أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - الفيصل .... الفصل في القدس ...














المزيد.....

الفيصل .... الفصل في القدس ...


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 2297 - 2008 / 5 / 30 - 10:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


مرة اخرى نحاول ان نمارس فعل الإعتذار لمن رحلوا ... حيث ان هذا الإعتذار نمارسه كجزء من ثقافة العويل والبكاء على أطلال من غادروا دون استئذان ... فعذرا للفيصل على استعمال فعل الماضي بحضرة ذكرى رحيله وعذرا لأن فعل (كان) سيكون سيد الموقف، حينما يكون الحديث والكلام عن ذاك الزمن الذي شكل فيها الفيصل سيدا للقدس ...
حاولنا ان نجتهد ... وان نعوض القدس عن خسارتها ... وكنا ان قلنا كل الكلام وسطرنا اروع المرثيات برحيله .. ووقفنا امام ضريحه معاهدين اياه ان نستمر على دربه ... لا شك اننا اختلفنا معه وكانت لنا رؤية اخرى ... وتناطحنا بمواقف هنا وهناك وقلنا ما قلنا بحق الرجل انذاك حينما رحل بصمت وهدوء ... وتعاهدنا بأن نحمي البيت ... وحفظ وصاياه ... وحاولنا ان نخترق جدران الصمت الذي ساد ومارسنا ضجيجنا وصراخنا، فكان الصراخ بصحاري تيهنا، صراخا مكتوما مرتدا نحو حناجرنا ... وما هي الا لحظات حتى اكتشفنا اننا امام التيه ذاته .. واننا ندور في الحلقات المفرغة .. حيث بدأ فعل الإنهيار لكل البنى التي كانت .. لا لأن الفيصل كان خارقا ولا لكونننا عجزة ... ولا لأننا نمارس فعل الفشل والاعتذار فقط ... وليس ذلك ما يدلل علينا ونحن من صنعنا واياه فعل الإنجاز تلو الانجاز، بل ان القدس قد صنعت انجازاتها وكانت العصية على فعل الغزاة ... بل لأنه علم وعرف ما تريد القدس وما هو السبيل للعبور نحو القدس، وما هي متطلبات القدس بكل الظروف .. فكك معادلة القدس، وارجعها الى ارقامها البسيطة .. وكانت بالفعل بسيطة بقليل من الحب، وبشيء من الصمود، وبممارسة فعل الصراخ هنا وهناك، وعدم الإستكانة لما يقولون، وببلسمة الجراح ومحاولة بناء ما تهدم، والحفاظ على ما هو قائم ورسم معادلة التحالفات على الأرض، وكيف من الممكن ممارسة اقسى درجات الضبط بلحظات معينة، وممارسة اقسى درجات الإنفلات من عقال العقلنة وممارسة الجنون بظروف اخرى .. ومتى تكون القدس بحالة الزهو وتنتظر رجالها القادمين بفرح اللحظة، ومتى تكون حزينة منتظرة لبواكيها ... كان يعلم نبضها ويعرف احساسها الأتي من تفاعلات بشرها وحجرها .. ويعلم لغة عشاقها ومجانينها ... ويفهم زقزقة عصافيرها ويتمتم صلواتها بخشوع الحمام ... كان الفيصل يعي متى يعبر ازقة وشوارع القدس ويعلم متى ترغب القدس عن ان تتوارى عنه غضبا فكان طائعا لرغبتها ... يتحدث عنها وكأنه يتحدث عن عروسه الأتيه من شرق الشرق لتسافر واياه نحو غرب الجنون ... كان يحلم بقدس خالية من حقدهم ومن خفافيش ليلهم، ولم يكتفي بحلمه بل مارس شيئا من وقائع الواقع، محاولا ان يصنع ممالك وجزر مقدسية لا تنطق الا لغة رصينة كنعانية، ويمارس سكانها غناء وتواشيحا مهللة لعبور مواكب الزائرين ... كان يقول دوما نحن ابناءها وسادتها وفقراءها ونساءها واطفالها ان أغضبتنا نسكنها أكثر، ونعيش بثناياها اكثر، وان أفرحتنا نزهو بأزقتها ونمارس شطحاتنا على اعتاب ساحاتها ... كان يعلمنا كيف من الممكن ان يصير حبها ممكن وسط تعقيدات الحب ذاته .. وكيف نصبر على متطلباتنا في العيش في كنفها ... وكيف نعبر كل الأنفاق المظلمة التي تزداد حلكة وسوادا في ظل مسيرة الألف ميل ... كنا نتعلم كل يوم دروسا منه بكيفية الإستزادة بعوامل صمود عشقها فينا رغم الكرب ...
الفيصل لك يكن خارقا بل انسانا عاديا ... ولم يكن فوقيا يمارس فعل الأمر والأوامر ... كان يعلم متى يتمظهر بفعل الإختراق ويمارس معانيه... بمعنى كان يعي ممارسة فعل اختراق الجدران العالية لفعل القدس... وكيف يُسمع صوت القدس وأهات القدس لمن لا يريد ان يسمع او لمن كان يتجاهل السماع ... فرض حقيقة القدس وفرض صوت القدس وحضور القدس ... على طاولة المفاوضات قال القدس ... وبعقر بيت الغزاة مارس عشق القدس ... وعند الأصدقاء عاتب نيابة عن القدس .. وابتدع كل الأساليب والأعاجيب بعشقها ومنحهم فرصة ليمارسوا قليلا من حبها ... فقال هاهي امامكم تنتظر فعلكم لا صلواتكم فقط .. وتنتظر حرثكم وزرعكم ... وحينها فالقدس ستمطر رذاذا من السماء وستنبت زرعا وقمحا ذهبيا وزيت الزيتون سيعرف غارس شجيراته حينما تشترون أزمانا في القدس ...
كان الفيصل يحدد منطلقاته جيدا، ويحضر واجباته وكمن يذهب الى مدرسته ليتعلم كان ياتي الى بيت الشرق يمارس العلم والتعلم في شأن القدس ... يعرف متى يكون التلميذ النجيب ومتى يتحول الى المعلم البارع الذي يلتقط اللحظة امام طلابه ... كان يمارس فعل الفعل حينما يكون من الضروري تعليم الأخرين درسا بحب القدس ... ويمارس كلاما صريحا واضحا حينما يكون للكلام منصة وعرشا لابد من تتويجه على رؤوس الأشهاد ...
عرف الفيصل معنى ان يكون مقدسيا بإمتياز فسكنها وسكنته والسكن هنا له علاقه بفعل الدلالالة والتعرف على شجونها وهمومها ... وبواطن جمالها ومكامن اعداءها ... وكيف يخططون لسلبها قدسيتها ورمزيتها فراح يجوب كل اصقاع المعمورة محذرا من نهب القدس مناشدا كل مدائن العالم ويحكي لهم حكايا زواياهم في القدس فلكل الشعوب حصة بالقدس ولكل المدائن زوايا ومكائن بالقدس ... محذرا من تشويهها ومن تغير معالم وجهها ... عرف كيف يخاطب العجم بلغة يفهموها وعلم كيف يخاطب العرب بلغة كانوا قد نسوها ... حكى كل الحكايات لهم وزمجر ايضا بوجه اعداءه فعلا بليغا على ارضها .. فكان الشاهد والشهيد في أنا معا ...
واليوم ونحن في ظل ذكراه لا نملك من حقيقة اشياءنا الا قول القول ذاته ... ولا نملك من قدسنا الا محاولة الإبقاء على قدسيتها، ان كان ذلك ممكنا... وهنا اجدني استرجع كلامه بهذا الشأن واقول كما قال يوما ... (نعدكم صمودا ونعدكم نضالا ونعدكم... ولكن اذا ما بقيتم هكذا لا نعدكم نصرا .....)



