أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (4)















المزيد.....

أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (4)


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2296 - 2008 / 5 / 29 - 10:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول رسولنا الكريم ( يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب) . وبعيدا عن البوليميك ، أضع القراء الكرام أمام المعطيات التالية وأترك لهم الفرصة للحكم على أي منا كاذب وكذاب :
1 ـ سبق للأخ بلال أن اتهمني بالكذب في حق الشيخ ياسين بخصوص العقوبات التي يتوعد بها خصومه . ورغم عناد الأخ بلال فإنه لم يستطع إنكار فعل الطرد من الوظيفة والنفي خارج الوطن والقتل البشع . فبالنسبة لبلال أن الشيخ سيمارس عقوبة القتل وقطع الأيدي والأرجل وسمل العيون والتعطيش حتى الموت ، لكن في حق ( المحاربين بالمفهوم الشرعي ، أي قطاع الطريق الذين يعيثون فسادا ويسطون على أموال المسلمين ويهتكون أعراض نسائهم باستعمال القوة ) . وبحكم علاقة "حمية الجاهلية" التي تربط بلال بالشيخ ياسين وتحمله على النصرة والمناصرة ، كان أولى بالأخ بلال أن يتصل رأسا بالشيخ ياسين ويسأله عمن هم موضوع الوعيد إياه . وإن فعل كان سيعفي نفسه ويعفيني ويعفي القراء الكرام من قلق السؤال . وأدعوه بالمناسبة أن يفعل ليطمئن قلبه . ولعلم السيد بلال أن "مسألة جماعة عكل ناقشتها في الفصل الخامس من كتابي "الشيخ عبد السلام ياسين من الدروشة إلى القومة" ، ولم أجد وجه المقارنة بين القوم الذين غدروا براعي الرسول(ص) وبين اليساريين والعلمانيين . والتأويل الذي ذهب إليه بلال لا يستقيم مع عقيدة الشيخ ومشروعه المجتمعي . ذلك أن أي مشروع مجتمعي قبل قيامه أو بعده لا يأخذ أبدا في الاعتبار "قطاع الطرق" و"اللصوص" ويضع تصورا متكاملا للتصدي لهم ومعاقبتهم . فهؤلاء لا يمثلون تهديدا لأي نظام سياسي عادي ومتواضع فأحرى النظام الياسيني الحديدي . وهل الشيخ سيقيم دولته في مملكة اللصوص وقطاع الطرق حتى يكون لهم حضور مركزي في مؤلفاته وخططه ؟ فالأسباب الموضوعية لاستحضار مخاطر هذه الفئة على استقرار النظام غير واردة . والخلل في الاستنتاج الذي ذهب إليه الأخ بلال مرده أساسا إلى كون الذاكرة التي ترهقها المتون وتجعلها حبيستها تفقد قدرتها على الاستقراء كعملية عقلية تتطلب فكرا طليقا خارج أسْـر النصوص ومتحررا من عبادة الشيوخ ، يأبى الطاعة ويرفض التسليم والتصديق الأعمى ويمارس بدلهما الشك والتحليل . فضلا عن امتلاك أدوات التفكيك والتركيب التي هي من فضائل العلوم اللسانية التي لا قِبل للأخ بلال بها . لهذا لم يكن بمقدور الأخ بلال أن يدرك أن المستهدف أساسا بالوعيد هم اليساريون والعلمانيون الذين يعلن الشيخ عن عدائه لهم لأنهم يشكلون العقبة الرئيسية في طريقه إلى الحكم ، من جهة ، ومن أخرى يحملون مشروعا مجتمعيا نقيضا للمشروع الياسيني . بل كل التيارات الإسلامية تشكلت على أساس عقائدي وإيديولوجي مناهض ومعاد لليساريين والعلمانيين . والشيخ يعادي هؤلاء لأنهم عقلانيون وليس لأنهم لصوص وقطاع طرق . وخطورة العقلانية أوضحها الشيخ كالتالي( لكن مفهوم العقلانية الذي يتقدم به المثقف المغرّب يعني أول ما يعني تأليه العقل وسيادته ، أي تأليه الإنسان وطغيانه وسيطرته على الطبيعة.. فكلمة " عقلانية" في خطاب المثقف الحداثي تعني مثل كل كلمات قاموسه المفضلة : لاييكية لا دينية )(ص 42 حوار مع الفضلاء) . إن العقلانية بما هي منهج في التفكير والتحليل والتسيير يحاربها الشيخ لأنه يعلم أنها مصدر خطر على مشروعه ، من حيث إنها ستكشف عن حقيقة مراميه وأهدافه غير المعلنة ، ومزالق برنامجه . لهذا السبب يعادي الشيخ العلوم التي تربي في النشء الحس النقدي . ويوم يقيم دولته سيمنع تدريس كل العلوم الإنسانية حتى يجرد الناس من سلاح النقد والتحليل . لهذا يتصدى لطروحات العقلانيين بقوله ( يرى الفلاسفة المغربون العقلانيون ، عقلانية الإلحاد ، أن العلة المنهجية في الفكر الإسلامي المسلم هي التسليم بلا نقد ، ذلك التسليم الذي يكون مناخا عاما يشمل الحياة بأطرافها ، ويعم العلاقة السياسية حين تسود الطاعة العمياء ، والانقياد لكل من غلب وتسمى أمير المؤمنين ، ويعم الحياة الاقتصادية حين يتواكل المؤمنون بالغيب على الرزق يأتيهم من السماء . . داء الأمة عندهم هو عادة تأكيد الأشياء دون مناقشة . فيعلمون الناشئة أول ما تلقيهم إليهم في الثانوية والجامعة يد الإهمال منهجية الشك ، ويوقظون فيهم شيطان الشك ، ويشحذون في نفوسهم وعقولهم حاسة الشك ، والنقد الشامل الكامل )(ص 455 العدل) . لهذا السبب يقرر الشيخ طرد هذه الفئة من التعليم أولا . فهذه الفئة هي التي خصص في موضوع خطورتها فصلا كاملا تحت عنوان "تعليم يحررنا" . واعتبر المدخل الأساس "لإصلاح" التعليم هو المعلم/المدرس . بحيث انطلق من الإقرار التالي : ( إن كانت المدارس والمعاهد والجامعات تفرخ أفواجا للشارع والبطالة فمن بين الأسباب وآكادها فراغ المتخرج والمتسرب والمترسب لفراغ المعلم الذي عاش معه زمانا ، لم يتعلم منه لفراغ المتعلم . سبب أكيد سابق ولاحق للسب الاقتصادي والاستثماري وللسبب السياسي التمويلي ). لذا يطرح سؤال : بأي خلل تبدأ والأولويات تتزاحم ؟ فيجيب ( دع عنك الذي يفكر في تغيير الهياكل وتدويلها أو تخصيصها ملغيا الاعتبار الأخلاقي المعنوي . وتعال نتحدث عن المواصفات المثالية للمعلم القدوة وسط عقد المنظومة )(ص 170 حوار مع الفضلاء .) . والفئة من المعلمين الذين لا تنسجم قناعتهم الفكرية والإيديولوجية مع مشروع الشيخ ، هم الذين يصفهم الشيخ بـ"الحثالات" التي قرر في حقها الطرد والكنس ، ليس لأنهم قطاع طرق ولصوص وهاتكي الأعراض ، بل لأنهم لا يخدمون مصلحة النظام الياسيني عبر التصديق والتسليم بـ"كرامة" الأولياء . ومن مصلحة النظام الياسيني الإيمان "بالكرامة" التي ينكرها العقلانيون . وهذا ما ركز عليه الشيخ في كتاب "الاقتصاد" كالتالي ( فالحساب والأرقام والتخطيط اتخاذ للأسباب التي وضعها الله عز وجل في الكون ، وهي شرع مرتبط ارتباطا لا فكاك له عن القدر إلا بمعجزة نبي ، أو كرامة ولي ، أو بركة يدرها الله الكريم الوهاب على عباده المؤمنين المتقين العادلين المحسنين المزكين)(ص 53) . هكذا يسعى الشيخ إلى التخلص من الفئة العقلانية الواعية بكل السبل لأنها تمثل عقبة في وجه مشروعه . وهذا بالضبط ما شدد عليه الشيخ في كتاب العدل كالتالي ( في طريق الحركة الإسلامية الصاعدة ، الغادية الرائحة من نصر إلى نصر بإذن الله ، تتمثل هذه الذهنية المغـَّرَبة العلمانية عقبة في سبيل بناء النموذج الإسلامي في الحكم .. تتوسط هذه "الفلسفة الأنوارية " ، أم الإلحاد وأم اللبرالية وجدة الماركسية وسائر الفلسفات المادية ، بين الدعوة الإسلامية وبين الفطرة المقبورة في كيان من نود أن نبلغهم عن الدين ، وعن الله عز وجل ، وعن الآخرة )(ص16 العدل) . إذن لم يدر في خلد الشيخ ولم يرد في كتبه "الخطر" الذي يمكن أن يمثله "اللصوص وقطاع الطرق" حتى يخصص لهم مئات الصفحات . إن المستهدفين بالطرد والنفي ثم القتل هم اليساريون العلمانيون لأنهم عقلانيون يحملون "الفلسفة الأنوارية" التواقة إلى الحرية والمؤسسة لمبادئ حقوق الإنسان . من هنا يقرر الشيخ مسترشدا بالمودودي ( وبالجملة ، فإن كل من أُعِدَّ لإدارة الدولة اللادينية ورُبِّيَ تربية خلقية وفكرية ملائمة لطبيعتها ، لا يصلح لشيء من أمر الدولة الإسلامية . فإنها ( أي الدولة الإسلامية ) تتطلب وتقتضي أن يكون كل أجزاء حياتها الاجتماعية ، وجميع مقومات بنيتها الإدارية من الرعية والمنتخبين والنواب والموظفين والقضاة والحكام وقواد العساكر والوزراء والسفراء ونظار مختلف الدوائر والمصالح ، من الطراز الخاص والمنهاج الفذ المبتكر ) . ويعلل الشيخ قراره هذا كالتالي ( أبناء الدنيا لا يصلحون لنظم أمر المسلمين في غد الخلافة الثانية )( ص 120 العدل) . وسواء تعلق المراد من قول الشيخ ياسين ( قلت هذه عبارة أمسكوها أيها الفضلاء ، ولعل صياغتها تناسب مدارككم ) ، سواء تعلق بالدستور الإسلامي الذي وضع أسسه الشيخ ياسين في كتابه "المنهاج النبوي" أو دستور المودودي ومنهاجه القاضي باستبعاد كل المواطنين الذين لم يربوا "تربية خلقية وفكرية ملائمة" لبناء الدولة الإسلامية ، فإن المصير واحد هو الطرد من الوظيفة العمومية والمنع من المشاركة في إدارة الشأن العام . إنها عقوبة بكل المقاييس وبكل التأويلات . وما يعزز فكرة أن عقوبة القتل ستكون ضد العقلانيين اليساريين والعلمانيين وليس اللصوص وقطاع الطرق ،كما زعم الأخ بلال ، هو التدرج الذي رأينا أعلاه ، ثم الصرامة التي قرر الشيخ اعتمادها في مواجهة فئة العلمانيين واليساريين . ذلك أنه سبق ووضع شرطا أمام الفضلاء الديمقراطيين . وبالمناسبة فالشيخ يعتبر كل الديمقراطيين علمانيين . لهذا يقرر ( اللقاء مع الفضلاء الديمقراطيين الذين نحب أن نحاورهم طبقة واحدة مع المتسلطين المستبدين يعزلون الشعب عن منبع قوته ومصدر عزته وقوام أصالته وحقيقة هويته حين يكممون أفواه الناقدين من جانب إسلام العدل والشورى .. اللقاء مع الفضلاء الديمقراطيين يوم يسلمون أن الدين ما هو أيام الزينة والصلاة في التلفزيون يتظاهر به من يعلم الله ما في قلوبهم . يوم يعلَمون ويتعاملون مع أبناء الدعوة على أساس أن الدين ليس مجرد شعائر تعبدية ، وإنما هو حكم بما أنزل الله ، حكم تطبق فيه الشورى ) ( ص 5) . هؤلاء الديمقراطيون إن لم يخضعوا لما بسطه الشيخ ويقتنصوا "الفرصة" الأخيرة التي منحها إياهم الشيخ فإن عاقبتهم ستكون وخيمة . وهذا إنذاره ( تفوت الفرصة إن انتظرتم حتى يخفق لواء الإسلام على الربوع .. كلمة تفوت فرصتها .وإلا فالوكيل الله ، والقوي الله ، والقاهر فوق عباده الله . والأمة راجعة بقوة إلى دينها بإذن الله . .. وإنه دائما الإسلام أو الطوفان ، خاطبنا من يعلم أن للكلم معنى ، وأن بعد اليوم غدا )(ص 8 حوار مع الفضلاء ) ...



