أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - احمد البديري - أزمة الرياضة العراقية..أسبابها وآلية تلافيها















المزيد.....

أزمة الرياضة العراقية..أسبابها وآلية تلافيها


احمد البديري

الحوار المتمدن-العدد: 2297 - 2008 / 5 / 30 - 10:31
المحور: عالم الرياضة
    


تسبب البيان الذي صدر عن اللجنة الاولمبية العراقية والذي ناشد الحكومة العراقية ممثلة برئيسها بإنقاذ الرياضة العراقية من الإهمال والتخبط الذي يعتريها من خلال إسناد وزارة الرياضة والشباب إلى شخصية رياضية وعدم زجها في لعبة المحاصصة السياسية بإثارة حفيظة الحكومة ومجلسها الموقر فسارعت الى الإعلان عن تجميد عمل اللجنة الأولمبية العراقية وإيقاف مسؤوليات مكتبها التنفيذي تحت ذريعة وجود فساد مالي وأداري فكان هذا القرار بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للرياضة العراقية ..
وعلى الفور سارعت اللجنة الاولمبية الدولية والمجلس الاولمبي الأسيوي الى تحذير السلطات العراقية الى ضرورة الغاء هذا القرار بأقصى سرعة ممكنة والا سوف يتخذ قرار بتجميد أنشطة الرياضة العراقية وحرمانها من الاستحقاقات المقبلة وفي مقدمتها اولمبيات بكين 2008 والتي يأمل العراقيون ان تكون فرصة لإحراز وسام تاريخي ثاني بعد ان اقتصرت غلة العراق على الوسام النحاسي الذي أحرزه الرباع البصري عبد الواحد عزيز في دورة روما عام 1960.
وفي البدء لا يمكن الادعاء بأن عمل اللجنة الاولمبية العراقية واتحاداتها كان موفقا ونموذجيا خلال السنوات الخمس التي تلت سقوط النظام البعثي والذي كان يسيطر على عمل المؤسسة الرياضية في العراق من خلال الكسيح عدي ومنظومته الأمنية المسيطرة على قيادة أهم المؤسسات والاتحادات الرياضية ، ولم يفلت اغلب الاتحادات والأندية من سيطرة اولئك الجلادين الذين أرادوا تقليد شيوخ الخليج بقيادة المؤسسات الرياضية في بلدانهم والتي شهدت تحولا وطفرة تقدم كبيرة في جميع المجالات فيما كان عدي وقصي وعبد حمود وروكان وارشد وأبناء وطبان وسبعاوي واحفاد خير الله ...الخ هم المستحوذين على أهم الصروح الرياضية وتسببوا في نكوص الرياضة في كافة ألعابها...
التركة الثقيلة التي ورثها مسؤولوا اللجنة الاولمبية العراقية وتوتر الأوضاع الأمنية في العراق بسبب الاحتلال الأمريكي وقوات الأمن العراقية اللتان سيطرتا على بعض أهم المواقع والبنايات الخاصة بالاتحادات والأندية العراقية بالإضافة الى حملات القتل الجماعي التي تعرض لها رياضيو العراق بسبب العنف الطائفي والتي كان من طلائعها شهداء الفريق الوطني للتايكوندوا ثم الاختطاف الجماعي للجنة التنفيذية الاولمبية ورئيسها والذي لا زال مصيرهم مجهولا الى يومنا كل هذا مع وجود بعض عناصر مؤسسة عدي الإجرامية على رأس بعض الاتحادات المهمة كان من أهم مسببات التلكوء الذي شهدته الرياضة العراقية.
