أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جورج حداد - مطب السنيورة، و-الارصاد الجوية- الاميركية!؛















المزيد.....


مطب السنيورة، و-الارصاد الجوية- الاميركية!؛


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 2299 - 2008 / 6 / 1 - 07:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في 18/10/2006 نشرت في موقع "الحوار المتمدن" مقالا بعنوان "اي "حكومة وحدة وطنية" يريد السيد حسن نصرالله؟"؛ وفي 1/2/2007 نشرت في الموقع ذاته مقالا بعنوان "حزب الله في الكماشة". وفي كلا المقالين لفت النظر ان حزب الله، في طرحه حول تشكيل ما سماه "حكومة الوحدة الوطنية"، لم يوضح ماذا يعني بهذا الطرح: هل يعني حكومة وحدة للوطنيين، العلمانيين والاسلاميين، اللبنانيين، اي المناضلين والمعادين لاسرائيل والامبريالية والصهيونية؛ ام حكومة "وفاق طائفي" (يسمى مجازا "وطنيا")، يضم ممثلي مختلف الطوائف التي يتألف منها لبنان، حتى لو كان بعض اولئك الممثلين عملاء لاسرائيل والامبريالية. ولفت النظر ان هذا الالتباس قد ينقلب ضد خط المقاومة في لبنان وضد حزب الله ذاته، لان المعركة الحقيقية في لبنان ليست معركة طائفية ومذهبية، بل هي معركة بين المعسكر الوطني والطابور الخامس الموالي للامبريالية والصهيونية والرجعية العربية في لبنان. وان فريق السلطة، وما يسمى فريق "14 اذار" ليس سوى واجهة سياسية ـ طائفية للطابور الخامس، الذي يتحرك على وقع الايقاع الاميركي ـ الاسرائيلي.
وفي جولة المواجهة السياسية ـ العسكرية في ايار المنصرم، قام الطابور الخامس واجهزة المخابرات الاميركية ـ الاسرائيلية ـ "العربية الموالية لهم" بتحريك فريق السلطة و"14 اذار" لافتعال معارك طائفية، ومذهبية، وبين الجيش والمقاومة، وكانت المؤامرة معدة بدقة وبالتفاصيل، واشرف عليها ضباط مخابرات ومسؤولون سياسيون وعسكريون من "الاطراف المعنية" جميعا، وكان الهدف من تلك المعارك المفتعلة ان تخلق المناخ السياسي والامني والعسكري المبلبل، الذي يفسح المجال لاجراء عمليات انزال وتدخل جوية وبحرية وبرية اميركية ـ اسرائيلية ـ عربية، لارتكاب مجازر ضد جماهير المقاومة خاصة وجماهير الشعب اللبناني المظلوم عامة؛ ولتمزيق لبنان و"تطييفه" و"تعريبه" و"تدويله". وكان تحريك المفاوضات الاسرائيلية ـ السورية، بوساطة تركية، في هذا الوقت بالذات، جزءا لا يتجزأ من هذا المخطط التآمري، لاغراء النظام الدكتاتوري السوري ذي الطابع المكيافيلي، بتقديم بعض التنازلات الخادعة له، مقابل العودة لاشراكه بـ"دور ما" في لبنان، على طريقة دوره في 1975 ـ 1976، و1987.