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (3)
- أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (2) .
- أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (1)
- أية إستراتيجية لمواجهة الإرهاب ؟
- تيار الإسلام السياسي خصم أم حليف للتيار الجهادي ؟(3)
- تيار الإسلام السياسي خصم أم حليف للتيار الجهادي ؟(2)
- بلال التليدي : كبر مقتا أن تقول ما لا تفعل !!
- ماذا لو شملت عقوبة الإعفاء من المهام كل المقصرين ؟
- تيار الإسلام السياسي خصم أم حليف للتيار الجهادي ؟(1)
- على هامش فرار الإرهابيين : الدول لا تبنى بالعواطف .
- مواقف الأحزاب والمنظمات الحقوقية والإعلام في مواجهة الإرهاب ...
- المال -السايب- يشجع على النهب والتبذير .
- الإسلاميون واليساريون أية علاقة ؟
- الجماعات الإسلامية والنموذج المشرقي المفلس لأوضاع المرأة .
- وإذا المستأسدون سئلوا لأي سبب جبنوا .
- إلى أين يسير المغرب ؟
- هذه مخططات الإرهاب فما هي مخططات الدولة والأحزاب ؟
- الوهابية تعادي الحب وتنكر العلم وتكفر الديمقراطية .
- في مواجهة الظلامية والعدمية
- حركة لكل الديمقراطيين استنهاض للهمم واستنفار للطاقات .


المزيد.....




- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (4)