدار انظروا المدافعين عن العصر. فعلا يبدو العصر أكثر هشاشة باشتداد الإيمان و الذي هو في الأصل تغييب الحركة أو هكذا يبدو، لأن النبوة ليست الإجهاز على العصر المحتضر، يتجلى ذلك في سرعة اختفائه لدى الإنسان الذي بات أكثر إشراقا و ألقا عبر الرؤى تتجسد معجزات، غير أن خروج الإنسان عن العصر المقيم في اللغة المتحجرة هو في الأصل مغادرة العصر الإنسان أي انحلاله لهشاشته طالما أنه مخترق عبر الرؤى التي تسري فيه سريان الماء في جوف الصحراء تظهر كنبوة.
يكون القانون جوهر الدورة واضح التسلط و العدوان، بإلغاء قدرة الإنسان على الحركة كرفض الإيمان بالموضوع وهو ما يجعل العصر شديد الإيمان وقوية، بينما يتخفى في العصر الضعيف الإيمان يستحيل شبكة عنكبوتية يحيل الإنسان فرائسا، لأنه مفخخ، بتغيب القدرة على الحركة عبر الخداع المستمر كالسراب في الصحراء يحسبه الضمآن ماء، يتجلى بوضوح في الازدواجية. هو ذا العصر الضعيف الإيمان، فإذا كان العصر الشديد الإيمان يرتد الإنسان من خلاله إلى القانون كموضوعية بسلبه القدرة على الحركة عبر العدوان المباشر صدمة من صدمات التوحش تهويلا، تضخيما و تهديما فالموضوع يتسم بالعظمة، القوة و القدرة يصبح الإيمان بديهة، غريزة، وراثة، فإن العصر الضعيف الإيمان يقيل الإنسان من القدرة على الفعل عبر التزييف بحكم الازدواجية فهو براق مشع في الظاهر، مظلم في الباطن، هادئ و رائق كالمستنقع في الظاهر،متوحش متسلط و عدواني في الباطن، هو لين و ناعم في الظاهر، فج ،فض و بدائي في الباطن، دورة فناء بسوادها صمتها و فراغها، متلفعا بالألوان الخداعة. نلمس هذه الازدواجية في اللغة، ففي العصر الشديد الإيمان و قويه تبدو اللغة صريحة التحجر، بينما تبدو في العصر الضعيف الإيمان مزدوجة ، فهي في خدمة الموضوع في جوهرها حاسمة و قاطعة لأنها محكومة بالقانون الذي يهيمن، تبدو مغلفة بطبقة براقة مغرية تمنح الإنسان حرية مزيفة لأن اختراقها يؤدي إلى الاصطدام بالقانون الشديد المناعة و الحصانة حتى لتبدو تلك الطبقة التي تخفي القانون في باطنها وتحرر الإنسان في ظاهرها لغو أطفال و هذيان معتوه، فيفقد الإنسان حين يدرك هذه الحقيقة تحسسا لا وعيا إيمانه بالقدرة على الحركة، هذه الطبقة ضرورية لتغليف التوحش الذي تسرب و طفى في ظل غياب الحركة.
في العصر الشديد الإيمان تصرح اللغة بانحرافها وتحريفها نتيجة التحجر الموسوم بالانغلاق بدل التفتح، التنافر بدل التقارب و التكامل، العدوان بدل التواصل عبر الإدراك، يحل التمايز خضوعا للقانون، الاستيلاء بالاعتداء تجسيما للدورة عبر التوحش يا أصدقاء، فيصاب الإنسان بالصمت و الخرس بدل إرسال عقيرته بالنشيد و الغناء.
حين تكون اللغة في العصور القوي الإيمان شفافة يظهر من خلالها صنم القانون، تكون في العصر الضعيف الإيمان لينة في ظاهرها، حادة وخشنة في عمقها، مراوغة و مخادعة ،أكثر شراسة و قسوة قادرة على جعل الإنسان يلغي ذاته بتحجيمه و تقزيمه.
الحق، الحق أقول لكم أن اللغة في العصر الأقل إيمان مقدسة بحكم شدة الإيمان في العصر المزدوج الخطاب في اللغة بحكم التنسيق مع الطبيعة، فتستحيل اللغة مسلمات، بفقدان الإنسان إيمانه بذاته.
في العصر الضعيف الإيمان يتم التواصل مع القانون جوهر الدورة بإرسائه كتنافر، تناحر، صراع، إفناء، إنهاء، لتغييب الإنسان من خلاله بطريقة تبعث على التعجب، يبدو من خلاله ورعا، تقيا، يهز رأسه موافقا،ببلاهة، نتيجة سطحية و سذاجة، يبدو ألعوبة بين يدي القانون متشيئا حتى أن عملية تفعيل قدرته على الحركة تتم بصعوبة لأنه تحت تأثير إيهام العصر المتحجر عبر الوحي له بالحرية المزيفة و التي تفهم حدودا عبر المسلمات في اللغة لأن الحركة تتم في عالم التوحش ضرب من التناقض رؤية تتجسد كمعجزة ،فالإدراك مغيب باستفحال الإيمان.
حين يهبط الأنبياء يجسدون اللقاء بتخليص الإنسان المغيب بالقانون، مجسدين الوجود في الفراغ ،إذا الطبيعة ليست المواجهة و النقيض للإنسان الذي يسلط عليها الضوء، و العصر ليس غير زمن مشكل في شكل له بداية و نهاية، وما العصر سوى صدى التفجر بمعزل عن الآلية الميكانيكية يتهيأ تدريجيا في طيات العصر شأن الماء في الصحراء، ينشأ كألوان الماء مفجرا البذور في طياتها.