ولكن التحرك الواعي، المنضبط، الفعال والسريع للقواعد الشعبية والقوى الوطنية المنظمة، الملتفة حول المقاومة، وإلقاء القبض الفوري على العشرات من منظمي الفتنة (وبينهم ضباط مخابرات من خارج لبنان) والمئات من المرتزقة الذين كانوا موزعين مسبقا في نقاط محددة، واضطرار المئات من منظمي الفتنة وبينهم سفير احدى الدول العربية "المرموقة" للفرار من لبنان على جناح السرعة، و"التهافت الذاتي" السريع لـ"خطوط الدفاع" عن مقرات السنيورة والحريري وجنبلاط، التي كانت تتشكل من عناصر مخدوعة ومرتزقة، بحيث اصبح الثلاثة في عهدة حماية القواعد الشعبية للمقاومة والمعارضة؛ كل ذلك ادى الى دفن المؤامرة في مهدها، والى هزيمة الطابور الخامس وفريق السلطة و"14 اذار"، تماما كهزيمة اسرائيل في حرب تموز ـ اب 2006. وهذا ما دفع حكومة السنيورة للتراجع عن قراريها الاستفزازيين، اللذين كانا اشارة انطلاق للمواجهة؛ ودفع فريق "14 اذار" للقبول بمخرج الوساطة القطرية، والرضوخ لمطالب المعارضة حول "سلة الحلول" المتعلقة بالاتفاق على انتخاب رئيس الجمهورية الجديد وتشكيل "حكومة الوحدة الوطنية" ووضع قانون انتخابات جديد.
ولكن هذا التسليم السهل "للقضاء والقطر" كما سماه سعد الحريري، لا يعني ابدا ان الطابور الخامس، وفوقه اميركا واسرائيل ومن يلزم من "العرب"، قد رفعوا الرايات البيض، وسيتركون اللبنانيين يقررون مصيرهم بأمان وحرية.
فبعد انتهاء "كوميديا الدوحة"، وفي اليوم ذاته لاقامة الحفلة الفولكلورية الناجحة لانتخاب الرئيس الجديد، والذي صادف 25 ايار يوم ذكرى التحرير في سنة 2000، ألقى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كلمة جديدة "تكمّـل" خطاب القسم للرئيس العماد ميشال سليمان، خصوصا لجهة الروح الوفاقية. وفي هذه الكلمة أشاد السيد حسن نصرالله بالرئيس الشهيد رفيق الحريري ومحاولته التوفيق بين خط الاعمار وخط المقاومة في لبنان؛ ودعا السيد سعد الحريري رئيس كتلة المستقبل للسير على خطى والده. وكان ذلك "رسالة وفاقية" واضحة لتزكية الشيخ سعد الحريري كمرشح "توافقي" لرئاسة الوزراء.
ولكن كيف استقبل تيار المستقبل وفريق "14 اذار" هذه الرسالة "الوفاقية"؟
جرى اطلاق النار عليها فورا، عبر ترشيح نواب "الاكثرية البرلمانية" الشكلية، وعلى رأسهم كتلة المستقبل والشيخ سعد الحريري لـ"الرئيس الخلافي" فؤاد السنيورة. علما ان "الاكثرية" وخصوصا تيار المستقبل، كانا يميلان قبل بدء المشاورات الرئاسية، الى ترشيح الشيخ سعد الحريري.
ولكن "كلمة سر" وصلت الى "الاكثرية" و"تيار المستقبل" والشيخ سعد، فقلبت الموقف لصالح ترشيح السنيورة.
ويتساءل نبيل هيثم في "السفير": "من أين نزل قرار إعادة تسمية السنيورة.. ولأي هدف؟".
وهو يجيب: "أن قرار تزكية السنيورة أميركي جملة وتفصيلا، وبشراكة كاملة من «الاعتدال العربي».". وان الذريعة التي أبلغها الحليف الدبلوماسي الى «القريبين والمقربين جدا» مفادها: «إن الحاجة ماسة الى وجود السنيورة كشخصية تستطيع أن تصمد، كما استطاعت أن تصمد في أدق الظروف وأصعبها. ولا يشكل بالتالي فريسة سهلة أمام المعارضة فتأكله أو تبتلعه، أو بالأحرى تبتلع موقع رئاسة الحكومة".
وهذا التخلي للشيخ سعد الحريري عن التقاط "الرسالة الوفاقية" للسيد حسن نصرالله، والسير في "الصفقة الوفاقية" التي تمت في الدوحة، هذا التخلي يثير التساؤل المشروع عن السبب الحقيقي الذي فرض على عائلة الحريري، بعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري، ابعاد الاخ الاكبر بهاء الدين الحريري والنائب بهية الحريري التي تحظى باحترام الجميع، عن الصف الامامي ومركز القرار لعائلة الحريري وتيار المستقبل، ووضع الشيخ سعد في الصف الامامي بدلا عنهما.
