أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسين الحاج صالح - -التفاصلية- والعلمانية ونقد الشأن الإسلامي














المزيد.....

-التفاصلية- والعلمانية ونقد الشأن الإسلامي


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2296 - 2008 / 5 / 29 - 10:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ثمة ضربان عريضان من النقاش النقدي حول الإسلام في العقدين الأخيرين. ضرب أول، مطلق، يضع نقده في سياق مواجهة مع الإسلام، لا يغيب عن أفقها إلحاق هزيمة حاسمة ونهائية به. وضرب آخر، علماني، ينتقد تنظيمات الإسلام العقلية والسياسية والاجتماعية والثقافية، لكنه غير معنى بمعركة فاصلة أو بحساب نهائي. يشيع الضرب الأول من النقد في الغرب، عند الأوساط الأشد محافظة وامبريالية ومركزية غربية، وقد يضع مواجهة الإسلام كحلقة تالية لمواجهته السابقة الناجحة للشيوعية. فيما ينتسب أكثر النقد العربي للشأن الإسلامي إلى الضرب الثاني. على أن هناك نقدا غربيا غير "تفاصلي"، إن استخدمنا تعبيرا لسيد قطب؛ وهناك بالمقابل نقد عربي ملوث بالتفاصلية، يندرج في تصور تصفية حساب نهائية مع الإسلام. لكن في حين أن أساس النقد التفاصلي للإسلام في الغرب ديني وثقافي و"حضاري"، يضع الغرب ( ذا ويست) مقابل بقية العالم (ذا رست)، و"التراث اليهودي المسيحي" قبالة إسلام متماثل مع ذاته، ويندرج في تاريخ الحملات الصليبية والاستعمارية الحديثة، فإن التفاصلية المكتوبة بالعربية تفضل استنفار تاريخ ما قبل إسلامي للمنطقة، أو تدعو إلى احتلال غربي لها، وصولا حتى إلى الدعوة لتهويدها. ورغم أننا لا نجد ممثلين محترمين لمثل هذه المواقف المتطرفة جدا إلا أنها موجودة وعالية الصوت، في شبكة الانترنت بخاصة. ولها في سورية ممثلون ليسوا نكرات تماما.
ومن جهتهم، يفضل الإسلاميون أن يروا كل نقد للشأن الإسلامي مندرجا في معركة أو مؤامرة ضد الإسلام، تتسلسل حلقاتها منذ قرنين، بل منذ الحروب الصليبية. وقلما يميزون بين "نقد دستوري" للشأن الإسلامي، تحركه اعتبارات وطنية أو اجتماعية أو أخلاقية أو معرفية، وبين نقد مطلق أو تفاصلي، لا بد له أن يستنفر أساسا دينيا من نوع ما. ولعله يمكن التمييز أيضا بين إسلاميين تفاصليين (أو فسطاطيين أو مطلقين) وآخرين دستوريين، استنادا إلى الموقف من النقد الموجه إلى الشأن الإسلامي. فالإسلاميون التفاصليون هم من يرفضون أي نقد موجه للشأن الإسلامي، ويعادون كل فكرة غير إسلامية، بما في ذلك الديمقراطية والقومية وحقوق الإنسان.. ويحكمون بالكفر على هذه الأفكار ومعتنقيها، ويبشرون بمعركة فاصلة يتحقق فيها لـ"الإسلام" نصر حاسم ونهائي على خصومه وأعدائه مجتمعين. أما الإسلاميون النسبيون، أو الدستوريون، فهم من يرفضون الفسطاطية، ويمتنعون على التكفير ويظهرون انفتاحا على تيارات الفكر والسياسة الأخرى. ورغم أن الإسلاميين الدستوريين ليسوا قلة، إلا أنهم غير متشكلين في تيار فكري أو تنظيم سياسي أو حركة اجتماعي يمكن تمييزها في أي بلد عربي.
وتتبادل التفاصلية الإسلامية وقرينتها المعادية للإسلام التعزيز. فالإسلاميون التفاصليون يغذون التفاصليين المعادين للإسلام بمسارعتهم إلى تكفير العلمانيين والديمقراطيين وجميع غير الإسلاميين؛ والتفاصليون المعادون للإسلام يقوون مواقع التفاصليين الإسلاميين بإصرارهم على أن الإسلام، كيفما كان، هو المشكلة.
ويتعين في هذا المقام الفصل بين التفاصلية المعادية للإسلام والعلمانية. فالعلمانية ليست دعوة تفاصلية أو جهادية أو فسطاطية. والتفاصلية المعادية للإسلام عبء على العلمانية وخصم من حسابها، وليس العكس. والموقف العلماني معني بالفصل بين الدين والدولة كأساس لحيادها بين سكان متنوعين دينيا ومذهبيا، ومنهم من هم غير مؤمنين. والموقف هذا غير معني بمحاربة الدين أو نصرة دين على آخر أو خوض معارك فاصلة من أي نوع. فإن وجد علمانيون معادون للدين أو تفاصليون، وهم موجودون بالفعل، فإن هذا لا يترتب على الموقف العلماني بحد ذاته. أما الدعوة إلى إزالة الإسلام أو أية تنويعة من تنويعات هذا الموقف فهي غريبة على العلمانية. وهي في الواقع أقرب ما تكون إلى نزعات فاشية متنحية، يحصل أن ترتبط بصورة ما أيضا بالنزعات الطائفية. وتجد التفاصلية العربية نفسها بصورة نسقية أقرب إلى تيارات يمينية وفاشية في الغرب (ولها تنويعة "يسارية" ذات منزع تسلطي أو شمولي، نسقيا).
وما نريد قوله في هذا الشأن هو أن من الضروري فك الارتباط بين نقد الشأن الإسلامي وبين التفاصلية، مهما يكن سندها الفكري. نقد الشأن الإسلامي يكون عقلانيا أكثر وعلمانيا أكثر بقدر ما يكون نسبيا وتاريخيا، ومتحررا من هوامات المعركة الفاصلة والحساب النهائي والمواجهة الحضارية. بالعكس، إن من شأن النقد التفاصلي للإسلام أن يحل عقيدة متطرفة وشبه دينية محل ما يفترض أنه يعترض عليه لأنه متطرف ومتعصب دينيا. والنقد العلماني للشأن الديني الإسلامي مدعو أكثر من غيره إلى التمايز عن النقد التفاصلي الذي يفضي حتما إلى حاكمية معادية منهجيا للإسلام، تشكل نسخة طبق الأصل عن الحاكمية الإسلامية التي كان دعا له مفكر التفاصلية، المرحوم سيد قطب. وفي أي من صورتيها، الدينية أو المعادية للدين، الحاكمية نظام شمولي مغلق، وقد يكون فاشيا.




