أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مهدي النجار - المثقف والسياسي















المزيد.....

المثقف والسياسي


مهدي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2298 - 2008 / 5 / 31 - 07:34
المحور: المجتمع المدني
    


أطروحة الثقافة العراقية الجديدة

ازداد الاهتمام والبحث في موضوعة المثقف والسياسي بين الاوساط الثقافية العراقية حين اتيحت لهم حرية الادلاء بافكارهم وآرائهم وطرحها في اللقاءت والمنتديات الثقافية وعلى صفحات الجرائد والمجلات وذلك بعد التغيير الكبير الذي حصل في التاسع من نيسان 2003 فقد تخلصوا من ذلك العبء القاهر الذي مزق قلب الثقافة وعصر روحها مثلما يفعل الموت تحت هيمنة وعصا السياسي المبتذل بلباسه الزيتوني المقيت، ان آخر الاهتمامات بهذه المسألة المهمة كانت قد طرحت في جلسة اتحاد الادباء والكتاب العراقيين ليوم الاربعاء 21/5/2008 في ورقة اعدها الاستاذ عادل عبد الله تحت عنوان: "المثقف السياسي" وقد ادار الندوة وقدم لها الاستاذ علي حسن الفواز واسفرت نقاشات مثيرة حول الموضوع وكانت لنا مداخلة قصيرة تركزت على عنوان الورقة الذي رأينا انه ملتبس وغير دقيق واذا صح رأينا فأنه ينسف ماجاء من آراء وتصورات وما قالته الورقة برمتها، وهنا ارتأينا العودة الى الموضوع لاهميته الفائقة ولاننا في طور تأسيس مفاهيم وآليات جديدة للعمل الثقافي.
في البدء نؤكد على ضرورة الفصل الصارم بين مفهوم المثقف ومفهوم السياسي وهذه الضرورة لاتعني كما يذهب البعض الى اثارة الضغينة او العداء او الحساسية بين هذين الفاعلين الاجتماعيين (المثقف/ السياسي) وانما طبيعة الاشياء ودراستها تقتضي هذا الفصل والتأكد من سلامة كل مفهوم، لان خلط المفاهيم مع بعضها وتناولها بشكل عشوائي يُفقد الدراسات والابحاث قيمتها العلمية من ناحية المنهج ومن ناحية المضامين والاهداف وبالتالي تذهب المساعي للارتقاء بالثقافة العراقية سُدى، سنوضح مانعنيه بمثال تبسيطي قد لا يصح على مسائل كبيرة مثل الثقافة والسياسة ولكننا نراه مناسباً للدخول الى لب الموضوع كما يقال، فالِحرف (او المِهن) التي يحترفها افراد الكيان الاجتماعي لها مدلولات وتحديدات معينة لا يمكن في الحالات الاعتيادية والعامة العبور (اوالخلط)بين حرفة واخرى فالمحامي يختلف عن الطبيب من حيث الوظيفة والاختصاص ومجال العمل، وحتى لو تكونت لدى المحامي (عن طريق العائلة/ حب الاطلاع/ الثقافة الشخصية...) دراية ممتازة عن مهنة الطب واساليب المعالاجات والاسعافات الاولية، وحتى لو اشتغل مستشاراً قانونياً في المؤسسات الصحية او خبيراً لدى مجموعة من الاطباء فهو يظل في نطاق مهنته ولا يوصف بلقب الطبيب او يقال عنه المحامي الطبيب، كذلك المثقف لا يمكن توصيفه بالمثقف السياسي اوالسياسي بالسياسي المثقف فرئيس اتحاد او منظمة ثقافية كاتحاد الادباء والكتاب مثلا يوصف حسب منظمته ولا يوصف بالسياسي او المثقف السياسي رغم اهتمامه الكبير بالسياسة ونشاطاته الواسعة في شأنها وربما له تاريخ من الاضطهاد والمطاردات بسبب مواقفه السياسية كذلك الامر ينطبق على رئيس منظمة او حزب سياسي حتى لو كان اديباً او منظراً في المسائل الفكرية والفلسفية فهو يحمل الصفة الاساسية كونه مناضلاً سياسياً، هذا يقودنا الى ضرورة تشخيص وتحديد وظيفة كل واحد منهما (المثقف/ والسياسي) وكيفية عملهما من ناحية الوسيلة والمنهج.
المثقف (ونعني به المُحترف وليس الهاوي اوالعابر اوالانتهازي) بصورة عامة هو حامل رؤية موسوعية وواسعة تتضمن كافة المجالات بما فيها التاريخية والاقتصادية والفلسفية والسياسية والعلمية والفنية والادبية... وإنْ تخصص في واحد (او اكثر) من هذه المجالات، تتحول هذه الرؤية احياناً بسبب سعتها وزخمها الى عائق من عوائق انتاج المثقف نفسه مثلما يُعبر عن ذلك عبد الجبار النفَّري في قولته المشهورة: " كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة". المثقف من ناحية اخرى صاحب مشروع نقدي كبير يتواصل معه مادام حياً، بمعنى ان المثقف اذا انقطع عن طرح الاسئلة فَقدَ صفته الإشكالية ومات!! وكما هي غاية مشروع المثقف المساهمة في نقل الحياة والناس من حالة الازدراء والاكراه والابتذال والالتباس الى حالة الزهو والحرية والرقي والصفاء فان الوسائل التي يحقق بها فقرات مشروعه لا تخرج ابداً عن مستوياتها الانسانية النبيلة، اي ان وسائله لاتشوبها الاعوجاجات والانتهاكات وعوارض الخديعة والمكر. اذا اتيح لنا تحديد المثقف وفقاً لمشروعه ووسائل تحقيق فقرات هذا المشروع. فأن السياسي وفقاً لنفس النقطتين هو حامل مشروع سلطوي يبتغي اول ما يبتغي الاستحواذ على سلطة الحكم بطرق شرعية او غير شرعية، بطرق مسلحة او بطرق سلمية وغالباً ما يهمل السياسي نوعية الوسائل التي يستخدمها من اجل ذلك او يسعى الى تبريرها ان كانت شريرة حسب نظرية ميكافيلي: الغاية تبرر الوسيلة، فعلى سبيل المثال عُرفَ الخليفة معاوية (مؤسس الدولة الاموية 663 – 754 ) ببراعته وحُنكته السياسية حتى أُطلق عليه: "داهية العرب"...وحين أستدعى أمر الاستحواذ على السلطة التلاعب بالمقدس لم يتورع هذا الخليفة البارع عن ذلك، فقد تلاعب ورفع القرآن ( الكتاب التأسيسي للدين الاسلامي) على أسنة السيوف للتضليل والمكر وسيلة لتحقيق هدفه السياسي: القبض على دفة الحكم!!. لذا يظل المثقف في موقف مرتاب وحساس من صلاحية وشرعية السياسي خاصة في أمر الوسائل التي يستخدمها في تحقيق مشروعه، بالمثل يظل السياسي في خشية وروع من اسئلة المثقف الفضائحية كما في مثال غوبلز (جوزيف غوبلز 1897 – 1945 وزير الدعاية والسياسة في عهد هتلر، يُنسب اليه انه كان يرتعب ويضع يده على مسدسه حين يسمع بكلمة ثقافة). ان تحول المجتمعات الى نحو مدني ومتمدن خاصة فيما يتعلق بتداول السلطة ونقلها من مضامين بربرية الى مضامين حضارية تفعل صناديق الاقتراع الشفافة فعلها في هذا المجال وتتأسس المؤسسات القانونية والدستورية لتحترم الانسان كأنسان بغض النظر عن مشروطيته الدينية او المذهبية او العرقية، وتحترم حرياته واختياراته وحقه في الحياة، سيقرب المسافة بين المثقف والسياسي فيتعاملان من وجهات نظر احدهما تحترم الثانية، وهذا ما يحصل في المشروع السياسي العراقي الراهن الذي يسعى الى دخول مضمار الحداثة والتمدن والتخلص من رواسب ازمنة عتيقة ينتسب فيها الانسان الى بقايا التوحش الحيواني الا ان الامر، مهما كان عظيماً، لا يستدعي من ناحية المثقف الانئخاذ بخطوات السياسيين و الانبهار بشعاراتهم او تحوله الى ذيل رخو في جسد السلطة يهتز مثلما تهتز ذيول الحيوانات المدجنة امام اصحابها اللطفاء،يظل الفاصل النوعي قائماً بين المثقف والسياسي حتى لو انتسب المثقف بإرادته الى مقاعد السلطة ووقف داعماً ومسانداً لتحقيق تطلعات ذاك السياسي الجديد الذي يرغب بحق وحقيقة لنقل ابناء جلدته من اوضاع التردي والبؤس والتهميش والاختناق الى اوضاع الازدهار والرفاه والمشاركة والحرية، سيظل المثقف حاملاً في جعبتة الاسئلة التي لا تطاق احياناً، يطرحها من خلال ابداعاته المشغولة بلطائف الحجج ومنطق الاستدلال والساعية لتحرير الشرط البشري من العراقيل والقيود دون هوادة او تردد.