وبهذه المناسبة ليس بدون مغزى ان نذكر هنا انه اصبح لدينا في لبنان وريثان لزعامتين سياسيتين يخالف فيهما الخلف سلفه الذي يعتبر "شهيدا وطنيا": وليد جنبلاط مغاير للشهيد كمال جنبلاط، وسعد الدين الحريري مغاير للشهيد رفيق الحريري.
XXX
وليس من شك في ان "الاكثرية النيابية" الشكلية استخدمت "حقها الدستوري" الشكلي في تسمية فؤاد السنيورة. ولكن من الواضح ان تسمية السنيورة لرئاسة الوزراة مجددا، هي مرادف (بالشكلية الدستورية) للطرح الذي كان يدعو اليه سمير جعجع بالاخص وهو "الحق الدستوري" للاكثرية الشكلية في انتخاب رئيس جمهورية من فريق "14 اذار" بالنصف + واحدا، اي التخلي عن خط "التوافق" والسير في خط "المواجهة"، مهما كانت النتائج.
فماذا يعني ترشيح فؤاد السنيورة مجددا لرئاسة الوزراء؟
انه يعني ما يلي:
1 ـ نقض اتفاق الدوحة "التوافقي" قبل ان يجف حبره.
2 ـ استفزاز المعارضة ونقل البلد مجددا الى اجواء التوتر على طريقة القرارين اللذين سبق واتخذتهما حكومة السنيورة حول شبكة اتصالات المقاومة ومسؤول امن المطار، واللذين كانا يدخلان ضمن "الصلاحيات الشكلية" للوزارة.
3 ـ قطع الطريق مسبقا على اي تحرك مستقل لرئيس الجمهورية الجديد، ووضعه تحت الوصاية التامة لـ"صقور" فريق "14 اذار" الذين يدعمون السنيورة عملا بالنصائح الاميركية ـ الاسرائيلية، وذلك خلافا لكل الروح والخطوات "التوافقية" التي نص عليها اتفاق الدوحة.
4 ـ مصادرة قرار الطائفة السنية الكريمة، التي تميل بغالبيتها الساحقة نحو الاعتدال وتطبيق شعار "لا غالب ولا مغلوب" ولا ترضى بأن تكون مخلب قط اميركي ـ اسرائيلي ضد المقاومة الوطنية الاسلامية وضد القضية الفلسطينية، وجعل قرار الطائفة رهنا بمشيئة الثلاثي الصقوري "جنبلاط ـ جعجع ـ السنيورة".
5 ـ ابعاد جميع الاطراف الدولية والاوروبية والعربية عن اي دور وسيطي، تهدوي وتوفيقي، في الاوضاع اللبنانية؛ وحصر التصرف في "الساحة اللبنانية" بيد "الوسيط" الاميركي، وحليفه الستراتيجي اسرائيل، اللذين كل ما يهمهما في الوقت الحاضر ليس اعادة السلم الاهلي واعادة الوحدة السياسية ـ الطائفية للبلاد، بل تصفية المقاومة بقيادة حزب الله، والمعارضة الداعمة لها، و"تلقين درس" في "الولاء" للجيش اللبناني، بهدف "اعادة الاعتبار" لاسرائيل والجيش الاسرائيلي والمخابرات الاسرائيلية، بعد هزيمة حرب تموز ـ اب 2006 وهزيمة فتنة ايار 2008.
6 ـ احتمال العودة الى طرح القرارين المشؤومين من جديد، لاستفزاز المعارضة والمقاومة ودفعهما للتحرك بعد ان تكون قد نصبت "الكمائن" السياسية والامنية لهما.