فإذا العصور لا تتعاقب، فليس هناك القبل و البعد، بل تنسحب العصور كتحجر بقدر قدرة تواصل التفجر في اللغة نشيدا وغناء عبر الصوت الذي جبل على الحركة عبر الاختيار ، ينتفي في التسلسل و التعاقب، فإذا تتواجد كل العصور في نفس الآن طالما أن الرؤية تتناقض في جوهرها كحركة خارج أنساق الفناء أي انبثاق الأنبياء من الفراغ ،من الصمت ،من الظلام السائد إذا كان الوجود ينتفي خارج ذات الإنسان حين تتجلى النبوة كمعجزة تعود ذات الإنسان المغتربة ،عبر الحركة الخارجة عن القانون أي يتجسم الوجود على الرغم من أن العصر كان قد انسحب، انهار، تصدع، تفتت، ولم يبقى غير أثره في اللغة لهشاشته لما تنشأ في رحمة بذور التفجر.
حين يهبط الأنبياء يحدث التفجر، أي تجسد الرؤى كمعجزات عبر اللاموضوعية يبدأ التفجر في اللغة لسحب الإنسان من القانون عبر التمرد و الرفض و عدم الانصياع، انسلاخا عن الطبيعة عبر الحركة بصراع التوحش، ليست النبوة سوى التواجد خارج العصر الذي هو إطار منغلق فإذا الإنسان و بخروجه عن العصر الكامن في اللغة يجهز عليه تماما عبر الاختيار يتجلى في لغة النبوة التي هي عملية تفجر الرؤى، أي انفتاح الإنسان على المتناقض كاختيار يبدو خلقا جديدا شأن ألوان الماء في نباتات الواحات، العصر ليس سوى المادة المتلبسة بالرؤى المتناقضة تتجلى في صور وهو ما يحيلها على الانهيار و الدمار لأن المادة لا تتفجر إلا لتتحجر حتى أنها لا تتمكن من سجن الإنسان حين تتجسد صورا في الموضوع عبر الإيمان لأن هذا الإنسان مخصوص بالنبوة، أي تجسيد المعجزات بمعزل عن الموضوع. نرى النبوة في المستقبل بتواجدنا في العصر الذي هو الزمن كبداية ونهاية لأن التفجر ليس سوى التواجد خارج التحجر باختراقه و ليس التقدم في الزمن بنفي الاختيار و كل ما هناك عملية خلق الوجود المنبثق من العدم.
و على عكس الإنسان لا تتم عملية نشأة ألوان الواحات في الصحراء عبر الماء بالمكابدة و الإرهاق لأنه فسيفساء ألوان لا تتمازج و لا تتناقض و هذا مبرر لتغدو العصور التي من خلالها نتبين حجم التفجر في اللغة نشيدا و غناء أي عدم الإيمان بغير ذات الإنسان.
لا تنطوي البذرة على الألوان حتى أن تفتح ألوانها لا يتم بغير الماء الذي يشكلها في شكل بذرة من جديد لضرورة تواجدها في شكل حجم جسد، البذرة لا تملك غير التواجد في بذرة بينما يخلق الإنسان الفسيفساء لا بالإجبار بل عبر الاختيار.
لا يكمن التفتح في البذرة لحاجتها الشديدة إلى الماء لخلوها من الألوان، في الوقت الذي يتمثل فيه الإنسان الفسيفساء التوحش عبر الإدراك الكامن في ذاته، فيتمرد على الدورة بإلغائها، إذ ينبثق وجودا في العدم و العتمة أنوارا عبر الحركة لما ينتفي في البذرة الاختيار حتى أن الأشكال الأجساد و الأحجام لا تتناقض.
نلمس التفجر في اللغة، و ما لغة الأنبياء سوى، الرؤى حين تتجلى النبوة بمعزل عن العصور أي ترتبط بلحظة التفجر في اللغة، هي رؤى تتجسد معجزات باللاموضوعية مما يجعلها صعبة التفكيك .الإنسان هو بذرة الخلق في العدم، حين يختص بالنبوة من دون بقية الكائنات الأخرى كمادة. تتواجد عبر التشكل بدليل ترغيب الأديان له و ترهيبها مقرة قدرته على الاختيار عبر التناقض كفردية جوهر الفسيفسائية مجسدا الهوية باللاموضوعية ،و ما النبوة سوى القدرة على اختراق العصر كشكل مادة وهو ما دشنه البدائي كإنسان فسيفسائي في تمثله التوحش و خروجه عنه عبر السحر و الأسطورة.



#صالح_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة
- أسطورة التأله الجزء السابع
- أسطورة التأله الجزء السادس
- أسطورة التأله الجزء الخامس
- أسطورة التأله الجزء الرابع
- أسطورة التأله الجزء الثالث
- أسطورة التأله
- أسطورة التأله الجزء الثاني
- أسطورة التأله الجزء الأول
- إنبعاث الأنسان عبر الموسيقى بتحرير الحركة
- الإنسان الفسيفساء
- حقيقة النقطة والحرف في تجربة أديب كمال الدين الشعرية


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صالح محمود - العصور بين التفجر والتحجر