#مهدي_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة الوهم في الاعجاز العلمي
- لماذا الاساءةُ للإسلام
- عن ماذا سكت ابو هريرة!!
- من له عينان فليقرأ: أبوال الإبل!!
- هل أتاك حديث الذبابة!!
- مظاهر الاستبداد في الحكم الاسلامي
- اهتزاز القيم الاخلاقية في العالم الاسلامي
- نريد السماح لنا باحضار جواري!!
- الرسوم المسيئة للرسول
- هكذا تكلم الشيخ علي عبد الرازق
- السلطة السياسية واحترام المثقف
- مدخل لقراءة معرفية في القرآن
- مأزق العالم الاسلامي
- بؤس نقد الوعي: مجلة الاداب نموذجا
- مدخل لفهم التنوير
- بدوي اول الفلاسفة المعاصرين
- الحالمون والازمنة الفاسدة
- فلسفة الثقافة البديلة في العراق
- النفري افكار مشوشة وتاريخ غامض
- معنى الانسان في تصورات ابن عربي


المزيد.....




- اليونيسف: استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب ...
- اعتقال عدد من موظفي غوغل بسبب الاحتجاج ضد كيان الاحتلال
- الأمم المتحدة: مقتل نحو 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
- موقع: عباس يرفض طلبا أمريكيا لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين ...
- ??مباشر: مجلس الأمن يعقد جلسة للتصويت على عضوية فلسطين الكام ...
- لازاريني: حل الأونروا يهدد بتسريع المجاعة وتأجيج العنف بغزة ...
- الأونروا تحذر من حملة خبيثة لإنهاء عملياتها
- اقتحام بلدتين بالخليل ورايتس ووتش تتهم جيش الاحتلال بالمشارك ...
- مفوض عام الأونروا: -المجاعة تحكم قبضتها- على غزة
- موعد غير محسوم لجلسة التصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مهدي النجار - المثقف والسياسي