7 ـ إحراج الجيش في حال قيام اي تحرك شعبي للمعارضة، ودفعه للاصطدام بالمعارضة وبالاخص الاصطدام بالمقاومة، بحجة الدفاع عن "الشرعية" المتمثلة بحكومة السنيورة (سواء حكومة تصريف الاعمال الحالية، او الحكومة الجديدة لـ"الاكثرية") وبرئيس الجمهورية المنتخب ـ المحاصر بـ"الحق الدستوري" للاكثرية الشكلية.
8 ـ واخيرا لا آخر، وهنا بيت القصيد: التحضير لجولة عنفية جديدة، بعد درس "الثغرات" التي ادت الى فشل "جولة" ايار المنصرم، تماما كما تدرس اسرائيل "الثغرات" الخاصة بها والتي ادت الى هزيمتها في حرب تموز ـ اب 2006.
ويقول نبيل هيثم في "السفير" إن "قرار"" إعادة تسمية السنيورة، قد صدر "بالتوازي مع تجديد النصائح لنواب الموالاة بعدم الاسترخاء الأمني ووجوب الحفاظ على أعلى درجات الحيطة والحذر".
ويذكر الجميع انه قد سبق لاحد انبياء الشؤم الاميركيين، المدعو دايفيد ولش، ان تنبأ بأن هذا الصيف سيكون صيفا ساخنا في لبنان.
ولكن السيد حسن نصرالله رد على ولش في خطبة يوم النصر في 25 ايار المنصرم، بأن الصيف القادم سيكون صيفا هادئا، لا سيما بعد خنق الفتنة في مهدها في ايار.
وفي هذا الصدد نذكر ان الشيخ سعد الحريري برر تخليه عن قبول الترشيح لمنصب رئيس الوزراء، كـ" رئيس توافقي" مقبول من الجميع، بأنه يريد ان يبقى على رأس تيار المستقبل ويعطيه كل وقته، تحضيرا للانتخابات القادمة بعد 10 اشهر.
ولكن (وحسبما جاء في تحليل لمحمد شقير في صحيفة "الحياة") فإن رئيس "اللقاء الدمقراطي" (شو صارت موضة حلوة "هالدمقراطية"!) الاستاذ وليد جنبلاط يتساءل عما إذا كان الاستحقاق التشريعي المقبل ممكناً إذا استمرت الأجواء الأمنية الحالية...
ولم ينس احد بعد ان الاستاذ وليد جنبلاط هو اول من اثار موضوع "شبكة اتصالات المقاومة" و"امن المطار"، وعمدت وزارة السنيورة الى اتخاذ قراريها المشؤومين بعد اثارة جنبلاط للموضوع، ولذلك اعتبره السيد حسن نصرالله انه ـ اي جنبلاط ـ هو الرئيس الفعلي لحكومة السنيورة.
اي ان الاستاذ وليد جنبلاط ظهر بوصفه "الخبير المحلي" الاول بـ"الارصاد الجوية الاميركية"، و"كلمة السر" في "جولة ايار" كانت عنده، قبل "رئيس الوزراء الاسمي" فؤاد السنيورة.
وبالتالي فإن التلميح الجديد لجنبلاط حول "امكانية" تنفيذ "الاستحقاق التشريعي المقبل... إذا استمرت الأجواء الأمنية الحالية..." يعني ان "وراء الاكمة ما وراءها"، وان على المراقبين الأخذ بتصريح الاستاذ وليد جنبلاط "التشاؤمي"، اكثر من الاخذ بـ"التطلعات الانتخابية" لسعد الحريري.
