أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تاج السر عثمان - حول قرار عبد الواحد بفتح مكتب لحركته داخل اسرائيل















المزيد.....

حول قرار عبد الواحد بفتح مكتب لحركته داخل اسرائيل


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2299 - 2008 / 6 / 1 - 07:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثار القرار الذي اتخذته حركة تحرير السودان التي يقودها عبد الواحد محمد نور ردود فعل غاضبة، لتعامله مع العدو الصهيوني الذي ما قام الا علي الاعتداء علي حقوق الشعب الفلسطيني، والعنصرية.والجدير بالذكر أن الكيان الصهيوني كان يصنف مع الانظمة العنصرية في جنوب افريقيا واستحق استهجان كل الحركات الوطنية التحررية وعداء العالم باسره وبمختلف اعراقه ودياناته، حتي أن الامم المتحدة اتخذت قرارا في احدى دوراتها: اعتبار الصهيونية شكل من اشكال العنصرية. فكيف يتعامل عبد الواحد مع هذا الكيان الصهيوني؟؟!!
معلوم أن قيام الكيان الصهيوني في أرض فلسطين عام 1948م، ارتبط بتشريد الفلسطينيين من اراضيهم، ولعب دور حصان طروادة لضرب الحركات الوطنية التحررية المناهضة للاستعمار والمطالبة بالتنمية المستقلة، كما حدث عندما اوقف المد الثوري في العالم العربي بعد الحرب العالمية الثانية، وكما حدث عندما تحالفت اسرائيل مع فرنسا وبريطانيا في العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956م، بعد تأميم الرئيس جمال عبد الناصر لقنال السويس، والعدوان الاسرائيلي في يونيو 1967م والذي كان من اهدافه ضرب النظام الوطني في مصر ووقف حركة التغيير الاجتماعي التي قادها الرئيس السابق جمال عبد الناصر، وبالتالي ، فان اسرائيل لم تكن محايدة في الصراع ، بل كانت اداة الثورة المضادة في المنطقة العربية لضرب اي نهوض تحرري مستقل عن سيطرة الغرب الرأسمالي بقيادة امريكا، ومازالت تلعب هذا الدور في المنطقة بهدف اعادة ترتيب الاوضاع في المنطقة من اجل الاستمرار في نهب مواردها البترولية، وتأمين موقعها الاستراتيجي لمصلحة امريكا في صراعها الضاري مع المراكز الأخري للنظام الرأسمالي العالمي في مرحلة العولمة الراهنة( دول الاتحاد الاوربي، اليابان)، وتطويق الصين وروسيا حتي لاتنهض مرة اخري في الصراع ضد المصالح الامريكية في المنطقة.وفي هذا الاتجاه كان احتلال أفغانستان والعراق بهدف تامين النفط ، والاتجاه لضرب ايران ، والدور الذي لعبته اسرائيل وما زالت تلعبه في تنفيذ هذه المخططات مثل العدوان علي سوريا وغزو لبنان والمجازر التي ارتكبتها ضد الشعب اللبناني وحتي العدوان التي تشنه حاليا والمجازر التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وما خلفه من شهداء وجرحي.
فهل فكر عبد الواحد محمد نور في كل ذلك قبل أن يقدم علي خطوته تلك؟.
هذا علما بأن شعب السودان تضامن مع الشعب الفلسطيني عام 1948م، واسهمت قواتنا المسلحة في حرب فلسطين ضد الكيان الصهيوني، ولازال الناس يذكرون بسالة الضابط زاهر سرور السادات ورفاقه في معركة تحرير فلسطين.كما وقف شعب السودان مع مصر ضد العدوان الثلاثي علي مصر وارسل الفدائيين لمواجهة ذلك العدوان، وتضامنت شعوب العالم مع مصر ضد ذلك العدوان، اما عدوان 1967م، ضد مصر فقد واجهه شعب السودان بموكب ضخم لمقابلة الرئيس عبد الناصر في مؤتمر القمة العربي عام 1967 في الخرطوم والذي وصفه عبد الناصر: بانه كان ملهما لصمودنا ضد العدوان، وكان لذلك اثره في قرارات مؤتمر القمة العربي والذي خرج بلاءاته الثلاثة، كما تضامن شعب السودان مع شعب مصر في حرب اكتوبر 1973م والتي اكدت امكانية مقاومة الاحتلال ، كما رفض شعبنا استسلام السادات للعدو الصهيوني في زيارته التاريخية لاسرائيل والتي ادت الي تطبيع العلاقة معها، وحتي اتفاقات اوسلو التي اكدت حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة اجهضها الكيان الصهيوني بعدوانه المستمر علي الشعب الفلسطيني ، كل ذلك لم يغير من طبيعة العدو الصهيوني.
اذن شعب السودان له تقاليد وثوابت في كراهية الكيان الصهيوني، وحتي حركات الانيانيا المسلحة في جنوب السودان والتي كانت لها علاقات سرا مع اسرائيل ،الا أن الحركات المسلحة في جنوب السودان لم تجرؤ علي خطوة عبد الواحد بفتح مكتب لها في اسرائيل، وكان ذلك من الكياسة السياسية، وحتي نظام نميري عندما اقدم علي ترحيل اليهود الاثيوبيين(الفلاشا) الي اسرائيل عبر السودان، كان ذلك سرا، خوفا من غضب شعب السودان وثوابته الراسخة ضد الكيان الصهيوني، حتي انكشف المستور.