#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الله مقاوماً في .. بيروت
- شتاينماير ضد كانط
- جيل عربي ثالث أمام الواقعة الإسرائيلية
- خبز شعير.. عربي
- الأولوية، عربيا، للتقدم أم لمواجهة إسرائيل؟
- الدين كحق من حقوق الإنسان
- سلام في سورية من أجل سلام لسورية...
- من أجل نقد عقلاني للسياسة الأميركية
- أميركا الشرق أوسطية ونحن.. الأميركيون!
- الشرق أوسطية: الإيديولوجية والنظام
- سورية والأزمة الوطنية الدورية
- ما العمل حين يستحيل العمل؟
- نقد متأخر لنظرية -قوى التغيير-
- في أصل امتناع السلام العربي الإسرائيلي
- من أجل ماذا سلام سوري إسرائيلي؟
- في -المسألة الكردية- وتمثيل الذات الوطنية السورية
- الممانعة وامتناع السياسة
- عناصر رؤية عقلانية لمواجهة إسرائيل (2)
- من -الديمقراطية البرجوازية- إلى -الليبرالية الجديدة- و.. -ال ...
- عناصر رؤية عقلانية لمواجهة إسرائيل (1 من 2)


المزيد.....




- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسين الحاج صالح - -التفاصلية- والعلمانية ونقد الشأن الإسلامي