XXX
منذ اتفاق الطائف، وخصوصا منذ التحرير الى اليوم، اثبتت المقاومة وانصارها وحلفاؤها، ومن ثم المعارضة في صيغتها الاخيرة، القائمة اساسا على تحالف حزب الله ـ امل ـ التيار الوطني الحر بقيادة ميشال عون؛ ـ اثبتت انها كانت على "جهوزية" كاملة، عسكريا وامنيا وسياسيا، وانها تمتعت بـ"المرونة" اللازمة والقدرة على التعبئة والمناورة، بحيث استطاعت تحقيق الانتصارات التالية:
1 ـ "الانتصار على الاحتلال" في ايار 2000، دون الوقوع في فخ الفتنة الطائفية في الجنوب كما حدث في الجبل بـ"فضل" قيادة جنبلاط وجعجع في 1983 ـ 1985؛
2 ـ تجاوز "قطوع" اغتيال الرئيس الاسبق الشهيد رفيق الحريري؛
3 ـ "احتواء" خروج النظام الدكتاتوري السوري دون جر لبنان الى تصادم مع سوريا، كدولتين وكشعبين؛
4 ـ تجاوز "قطوع" احراق مقر القنصلية الدانماركية وكنيسة مار مارون بالاشرفية في 5 شباط 2006؛
5 ـ تجاوز "قطوع" سلسلة الاغتيالات التي وقعت في لبنان بعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري؛
6 ـ الصمود العسكري والسياسي والامني المذهل في حرب تموز ـ اب 2006، حيث تعرضت المقاومة لكل الضغط الساحق للآلة العسكرية ـ الاستخبارية الاسرائيلية ـ الاميركية المشتركة، التي كانت قادرة فيما مضى على سحق بضعة جيوش عربية معا في بضع ساعات، وقادرة على "اصطياد" مفاعل تموز النووي العراقي ايام صدام حسين، وعلى "اصطياد" اي موقع عسكري سوري والتحليق فوق القصر الجمهوري السوري ذاته، بدون اي رادع، ولكنها في حرب تموز فشلت فشلا ذريعا في تحقيق اي من اهدافها العسكرية والامنية وحتى انها فشلت في اسكات صوت وصورة قناة "المنار" بالرغم من التدمير الكامل لمبناها حتى ما تحت الارض؛
7 ـ الصمود بوجه الحملة البسيكولوجية ـ السياسية غير المسبوقة، اللبنانية ـ العربية ـ الدولية، بأنها ـ اي المقاومة ـ هي التي تتحمل مسؤولية حرب تموز 2006 ومسؤولية التدمير الاسرائيلي المريع للبنان؛ وقد خرجت المقاومة والمعارضة من هذه المعركة ايضا اشد صلابة وتماسكا، وبرز ذلك في ثلاث علامات مميزة هي: التقارب اكثر من اي وقت مضى بين المقاومة والجيش؛ استقبال حوالى مليون مهجر في مختلف المناطق اللبنانية، وتمتين الوحدة الوطنية اللبنانية على المستويين "المناطقي" و"الطائفي" وهو ما كانت جوقة "14 اذار" و"غرفة العمليات الاميركية" تسعى الى تقويضه؛ التلاحم بين المقاومة والجماهير الشعبية وهو ما بدا في التمسك الجماهيري بالارض والمقاومة معا، رغم كل التضحيات، وعودة مليون مهجر الى قراهم وبيوتهم المدمرة في الساعات الاولى لوقف اطلاق النار ومنع حدوث اي "فراغ" على الارض كانت شركة بوش ـ عرب النفط ـ السوليدار تستعد لتحميل المقاومة المسؤولية عنه والمسارعة لملئه بالقوات الدولية و"العربية" الموالية لاميركا، كخطوة نحو "تدويل" و"تعريب!" لبنان، بمعنى وضعه تحت الوصاية العسكرية ـ السياسية، الاميركية ـ الاسرائيلية، في قوالب "قانونية شكلية" دولية ـ عربية.
8 ـ المحافظة على الطابع السياسي المدني للمواجهة، وعدم الانجرار الى الفتنة طوال السنتين الاخيرتين، بالرغم من كل الاستفزازات المسلحة من قبل فريق "14 اذار"، وعدم الوقوع في فخ اغراء الاجتياح الشعبي للسراي الحكومي، ومنع اجتياح قصر بعبدا ايام رئاسة العماد اميل لحود كما هدد اكثر من مرة جعجع وجنبلاط.