فهدف الكيان الصهيوني تفتيت وحدة السودان وضرب الحركات الوطنية التحررية التي تهدف الي التنمية المستقلة ونهضة شعوبها، وكانت اسرائيل تصنف ضمن الدول المناهضة لحركات التحرر الوطني في افريقيا.
صحيح أن نظام الانقاذ يتحمل المسئولية الاساسية في الماسأة الانسانية في دارفور، والتي كان من نتائجها المجازر والابادة التي حدثت لشعب دارفور وتشريده من اراضيه حتي اصبح يعيش في معسكرات، والبعض تحت ضغط الحاجة واليأس لجأوا الي اسرائيل، ولكن ذلك لايشكل مبررا بالاعتراف بالعدو الاسرائيلي وتطبيع العلاقات معه، فنظام الانقاذ هو الذي يتحمل مسئولية هذا التوجه الخاطئ لعبد الواحد. وكون ضعف موقف العالم العربي والاسلامي في التعامل مع ازمة دارفور بجدية ، الا أن ذلك لايبرر التعامل مع الكيان الصهيوني المعادي، بل يتطلب ذلك المزيد من الجهود الفكرية والسياسية والدبلوماسية، لشرح القضية وكسب العالم العربي والاسلامي الي صف قضية دارفور بدلا من خسارته، كما يتطلب ذلك ضرورة الاسراع بالحل الشامل لقضية دارفور وتوحيد الفصائل واهل دارفور حول حد أدني من موقف تفاوضي يؤكد علي الاعتراف بوحدة اقليم دارفور والتنمية وعودة المشردين الي اراضيهم وتعويض الذين فقدوا ممتلكاتهم، ووقف اطلاق النار وبسط الأمن حتي يعود المزارعون الي زراعتهم والرعاة الي سهولهم ووديانهم ، وحتي يتخلص شعب دارفور، الذي كان منتجا منذ عهود سلطنة دارفور ومكتفيا ذاتيا، من لعنة الاغاثات ، رغم تقدير شعب السودان لكل الذين ساعدوا اهل دارفور في محنتهم ، ولكن الاسبقية الآن لبسط الأمن حتي يعود شعب دارفور الي وضعه الطبيعي كمنتج وليس متلقيا للاغاثات. وأن أزمة دارفور مظهر من مظاهر الأزمة الوطنية الشاملة التي تتطلب الحل الشامل لقضايا البلاد والتحول الديمقراطي والتنمية وتوفير احتياجات الناس الأساسية.
وبالتالي، فان موقف عبد الواحد خاطئ ويحتاج الي تصحيح حتي لاينعزل ويدفع الثمن غاليا، لأن التحالف مع اسرائيل يضر ولايفيد قضية دارفور.
هذا فضلا، عن أن الكيان الصهيوني منذ أن قام نتيجة لوعد بلفور عام 1917م، والذي كان تعبيرا عن تشابك مصالح الاحتكارات الصهيونية والانجليزية و الامريكية لتامين وطن يهودي، وعلي اساس ذلك انتظمت الهجرة اليهودية لفلسطين تحت ستار انها ارض الميعاد زورا ، وشجعت الاحتكارات الصهيونية العصابات اليهودية المسلحة في فلسطين لطرد العرب من اراضيهم عن طريق الترغيب والترهيب، والذي اخذ الصدام المسلح عام 1947م.
ومعلوم، أن اليهود لم يكونوا قومية مميزة في ارض فلسطين ، فمن مقومات القومية: الارض والحياة الاقتصادية المشتركة والتاريخ المشترك واللغة الواحدة والطابع النفسي المعبر عنه في الخطوط الرئيسية والمميزة في الثقافة الوطنية.
وكما أشار ماركس: أن تحرر اليهود من الاضطهاد يرتبط بتحرر الامم التي يعيشون وسطها من القهر القومي والطبقي، حيث تزول الفروقات الداخلية ويذوبون فيها.
هذا فضلا عن ان قيام دولة الكيان الصهيوني لم يحل مشكلة اليهود ، فالتحقيقات الصحفية الكثيرة اوضحت أن هناك تمييز عنصري بين اليهود القادمين من اوربا والقادمين من المجتمعات الآسيوية والافريقية، واذا كان التمييز العنصري موجودا داخل اليهود انفسهم، فما بالك بالتمييز العنصري ضد القوميات الأخري ومنها لاجئ دارفور!!!.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرحلة من موسكو الي منسك
- حول تجربة مشاركة التجمع في السلطة التشريعية والتنفيذية
- وثيقة الحقوق في الدستور الانتقالي لعام 2005م: التناقض بين ال ...
- ملاحظات نقدية علي برامج الحركات الاقليمية والجهوية(3)
- ملاحظات نقدية علي برامج الحركات الاقليمية والجهوية(2)
- حول قانون الصحافة والمطبوعات الصحفية لسنة 2004م
- ملاحظات نقدية علي برامج الحركات الاقليمية والجهوية(1)
- حول ابعاد اتفاق حزب الامة مع المؤتمر الوطني
- تاريخ أول انقسام في الحزب الشيوعي السوداني
- تاريخ الانقسام الثاني في الحزب الشيوعي السوداني: اغسطس 1964م
- وداعا زين العابدين صديق البشير
- في الذكري الثالثة لتوقيع اتفاقية نيفاشا: المآلات وحصاد الهشي ...
- ما هي طبيعة وحدود الحركات الاقليمية والجهوية؟
- دروس احداث امدرمان
- هل اصبحت الماركسية في ذمة التاريخ؟
- وداعا البروفيسور محمد سعيد القدال
- حول تجربة المناقشة العامة في الحزب الشيوعي السوداني
- المتغيرات في تركيب الراسمالية السودانية
- بمناسبة الذكري ال 36 : دروس انقلاب 19 يوليو 1971
- موقع الراسمالية الطفيلية الاسلامية في خريطة الراسمالية السود ...


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تاج السر عثمان - حول قرار عبد الواحد بفتح مكتب لحركته داخل اسرائيل