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة بانورمية لوقائع اتفاق الدوحة .....
- في الدورة التاسعة عشر للمؤتمر القومي العربي ....
- حماس وقوانين اللعبة السياسية ....
- النقاط فوق حروف لقاء كارتر مشعل ...
- ما بين القتل في غزة والرقص برام الله
- للفقراء فقط حق دخول جهنم ...!!!!!
- ما بعد قمة دمشق ... مرحلة الحسم والمواجهة....
- تساؤلات ما قبل القمة دمشق....
- على ابواب انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح....
- الدكتور احمد المسلماني فارس العطاء يترجل....
- في ظل السياسة الإسرائيلية لابد من انعقاد المؤتمر الوطني الشع ...
- في أزمة الحكومة الفلسطينية....
- وقائع السجال اللبناني الداخلي والسقوط لقوى 14 اذار....
- قراءة بانورامية لمؤتمر انابوليس....
- من قتل الرئيس...؟؟
- نحو عقد المؤتمر الوطني الشعبي للقدس...
- في محاولة فهم وقائع الإشتباكات ما بين حماس والجهاد الإسلامي. ...
- القدس لا تقبل القسمة او التقسيم....
- حول دعوة وزير الأوقاف المصري لزيارة القدس
- للقدس... وعلى القدس... وفي القدس....


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - الفيصل .... الفصل في القدس ...