9 ـ واخيرا نجحت المقاومة والمعارضة في قطع دابر فتنة ايار الاخيرة ودفنها في مهدها، دون الاضطرار الى سحب قوات المقاومة الستراتيجية من المواجهة مع اسرائيل وفتح الطريق لها بشن هجوم جديد على لبنان، وفي الوقت ذاته دون الانزلاق الى مصادمات واسعة تتخذ طابع الفتنة وتفسح المجال للتدخل العسكري والسياسي الاميركي ـ الاسرائيلي ـ الدولي ـ العربي.
XXX
لقد جربت المقاومة فيما سبق تجربة الحلف الرباعي و"الحكومة الائتلافية" مع ما يسمى فريق "14 اذار" والسنيورة شخصيا، واستفاد ذلك الفريق من هذا "التعاون" لتغطية المؤامرات الخارجية والداخلية ضد لبنان عامة والمقاومة خاصة. وأي تكرار لهذه التجربة ستنطبق عليه مقولة "تكرار المكرر". والمعارضة والمقاومة ستكونان على اشد الحذر لذلك.
و"غرفة العمليات" الاميركية التي اعطت الامر بتنفيذ التحدي الجديد تخطئ تمام الخطأ اذا صدقت انها بهذه "المفاجأة غير السارة" ستأخذ رئيس الجمهورية والجيش، من جهة، والمعارضة والمقاومة، من جهة ثانية، على حين غرة، وانها ستكون قادرة على "ادارة اللعبة" كما تشاء، واخذ البلد حيث تريد.
والآن يطرح السؤال: كيف سترد المعارضة عامة، وحزب الله خاصة، على التحدي الجديد؟
لسنا بطبيعة الحال في صدد اسداء النصائح المجانية لأي طرف. ولكن من الضروري الاشارة الى ان هذا التحدي الاميركي ـ الاسرائيلي ـ الطابورخامسي للمقاومة والمعارضة ورئيس الجمهورية الجديد معا ليس اكثر من خطوة غبية، تدل على الافلاس السياسي التام للستراتيجية الاميركية في لبنان خاصة، وفي المنطقة عامة. فلقد سبق وبشرتنا "القابلة القانونية" السمراء الجميلة غونداليزا رايس، في حرب تموز 2006، اننا نشهد "ولادة الشرق الاوسط الجديد". والآن يمكن القول انه فعلا "تمخض الجبل فولد فأرة، اسمها: حكومة السنيورة". ولا يكفي انها لا اكثر من فأرة، بل هي حتى: فأرة ميتة.
فهذه الخطوة السياسية الغبية غباء مطلقا ستتكشف عما يلي:
1 ـ انها تمثل طعنة في ظهر رئيس الجمهورية الجديد، منذ اليوم الاول لعهده. فرئيس الجمهورية "التوافقي" لن يرضى بطبيعة الحال ان يصبح "اسيرا" لدى فريق "14 اذار" المتآمر بهذه الصورة المفضوحة والوقحة التي لا يحترم اصحابها اي عهد او اتفاق، حتى لو كان يتوقف عليه مصير البلاد ومصيرهم هم انفسهم.
2 ـ ان هذا "التفرد" من قبل فريق "14 اذار" سيدفع رئيس الجمهورية الجديد، وقيادة الجيش، وقيادة المعارضة وقيادة المقاومة جميعا، الى "التفرد" ايضا، واجراء الاتصالات فيما بينهم جميعا لتجنيب الجيش والمقاومة والبلاد عامة اخطار المرحلة القادمة التي يريد فريق "14 اذار" زج البلاد فيها.
3 ـ ان الدول العربية والاقليمية والاوروبية والعالمية الصديقة والمحايدة، التي لن تجد لها مصلحة في تمزيق اتفاق الدوحة والسير في الخط الاميركي ـ الاسرائيلي التدميري المغامر، ستدعم رئيس الجمهورية الجديد في السير في "الخط التوافقي" في لبنان، بمعزل عن المغامرات السياسية ـ العسكرية لاميركا واسرائيل وحلفائهما اللبنانيين والعرب.