ولعل مظاهر التخبط وسوء الإدارة واضحا للعيان من خلال بعض الأخطاء الكبيرة التي كلفت الرياضة العراقية الكثير ولأسباب غير منطقية كالتزوير في أعمار اللاعبين او تناول المنشطات وهلم جرى أخطاء تلو أخطاء ، ورغم ذلك لم تسعى حكومات العراق المتعاقبة الى فعل شيء لانتشال واقع الرياضة العراقية عبر الطرق الرسمية بل ساهمت في تفاقم الأوضاع السيئة من خلال عدم العمل على تغيير بعض القيادات والواجهات السيئة الصيت والتي كانت تمثل القوة الرئيسية الضاربة لمؤسسة عدي الأمنية في الوسط الرياضي وكانت تشرف مباشرة على تنفيذ العقوبات بحق الرياضيين لأسباب تافهة وخارجة عن نطاق ارادتهم كالإخفاق في إحراز البطولات ..الخ ...
العديد من رياضيي العراق كان يتطلع ليوم نهاية النظام للبدء بالمشاريع الرياضية وقيادة الحركة الرياضية التي تعرضت للتخريب والتجميد وحولت الى وسيلة للنظام البائد لممارسة بعض السياسات وتمرير بعض المشاريع الهدامة بحق الشباب الرياضي الذي يشكل قاعدة عريضة وواسعة من الشعب العراقي ، الحكومات العراقية الثلاث التي أعقبت السقوط أهملت الوسط الرياضي ولم تلتفت إليه حاله حال الوسط الثقافي ووضعت مفاتيح إدارته لوزراء غير مهنيين وبعيدين كل البعد عن الرياضة والرياضيين ومن مسؤول تشريفات احد الأحزاب الى وزير للرياضة ومن وزير للإسكان الى وزير أخر للرياضة هكذا انتهى حال الرياضة والحركة الرياضية في العراق وطبعا جميع الإخوة العراقيين من مجاهدي الخارج وكأن العراق ليس بلد الرياضة ومعدن الرياضيين .
تقسيم الكعكة بين المستأثرين بالسلطة حرم الرياضين العراقيين من إدارة شؤونهم بأنفسهم وجعل نصيب وزارتهم من حصة الائتلاف الحاكم والذي زج ببعض الشخصيات التي لا تمتلك أي مؤهلات لقيادة اتحاد رياضي او حتى ممثلية من ممثليات اللجنة الاولمبية المنتشرة في المحافظات ولعل الانجاز الوحيد لأولئك السادة الوزراء الذين لا أوجه اللوم إليهم مطلقا لأنهم بكل تأكيد كانوا يرضون بأي منصب وزاري يسند لهم لأنه كان حلم من الأحلام الوردية قد تحقق لهم ، أعود لذكر المنجز الوحيد لأولئك السادة كان استضافة رؤساء الوزارات على مرأى من وسائل الإعلام للتبشير ووضع حجر أساس واهية لمشاريع ومدن رياضية وهمية لم ولن ترى النور على ما أظن ويظن العراقيون ..
والدور الأخطر الذي مورس من قبل وزارة الشباب والرياضة بحق الرياضة العراقية كان نصب العداء للجنة الاولمبية واتحاداتها ومحاولة النيل من أي انتكاسة رياضية لشن حملات هجومية ضد المسؤولين الرياضيين فيها بالإضافة الى التقليل من حجم انجازاتها ، كما استخدم اسلوب الضغط المادي لإذلال مسؤولي الاولمبية العراقية وفرض حصار مالي على اتحاداتها او تقنين حجم المبالغ الممنوحة لدعم أنشطتها وتسببت هذه السياسة ايضا في فقد العديد من فرص النجاح والتفوق للرياضيين العراقيين من ناحية حرمانهم من الكفاءات التدريبية الأجنبية لتطوير إمكانياتهم او زجهم بمعسكرات تدريب نافعة ولعل الكفاءة التي يتمتع بها الرياضيون العراقيون والتي يشهد لها انتشارهم للاحتراف في البلدان العربية والأسيوية والإفريقية والتي لو توفرت فرصة حقيقية لصقل مواهبهم لما تردد الأوربيون في استقطابهم .
