أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - مازن كم الماز - ما يعنيه الكلام عن اليسار العربي الجديد














المزيد.....

ما يعنيه الكلام عن اليسار العربي الجديد


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2299 - 2008 / 6 / 1 - 07:59
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


اليسار العربي التقليدي مشغول كلية بالدفاع عن مبرر وجوده , هذا يصح على كل تفاصيله : الستاليني و المتلبرل , ذلك الذي يدور في فلك الديكتاتوريات "الممانعة" أو غريمه الذي انتقل إلى خندق الاعتدال و على رأسه المحافظون الجدد , هذا يتمثل في عمل قيادات هذا اليسار على الانخراط بهمة في تبرير القمع ضد المجتمع الذي تمارسه هذه القوى المسيطرة أو في تبرير المواجهات التي يجري التحضير لها بين هذه القوى..هذا في أفضل الأحوال لا معنى له بالنسبة لأحوال الناس التي نعرفها جميعا في كل مكان من شرقنا..إن القضية اليوم ليست في إثبات ضرورة بقاء اليسار العربي الرسمي أو التقليدي بصورته الراهنة و محاولة تكبير الحيز الذي تقدمه له الديكتاتوريات أو القوى المهيمنة , إن التحدي الماثل أمام الجماهير اليوم هو أن تتجاوز وضعية السلبية التي تفرضها عليها الديكتاتوريات و القوى المسيطرة و من ورائها النخب التي تدور في فلكها , أن تبدأ بالتحرك من هذه الوضعية , وضعية التابع , المتفرج , أو بالأحرى وضعية العبيد , إلى وضعية التفكير المستقل و التحرك النشيط وصولا إلى إقامة بنى ديمقراطية جماعية , مؤسسات إدارة ذاتية خارج المؤسسات الفوقية التي تمثل ديكتاتورية القوى الاجتماعية السائدة قبل أن تصبح بديلا عنها..إن المهمة تتجاوز الممارسة و الخطاب التقليديين لليسار الرسمي , ليس المطلوب اليوم تلقين الناس مبادئ الماركسية أو التروتسكية أو الماوية و لا حتى الأناركية أو مقولات اليسار الجديد أو حركات مناهضة العولمة و تحويلهم بالتالي إلى "أتباع مخلصين" و مغفلين في حقيقة الأمر للقيادات اليسارية "المتفوقة" التي يفترض الخطاب التقليدي تفويضها بمجمل المشروع الثوري لإعادة بناء العالم , إن المطلوب هو أن نشجع الناس العاديين على التحدث ببساطة و عفوية , لا مشكلة , لكن بشكل مستقل و دون تابوهات أو أفكار أو تصورات مسبقة أو إجبارهم على الإنصات إلى مونولوج النخب و القوى المسيطرة أي من دون القمع النخبوي و من دون قمع القوى المهيمنة لحراكها الخاص المستقل , هو أن نشجع الناس على التفكير المستقل و وضع خطط عمل لنشاط مستقل يكونون هم أساسه و مركزه و منظريه و منفذيه , و خطط لمؤسسات تنبعث منهم لا أن تفرض عليهم مخططات القوى المسيطرة و النخب و المؤسسات التي تحمي سلطة هذه النخب أو هيمنتها كشكل وحيد للعمل و للحياة..ليست القضية في الانتقال من شمولية الستالينية أو التنظيم الكلي للماركسية أو الشكل التسلطي المسمى بالديمقراطية المركزية اللينينية إلى عفوية مطلقة تقدس الجماهير مكان قدسية الإيديولوجيا كما كان يفعل اليسار الرسمي حتى اليوم , فالفكر الثوري سيبقى حاضرا بشكل أساسي لكن ليس كنصوص مقدسة يجب حفظها و ترديدها من قبل الكوادر على نحو غبي و متكلف , و تلقينها للجماهير بشكل ديني صوفي , كزيت مقدس ضروري لعمل هؤلاء الكهنة الحمر البديل الستاليني عن كهنة آلهة السماء و الأرض , إن المطلوب هو تفاعل حقيقي بين الفكر و الحياة , فالفكر اليساري أو التقدمي أو الباحث عن "الحقيقة" و خاصة عن الحرية الإنسانية إن شئتم في حالة أزمة و ليس في حالة يستطيع فيها أي كان أن يدعي امتلاكه لهذه الحقيقة المطلقة , نعم , المطلوب هو التخلي عن تقديس النصوص إلى تقديس الحياة نفسها متمثلة في وجود الناس , الفقراء , البسطاء , المبدعين , الصعاليك , الباحثين عن معنى لحياتهم , الباحثين عن الحرية , الرافضين للاستبداد و للطغيان , في الوجود الإنساني و بحثه الدائم عن الحرية و الكرامة الإنسانيتين و في تحديه للسائد سواء السلطوي أو الشعبوي نحو آفاق جديدة من الحرية و المساواة و العدالة..سيخدم اليسار التقليدي لا شك هذه الأهداف , فلعقود طويلة كان هو الشكل الوحيد الموجود لليسار , و قد عمل في صفوفه العديد من المناضلين بإخلاص و تفاني منقطع النظير , و بالتأكيد سيأتي من صفوفه أوائل أولئك الذين سيحملون نار المعرفة و الفكر و التنظيم إلى الجماهير كما فعل بروميثيوس , أولئك الذين سيرفضون طبيعتهم النخبوية , كما فعل بروميثيوس في رفضه لجزئه الإلهي "المتفوق" على الإنسان , على الناس , و انتصاره لطبيعته البشرية عندما سرق النار من الآلهة و حملها إلى الإنسان , و يصرون على إنسانيتهم منخرطين بين الناس كحفاز ضروري لهذا الحراك القادم , الذي سيتحدى كل عبودية , كل استبداد و كل اضطهاد تحت أي عنوان أو شعار

مازن كم الماز





#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من منشورات الأممية الموقفية situational international
- بعد توافق النخب و السلام بين الديكتاتوريات : نحو حرب الناس م ...
- الأناركية بقلم دانييل غورين
- مانيفيستو كو - ريتوس , من منشورات الأممية الموقفية
- التضامن في الحرية : طريق العمال إلى الحرية لميخائيل باكونين
- من أجل إعلام بديل , من أجل فن بديل , شعبي , جماهيري , يومي , ...
- بين بيروت الحريري و نصر الله..لا مكان للفقراء!!
- المنظمة الحمراء لميخائيل باكونين
- لا 8 آذار و لا 14 آذار , بل الناس
- مجموعات المقاومة في مكان العمل
- اتتوقف الحرب بين الفقراء السنة و الشيعة , و لتبدأ ضد مستغليه ...
- المجتمع المدني أو المجتمع التشاركي لأندريه غروباتشيك
- بيان شيوعي أناركي أممي , يوم الأول من ايار
- الفرص المتساوية في التعليم لميخائيل باكونين
- عن إعدام ثلاثة سوريين في السعودية...نداء من أجل إدانة و إيقا ...
- على النظام أن يتنحى أو أن تتم تنحيته من قبل الجماهير.....
- وثائق ثورة أيار مايو 1968 في فرنسا ( 2 )
- بين حق السلطة في نهبنا و قتلنا و بين حقوقنا كبشر
- مقاومة النازية
- الفاشيون يهاجمون مكتب الحزب الشيوعي


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - مازن كم الماز - ما يعنيه الكلام عن اليسار العربي الجديد