4 ـ ان المقاومة ستعمل كل ما في وسعها لاحتواء هذا الاستفزاز والاستعداد التام لمواجهة المفاجآت اللاحقة التي يخبئها.
5 ـ ان المعارضة قادرة، بالشكلية القانونية ذاتها، وبالتفاهم مع رئيس الجمهورية، على تنفيس هذه الخطوة الاستفزازية "السنيورية" بطريقتين:
الاولى ـ قطع المشاركة في الوزارة، وترك السنيورة وحيدا في وزارة لـ"الاكثرية الشكلية"، واضطلاع المعارضة بدورها كمعارضة برلمانية وشعبية، في المجلس النيابي وفي الشارع معا؛ والتنسيق الكامل مع رئيس الجمهورية ومع الجيش لحصر الصراع في الاطار السياسي والاجتماعي، ومنع جر البلاد الى الفتنة الطائفية او المذهبية، وفي الوقت ذاته التنسيق بين المقاومة والجيش لمواجهة اي عدوان اسرائيلي ـ اميركي محتمل على لبنان.
والثانية ـ تحضير كل ملفات الفساد والسرقات ونهب المال العام وتركيب دين الـ50 مليار دولار على البلاد، وملفات العلاقات المخابراتية والتآمرية مع اسرائيل واميركا والاجهزة "العربية" الحليفة لهما، ووضعها في ايدي مرشحي المعارضة لمنصب الوزراء، وان يكون هؤلاء المرشحون اشخاصا صداميين مثل: الجنرال ميشال عون، الوزير السابق سليمان فرنجية، الوزير السابق زاهر الخطيب، النائب السابق نجاح واكيم، الوزير السابق اسعد حردان، الوزير السابق وئام وهاب، الكاتب والمناضل سماح ادريس، المناضل حبيب الشرتوني، المناضلة سهى بشارة، المناضل انور ياسين، المناضل رافي مادويان، المجاهد الشيخ مكرم عبيد، وامثالهم كثير. وان يتولى هؤلاء طرح الملفات بوجه السنيورة، وعلى الرأي العام اللبناني والعربي والدولي، والمطالبة باحالة كل المسؤولين الى المحاسبة القضائية، المدنية والعسكرية، المختصة.
ولنر حينذاك على اي جنب سينامون!



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -حلف بغداد- يطل برأسه مجددا: من انقره -الاسلامية!-؛
- كوميديا الدوحة وأيتام دجوغاشفيلي
- حزب الله و-فخ الانتصار-!
- المشكلة السودانية
- لبنان في الساعة ال25
- -نبوءة- نجيب العزوري
- -نبوءة-نجيب العازوري
- الهوان العربي
- ازمة الكتاب العربي
- ستراتيجية المقاومة وتحديد الاعداء، الاصدقاء والحلفاء
- الكيانية اللبنانية ...الى أين؟!
- هل يكون لبنان الضحية الثانية بعد فلسطين؟!!
- جورج حبش: مأساة الامة العربية والعالم المعاصر في مأساة رجل
- بين زيارتين رئاسيتين: بوتين يحقق نقلة نوعية كبرى في الجيوبول ...
- من كاتون الكبير الى بوش الصغير: -قرطاجة يجب ان تدمر!-
- -3 الاعلام الامبريالي الاميركي الصهيوني وامكانيات الرد الث ...
- 2 الاعلام الامبريالي الاميركي الصهيوني وامكانيات الرد الثو ...
- 1 الاعلام الامبريالي الاميركي الصهيوني وامكانيات الرد الثور ...
- عقدة كيانية سايكس بيكوية، حلها في الميدان لا في البرلمان
- حوار الطرشان ... حقا طرشان!!!؛


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جورج حداد - مطب السنيورة، و-الارصاد الجوية- الاميركية!؛