وحده رئيس اتحاد كرة القدم والذي لا يتمتع بتأييد جماهيري كبير في الأوساط الرياضية لبعض المواقف السلبية مع لاعبي كرة القدم أثناء الفترة تسلط الكسيح على هرم الرياضة في العراق استطاع الصمود ووقف ندا بمواجهة وزراء الحكومة العراقية وغامر بكل شيء من اجل التفوق عليهم وكان له ما أراد عندما قاد منتخب العراق لكرة القدم لتحقيق انجاز تاريخي بحصوله على بطولة أسيا على الرغم من كل الصعوبات والمعوقات التي واجهت عمله والتي كان أبرزها الدعم المالي الذي انعدم تماما ليلجأ الى أصدقائه الخليجين والأسيويين من اجل دعم المنتخب بالتجهيزات والمعسكرات قبل ان ينجح أخيرا بتهيئة مدرب مغمور قبل ثلاثين يوما مــــــن انطلاق البطولة التي استطاع إحرازها بعد ذلك وسط
دهشة جميع المراقبين ووسط احتفال جميع العراقيين الذين كانت لحظات انتصار منتخبهم الوطني عاصفة أعادت الأمل بوحدتهم وعمق تلاحمهم ، إلا ان كل ذلك لم يشفع سعيد واضطر أخيرا إلى عدم مشاركة المنتخب في احتفاله ببغداد بعد تلقيه رسالة مفادها بأنه معرض للاعتقال بمجرد وصوله بغداد لأسباب لا زال يجهلها هو وجميع عشاق الرياضة العراقيين ...
وكعقوبة أخرى لسعيد لم يتم منح اتحاد الكرة المبلغ الزهيد الذي طلبه لقاء تجديد عقد المدرب فييرا صاحب انجاز بطولة أسيا والذي لم يطلب مبلغا خرافيا مقابل تجديد عقده مع المنتخب العراقي سوى ما يعادل راتب السيد وزير الرياضة لشهر واحد لا غير، إلا أن ذلك لم يحصل بل وشهدت الكرة بعد ذلك تراجعا خطيرا بسبب استمرار غياب الدعم اللازم من قبل الحكومة التي لم تصرف الى ألان المكافئة التي وعدت بها أصحاب الانجاز في أسيا من قطع أراض .
ان الحكمة تقتضي ان يبادر المسؤولون في الحكومة الى بدء صفحة جديدة مع اللجنة الاولمبية العراقية واتحاداتها وان تكون بادرة ذلك إلغاء القرار الغير قانوني بحق الاولمبية وإسناد مهمة إدارة وزارة الرياضة إلى احد الرياضيين العراقيين كناجح حمود أو رعد حمودي أو احمد راضي اذا كان ولا بد من المحاصصة الطائفية والقومية بالإضافة إلى إعفاء بسام الحسيني الذي يعمل في الطاقم الاستشاري لرئيس الوزراء من مهامه كمستشار للشؤون الرياضية لكونه بعيدا عن الوسط الرياضي وتسبب بالعديد من المشاكل مع الرياضيين وبمؤازرة ذلك يتم التعامل والطلب من اللجنة الاولمبية بالقيام بإجراءات لإقامة انتخابات للجنة الاولمبية العراقية التي سوف تنتهي مهام اللجنة المؤقتة التي شكلتها بعد سقوط نظام صدام بعد أشهر قليل وبالضبط بعد انتهاء فعاليات اولمبيات بكين .





#احمد_البديري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدول العربية والهروب من الواقع الديمقراطي في العراق
- قربان من نوع اخر....الى دعاة المدرسة اللاواقعية


المزيد.....




- الأندية الهابطة من البريميرليغ إلى التشامبيونشيب لهذا الموسم ...
- كلوب يكشف عن سبب الخسارة -المؤثرة- أمام إيفرتون
- هل الأمين جمال خليفة ميسي؟.. كابيلو يجيب ويختار الأفضل بين ر ...
- مفاجأة.. تشافي يتراجع عن قراره!
- نهضة بركان واتحاد العاصمة.. -الكاف- يحسم -أزمة القمصان-
- -متنكد- بسبب مباراة الهلال.. أمير سعودي يرد على صورة رصدته ب ...
- -كاف- يحسم أزمة مباراة اتحاد العاصمة الجزائري ونهضة بركان ال ...
- المرشح الأول لخلافة كلوب في ليفربول.. دوري واحد في 6 مواسم
- برشلونة يغير موقفه بشأن تشافي
- شاهد.. الرئيس الفرنسي ماكرون يسقط لاعبا بسبب مراوغته و-كوبري ...


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - احمد البديري - أزمة الرياضة العراقية..أسبابها وآلية تلافيها